الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
إنـحـطـاط مـعـولـم
بسم الله الرحمن الرحيم
يتفق معظم رجال الثقافة والاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع على أن أحد أخطر إفرازات العولمة حسب المفهوم الأميركي هو محاولة فرض " حضارة التنميط"، بما تحمله في المحصلة النهائية من انحطاط أخلاقي وثقافي وتدهور اقتصادي ، وتدمير بيئي وغياب للعدالة الاجتماعية، وتسليع كل شيء لدرجة باتت تهدد معها إنسانية الإنسان، ومع تسارع عمليات العولمة في هذا السياق والشكل الذي يتم محاولة فرضه فإن بعض القيم الإنسانية السامية التي شغلت مساحات واسعة من الفكر الإنساني وتطبيقاته العملية طويلاً بما هي حاجات ملحة ومطالب عادلة معبراً عنها بمصطلحات مثل " التحرر" و " التنمية الاقتصادية المستقلة " و " التقدم " لم يبق لها حسب وجهة النظر الأميركية أي معنى، بل وأكثر من ذلك باتت مستهدفة في زمن العولمة، لأنها وحسب زعمهم تمثل حجر عثرة، وإزالتها شرط لازم للتقدم إلى أمام· لقد شق هذا المفهوم المدمر طريقه بما للولايات المتحدة الأميركية من سطوة وقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية ونفوذ، وأصبح ( نادي الدول الأغنى والأقوى ) يتجاهل وعلى نحو خطير مشكلات البلدان النامية، ومعاناة وحقوق الشعوب التي ما تزال واقعة تحت سطوة الاحتلال المباشر مثل الشعب الفلسطيني والذي تمثل قضيته استثناء، ومشكلات الشعوب ودولها ذات الاستقلال المنقوص واقع حال معظم شعوب ودول آسيا وأفريقيا وأميركيا اللاتينية· خدمة لمصالحها دأبت طغمة السوق المعولمة على تشويه المفاهيم عن عمد، فبدأت تخلط بين الإرهاب وبين حق الشعوب المشروع في الدفاع عن أوطانها والحفاظ على استقلالها ومصالحها الوطنية، بل وأكثر من ذلك بدأت بالتعدي على الحقوق الشخصية للإنسان وفي مقدمة ذلك حقه في اختيار المعتقد الديني وأداء شعائره الدينية بحرية، والتعدي يشتمل تقييد حق الإنسان في اختيار ملابسه إذا فهم منها دلالة دينية مثال ذلك معركة ارتداء الحجاب في فرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى · إن أخطر ما في الموضوع وفي سياق محاولة تثبيت مغالطة "صراع الحضارات" تجري محاولة إكساب هذا الصراع بعدا دينيا، فالرئيس بوش الابن لا يتردد عن تكرار أن حربه ضد شعب العراق هي تلبية لهاتف السماء الذي أوحى له بما يشبه الأمر بخوض هذه الحرب المقدسة، وفي مقابل محاولة إضفاء صفة النبوة على بوش الابن وحروبه الغبية على حد وصف المفكر الراحل إدوارد سعيد تقدم ماكينة الإعلام الأميركية الجبارة صورة أسامة بن لادن كنموذج للمسلم الخارج على ناموس البشرية لاعتناقه وتطبيقه التعاليم الإسلامية المشبعة بالكراهية أساس الإرهاب حسب دعايتهم المضللة هذه، وكرد فعل مقابل يقع البعض في الشرك المنصوب لهم فيروجون لمغالطة إضفاء الطابع الديني على حرب بوش الابن القذرة على الشعوب العربية من بوابة الاحتلال الأنكلو- أميركي الغاشم للعراق وذلك بوصفهم لهذه الحرب بـ " الصليبية "، في إسقاط تاريخي بالغ الضرر يحاول استحضار المصطلح الخاطئ الذي أطلق على حروب أوروبا الإقطاعية الاستعمارية في القرون الوسطى ضد البلدان العربية ( المشرقية منها على وجه الخصوص )· إن التصدي للتشويه المتعمد للمفاهيم يتطلب أولا إدراك أن حرب إدارة بوش وحلفائها على العراق وموقفها من القضية الفلسطينية ما هي إلا نتاج طبيعي لعدم تسليم اليمين الأميركي المتصهين الحاكم بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وحماية ثقافتها وقيمها الاجتماعية، بما هي انعكاس لخصوصيتها المجتمعية والحضارية وحقها في الحياة، وبأن الحفاظ على التنوع الحضاري للشعوب شرط ضروري للحفاظ على الحضارة الإنسانية وتطورها اللاحق · من هنا يمكن القول بأن شعوبنا وحكوماتها يجب أن تبحث عن موقعها إلى جانب من يمارسون مختلف أشكال النضال - حكومات وشعوبا - لتحقيق الديمقراطية والسلم العالمي ونزع فتيل الحروب المدمرة التي تفجرها السياسات العدوانية الأميركية· إن مواجهة الهجمة الأميركية الشرسة وغير المسبوقة ممكن جدا لأن جبهة المعركة مع محاولة فرض سيطرة القطب الأميركي الأوحد لإرادته أوسع بكثير مما يحاول الإعلام الأميركي تصويرها وحصرها ضمن أكذوبة " تحالف العالم المتحضر في وجه الإرهاب "، وإن بدت المعركة في الشرق الأوسط أكثر سخونة وشراسة على ضوء الحرب الأميركية المفتوحة على شعوب المنطقة - احتلال العراق، دعم الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ضد الفلسطينيين العزل، محاصرة سوريا( قانون المحاسبة)، إعادة فك وتركيب المنطقة تحت مسمى نشر الديمقراطية - يجب عدم التقليل من أهمية المعارك التي تخوضها أوروبا ضد مشاريع الهيمنة الأميركية حفاظا على مصالحها وخصوصيتها الحضارية والثقافية وحقها في التنمية المستقلة· إن اتساع جبهة المقاومة العالمية لمحاولات فرض الهيمنة الأميركية اقتصاديا وثقافيا وسياسيا سيؤدي في النهاية إلى محاصرة النهج غير المسؤول للإدارات الأميركية التي ما زالت لعقود عدة تقود الرأسمالية العالمية المتوحشة· ضمن الدور الملقى على عاتقنا تقع مهمة فضح الأضاليل التي تحاول الصهيونية العالمية إشاعتها مستغلة في ذلك الماكينة الإعلامية الأميركية الجبارة التي تحولت إلى صناديق أكاذيب تبث سمومها في جهات العالم الأربع موظفة في ذلك ثورة الاتصالات والمعلوماتية التي فتحت الفضاء واسعا أمام العولمة· إن أحد شروط المجابهة هو تحصين الذات وهذا لا يكون إلا بتحصين مجتمعاتنا بما يضمن التعددية السياسية والفكرية عبر إطلاق الحريات الديمقراطية بما يحفظ كرامة الوطن والمواطن، مع ملاحظة أن الكثير من ركائز الدعاية المعادية المغرضة ضد شعوبنا لا تنطلق من فراغ، ولعل غياب الديمقراطية عن مجتمعاتنا أهم مصدر يغذيها· الديمقراطية شرط لازم حتى نستطيع أن نواجه مخاطر فرض المفهوم الأميركي للعولمة، وتجاوز هذا نحو دور فاعل يستفيد من فوائد العولمة بطابعها الإنساني عبر مفهومها الأوسع والأشمل· عامر راشد كاتب فلسطيني مقيم في دمشق· |
07-05-2006, 01:11 AM | #2 |
|
رد: إنـحـطـاط مـعـولـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدق هـذا الكاتب فكأنه كان يقرأ التاريخ بالفعل / إنــه إنـحـطـاط مـعـولــم |
|
07-05-2006, 03:18 PM | #3 |
|
رد: إنـحـطـاط مـعـولـم
بالفعل / إنــه إنـحـطـاط مـعـولــم
بالفعل / إنــه إنـحـطـاط مـعـولــم بالفعل / إنــه إنـحـطـاط مـعـولــم تسلم أخوي أبوفارس والحقيقة أني معجب كثيرا بكتاباتك ومقالاتك والله لا يحرمنا منك أخوك ومحبك العاااااااااااااقل |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|