الإهداءات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-26-2014, 10:19 PM
مشرفة الأسرة والمجتمع
عــذبــة الـــروح غير متصل
    Female
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5407 يوم
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم : 68
 معدل التقييم : عــذبــة الـــروح will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!






إن الحياةَ التي تُبنى في ظِلِ العقيدة ، تحت كنفِ الله ورحمته ،
وإتباع نهجه ، والسيرِ على سَنن النبي -صلى الله عليه وسلم -
لحياةٌ تحفّها الراحة ، تغشاها السكينة ، يتلبسها الوقار !

وما في العبادات كُلها عبادةٌ تُزلف العبد إلى الله ،
فيتفيء بها نعيم قربه ، وخُشوع القلب له ،
وإستشعارهُ بأنه عبدًا له كما الحالُ في الصلاة !

وإن العبدَ ليُصيبه الغمُّ والحَزن ، والكَربُ والشَجن ،
فما يرفع أسجافه، ولا يُبدد ألامه !
إلا الصلاة !

وإنكَ لو أفنيتَ العمر كُله تتنقل بين أفياء الأرض ،
تسيرُ من المشرقِ إلى المغرب إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها !
والله ما وجدتَ الراحة ، ولا السكينة ، ولا الطمأنينة ،
ولا الروحانية التي تجدها في الصلاة !

" أرحنا بها يا بلال " !

أتخالُها أتت من فراغ ؟
أتخالُها جاءت من فيّ أحدٍ لا يعرفُ عظمتها ومكانتها عند الله ؟
أتخالُها تمرُّ مرور العابرينَ على الآذان ؟!

لا وربي الذي نفسي بيده !
وإنها لمربع أُنسٍ ، وميدانٌ يُستدرُ به الدمع ،
تخضغ فيه القلوب وتخشع !
وحسبُنا منها أنها الصلة بيننا وبين الله .

وإن كنا قد فقدنا تلك اللذة فمن ذنبٍ أصبناه !

وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنبِ يُصيبه ..
وإن العبد إذا آثر شهوته على الله حرمه الله لذة مناجاته !

والله المستعان !

مما يُشجي الفؤاد ، ويورث الآلام ، ويُبدد الحسرات ..
ما نفعله نحنُ اليوم مع الصلوات !

فتجد أحدُنا يمكثُ بالساعات أمامَ الشاشات ،
يُقلّبُ في الصور والآفات ، وتمضي الدقائقُ والأوقات ..
حتى يردُ مسمعه ..

الله أكبر .. الله أكبر !

فلا يُلقِ له بالًا مثقال ذرة ، ويشعر بالثقل والنفرة ..
فتقومُ الصلاة ويذهبُ وقتها وهو منغمسٌ في أشلاء التقنية الحديثة ..
ولا يقومُ لها إلا كسولًا .. حتى إذا ما بدأها تراهُ ينقرها نقرَ الغراب !

وآخرٌ .. يمشي في السوقِ - الذي هو أبغض الأماكن إلى الله -
يقطع الأميالَ والمسافات ، وهو والله عليه هيّن !
حتى إذا رُفع الأذان ونُوديَ للصلاة ، أتاه الكسل من حيثُ لا يحتسب !

وآخرٌ .. يسيرُ مع صَحبهِ في رحلةٍ بحرية ،
في وسطِ جُندٍ من جنودِ الله !
وتأذنُ الشمسُ بالمغيب ، ولا يتوانونَ بالعودة ،
ولا يُكلّفون أنفسهم عناء هذا !

وآخرٌ .. يمتطي رِكاب مُذاكرته ، فيغوصُ في بحارها وآفاقها ..
ويمضي الوقتُ وما أعطى الصلاة حقها ،
ظنًا منه أنها تأخذُ جزءًا من وقته !

والضروبُ كثيرة ، والقلبُ يفتُّ من حسرته ، وفرطَ تقصيره !

أولم يعلم هؤلاء أن الصلاة في وقتها من أحبِّ الأعمال إلى الله ؟
أولم يعيي هؤلاء أن الله لو أرادَ أن
يُميتهم على حالهم هذا لفعل - لكنه حليمٌ غفّار - ؟!
أولم يتفكّر هؤلاء أن الصلاة أول ما يُحاسب عليها العبد في قبره ؟!

إلى متى ونحنُ نُشغلُ بالدُنى ، ونطفِقُ نواري بالآخرة !
إلى متى ونحنُ نتناسى رِكاب الموت ، وما بعده !

وبمثلِ هذا يعلمُ المرء البونَ الشاسع بين السلفِ والخلف !
وصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير مثالٍ يُحتذى به ..

رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،
امتطوا رِكاب الدين ولم ينسوا نصيبهم من الدنيا !
جَاوزوا الجوزاء ، واعتلوا العَلياء ، وخاضوا مفارقَ الفراقد ..
وتاللهِ .. وباللهِ .. وواللهِ .. ما فازوا بشيءٍ أعظم من هذا ،
وما امتازوا علينا إلا بصدقهم مع الله ..
وتلك والله تجارةٌ لن تبور !

فهذا الصديقُ - رضي الله عنه وأرضاه -
كان يُصلي فيبكي من شِدة خشوعه ،
ولا يسمع الناس قراءته !
فكانت النتيجة : " مُروا أبا بكرٍ فليُصلِّ بالناس "
وصيةُ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته !

وهذا الفاروق - رضي الله عنه وأرضاه -
يُطعن من أبي اللؤلؤة المجوسي ،
فينزفُ دمًا حتى يُغشى عليه !
ويهزُّه الصحابة ويوقظوه فما يفيقُ إلا على :
الصلاة يا أمير المؤمنين !
فيفيقُ من غشيته ويُمسك بابنِ العباس ليقول :
هل صلى الناس ؟!
فيطمئن عليهم ثم يُصلي هو وجرحه ينزف دمًا !

وهذا ابنُ الزبير - رضي الله عنه وأرضاه -
إذا ركعَ نزلت العصافير على ظهره ، تحسبه جذعًا أو حائطً
ا أو خشبة منصوبة ليسَ إلا من فرط خشوعه !

وهذا علي بن الحسين - رضي الله عنهما وأرضاهما -
إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته،
أخذته رعدةٌ ونفضةٌ !
فعندما سُئل عنها كان الجواب : "ويحكم، أتدرون إلى من أقوم
ومن أريد أن أناجي؟".
وهذا مسلم بن يسار - رضي الله عنه وأرضاه -
لا يلتفت في صلاته، ولقد انهدمت ناحية من المسجد
ففزع لها أهل السوق فما التفت.
وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته، فإذا قام يصلي تكلموا،
أو ضحكوا، علمًا منهم بأن قلبه مشغول عنهم، وكان يقول:
"إلهي، متى ألقاك وأنت راضٍ" !

وهذا ابن العباس - رضي الله عنه وأرضاه - سافر تاركًا
زوجه وابنته التي تساوي عنده الدنيا بمن فيها ،
فلما رجع أول ما دخل المدينة ، سمع رجلٌ يقول :
يا ابن عباس عظم الله أجرك في ابنتك !
وعلى شدةِ الصدمة والفاجعة ، تولّى عنهم وفرَّ إلى الصلاة !
فلما انتهى سأله الناس عن سبب فعله ، فأجاب : قال الله :
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ) !

وهذا عروة بن الزبير وقعت الأكلة في قدمهِ فاحتيج إلى قطعه
ا حتى لا يدب المرض في جسده ، فقال له الأطباء :
ألا نسقيك مُرقدًا حتى يذهب عقلك منه فلا تحسُّ بألم النشر؟
فقال: "لا والله، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فاقطعوها وأنا في الصلاة،
فإني لا أحسُّ بذلك، ولا أشعر به"
فقام الأطباء بقطع رجله وهو يصلي فما تضوّر ولا صاح ولا اختلج ،
حتى أُغشي عليه !

ولو توسعتّم لذُهلتم ، وحسبكم من القلادة ما أحاطَ بالعُنق !
واللهِ مواقفٌ لو أُنزلت على الجبالِ الراسيات لدكتها دكًا فأهبطتها ،
ولو فَتقت الحديد لما رتقته !
فكيف بجسدِ عبدٍ ضعيف ؟!

أفتعجبون ؟ أفتنكرون ؟!
واللهِ لا عجبَ ولا نُكران !
وإنها والله لقلوب وَفت بعهدها مع الله ، فصدقها الله وثبتها ..

ومن أوفى بعهدهِ من الله ! .. ومن أصدقُ من الله حديثًا !

قال تعالى : (
قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا
أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
)

وقِسَ على سياقِ هذا !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تعصيَ الله ، وإذا ما خلوتَ انتهكتَ حُرماته !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!
أن تقل لوالديكَ أُفٍ وتنهرهما ، ولا تقل لهما قولًا كريما !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!

أن تقهر اليتيم ، وتنهر السائل ، ولا تؤتِ المسكينَ وابن السبيل
وذا القربى حقه !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!

أن تجزع وتسخط إذا ما أصابتك مصيبة ،
فتطفقُ تُسيء لنفسك ودينك !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!

أن تسرق ، وتُرشي ، وتعمل بالربا !

أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ ؟!

أن تشتم ، وتغتاب ، وتتجسس !

كلا والله لا تأمر بكل هذا ، لكن القلب إذا ما أحسنَ في صلاته واتقى !
كان حريٌ ألا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر والبغي !

وإذا أحسنَ فيها ، وصلاها كما أمر الله ، وصلى نبيه -
صلى الله عليه وسلم -
فسيجدُ نفسه غيرَ التي كانت تُصلي صلاة كنقرِ الغراب !

ومصداقُ ذلك في قوله تعالى :
( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )


..

إن أولَ ما يرتقي به العبد سلالم المجد .. إحسانه لصلاته ،
وسدُ الخلل ما أمكن فيها !

(منقول مع الإختصار)




 توقيع : عــذبــة الـــروح


رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 10:25 PM   #2
المدير العام


الصورة الرمزية أبو ريان
أبو ريان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 30
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 07-19-2019 (06:54 PM)
 المشاركات : 65,874 [ + ]
 التقييم :  1056
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



رائع هذا الطرح والتذكير به مفيد جداً وفقك الله ..
تقديري ..


 

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 11:29 PM   #3
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



الف شكر للمرور الكريم


 
سد الوادي likes this.
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 11:29 PM   #4
مميّزة ونشيطة


الصورة الرمزية الأزدية
الأزدية غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7719
 تاريخ التسجيل :  Oct 2006
 أخر زيارة : 03-22-2018 (12:32 PM)
 المشاركات : 10,083 [ + ]
 التقييم :  46
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ }

جزاك الله خير ونفع بهذا التذكير


 

رد مع اقتباس
قديم 10-26-2014, 11:37 PM   #5
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



ولكِ بالمثل
الف شكر للمرور الكريم


 
سد الوادي likes this.
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
قديم 10-27-2014, 10:10 PM   #6
مستشار إلمدير العام


الصورة الرمزية سد الوادي
سد الوادي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1506
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 05-14-2021 (02:21 AM)
 المشاركات : 53,343 [ + ]
 التقييم :  66
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen
افتراضي



بارك الله فيك
وكتب لك الاجر والمثوبة تذكير رائع

تحيتي لك


 
 توقيع : سد الوادي



رد مع اقتباس
قديم 10-27-2014, 10:12 PM   #7
عضوة قديرة وصاحبة مكانة بالمنتدى
قصيده كُـنتَ شآعرها


الصورة الرمزية تراتيــــل
تراتيــــل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24099
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 11-28-2017 (01:01 AM)
 المشاركات : 40,945 [ + ]
 التقييم :  362
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



جزاك الله ووالديك الجنه...


 
 توقيع : تراتيــــل



رد مع اقتباس
قديم 10-27-2014, 11:48 PM   #8
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



ولكم بالمثل
الف شكر للمرور الكريم


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir