الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
الزكاة حارس للمال
الزكاة حارس
المال المزكى محفوظ , هذه حقيقة دلت عليها نصوص الشرع وأثبتتها الوقائع والشواهد وروى الآباء في تصديقها قصص كثيرة لاحصر لها ، ومن شواهدها هذه القصة التي وقعت في مكة المكرمة ، قال الراوي: عزم قوم من اهل الثراء في بلاد الشام على الحج فارادوا ان يصحبهم من يقوم بخدمتهم فاشاروا عليهم برجل خدوم طباخ خفيف الظل لا يحج ، فعرضوا عليه ان يصحبهم ويخدمهم فيصنع طعامهم ويقضي حوائجهم وتكون اجرته الحج معهم، فوافق فرحا بهذا العرض السخي، وكان الحج من امانيه التي حال بينه وبينها الفقر وكم من المسلمين من نظرائه عندما وصلوا مكة استأجروا بيتا وخصصوا في حجرة تكون مطبخا وبدأ الخادم بالعمل الجاد فرحا، وفوجئوا ذات يوم وهو يدق بالهاون أن الارض تطبطب وتهتز وتوحي ان شيئا مدفونا في قعرها ، ودعته نفسه ان يبحث عن المخبأ ولعل رزقا ينتظره في جوف الارض ، وكانت المفاجأة السعيدة : كيس من الذهب الأحمر في صندوق صغير من الحديد التفت يمنة ويسرة لئلا يكون أحد قد اطلع الرزق المستور، وبعد تفكير رأى أن يعيده مكانه حتى يأذن القوم بالرحيل فيأخذه معه ويخفيه عنهم ، وبدأ مع تلك الساعة سيل بتلك الأفكار والأماني، ماذا يصنع بهذا المال ؟ وكيف سيودع ايام الفقر والحاجة؟ ونسي في غمرة ذلك ان هذا المال حرام عليه في بلد حرام , لاتحل لقطته الا لمنشد ولو كان شيئ ا قليلا ولكنه الإنسان كما وصفه الله تعالى : (وانه لحب الخير لشديد) لما أذنوا بالرحيل جعل الصرة بين متاعه , وحملها على جمله , وأحكم إخفائها , وسار القوم وصاحبنا لايشعر بمشقة السفر ولا الضيق من بعد الطريق ، والأماني تحوم حول رأسه والخوف الشديد يحاصره شفقة على المال من الزوال ، عندما وصلوا لمنطقة حول تبوك نزلوا ليرتاحوا ونزل صاحبنا وبدأ عمله المعتاد في الخدمة والطبخ، وفجأة شرد الجمل بما حمل، فتسارع القوم لرده وكان أشدهم في ذلك صاحبه ولكن الجمل فات على الجميع ولم يدركه احد فعاد الناس بالخيبة وتأثر الخادم حتى بلغ الامر حد البكاء الذي لايليق بثبات الرجال . لما رأى اصحابه منه هذا الجزع طمأنوه ووعدوا أن يضمنوا جمله ووعدوه خيرا منه وخيرا مما عليه، لكنه ابدى لهم بإن عليه اشياء لايمكنه الإستغناء عنها ,وهدايا وتحف ,اشتراها من مكة والمدينة لأهله وهذا سبب حزنه لكن القوم لم يلتفتوا الى ما اصابه وطلبوا الرحيل لمواصلة المسير والتعجل الى الأهل ورضخ مكرها لطلبهم وسار معهم حتى وصل لبلده مغموما من ذهاب الذهب وفقدان الامل . في العام الذي يليه رغب آخرون من الأثرياء , الحج وسألوه عمن يرافقهم ويقوم بخدمتهم فأوصاهم الأولون بصاحبنا ومدحوه لهم واثنوا على عمله خيرا وفي طريقهم للحج نزلوا منزلا قريبا من المنزل الذي فقد فيه صاحبنا جمله ، ولما ذهب لقضاء حاجته مر ببئر مهجورة فأطل فوجد في قاعها أثر جمل ميت فنزل والأمل يحدوه ان الجمل جمله ، فوجده بالفعل ميت قد بليت عظامه واما المتاع وكيس الذهب بحاله لم ينقص منه شيء ، فأخذ واخفاه وعادت اليه أفراحه وأمانيه وسكن مع اصحابه واتخذ من الحجرة التي خصصت له مطبخا ورأى ان يعيد المال الى مكانه ريثما ينتهي الحج ويأخذه مرة اخرى ، في تلك الأيام جاء رجل هندي , لعله صاحب البيت وطلب ان يأخذ شيء من البيت , فأذنوا له فدخل حجرة صاحبنا وقصد الى موضع الصندوق , فحفر حتى اخرج الصندوق , وكان الخادم ينظر اليه وهو في قمة الذهول فلما رآه قد عثر عليه استوقفه قائلا له: ماهذا الذي اخذت؟ قال الهندي : ذهب كنت خبأته في هذا الموضع من سنين وقد احتجته اليوم وجئت لآخذه ، لم يتمالك صاحبنا نفسه ان قال للهندي: الم تعلم ان مالك هذا قد وصل الى اطراف بلاد الشام ثم عاد هذه البقعه لم ينقص منه شيء ، قال الهندي : والله لو طاف العالم كله لعاد الى مكانه وما ضاع منه شيء لأني ازكيه كل عام ولا أترك من زكاته شيئا والله يحفظه لي. كتبه محمد بن عبدالعزيز الخضيري رمضان 1433هـ
( اللهم احفظ بلادنا بحفظك )
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
شكله حارس عمارة مو حارس مرمى !! | мεĩяo ~ | الصور والأفلام والفلاش | 6 | 05-16-2011 03:38 AM |
وداعاً للماء البارد في البر....كيف؟ | D.photographer | الصور والأفلام والفلاش | 8 | 01-30-2011 02:25 PM |
هل تعلم ان للماء 23 اسما | بن ظافر | المواضيع العامة والإخبارية | 10 | 12-21-2010 07:42 PM |
ما حكم استثمار أموال الزكاة ؟ | جاسر الغراني | اخبار بني عمرو | 5 | 08-16-2008 10:18 AM |
أخطاء الناس في الزكاة | تاج مفقود | رياض الصالحين | 6 | 10-26-2006 07:55 PM |