الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
تطلع المجتمع الرسالي
من السمات الأساسية للمجتمع الإسلامي التي تجعله مجتمعا حيويا، هي تحمّله لمسؤولية نشر العدالة على وجه البسيطة كلها، وهداية البشرية جمعاء إلى الطريق السوي، حيث الفوز بالسعادة في الدنيا والآخرة.
فالمجتمع الإسلامي هو مجتمع رسالي مسؤول، يتحسس المسؤولية تجاه كل إنسان ينام ليله طاويا على جوع، وتجاه كل إنسان يقض البرد مضجعه، وكل إنسان يلفه الخوف والحرمان، وتجاه مآت الملايين من البشر الذين يعيشون الآن في العالم دون مستوى التغذية التي يحددها الطب، وتجاه كل الشعوب المضطهدة سياسياً، والمحرومة إقتصادياً، التي تتعرض للقسر والإرهاب من قبل أصحاب القوة والثروة في العالم، وتُنهب ثرواتها بانتظام. إن هذا الشعور بالمسؤولية لدى المجتمع الإسلامي يتحول إلى حاجة نفسية وهدف إجتماعي. وحينما تكون الحاجة النفسية عميقة، والهدف الإجتماعي واضحا، تتحرك الإمكانات من القوة إلى الفعل، ويتحرك المجتمع إلى تحقيق أهدافه، وبهذه المعادلة يتحول المجتمع إلى مجتمع ديناميكي حيوي، يحث الخطى في طريق بناء حضارته المنشودة. إن المجتمع الإسلامي يحمل رسالة، ورسالة هذا المجتمع ليست عنصرية أو حزبية أو قومية. إنه لا يفكر في نفسه كيف ينتصر على المجتمعات الأخرى لكي يعيش هو أفضل حياة مادية، ويحتفظ بسلطته عليهم. إنه يحمل قضية مستضعفي العالم، ويندفع نحو تحرير الإنسان من الجهل والعبودية، ومن نوازع الحقد والحسد، ودواعي الكسل والفشل، وأغلال المادة، ثم يسعى من أجل عمارة الارض وتحقيق سيطرة البشر على موارد الطبيعة ليستخدمها لمصلحته. ومن أجل مكافحة الفقر والضعف والإستسلام لتحديات الطبيعة. وما أوامر الجهاد، وتكريم الشهادة، ومفهوم الإنفاق والتضحية في الإسلام، إلاّ جزءا من التركيبة الداخلية لهذا المجتمع، فالإسلام يبني المجتمع بحيث يكون قادرا على حمل هذه الرسالة العظيمة، ومن دون ذلك لا يمكن للمجتمع الإسلامي أن يحقق أهدافه الرسالية الكبرى. إن الإسلام يذكر أمر الجهاد والقتال في سبيل الله في أكثر من سبعين مورداً في القرآن الحكيم، بينما يشير إلى أمر الشهادة والتضحية في سبيل الله في عددٍ آخر من الآيات الكريمة، كما يتحدث في آيات اُخرى عما يرتبط بذلك من الإعداد والثبات والإستقامة. وبالتالي فإن آيات قرآنية كثيرة تتحدث مباشرة أو بصورة غير مباشرة عن الجهاد والقتال، وعن التضحية والإنفاق، وعن تحمل مسؤولية المستضعفين في الأرض، وكلها تهدف إلى بناء المجتمع الإسلامي على أساس حمل هذه الرسالة العالمية، رسالة إنقاذ الإنسان من أغلاله الإجتماعية والنفسية، ودفعه إلى الأمام باتجاه تسخير الطبيعة لمصلحته. وحينما نتدبر في القرآن الحكيم نجد سورة كاملة تتحدث عن هذه الخصائص للمجتمع الإسلامي، تلك هي سورة النساء. ففي البدء تتحدث السورة عن الأسرة كخلية طبيعية وحضارية يقررها الإسلام، ثم تتحدث عن العلاقات الإجتماعية، ثم عن المسجد والطهارة والصلاة، وعن كل ما يربط الإنسان بأخيه الإنسان، ثم تتحدث عن الجهاد، ليس فقط جهاد المسلمين ضد الأعداء الذين يبادرون بالهجوم المسلح على المجتمع الإسلامي، وإنما الجهاد لحمل رسالة الإسلام إلى كافة المستضعفين في الأرض. وهكذا يتصدر الجهاد في سبيل الله قائمة خصائص المجتمع الإسلامي. وبصائر هذه السورة تدل بوضوح على واقع التطلع عند المجتمع الإسلامي، وانه ليس مجتمعا منغلقا على نفسه، مهتما بمصالحه الذاتية، وانما هو مجتمع يحمل رسالة إلهية إلى العالم، ولا يفكر في نفسه فحسب، بل يفكر في الآخرين أيضاً. ففي بعض آياتها الكريمة نقرأ عن ضرورة الجهاد، والقيام بالعمل التغييري الجذري ضد الطغاة الذين يريدون خنق الإنسان وكبت حرياته، وبالتالي إستغلاله. يقول تعالى: (يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعاً) النساء،71 هنا يأمر الإسلام بالإعداد ويقول: إستعدوا للكفاح وللمسيرة الجهادية، ولا تحبسوا أنفسكم في حدودكم، تفكرون في بلدكم وأنفسكم فقط. والنفر، المذكور في الآية الكريمة، ليس بالضرورة أن يكون جماعيا، فربما لا تسمح الظروف لكل الناس المتواجدين في البلاد الإسلامية بالتحرك. آنئذ يجب عليك أن تأخذ مجموعة من اخوتك وتنفر معهم في سبيل الله: (فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعاً) - أي إنفروا كأفراد أو كأمة -. ثم يقول الله سبحانه: (وإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَيُبَطِّئَنَّ فإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَعَهُمْ شَهِيداً * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَم تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَاَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) النساء،72-73 هاتان الآيتان تبينان حالة الأفراد الشاذين الذين لا يريدون تحمل مسؤولياتهم الإنسانية، بل يريدون لمجتمعهم الإنغلاق، ويريدون موارد وثروات بلدهم لأنفسهم فقط. ولكن هؤلاء ليسوا منكم، أنتم المؤمنون يجب أن تتحركوا وتنفروا، ولكن من أجل ماذا؟ يجيب القرآن الكريم قائلا: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالاَخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) النساء،74 هذه المسيرة هي مسيرة الإنسان المؤمن، إنه يحمل رسالته على كتفه ويتحرك في العالم ليقاتل في سبيل الله، لله وحده وليس لأي شيء آخر، ويبيع نفسه لله لأنه يتعامل مع الله في صفقة رابحة على أساس أن يدفع نفسه ويأخذ من الله الجنة. يقول تعالى في سورة التوبة: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) التوبة،111 ونتساءل ما هو سبيل الله في الواقع الخارجي؟ يقول ربنا سبحانه وتعالى موضّحاً: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِن لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَدُنكَ نَصِيراً) النساء،75 فسبيل الله هو إنقاذ المستضفين الذين ينتشرون في آفاق الأرض، ويدعون الله أن ينقذهم عن طريق بعث ولي لهم، أي قائد، وبعث نصير لهم، أي جنود. إن الله سبحانه وتعالى يأمر المجتمع الإسلامي أن يقوم بواجبه تجاه كل المستضعفين في الأرض. ونتسائل ايضاً: ضد من تجري الحرب؟ فيقول ربنا: (الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَآءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) النساء،76 فالله سبحانه يأمرنا ان نحارب من أجل المستضعفين ضد أولياء الشيطان الذين يدعمون أنظمة الطاغوت ويقاتلون من أجله. |
05-10-2012, 07:25 AM | #2 |
مستشار إلمدير العام
|
يعطيك العافية على ماطرحته هنا بارك الله فيك ونفع به وجعله في ميزان حسناتك .
|
|
05-22-2012, 12:01 AM | #7 |
عضوة قديرة وصاحبة مكانة بالمنتدى
|
طرح قيم
يعطيك العافية |
لسّت سيئة جداً
كـمـآ انني لست ملآك . . ! فـ منِ سيقذفني بالسوء فـ ليتمهل ! وِ من سينزهني عنُ كل شي ، فـ ليحترس ! لدي ذنوب صَغيره يجهلها آلجميع . . ويعلمهآ : الخآلق وَحده |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اتحدى اي وحده تطلع ماعجبها شي | شيخة بني عمرو | قسم الأناقة والجمال | 7 | 08-23-2011 02:23 AM |
شغل مقطع صوت تطلع الكلمات | ابوصاهودالعمري | كمبيوتر | 7 | 10-25-2009 12:05 AM |
هل تطلع البنت على أمها فعلا ؟؟ | الأزدية | مواضيع الحوار والنقاش | 11 | 02-11-2009 09:57 PM |
أدخل مكشر تطلع مبتسم. . . أدخل مبتسم تطلع ميت من الضحك | فارس نت | وسع صدرك | 4 | 07-13-2006 01:59 PM |
ادخل مكشر تطلع مبتسم....ادخل مبتسم تطلع ميت ضحك | همسة امل | وسع صدرك | 8 | 03-25-2003 08:50 AM |