( كـلاكيت مـرة أخرى !!! التغـريب و التخـريب !!)

السلام عليكم ورحمة الله
وبعد..
طال الحديث وتشعب حول هذه الآفة الجديدة ، التي تساقط في أتونها جمهرة غير قليلة من شبابنا وفتياتنا للأسف ، وأصبحت هاجساً بالنسبة لهم ، ومادة يتفكهون بها في مجالسهم ، وحتى في مدارسهم ..!!
وأعني ما سموه ببرنامج ستار ، الذي عافانا الله برحمته من متابعته ، وإهدار الوقت معه ، والانشغال به وبأهله ..
قرأت عن هذا البرنامج كثيراً ، لا سيما في مواقع عدة على الانترنيت ، وسمعت عنه أكثر من هنا وهناك ، ممن أحتك بهم ، وعافاني الله برحمته من إهدار وقتي في الجلوس إليه ..
والذي خرجت به مما سمعت وقرأت :
أن هذه عملية جديدة وحثيثة لتفريغ العقول ، وتخريب القلوب ، ومسخ للشخصية ، ثم تذويبٌ لها في محلول التغريب .. !!
التغريب الذي يراد تعميمه تحت شعارات كثيرة ، وبأساليب متنوعة ..
والأمة غافلة لها الله !
فإذا تمت عملية التخريب والتغريب ، أصبح الإنسان من حصب جهنم والعياذ بالله _ شعر بذلك أو لم يشعر _ ...!!
القاعدة البدهية تقرر وتنص على أن :
الرؤوس الفارغة يمكن تعبئتها بأية تفاهة ..!
القلوب الخاوية تلتقط كل مؤثر ولو كان فيه عطبها .!
ومن هنا نقول :
إن الإنسان ( العاقل ) يستطيع أن يحكم على نفسه بنفسه ، ويستفتي قلبه وإن أفتاه الناس وافتوه وافتوه وأفتوه ..!
حين تجد نفسك مشدوداً تتابع مثل هذه البرامج التافهة ، هل تكون إلا تافهاً ..! ( مع احترامنا للعقلاء !!! ) وهل تكون إلا فارغ الرأس .. خاوي القلب .. مفرّغ من الداخل .. ؟!
فلا تنتظر بعدها إلا أن تعبئ هذا الفراغ باي سموم تعرض عليك في ثوب قشيب !!
لابد من وقفة جادة إذن :
في الوقت الذي نجد فيه نصوص القرآن والسنة النبوية ، ومنهاج العلماء الربانيين كلها تنصب على أهمية الوقت ، واستثمار كل دقيقة تمضي من عمرك لتصنع بها رصيداً ينفعك عند الله ، يوم تلقاه وهو راضٍ عنك ..
في الوقت الذي يكون الاهتمام بالوقت هو ركيزة من ركائز التربية السماوية لتخريج رجال الله يملأون هذه الأرض خيرا ونورا وهدى ..
يأتي هؤلاء المناكيد لينسفوا هذه الأصول نسفاً محكماً ..!
وأكثرنا للأسف يجاريهم في بلاهة ، ثم يحسب أنه لم يرتكب جريمة تقيدها عليه الملائكة في كتابه الذي سيقرأه ذات يوم بين يدي الله ، فلا يجد إلا سواد الوجه !!
( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)
بل اليوم أيضا نقول لك بملء الفم :
كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا !! قبل أن تقال لك في ذلك اليوم العصيب فتعض بنان الندم ، وتقرع سن الحسرات !!
فإن كنت عاقلا ..فتدارك نفسك .. إن كانت نفسك تهمك .. !!
لقد أجمع ( أنصاف العقلاء ) _ ولن أقول العقلاء ، لأني لا أتصور عاقلا مكتمل العقل يمكن أن يتابع هذه التفاهة والسخافة والقذارة _
أجمعوا على أن المحصلة النهائية لمتابعتهم لهؤلاء المناكيد :
ضياع للوقت ، وإهدارٌ لقيمة الزمن ، وإتلافٌ للأعصاب أيضاً !
ونضيف على هذا :
وتفريطٌ في جنب الله الذي نزعم ليل نهار أننا نحبه.. بل ( نذوب ) في محبته !!!!!!
مع أننا نصر على أن نمضي في عكس الاتجاه الذي يريده منا ، ويرضاه لنا ..!؟
لو كان حبك صادقاً لأطعته ** إن المحب لمن يحب مطيعُ
سبحان الله ..
ما الذي يمكن أن نتوقع أن يقدمه لنا أناس لا خلاق لهم ، وربما لا بصيص من نور الإيمان في قلوبهم ..؟!
بل قد يكون مُعدو هذا البرنامج من خالصي أعداء الله جل جلاله ، وأعداء هذه الأمة التي يمكرون عليها ليل نهار ..وهي تدفع من جيوبها وعرقها ما تتخم به أرصدة هؤلاء !!!
إن الحية لا تلد إلا أفعى ..!
وإن شجرة الحنظل لا ينتظر منها أن تثمر عسلاً !!
هؤلاء نموذج حي للذين إذا قيل لهم ( لا تفسدوا في الأرض )
قالوا في بلاهة منقطعة النظير : ( إنما نحن مصلحون )
سبحانك ربي سبحانك .. ما أحلمك !
هكذا بكل بجاحة وسفاهة يقولون لك : إنما نحن مصلحوووووووون !!!
( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)
بل عند التحقيق والتدقيق والنظر والتمحيص يتبين لك بما لا شبهة فيه ، أن هؤلاء ممن ينطبق عليهم قول الحق تبارك وتعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا :
لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ..
وسؤالي إلى أبناء وبنات المسلمين تحت كل سماء :
ترى هل فرغنا من الواجبات لنتفرغ لمثل هذه التفاهات ؟؟!
أنا أتحدى أي إنسان ( عاقل ) ممن يتابع هذه الزبالة ،
وخطابي أتوجه به إلى العقلاء فحسب ، أما غير العقلاء فلا كلام لي معهم !!
أتحدى أن يأخذ الواحد منهم ورقة وقلماً ثم يبدأ يسجل الواجبات التي تنتظره خلال يومه وليلته ، مما يمكن أن يفعله ليكسب أجراً ، ويرضي رباً ، ويزداد قربا ، ويحصل على سعادة قلب وسكينة نفس في دنياه قبل أخراه ..
سوف يهوله _ والله _ أن يجد بين يديه قائمة طويلة جداً من الأعمال التي يمكنه القيام بها _ لو كان جاداً غير هازل _ ولو كانت آخرته تعنيه وتهمه ، ويرغب أن ينال الدرجات العلا في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..
نعم والله قائمة طويلة لا تكفيها الأربع والعشرين ساعة كلها !!
حتى لو لم ينم خلالها !!
فأين الفراغ إذن أيها الفارغون !!؟؟
لقد صدق والله من قال :
الواجبات أكثر من الأوقات ..
ولكن أكثر الناس لا يعلمون . ولا يعقلون .. ولا يريد أكثرهم أن يعقل !!!
يريدون الوصول إلى الجنة ورضوان من الله أكبر ، وهم يسلكون غير الطريق !!!!!!!
وتتقاذفهم الأهواء في كل ناحية ، وهم يحسبون أنهم يحسنون أنهم على خير !!!
وتضيع منهم أنفاس حياتهم هدراً ، وهم يظنون أنهم لم يرتكبوا جرماً يسألهم الله عنه يوم يكون الحساب على مثقال الذرة وما دونها :
( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)
( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)
إن كثيرين جداً منا وفينا وبين ظهرانينا يعيشون على مجرد الأماني !!
أمانٍ !! أن الله سيغفر ويرحم ويتجاوز ، ولن يحاسبهم على تضييع هذه الأنفاس من حياتهم في متابعة مثل هذه التفاهات !!؟
والحقيقة أن الأماني لن تغني عنهم من الله شيئا .. !
يقول الحق تبارك وتعالى :
( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ
وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) وبعد .. وقبل ..
أسوق هذه الآية العظيمة بين يدي العقلاء من أبنائنا وبناتنا وأدعوهم للتأمل فيها طويلا .. لعل قلوبهم تتحرك حركة صحيحة :
يقول الله تعالى :
( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ..
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً)
فإذا ملتم ميلاً عظيما ، فماذا يكون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(.. فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
فإذا أنساهم أنفسهم .. ماذا يكون ؟؟؟؟
خواتيم سوء والعياذ بالله ..
وما أصعب ما قاله بعض العلماء الربانيين يوم قال : المعاصي بريد الكفر !!!!
بمعنى قد تنتهي مجرد المعاصي ، إذا توالت وترادفت ولم يتب منها صاحبها ، قد تنتهي به إلى الكفر والعياذ بالله !
واستدل الشيخ بقوله تعالى :
( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
وتبقى كلمة ..
كان شياطين أعداء هذه الأمة يقولون وهم يتحدثون عن أمتنا :
أن امرأة وكأساً ، تفعل في هذه الأمة ما لا تفعله المدافع والطائرات !!
وحملوا حملات كثيرة في هذا الميدان .. فكان سيل الأعمال الفنية على يد بهائم الوسط الفني ، منذ سنوات طويلة ، لتخريج نساء من هذه الشاكلة ، التي يرون أنها عامل هدم في جدار هذه الأمة ..!
ثم يبدو أنهم استطالوا الطريق ، فقرروا أن يختصروا المسافة ، فكانت مثل هذه البرامج التفاهة أخيراً ، لغرس نساء من تلك النوعية في كل بيت ومنذ مراحل المراهقة وقبلها ، لتصبح كل فتاة مسلمة وليس لها هم إلا هذا الهم الصغير ، الذي يشغلها عن كل هم سواه ..!!
وكان من أفكارهم التي دندنوا حولها كثيرا :
اشغلوا أبناء المسلمين وبناتهم ، عن المسجد بالملهى .. وعن القرآن بالغناء ، وعن الله بالشهوات ..!!
ويبدو أن مثل هذه البرامج تحقق لهم مثل هذه الأهداف من أقرب طريق !!
وأبناؤنا وبناتنا في غمرتهم ساهون ، كالبهيمة لا تدري إلى أين يسوقها الجزار ..!!
ويولد هاهنا سؤال عند أصحاب القلوب الطيبة من هؤلاء ، ممن إذا نُبهوا انتبهوا ، وإذا نُصحوا انتصحوا ، يسألونك :
فكيف الخلاص إذن من أسر هذه المحنة وقد أصبحت إدماناً يتعسر الإفلات منه !؟
وأدع الإجابة لكل من يقرأ السؤال .. وإنها أمانة ...
وبالله التوفيق ، ومنه المدد والعون ...