![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() آيات من سورة نوح بتفسير الإمام الزركشي ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [نوح: 4] قال رحمه الله: جوَّز الأخفش زيادة "مِنْ" في الإثبات[1] كقوله: ﴿ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾ [نوح: 4] والمراد الجميع بدليل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ﴾ [2]، فوجب حمل الأول على الزيادة دفعًا للتعارض. وقد نُوزع في ذلك بأنه إنما يقع التعارض لو كانتا في حقّ قبيلٍ واحد، وليس كذلك، فإن الآية التي فيها "مِنْ" لقوم نوح، والأخرى لهذه الأمة. فإن قيل: فإذا غُفِر للبعض كان البعض الآخر معاقبًا عليه، فلا يحصل كمال الترغيب في الإيمان إلا بغفران الجميع. وأيضًا: فكيف يحسن التبعيض فيها، مع أن الإسلام يجُبُّ ما قبله، فيصح قولالأخفش، فالجواب من وجوه: أحدها: أن المراد بغفران بعض الذنوب في الدنيا؛ لأن إغراق قوم نوح عذاب لهم، وذلك إنما كان في الدنيا مضافًا إلى عذاب الآخرة، فلو آمنوا لغفر لهم من الذنوب ما استحقوا به الإغراق في الدنيا، وأما غفران الذنب بالإيمان في الآخرة فمعلوم. والثاني: أن الكافر إذا آمن فقد بقيَ عليه ذنوب وهي مظالم العباد، فثبت التبعيض بالنسبة للكافر. الثالث: أن قوله: ﴿ ذُنُوبِكُمْ ﴾ [نوح: 4] يشمل الماضية والمستقبلة، فإن الإضافة تفيد العموم، فقيل: "مِنْ" لتفيد أن المغفورَ الماضي، وعدم إطماعهم في غفران المستقبل بمجرد الإسلام حتى يجتنبوا المنهيات. وقيل: إنها لابتداء الغاية وهو حَسَن لقوله: ﴿ يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ﴾ [3]، وسيبويه[4] يقدّر في نحو ذلك مفعولاً محذوفًا، أي يغفر لكم بعضًا من ذنوبكم محافظة على معنى التبعيض. وقيل: بل الحذف للتفخيم، والتقدير: "يغفر لكم من ذنوبكم ما لو كشف لكم عن كنهه لاستعظمتم ذلك"، والشيء إذا أرادوا تفخيمه أبهموه، كقوله: ﴿ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾[5]، أي أمر عظيم. وقال الصفار: "مِنْ" للتبعيض على بابها، وذلك أن "غفر" تتعدى لمفعولين: أحدهما: باللام، فالأخفش يجعل المفعول المصرح "الذنوب" وهو المفعول الثاني، فتكون "مِنْ" زائدة، ونحن نجعل المفعول محذوفًا، وقامت ﴿ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ﴾ [نوح: 4] مقامه، أي جملة من ذنوبكم، وذلك أن المغفور لهم بالإسلام ما اكتسبوه في حال الكفر لا حال الإسلام، والذي اكتسبوه في حال الكفر بعض ذنوبهم لا جميعها[6]. ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 16] قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [7]، يحتمل وجهين: مناسبة رءوس الآي، أو أن انتفاع أهل السموات به أكثر. قال ابن الأنباري: يقال إن القمر وجهه يضيء لأهل الشمس، وظهره إلى الأرض، ولهذا قال تعالى: ﴿ فِيهِنَّ ﴾ [نوح: 16] لما كان أكثر نوره يضيء إلى أهل السماء[8]. ﴿ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 18] قوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 17، 18]، ففائدة ﴿ إِخْرَاجًا ﴾ [نوح: 18] أن المعاد في الأرض هو الذي يخرجكم منها بعينه، دفعًا لتوهم من يتوهم أن المخرج منها أمثالهم، وأن المبعوث الأرواح المجردة[9]. ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ﴾ [نوح: 25] قوله تعالى: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا ﴾ [نوح: 25]، فإن الغرق من صفات الماء، فكأنه جمع بين الماء في النار والنار، قال ابن منقذ[10]: وهي أخفى مطابقة في القرآن[11]. ﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [نوح: 27] قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [نوح: 27]، أي صائرًا إلى الفجور والكفر[12]. [1] انظر: تفسير الألوسي 29 /69. [2] سورة الزمر: 53. [3] سورة الأنفال: 38. [4] الكتاب لسيبويه 4 /225. [5] سورة طه: 78. [6] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات - مِنْ 4 /257 - 258. [7] سورة نوح: 15-16. [8] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - ما قدم والمعنى له من أسبابه الشرف 3 /166. [9] المصدر السابق: ما يلتحق بالتأكيد الصناعي 2 /243. [10] هو أسامة بن مرشد بن علي بن مُقلد بن نصر بن مُنْقِذ، الأمير الكبير، مؤيد الدولة، أبو المظفر، الكناني الشيرازي، كان من أكابر بني مُنقذ أصحاب قلعة شَيْزَر وعلمائهم وشجعانهم، له تصانيف عديدة في فنون الأدب والأخبار والنظم، مات سنة 584هـ. (شذرات الذهب 6 /459). [11] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - الطباق 3 /280. [12] المصدر السابق: بيان حقيقته ومجازه - تسمية الشيء بما يؤول إليه 2 /173. الالوكة |
![]() |
#2 |
مشرفة منتديات البرمجيات والصور والأفلام
![]() ![]() |
![]()
الله يجزاك خير
بموازين اعمالك يارب |
![]()
اللهم انس وحشة من باتوا في قبورهم وحيدين و اجعلهم منعمين مطمئنين برضاك وعفوك عنهم يارحم الراحمين. اللهم ارحم امي وابي وجميع اموات المسلمين❤
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آيات من سورة القلم بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-31-2016 11:38 AM |
ما فسره الإمام الزركشي من سورة الملك | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-20-2016 09:02 PM |
تفسير آخر ثلاث آيات من سورة الحشر وحديث شريف عن فضلها | ابو مناع | المجتمع المسلم والفتاوى | 6 | 08-27-2009 07:52 AM |
بلنتي الهلال ضد الوحدة (صورة ) | علي معتوق | الساحة الرياضيّة | 10 | 03-16-2005 09:38 AM |