معا نستطيع تصحيح تاريخنا ...

عبدالله الثاني


قرأت موضوعك من بدايته وآثرت الصمت حتى أرى النهاية

ولكن اسمح لي فهناك أخطاْ منهجية كبيرة موجودة في بحثك

هذا .. طريقة البحث لها أصول أعتقد أنك تعرفها جيدا ومثل

هذا الكلام يستطيع أن يقوله رجل ستيني في مجلس عامة

من فيه من الأميين والدهماء.


أنا أكبر قلمك وفكرك وأكن لك كامل الاحترام والتقدير ولكن

كل الأدلة التي أوردتها يا عزيزي من بداية هذه السلسلة

سهلة الرد ممن لديه شيء يسير من العالم في هذا المجال

فيجب أن تكون أدلتك دامغة واضحة.


من الأخطاء المنهجية كذلك أنك تنفي المثبت ثم لا تأتي

بالبديل .! حتى انتهيت من نقطة فرعون دون أن تخبرنا ما

الذي تراه أنت .. أين هو فرعون ؟ كيف يكون مات وتحلل ؟

هل ننفي الآية ؟ أم ان هناك تفسيرا آخر ؟ من يأتي بهذا

التفسير ؟ هل أنت من أهله ؟ ...الخ.


ما تطرحه يا عزيزي قرأت أطروحات مشابهة له من قبل

ولكنها للأسف وقعت فيما وقعت فيه أنت فهي حتى الآن

لم تخبرنا ما هي الحقيقة ؟


كثير من العلماء سواء الشرعيين أو علماء الآثار أو المؤرخين

عبر التاريخ اتفقوا على هذه الأشياء ولا أعتقد أنه سيأتي

في القرن الواحد والعشرين من يكتشف أمرا غاب عن تلك

الأجيال بكاملها .. على الأقل فتلك الأجيال كانت أقرب منا

لذلك التاريخ .. شيئا من المنطق يا رجل ..


ليس كل ما يدور بالذهن يكتب وكل خاطرة تخطر على القلب

تعلن .. الكلمة لها ثمنها ولها قيمتها ..




في الختام أن لا أقول أنني معك

ولا أقول بأنني أخالفك ولكني أقول

لا أميل لرأيك بتاتا ..


قدم شيئا مقنعا يا عزيزي


أريد ان أعلق على استنتاجك " العجيب " من كلمة

مصر الواردة في القرآن ..

كلمة " مصر " وردت في االقرآن 5 مرات ولكن الآيات

التي تعنينا حول قصة موسى منها هي آيتين :

قوله تعالى : {وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوَّءا

لقومكما بمصر بيوتاً} (يونس:87).


لو كان المقصود من كلمة مصر هنا مفرد " امصار "

فإن معنى الآية يختلف فكلمة مصر مفرد " امصار "

تصبح هنا نكرة .. كأن أقول لك : ( اتخذ لك بيتا في

دولة ) فما معنى الأمر هنا ؟



والآية الأخرى قول تعالى على لسان فرعون :

{قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} (الزخرف:51) .

فإذا كان المقصود بكلمة مصر مفرد " امصار " فكيف

يساومهم على ملك مجهول ؟

هذا في أقل الأحوال ينتفي مع بلاغة القرآن وفصاحته ..













عبدالله الثاني



تقديري واحترامي