الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
آيات من قصار السور بتفسير الزركشي
آيات من قصار السور بتفسير الزركشي التكاثر ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [التكاثر: 3]قال الزمخشري في قوله تعالى: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [1]، إن الثانية تأسيس لا تأكيد؛ لأنه جعل الثانية أبلغ في الإنشاء فقال: وفي ﴿ ثُمَّ ﴾ تنبيه على أن الإنذار الثاني أبلغ من الأول، وفيه تنبيه على تكرر ذلك مرة بعد أخرى، وإن تعاقبت عليه الأزمنة لا يتطرق إليه تغيير، بل هو مستمر دائمًا[2]. قوله تعالى: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ [3]، هي ردٌّ لما قبلها لأنه لما قال: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴾ [4]، كان إخبارًا بأنهم لا يعلمون الآخرة، ولا يصدِّقون بها، فقال: ﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾، فلا يحسن الوقف عليها -هنا- إلا لتبيين ما بعدها، ولو لم يفتقر لما بعدها لجاز الوقف[5]. ﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾، أي عاقبة أمركم؛ لأن سياق القول في التهديد والوعيد[6]. ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 5] قوله تعالى: ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾، تقديره لمّا: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴾[7]. وقيل: تقديره: لشغلكم ذلك عما أنتم فيه، وقيل: لرجعتم عن كفركم، أو لتحققتم مصداق ما تحذرونه[8]. الهمزة ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1] قوله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾، قيل: إنه أمية بن خلف، كان يهمز النبي صلى الله عليه وسلم[9]. سورة الفيل ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 5] قوله تعالى: ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾، كنّى به عن مصيرهم إلى العذرة، فإن الورق إذا أكل انتهى حاله إلى ذلك[10]. سورة قريش ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾ [قريش: 1] قال رحمه الله: اللام في: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾، قيل: إنها متعلقة ﴿ فَجَعَلَهُمْ ﴾ في آخر الفيل[11]. واعلم أنه لم يسم الله قبيلة من جميع قبائل العرب باسمها إلا قريشًا، سمّاهم بذلك في القرآن؛ ليبقى على مرِّ الدهور ذكرهم فقال تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾[12]، وقال رحمه الله أيضًا: قوله تعالى: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ﴾ هي متعلقة بقوله:﴿ فَلْيَعْبُدُوا ﴾[13]، أو بقوله: ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾[14]، ولهذا كانتا في مصحف أُبَيّ سورة واحدة، وضُعّف بأن جعلهم كعصف مأكول، إنما هو لكفرهم وتجرّئهم على البيت، وقيل: متعلق بمحذوف أي أعجبوا[15]. ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4] قوله تعالى: ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾، أي من جوع شديدٍ وخوف عظيم[16]. وقوله: ﴿ مِنْ جُوعٍ ﴾، أي من أجل الجوع، ورده الأبذي بأن الذي فهم منه العلة إنما هو لأجل المراد، وإنما هي للابتداء، أي ابتداء الإطعام من أجل الجوع. وقوله تعالى: ﴿ أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ ﴾، أشار سيبويه إلى أنّ "مِنْ" -هنا- تؤدي معنى "عن"[17]. وقيل: هي بمنزلة اللام للعلة، أي لأجل الجوع، وليس بشيء، فإن الذي فهم منه العلة إنما هو "أجل" لا "مِنْ"[18]. سورة الماعون ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾ [الماعون: 1] قوله تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾، أي: أخبرني[19]. ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 5] قال رحمه الله: ينبغي العناية بتدبر الألفاظ كي لا يقع الخطأ كما وقع لجماعة من الكبار، فروى الخطابي عن أبي العالية أنه سُئِل عن معنى قوله: ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾، فقال: هو الذي ينصرف عن صلاته ولا يدري عن شفع أو وتر. قال الحسن[20]: مه يا أبا العالية! ليس هكذا، بل الذين سهوا عن ميقاتهم حتى تفوتهم[21]، ألا ترى قوله: ﴿ عَنْ صَلَاتِهِمْ ﴾؟ فلما لم يتدبر أبو العالية حرف "في" و"عن" تنبّه له الحسن، إذ لو كان المراد ما فهم أبو العالية لقال "في صلاتهم"، فلما قال: ﴿ عَنْ صَلَاتِهِمْ ﴾ دلّ على أن المراد به الذهاب عن الوقت[22]. ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [الماعون: 7] قوله تعالى: ﴿ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾، قيل: الزكاة المفروضة، وقيل: العارية، أو الماء، أو النار، أو الكلأ، أو الرفد، أو المغرفة، وكلُّها صحيح؛ لأن مانع الكلّ آثم[23]. سورة الكوثر ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾ [الكوثر: 1]قال رحمه الله: من لطائف سورة الكوثر أنها كالمقابلة للتي قبلها؛ لأن السابقة قد وصف الله فيها المنافق بأمور أربعة: البخل، وترك الصلاة، والرياء فيها، ومنع الزكاة، فذكر -هنا- في مقابلة البخل: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾، أي: الكثير، وفى مقابلة ترك الصلاة: ﴿ فَصَلِّ ﴾، أي: دم عليها، وفى مقابلة الرياء: لِرَبِّكَ، أي: لرضاه لا للناس، وفى مقابلة منع الماعون: وَانْحَرْ، وأراد به التصدق بلحم الأضاحي، فاعتبر هذه المناسبة العجيبة[24]. وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴾، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأمته يَرِدُون على الحوض ورود النازل على الماء، ويرتحلون إلى منازل العزِّ والأنهار الجارية في الجِنان، والحوض للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته عند عطش الأكباد قبل الوصول إلى المقام الكريم، فقال فيه: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ﴾؛ لأنه يترك ذلك عن قرب، وينتقل إلى ما هو أعظم منه[25]. ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ قوله سبحانه: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾، ولم يقل: "لنا"، ليُنَبّه على أنه أهلٌ لأن يصلى له؛ لأنه ربه الذي خلقه وأبدعه ورباه بنعمته[26]. وقال في موضع آخر: لم يقل: "لنا" تحريضًا على فعل الصلاة لحق الربوبية[27]. سورة الكافرون ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2] قوله تعالى:﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ.... لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [28]، يحكى أن بعض الزنادقة سأل الحسن بن علي رضي الله عنه عن هذه الآية فقال: إني أجد في القرآن تكرارًا وذكر له ذلك، فأجابه الحسن بما حاصله: إن الكفار قالوا: نعبد إلهك شهرًا وتعبد آلهتنا شهرًا، فجاء النفيُ متوجهًا إلى ذلك، والمقصود أن هذه ليست من التكرار في شيء، بل هي بالحذف والاختصار أليق، وذلك لأن قوله: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ [الكافرون: 2]، أي لا أعبد في المستقبل ما تعبدون في المستقبل، وقوله: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾[29]، أي ولا أنا عابد في الحال ما عبدتم في المستقبل،﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ ﴾ [30]، في الحال ما أعبُدُ في المستقبل. والحاصل أن القصد نفيُ عبادته لآلهتهم في الآزمنة الثلاثة: الحال، والماضي، والاستقبال، والمذكور في الآية النفي في الحال والاستقبال، وحذف الماضي من جهته ومن جهتهم، ولا بد من نفيه، لكنه حُذِف لدلالة الأولين عليه. وفيه تقدير آخر؛ وهو أن الجملة الأولى فعلية، والثانية اسمية، وقولك: "لا أفعله"، و"لا أنا فاعله"، أحسن من قولك "لا أفعله"، و"لا أفعله"؛ فالجملة الفعلية نفي لإمكانه، والاسمية نفي لاتصافه، كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ ﴾ [الروم: 53] [31]، ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [فاطر: 22] [32]، والمعنى أنه تبرأ من فعله ومن الاتصاف به، وهو أبلغ في النفي، وأما المشركون فلم ينتف عنهم إلا بصيغة واحدة، وهي قوله: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [33]، في الموضعين. وفرق آخر، وهو أنه قال في نفيه الجملة الاسمية: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ [34]، وقال في النفي عنهم: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [35]، عائد في حقّه بين الجملتين، وقال: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾ بالمضارع، وفي الثاني: ﴿ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ﴾ [36]، بالماضي، فإن المضارع يدل على الدوام، بخلاف الماضي، فأفاد ذلك أن ما عبدتموه ولو مرّة ما أنا عابد له البتَّة، ففيه كمال براءته ودوامها ممّا عبدوه ولو مرّة، بخلاف قوله: ﴿ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴾، فإن النفيَ من جنس الإثبات، وكلاهما مضارع يظهران جملة ومنفردًا[37]. ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾ [الكافرون: 3] قوله تعالى: ﴿ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴾، أي: الله – جلَّ جلاله. قوله تعالى:﴿ مَا أَعْبُدُ ﴾ فهي على بابها؛ لأنها واقعة على معبوده ÷ على الإطلاق، لأن الكفار كانوا يظنون أنهم يعبدون الله وهم جاهلون به، فكأنه قال: أنتم لا تعبدون معبودي. ووجه آخر، وهو أنهم كانوا يحسدونه ويقصِدون مخالفته كائنًا من كان معبوده، فلا يصح في اللفظ إلا لفظة "ما" لإبهامها ومطابقتها لغرض أو لازدواج الكلام؛ لأن معبودهم لا يعقل، وكرّر الفعل "على" بنية المستقبل حيث أخبر عن نفسه، إيماءً إلى عصمة الله له عن الزيغ والتبديل، وكرّره "بلفظ" حين أخبر عنهم بأنهم يعبدون أهواءهم، ويتبعون شهواتهم، بفرض أن يعبدوا اليوم ما لا يعبدون غدًا[38]. سورة النصر ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] قال رحمه الله: تجيء "إذا" ظرف زمان، وحق زمانها أن يكون مستقبلاً، نحو: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾[39]. سورة المسد ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾ [المسد: 1]. قوله تعالى ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾، فعدل عن الاسم إلى الكنية؛ إما لاشتهاره بها، أو لقبح الاسم، فقد كان اسمه: عبد العزى[40] وفي الآية تنبيه على مصيره؛ أي: جهنمي مصيره إلى اللهب[41]. ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾. سورة الإخلاص قوله تعالى: ﴿ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾، أي: نمّامة، ومصيرها إلى أن تكون حطبًا لجهنم [42].﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] أي: المنفرد بالأحدية. قال جماعة من النحاة: "هو" ضمير الشأن، و"الله" مبتدأ ثان، و"أحد" خبر المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول، ولم يفتقر إلى عائد؛ لأن الجملة تفسير له، ولكونها مفسّرة لم يجب تقديمها عليه، وقيل: هو كناية عن الله؛ لأنهم سألوه أن يصف ربه فنزلت[43]. قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، أي: الشأن الله أحد[44]. قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، فإنّ وضْع الضمير موضع الظاهر معناه البيان أو الحديث، أو الأمر لله أحد مكفُوًّا بها ثم فُسِّر، وكان أوقع في النفس من الإتيان به مفسرًا من أول الأمر، ولذلك وجب تقديمه، وتفيد به الجملة المراد، تعظيما له[45]. ومن بديع الإيجاز قوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 1، 2] [46]، فإنها نهاية التنزيه[47]. قال رحمه الله: قيل في معنى قوله ع: «﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن»[48]، يعني في الأجر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقيل: ثلثه في المعنى؛ لأن القرآن ثلاثة أقسام كما ذكرنا وهذه السورة اشتملت على التوحيد. وقال محمد بن جرير الطبري: يشتمل – أي القران الكريم- على ثلاثة أشياء، التوحيد، والأخبار، والديانات، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن»، وهذه السورة تشمل التوحيد كله[49]، وورد في ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾؛ أنها جواب للمشركين بمكة، وأنها جواب لأهل الكتاب بالمدينة[50]. ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾، قال محمد بن كعب القرظي[51]: تفسيره: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3، 4] [52]. قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ بعد قوله: ﴿ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾[53]، ويدل على إرادة التقدير سبب نزولها، وهو ما نُقِل عن ابن عباس أن قريشًا قالت: يا محمد صف لنا ربَّكَ الذي تدعوننا إليه، فنزل: ﴿ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾[54] ومعناه: أن الذي سألتموني وصفه هو الله، ثم لمّا أريد تقدير كونه ﴿ اللَّهُ ﴾ أعيد بلفظ الظاهر دون ضميره[55]. ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3] قوله تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، فإنه لما وقع في الأول منازعة الكفرة وتقولهم، اقتضت الرتبة بالطبع تقديمه في الذكر؛ اعتناءً به قبل التنزيه عن الوالد، الذي لم ينازع فيه أحد من الأمم[56]. سورة الفلق ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾ [الفلق: 4] قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴾، تخصيص الاستعاذة بالإناث لخروجه على السبب، وهو أن بنات لبيد سحرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا قال أبو عبيد[57] وفيه نظر؛ فإن الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم هو لبيد بن الأعصم كما جاء في الصحيح[58]. [1] سورة التكاثر: 3-4. [2] الكشاف 6/ 424 بتصرف... البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - فوائد التكرير 3/ 10-3/ 14. [3] سورة التكاثر: 3-4. [4] سورة التكاثر: 1-2. [5] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – كلا 4/ 193. [6] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة – حذف المفعول 3/ 116. [7] سورة التكاثر: 1. [8] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – حذف الأجوبة 3/ 120. [9] المصدر السابق: علم المبهمات 1/ 119. [10] المصدر السابق: الكنايات والتعريض في القرآن 2/ 189. [11] البرهان: معرفة الفواصل ورؤوس الآي 1/ 57. [12] المصدر السابق: علم المبهمات 1/ 119. [13] سورة قريش: 3. [14] سورة الفيل: 5. [15] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – اللام العاملة جرًّا 4/ 208. [16] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة – حذف الموصوف 3/ 101. [17] الكتاب لسيبويه 4/ 226-227 باب عدة ما يكون عليه الكلم. [18] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – مِنْ 4/ 254-255. [19] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – دخول الهمزة على رأيت 4/ 114. [20] هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف، الإمام السيد، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه، وسيد شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد، مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة، حفظ عن جده أحاديث، وعن أبيه، وأمه، حدث عنه: ابنه الحسن بن الحسن، وسويد بن غفلة، وأبو الحوراء وغيرهم، كان يشبه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البراء ت، قال النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: «اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه»، وعن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال للحسن: «إن ابني هذا سيد يصلح الله به فئتين من المسلمين»، كان رضي الله عنه سيدًا وسيمًا جميلاً عاقلاً رزينًا جوادًا خيرًا ديِّنًا ورعًا وحتشمًا، قال جرير بن حازم: قتل عليٌّ، فبايع أهل الكوفة الحسن، وأحبوه أشد من حب أبيه، وقال الكلبي: بويع الحسن، فوليها سبعة أشهر وأحد عشر يومًا، ثم سلم الأمر إلى معاوية، مات رحمه الله سنة تسع وأربعين. (تهذيب سير أعلام النبلاء 1/ 97، رقم الترجمة (281). [21] تفسير القرآن العظيم، للإمام عبدالرزاق الصنعاني، مكتبة الرشد – الرياض، ط/ 1 ت/ 1410هـ - 1989م، ج/ 2 ص/ 400. [22] البرهان: معرفة غريبه 1/ 206- معرفة إعجازه 2/ 70. [23] البرهان: معرفة تفسيره وتأويله – الفرق بين التفسير والتأويل 2/ 98. [24] المصدر السابق: معرفة المناسبات بين الآيات 1/ 43. [25] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة – الفرق بين الإتيان والعطاء 4/ 56. [26] البرهان: التنبيه على علة الحكم 2/ 303. [27] المصدر السابق: الالتفات 3/ 198. [28] سورة الكافرون: 1-6. [29] سورة الكافرون: 3. [30] سورة الكافرون: 5. [31] سورة الروم: 53. [32] سورة فاطر: 22. [33] سورة الكافرون: 5. [34] سورة الكافرون: 4. [35] سورة الكافرون: 5. [36] سورة الكافرون: 4. [37] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – فوائد التكرير 3/ 16 – 17. [38] البرهان: الكلام على المفردات من الأدوات – ما الاسمية 4/ 243. [39] المصدر السابق: الكلام على المفردات من الأدوات – إذا 4/ 121. [40] المصدر السابق: علم المبهمات 1/ 118. [41] المصدر السابق: الكنايات والتعريض في القرآن 2/ 191. [42] البرهان: 2/ 192- الاستعارة 2/ 269. [43] المصدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة – مؤكدات الجمل الاسمية 2/ 253. [44] المصدر السابق: قاعدة في الضمائر 4/ 22. [45] المصدر السابق: الإيضاح بعد الإبهام 2/ 294. [46] سورة الإخلاص: 1-2. [47] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – الإيجاز 3/ 144. [48] رواه مسلم من حديث أبي الدرداء، كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب فضل قراءة ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، ص/ 363، رقم الحديث (811). [49] البرهان: مقدمة في علم التفسير 1/ 30. [50] المصدر السابق: معرفة أسباب النزول – فيما نزل مكررا 1/ 38. [51] هو محمد بن كعب بن سليم. قال ابنُ سعد: محمد بن كعب بن حيَّان بن سُليم، الإمام العلامة الصادق أبو حمزة، وقيل: أبو عبد الله القرظي المدني، من حلفاء الأوس، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة، سكن الكوفة، ثم المدينة، حدث عن أبي هريرة، ومعاوية، وابن عباس، وطائفة، وهو يرسل كثيرا، ويروي عمن لم يلقهم، وكان من أوعية العلم، توفي سنة ثمان ومائة وقيل سبع عشرة وقيل غير ذلك. (تهذيب سير أعلام النبلاء 1/ 174 رقم الترجمة (649). [52] سورة الإخلاص: 3-4. انظر: تفسير القرطبي 22/ 558 دون أن ينسبه. البرهان: معرفة تفسيره وتأويله – تقسيم القرآن إلى ما هو بين بنفسه وإلى ما ليس ببين في نفسه فيحتاج إلى بيان 2/ 119. [53] سورة الإخلاص: 1. [54] سورة الإخلاص: 1. انظر: تفسير القرطبي 22/ 560، والحديث رواه الترمذي من حديث أبي بن كعب، كتاب التفسير – باب: ومن سورة الإخلاص 5/ 380، رقم الحديث (3364). ورواية ابن عباسب ذكرها السيوطي في "الدر المنثور"، مركز هجر للبحوث والدراسات العربية – القاهرة، ط/ 1 ت/ 1424هـ - 2003م، ج/ 15 ص/ 744. [55] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة – أسباب الخروج عن خلاف الأصل / زيادة التقدير 2/ 299. [56] المصدر السابق: ما قدم والمعنى له/ من مقتضياته التحذير منه والتنفير عنه 3/ 173. [57] هو الإمام الحافظ أبو عبيد، القاسم بن سلام بن عبدالله، تقدمت ترجمته عند تفسير الآية رقم (5) من سورة طه، القول ذكره غير واحد من المفسرين منسوبًا لأبي عبيدة، انظر: تفسير البغوي، ص/ 1450. [58] هو لبيد بن الأعصم، رجل من بني زريق حليف اليهود، كان منافقًا، والحديث متفق على صحته، رواه البخاري من حديث عائشة ل، كتاب الدعوات – باب تكرير الدعاء، ص/ 1592، رقم الحديث (6391)، ومسلم، كتاب السلام - باب السحر، ص/ 1044، رقم الحديث (2189). البرهان: معرفة أسباب النزول 1/ 35. الالوكة |
04-20-2016, 12:48 AM | #2 |
مشرفة منتديات البرمجيات والصور والأفلام
|
الله يجزاك خير
|
اللهم انس وحشة من باتوا في قبورهم وحيدين و اجعلهم منعمين مطمئنين برضاك وعفوك عنهم يارحم الراحمين. اللهم ارحم امي وابي وجميع اموات المسلمين❤
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
آيات من سورتي العاديات والقارعة بتفسير الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 4 | 04-06-2016 12:38 PM |
آيات من سورة المزمل بتفسير الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 4 | 03-19-2016 03:57 AM |
آيات من سورة الجن بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-16-2016 09:19 PM |
آيات من سورة نوح بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 02-03-2016 09:58 PM |
آيات من سورة القلم بتفسير الإمام الزركشي | طالبة العلم | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 01-31-2016 11:38 AM |