الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
آيات من سورة المزمل بتفسير الزركشي
آيات من سورة المزمل بتفسير الزركشي ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2] قوله تعالى: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ ﴾ [المزمل: 2]، أي: صلَّ في الليل، لأن القيام بعض الصلاة[1]. ﴿ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4] قال رحمه الله: فسّر بعضهم قوله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير، وجاء النكير على من قرأه معكوسًا، ولو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يُلْزم إلا على هذا الترتيب، ولو نزل القرآن جملةً واحدة كما اقترحوا عليه لنزل على هذا الترتيب، وإنما تفرقت سوره وآياته نزولاً؛ لحاجة الناس إليها حالة بعد حالة، ولأن فيه الناسخ والمنسوخ، ولم يكن ليجتمعا نزولاً، وأبلغ الحُكْم في تفرقه ما قال سبحانه: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾[2]، وهذا أصلٌ بني عليه مسائل كثيرة[3]. قوله تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، يدل على كثرة القراءة على هيئة التأني والتدبر[4]. ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6] قوله تعالى: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ﴾ [المزمل: 6]، قال ابن عباس: "نشأ" بلغة الحبشة؛ قام من الليل[5]. ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ [المزمل: 9] قال رحمه الله: مما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا لفظ "المشرق والمغرب"[6]، وإنما أفردا في سورة المزمل لما تقدم من ذكر الليل والنهار، فإنه سبحانه أمر نبيه بقيام الليل، ثم أخبر أنه لَه في النهار سبْحًا طويلاً؛ فلما تقدم ذكر الليل والنهار تمّمه بذكر المشرق والمغرب، اللذيْن هما مظهر الليل والنهار، فكان ورودهما منفرديْن في هذا السياق أحسنُ من التثنية والجمع؛ لأن ظهور الليل والنهار فيهما واحد[7]. ﴿ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 11] قوله تعالى: ﴿ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المزمل: 11]، أجاز أبو البقاء[8] كون الواو عاطفة، وهو فاسد؛ لأنه يلزم فيه أن يكون الله تعالى أمر نبيه عليه السلام أن يتركه وكأنه قال: اتركني واترك المكذبين، فتعين أن يكون المراد خل بيني وبينهم، وهو واو "مع"، كقولك لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها[9]. ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ﴾ [المزمل: 14] قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا ﴾ [المزمل: 14]، فإنما أعيد لفظ ﴿ وَالْجِبَالُ ﴾ [المزمل: 14] والقياس الإضمار؛ لتقدم ذكرها، مثل ما ذكرنا في "آلم السجدة" في أحد القولين، وهو قوله: ﴿ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [السجدة: 20]، وهو أن الآيتين سيقتا للتخويف والتنبيه على عظم الأمر، فإعادة الظاهر أبلغ، وأيضًا فلو لم يذكر ﴿ َالْجِبَالُ ﴾ [المزمل: 14]لاحتمل عود الضمير إلى الأرض[10]. ﴿ فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴾ [المزمل: 17] قوله تعالى: ﴿ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴾ [المزمل: 17]، نسب الفعل إلى الظرف لوقوعه فيه[11]، والمعنى: أي يجعل هولُه، فهو من مجاز الحذف[12]. ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا ﴾ [المزمل: 18] قوله تعالى: ﴿ السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ [المزمل: 18]، ففي تذكير "منفطر" خمسة أقوال: أحدها: للفرّاء[13]، أن السماء تذكر وتؤنث فجاء "منفطر" على التذكير. والثاني: لأبي علي[14]، أنه من باب اسم الجنس الذي بينه وبين واحده التاء، مفرده سماءة، واسم الجنس يذكر ويؤنث، نحو: ﴿ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ﴾ [القمر: 20][15]. والثالث: للكسائي[16] أنه ذكّر حملاً على معنى السقف. والرابع: لأبي علي[17]، أيضًا على معنى النسب، أي ذات انفطار، كقولهم: امرأة مرضع، أي ذات رضاع. والخامس: للزمخشري[18] أنه صفة لخبر محذوف مذكّر، أي شيء منفطر[19]. [1] البرهان: بيان حقيقته ومجازه - المجاز الإفرادي 2 /165. [2] سورة الإسراء: 106. [3] البرهان: معرفة تقسيمه بحسب سوره وترتيب السور والآيات 1 /183. [4] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الزيادة على بنية الكلمة 3 /26. [5] تفسير الطبري 23 /366. البرهان: معرفة ما فيه من غير لغة العرب 1 /202. [6] راجع سورة الصافات الآية: 5. [7] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فيما ورد في القرآن مجموعًا ومفردًا 4 /13 - 14. [8] إملاء ما منَّ به الرحمن لأبي البقاء 2 /271. [9] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - الواو الغير عاملة 4 /265. [10] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الخروج على خلاف الأصل وأسبابه 2 /302. [11] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - المجاز في المركب وأقسامه 2 /160. [12] المصدر السابق: إضافة الفعل إلى ما ليس بفاعل له في الحقيقة 2 /181. [13] معاني القرآن للفراء 3 /199. [14] انظر: البحر المحيط 8 /357. [15] سورة القمر: 20. [16] تفسير الألوسي 29 /110. [17] البحر المحيط لأبي حيان 8 /357. [18] الكشاف 6 /247. [19] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - تذكير المؤنث 3 /225. الالوكة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آيات من سورة الجن بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-16-2016 09:19 PM |
آيات من سورة نوح بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-03-2016 09:58 PM |
آيات من سورة القلم بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-31-2016 11:38 AM |
ما فسره الإمام الزركشي من سورة الملك | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-20-2016 09:02 PM |
تفسير آخر ثلاث آيات من سورة الحشر وحديث شريف عن فضلها | ابو مناع | المجتمع المسلم والفتاوى | 6 | 08-27-2009 07:52 AM |