اعطني اياه وغن لي

الناي

هي تلك الالة الحزينة
التي تعزف لحن المعاناة والالم
لحن الفراق ولحن الوداع
يتسلى بها الراعي الحزين
والعاشق في كل حين
يجد في الحانها الانس و الفرح
وفي نغماتها الطرب والمرح

وانت تستمع الى ذلك العازف النحيل
تجده ذا مواصفات خاصة
تجده
مرهف الحس
فياض المشاعر
يضحك قليلا
ويبكي كثير
ولا تعلم لماذا

كان لي صديق يجيد العزف على الناي
كنت اعتقد انني اعرفه جيدا
وبعد سماعي لذلك العزف منه
ايقنت انه شخص اخر وانسان غريب لا اعرفه ابدا
حاولت ان اسأله كيف استطعت ان تجيد العزف الى هذا الحد من التمكن والروعة
ولم اجد منه الاجابة الشافيه
قال
انه الناي
هذا العود المجوف البسيط
يعبر عني ويحكي قصتي
يقول لك شعرا بديعا وادبا اصيلا
ويكتب النثر و يرسم اللوحات
الناي
هو صوت الجوف والفؤاد
مع هواء الزفير يصدح باعذب الالحان
يحكي قصة القلب
يصور المعاناة ويرسم الاهات
يحول الزفرات الى نغمات
لتتراقص اصابع اليدين نشوة وفرحا
في تفاعل وتناغم بديع

حينها ايقنت وتأكدت ان الناي رمز للحزن

ولكن هناك سؤال مهم

لماذا نحتاج الناي
لماذا نحزن
لماذا نتألم
لماذا نهتم ....

الاجابة

انه الانسان
بمشاعره واحاسيسه
خلقه الله هكذا لحكمة يعلمها وحده
فالحمد لله على كل حال

بعد الوعد