منهج عربى لعلاج الحبسة
دكتورة سعيدة ابراهيمى
العلاج النغمى الإيقاعى، موجه لاولئك المرضى الذين تعرضوا لحادث وعائى دماغى أو صدمة دماغية، أدت بهم إلى الفقدان التام أو الفقر الحاد للغة. يهدف استرجاع هذه الأخيرة بالاعتماد على الايقاع والنغمة المحتفظ بهما لدى الحالة، ويستعمل كأداة أولية بعض الآيات القرآنية. تعتبر الحبسة من الاضطرابات الأكثر تعقيدا فى ميدان علم النفس العصبى اللغوى، ومن أهم الأسباب المؤدية إليها الارتفاع فى الضغط الدموى الذى يحدث انسدادا فى الشرايين وذلك فى الفص الجبهى الجدارى أو القفوى من الدماغ ويعتبر الخرس أو الفقر اللغوى الحاد وكذا الشلل النصفى من أهم أعراضها. إن العلاج الايقاعى النغمى تم بناؤه بالولايات المتحدة الأمريكية فى السبعينات من طرف سباركس وهولند وكيف على المرضى اللذين يعانون من حبسة حركية (إصابة الفص الجبهى) الناطقين باللغة العربية المحلية واللهجة الامزيجية بالوسط الاستشفائى الجزائرى وهناك تتبادر إلى الذهن أربعة أسئلة هى: - لماذا تم تطبيق هذا العلاج على الحبسة الحركية. - لماذا تم تكييف العلاج على اللغة العربية. - لماذا تم اختيار العلاج الايقاعى النغمى. - لماذا تستعمل الآيات القرآنية. تم اختيار الحبسة الحركية لأن الباحث فليب فان ايكوث من فرنسا يبين بان هذا العلاج ينجح مع الحالات التى: - تعرضت لحادث وعائى دماغى فى مستوى التلفيف الجبهى الصاعد الثالث، موقع الحبسة الحركية. - تعانى من اضطرابات لفظية حادة كالخرس أو الفقر اللغوى الحاد دون إصابة الفهم. - تعانى من الشلل النصفى "فهى غير قادرة على استعمال اليد اليمنى للكتابة. وتم تكييف العلاج الايقاعى النغمى على اللغة العربية: - لعدم وجود دراسات حول هذا الموضوع وذلك على المستويين المحلى والعالمى. - لأن الباحثين فى ميدان علم النفس العصبى يؤكدون على أن العلاج يكون باللغة الأم وهى العربية بالنسبة للمصاب الجزائرى. - كون اللغة العربية ذات طابع نغمى ثرى يسمح بتقطيع بناها إلى وحدات نغمية كما هو معمول به فى الطريقة الأصلية، أما اختيار هذا العلاج بحد ذاته فيرجع للأسباب الآتية: - تجعل المفحوص لا يفكر فى صعوباته الكلامية. - تدرب أولا اضطرابات الترميز بالاعتماد على السمع. - تنشط اللغة الشفهية بالاستعمال المتلازم والديناميكى للايقاع والنغمة. - تصبح اداة ذهنية يلجأ إليها المصاب كلما استدعى الأمر ذلك. أما اختيار استعمال الأيات القرآنية فقد تم للأسباب الآتية: يبين الباحث اميل بن فنست أن اللغة هى وظيفة ذاتية لا يمكنها ان تتحقق إلا فى سياق نفسى عام، يشمل على التجارب السابقة لذا فان استعمال الآيات القرآنية فى هذا العلاج من أجل استحضار اللغة الشفهية يعتبر انطلاقا من واستعمالا للتجارب السابقة المتوفرة لدى المصاب. كما تبين بلانش دوكارن بأن أولى الكلمات التى يسترجعها هؤلاء المصابون هى ذات صلة بثقافتهم، بعمقهم وبوجدانهم لأجل هذه الأسباب كلها تم تكييف هذا العلاج على الواقع الثقافى الاجتماعى العربى.