#1
|
|||||||||
|
|||||||||
لتسمو بنا آية..
الى اخواني واخواتي أعضاء منتديات بني عمرو يسعدني ويشرفني ان اقدم لكم موضوع صغير ومتجدد بعنوان.. لتسمو بنا آية,, وهو عبارة عن اية مع تفسيرها وشرحها وذكر احاديث النبي صلى الله عليه وسلم المرتبطة مع الآية,, او ذكر اقوال وآثار الصحابة والسلف والعلماء,, لاننا احيانا نسمع الاية ونمر عليها مرور الكرام .. واحيانا اخرى نسمعها بكل جوارحنا فيفتح الله بها علينا فتحا فتكون سببا في تغيير حياتنا واطباعنا بطريقة عجيبة وسريعة.. وهذه من معجزات القرآن الكريم,, واذا كان الموضوع يستحق التثبيت ,, وارادت الادارة تثبيته .. فيشرفني ويسعدني,, ذلك علما بأن كل ما سأذكره سيكون منقوول واسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يكون هذا الموضوع خاااااااااااالصا لوجهه الكريم..
ويجعله صدقة جارية لصاحبة الموضوع ولناقلته دمتم برضى الرحمن |
10-17-2010, 12:23 AM | #2 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لايموت ) "فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها". |
|
10-17-2010, 09:47 AM | #3 |
كاتب قدير ومميّز
|
طيف الذكريات
بارك الله فيك لأنتي مثل النحلة لا تأتي الا بخير وسوف اتحدث هنا عن آية تستوقفني كلما مريت عليها واتمنى ان يكون لكم منها نصيب يقول الحق تبارك وتعالى في سورة البقرة ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) احبتي اقول لكم كلام من قلبي ليس من اقوال المفسرين ولكنه من استشعاري لهذه الاية الكريمة ،لاحظوا معي قول الحق تبارك وتعالى واذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع ، فوالله لو قال الملك او المسئول تعال واطلب لنبقى سهرانين ليلنا ننتظر هذه المقابلة وياليت شعري ماذا سوف يكون الطلب اليس من متاع الحياة الدنيا ، وبيئس الطلب مقارنة مع غيره لأن المسئول لا يملك غيره لكن الله يملك الدنيا والآخرة ،ثم يقول سبحانه اني ومعى قربي من عبدي اجيب دعوته ،، ثم يامر سبحانه فليستجيبوا لي اي يدعونني ، الم يحن الوقت ان نستجيب لهذه الدعوة بلى وربي وانا اقول وامنوا بارك الله فيكم اللهم اهدنا وتقبل منا وارزقنا واصلحنا واصلح بنا ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ،اللهم اصلح لنا اولادنا وبناتنا وزوجاتنا اللهم وفقهم وارزقهم واصرف عنا وعنهم الحسد والبغضاء وقول الزور ووفقهم في دراستهم واسبغ عليهم نعمك ظاهرة وباطنة واجعلها عونا لهم على طاعتك ، اللهم اجعلنا واياهم هداة مهتدين،اللهم انصر المسلمين والمسلمات في كل مكان، اللهم اعز اهل طاعتك واذل اهل معصيتك، اللهم وفقنا لما تحب وترضى انك على كل شي قدير والسلام عليكم ورحمة الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . |
|
10-23-2010, 11:48 PM | #4 |
|
بارك الله فيك اختنا طيف الذكريات ونفع بك قال الله تعالى: "قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" يقول العلماء هذه أرجأ آية في كتاب الله ! كيف لا ؟ وهي قد أشرعت أبواب الأمل في وجوه البائسين وضمنت خط العودة للتائهين. لاإله إلا الله ، ماأرحم الله بعباده وماأحنه عليهم ,وماأوسع رحمته، جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم : " لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده بخطامها ، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح". وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبياً في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟) قلنا: لا والله. فقال: ( الله أرحم بعباده من هذه بولدها) متفق عليه. |
|
10-28-2010, 10:48 AM | #5 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
هل أنت مطمئن في الحياة الدنيا أم مطمئن بها ؟ "فرق كبير " ..!!
من منّا لا ينشد الاطمئنان وراحة البال في هذه الحياة ؟ لا شك أن الطمانينة نعمة كبيرة لا ينالها الا كل مؤمن سعيد .. والنفس المطمئنة امتدحها الله سبحانه وتعالى فقال عز من قائل : (( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية . فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )) ولكن الاطمئنان يمكن أن يكون مدمرا لصاحبه ،يقوده الى درب الهلاك .. وذلك حين يكون اطمئنانا بالحياة الدنيا وركونا لها ، حين تقف آمال الانسان وتطلعاته الى حدود هذه الدنيا الفانية غير مكترث لما ينتظره بعدها فتجد الشخص يركض ويلهث لتحقيق المكاسب والانجازات الدنيوية ، ويطمئن كثيرا بتلك الانجازات ويشعر بالراحة فكل شيء متوفر لديه وهكذا .. يقول الله تعالى في سورة يونس : (( إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ . أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ)) أما الاطمئنان المطلوب هو الاطمئنان في الحياة الدنيا وليس الاطمئنان بها !! يتحقق ذلك حين يستسلم المسلم لقضاء الله وقدره ويستقبل ذلك القدر خيرا كان أم شرا بابتسامة الواثق بربه ، فيتحقق لديه الاطمئنان والسكينة والراحة وتصبح نفسه مطمئنة .. مؤمنة .. راضية . وفي نفس الوقت فإنه يتوجه الى ربه بالدعاء ويسأله اللطف في القضاء .. ويعمل دوما على أن يأخذ بالأسباب ويوازن بين أهدافه الدنيوية والأخروية بشكل يجعله من السعداء الفائزين في الدارين . |
|
10-28-2010, 11:14 PM | #6 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
(( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ))[البقرة:18]
صم بكم عمي فهم لا يرجعون وهم مع ذلك" صم " لا يسمعون خيرا " بكم " لا يتكلمون بما ينفعهم " عمي " في ضلالة وعماية البصيرة كما قال تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " فلهذا لا يرجعون إلى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها بالضلالة . " ذكر أقوال المفسرين من السلف بنحو ما ذكرناه " قال السدي في تفسيره عن أبي مالك عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة في قوله تعالى " فلما أضاءت ما حوله " زعم أن ناسا دخلوا في الإسلام مع مقدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ثم إنهم نافقوا وكان مثلهم كمثل رجل كان في ظلمة فأوقد نارا فلما أضاءت ما حوله من قذى أو أذى فأبصره حتى عرف ما يتقي منه فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره فأقبل لا يدري ما يتقي من أذى فذلك المنافق كان في ظلمة الشرك فأسلم فعرف الحلال والحرام والخير والشر . فبينما هو كذلك إذ كفر فصار لا يعرف الحلال من الحرام ولا الخير من الشر . وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الآية قال أما النور فهو إيمانهم الذي كانوا يتكلمون به وأما الظلمة فهي ضلالتهم وكفرهم الذي كانوا يتكلمون به وهم قوم كانوا على هدى ثم نزع منهم فعتوا بعد ذلك . وقال مجاهد : " فلما أضاءت ما حوله" أما إضاءة النار فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى. وقال عطاء الخرساني في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب . وقال ابن أبي حاتم : وروي عن عكرمة والحسن والسدي والربيع بن أنس نحو قول عطاء الخرساني وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل المنافق يبصر أحيانا ويعرف أحيانا ثم يدركه عمى القلب . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " إلى آخر الآية . قال هذه صفة المنافقين كانوا قد آمنوا حتى أضاء الإيمان في قلوبهم كما أضاءت النار لهؤلاء الذين استوقدوا نارا ثم كفروا فذهب الله بنورهم فانتزعه كما ذهب بضوء هذه النار فتركهم في ظلمات لا يبصرون وأما قول ابن جرير فيشبه ما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " قال هذا مثل ضربه الله للمنافقين أنهم كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله ذلك العز كما سلب صاحب النار ضوءه وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية" مثلهم كمثل الذي استوقد نارا " فإنما ضوء النار ما أوقدتها فإذا خمدت ذهب نورها وكذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الإخلاص بلا إله إلا الله أضاء له فإذا شك وقع في الظلمة وقال الضحاك " ذهب الله بنورهم " أما نورهم فهو إيمانهم الذي تكلموا به وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة " مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله " فهي لا إله إلا الله أضاءت لهم فأكلوا بها وشربوا وأمنوا في الدنيا وأنكحوا النساء وحقنوا دماءهم حتى إذا ماتوا ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون وقال سعيد عن قتادة في هذه الآية إن المعنى أن المنافق تكلم بلا إله إلا الله فأضاءت له في الدنيا فناكح بها المسلمين وغازاهم بها ووارثهم بها وحقن بها دمه وماله فلما كان عند الموت سلبها المنافق لأنه لم يكن لها أصل في قلبه ولا حقيقة في عمله " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يقول في عذاب إذا ماتوا وقال محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس " وتركهم في ظلمات " أي يبصرون الحق ويقولون به حتى إذا خرجوا من ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم ونفاقهم فيه فتركهم في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ولا يستقيمون على حق وقال السدي في تفسيره بسنده " وتركهم في ظلمات " فكانت الظلمة نفاقهم وقال الحسن البصري وتركهم في ظلمات لا يبصرون فذلك حين يموت المنافق فيظلم عليه عمله عمل السوء فلا يجد له عملا من خير عمل به يصدق به قول لا إله إلا الله " صم بكم عمي " قال السدي بسنده صم بكم عمي فهم خرس عمي وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " صم بكم عمي " يقول لا يسمعون الهدى ولا يعقلونه وكذا قال أبو العالية وقتادة بن دعامة فهم لا يرجعون قال ابن عباس أي لا يرجعون إلى هدى وكذا قال الربيع بن أنس : قال السدي بسنده " صم بكم عمي فهم لا يرجعون " إلى الإسلام . وقال قتادة فهم لا يرجعون أي لا يتوبون ولا هم يذكرون. تفسير إبن كثير |
|
10-29-2010, 03:03 PM | #7 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ...
تعددت أقوال العلماء في الباقيات الصالحات فقد نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف أنها الصلوات الخمس. ونقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح أنها سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله والله أكبر. ونقل القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الباقيات الصالحات: كل عمل صالحٍ من قولٍ أو فعلٍ يبقى للآخرة. وقال هو الصحيح إن شاء الله. |
|
10-30-2010, 02:15 PM | #8 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
يقول تعالى في كتابه الكريم :
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) " سورة النــور نبحر في هذه الآية الكريمة .. التي تبث الأمل في النفوس .. بسم الله الرحمن الرحيم ( وعَد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ) وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح .. إن وعده لحقّ .. يقول عز وجل في سورة فاطر : ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرّنّكم بالله الغرور ) وفي سورة النساء : ( ومن أصدق من الله قيلاً ) وفي سورة الرعد : ( إن الله لا يخلف الميعاد ) وكثير من الآيات .. فبمَ وعد الله عز وجل ووعده الحقّ ؟ ( ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ) وعدهم بميراث الأرض وأن يجعلهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف الملوك في ممالكهم كما استخلف المؤمنين قبلهم .. وفي هذه البشارة يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : " إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها " / رواه مسلم ويقول صلى الله عليه وسلم : " تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. ثم سكت ) / صحيح مسلم ( وليمكننّ لهم دينهمُ الذي ارتضى لهم ) وليجعلنّ دينهم – الإسلام – الذي ارتضاه لهم عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان ( وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً ) وليغيّرنّ حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع إلى الأمن والاستقرار ( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) - وكأن في هذا تعليل للاستخلاف – يوحدون الله جلّ وعلا ويخلصون له العبادة ، لا يعبدون إلهاً غيره ( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) أي فمن جحد شكر هذه النعم .. فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله العاصون أمر الله .. |
|
10-30-2010, 03:10 PM | #9 |
|
..{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ}...
الذين أعطيناهم الكتاب من اليهود والنصارى, يقرؤونه القراءة الصحيحة, ويتبعونه حق الاتباع, ويؤمنون بما جاء فيه من الإيمان برسل الله, ومنهم خاتمهم نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يحرفون ولا يبدِّلون ما جاء فيه. هؤلاء هم الذين يؤمنون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه, وأما الذين بدَّلوا بعض الكتاب وكتموا بعضه, فهؤلاء كفار بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل عليه,ومن يكفر به فأولئك هم أشد الناس خسرانًا عند الله... ......... جزاااك الله خير وباارك الله فيك اختي طيف... |
|
11-01-2010, 06:24 PM | #10 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا بعذابك لنا أو تسلط الكافرين علينا فيفتنونا عن ديننا، أو يظهروا علينا فيُفتنوا بذلك، ويقولوا: لو كان هؤلاء على حق, ما أصابهم هذا العذاب, فيزدادوا كفرًا, واستر علينا ذنوبنا بعفوك عنها ربنا, إنك أنت العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم في أقواله وأفعاله. |
|
11-02-2010, 03:38 PM | #11 |
|
قال الله تعالى(( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير )) الآيه 32 سورة ""فاطر ""
قال الشيخ عبد الرزاق البدر _حفظه الله و رعاه _ في شرحه للدرس الرابع / شرح كتاب التوحيد ( باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب ) قال حفظه الله : هذه الآية جاءت في سياق ذكر المصطفين من عباد الله قال الله - عز وجل -: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ﴾ فذكر أن المصطفين ثلاثة أصناف: قال : ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ﴿33﴾﴾ [فاطر: 32: 33] من هم ؟ الثلاثة ، الواو تشمل الثلاثة : تشمل الظالم ، وتشمل المقتصد ، وتشمل السابق بالخيرات. لكن كما قال أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمة في كتابه الإيمان : المقتصد والسابق بالخيرات يدخلون الجنة دخولا أوليا ، يعني : بدون حساب ولا عذاب ، لأن المقصد هو من فعل الواجب وترك المحرم ، والسابق بالخيرات هو الذي فعل الواجب والمستحب وترك المحرم وأيضًا حذر وجانب المكروه وسابق في الخيرات ، فهذا الذي هو المقتصد والسابق بالخيرات كل منهما يدخل الجنة بدون حساب ولا عذاب . والظالم نفسه أيضًا يدخل الجنة لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقية فيدخل النار لا ليخلد فيها وإنما ليطهر فيها من ذنوبه ثم مثل ما قال -عليه الصلاة والسلام - : ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، يصيبه قبل ذلك ما يصيبه ) فإذن الظالم لنفسه هنا هو من المصطفين ، وهو من عباد الله ، وهو من أهل الجنة . والمراد بالظلم هنا ما هو ؟ المعاصي ، ظلم النفس بالمعاصي ؛ ولهذا لو أكملنا السياق لما ذكر الله الأقسام الثلاثة الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات . ذكر بعدهم قسيم هؤلاء الثلاثة وهو الكافر فماذا قال ؟ قال : ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ﴿36﴾ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَ لَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿37﴾﴾ [فاطر: 36، 37] إذن "الظالمين" هنا المراد بالظلم الشرك والكفر ، والمراد بالظلم هناك المعاصي ، ذاك صاحب الظلم المعاصي مآله إلى الجنة قد يدخل النار لتطهيره وتنقيته أما الظالم لنفسه ظلم الكفر والشرك بالله فإنه إذا لقي الله بهذا الكفر وهذا الشرك فمآله ماذا ؟ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَ ﴾[فاطر: 36] يخلد في النار ولا يطمع في مغفرة الله ولا رحمته ولا عفوه لا مطمع له ؛ بل هو مخلد في النار أبد الآبدين ، أما إذا كان ظلما للنفس كما في السياق الأول فهذا مآله إلى الجنة، لكن قد يمر بمرحلة تطهير وتنقيه . ــــــــــــــــــــــ اللهم اجعلنا من السابقين بالخيرات ،اللهم ألهمني رشدي وأعذني شر نفسي . انك ولي ذلك والقادر عليه .. |
|
11-02-2010, 09:43 PM | #12 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
قال تعالى:
* { ٱاللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ }* نلمس في الاية المباركة كيف تنزل إلينا من عالمنا ثم تسمو بنا الى الافاق الروحانية تطوف بنا بين عالم الغيب والشهادة , وانظر الى "مثل نوره كمشكاة " : وهي الطاقه ... فيها مصباح.. تعيش الاية عالمنا .. عالم الشهادة , المصباح في الزجاجة .. الزجاجة كأنها كوكب دري.. هكذا يسبح بنا الفكر مع النور الالهي .. أو بتعبير أدق مع المثل للنور الالهي ثم تنزل الايه بنا الى عالمنا فالكوكب الدري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيه ولا غربية .. يكاد زيتها يضئ.. وفي النهاية تأخذ دوامات النور وطبقاته .. وسبحان النور الالاهي .. فلا نملك إلا أن نقف خاشعين أمام الاية " نور على نور " .., قال أبي بن كعب :مثل نوره في قلب المؤمن .. أذن الإيمان هو النور الذي أودعه الله في قلب المؤمن من معرفته ومحبته والإيمان به وذكره والانس به ..وهو نوره الذي أنزله أليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس وأصله في قلوبهم ..ثم تقوى مادته وتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم وثيابهم ودورهم ويبصره من هو من جنسهم .. وقفه الإيمان بالله لا يتعارض مع الواقع بل يتكيف معه ويظهر ويزيد في قلوب المؤمنين..ليُحدّثِ الظاهر/الباطن. |
|
11-06-2010, 06:12 AM | #13 |
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
|
(( وَلَيَالٍ عَشْرٍ )) قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره : وَاللَّيَالِي الْعَشْر الْمُرَاد بِهَا عَشْر ذِي الْحِجَّة كَمَا قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَمُجَاهِد وَغَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف . وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا : " مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح أَحَبّ إِلَى اللَّه فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّام " يَعْنِي عَشْر ذِي الْحِجَّة قَالُوا وَلا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه ؟ قَالَ" وَلا الْجِهَاد فِي سَبِيل اللَّه إِلا رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَاله ثُمَّ لَمْ يَرْجِع مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " ....
|
|
11-07-2010, 06:16 PM | #14 |
|
قال تعالى:" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق "
في الصحيحين عن أبي هر يرة رضي الله عنه عن النبي سلم قال : ( أفضل الأعمال الإيمان بالله ورسوله ، ثم جهاد في سبيل الله ، ثم حج مبرور ) حج علي بن الموفق ستين حجة فقال : فلما كان بعد ذلك جلست في الحجر أفكر في حالي و كثرة تردادي إلى ذلك المكان و لا أدري هل قبل مني حجي أم رد ؟ !! ثم نمت فرأيت في منامي قائلاً يقول لي : هل تدعو إلى بيتك إلا من تحب قال : فاستيقظت و قد سري عني ما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة كان الإمام أحمد يدعو و يقول : اللهم أعزني بطاعتك ، و لا تذلني بمعصيتك ألا إنما التقوى هي العـز والكــرم و حبـــــــــك للدنيا هو الذل و السقم و ليس علــى عبد تقي نقيصــــــة إذا حقق التقوى و إن حاك أو حجم و قد روي أن الله تعالى يقول للحجاج يوم عرفة : أفيضوا مغفوراً لكم و لمن شفعتم فيه قيل للحسن: الحج المبرور جزاؤه الجنة ؟ قال : آية ذلك أن يرجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة و قيل له : جزاء الحج المغفرة ؟ قال : آية ذلك أن يدع سيء ما كان عليه من العمل القدوم على اللـــه : قال بعض الملوك لأبي حازم : كيف القدوم على الله تعالى ؟ فقال أبو حازم : أما قدوم الطائع على الله تعالى فكقدوم الغائب على أهله المشتاقين إليه و أما قدوم العاصي فكقدوم العبد الآبق على سيده الغضبان كم بين الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر و تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون وبين الذين يدعون إلى نار جهنم دعا !! قال علي رضي الله عنه : تتلقاهم الملائكة على أبواب الجنة : سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين و تلقى كل غلمان صاحبهم يطيفون به فعل الولدان بالحميم جاء من الغيبة : أبشر فقد أعد الله لك من الكرامة كذا و كذا و ينطلق غلام من غلمانه إلى أزواجه من الحور العين فيقول : هذا فلان باسمه في الدنيا فيقلن : أنت رأيته ؟ فيقول : نعم ، فيستخفهن الفرح حتى يخرجن إلى أسكفة الباب قال أبو سليمان الداراني : تبعث الحوراء من الحور الوصيف من وصائفها فتقول : ويحك انظر ما فعل بولي الله ؟ فتستبطئه فتبعث وصيفاً آخر، فيأتي الأول فيقول : تركته عند الميزان ، و يأتي الثاني فيقول : تركته عند الصراط ، و يأتي الثالث فيقول : قد دخل باب الجنة فيستخفها الفرح فتقف على باب الجنة فإذا أتاها اعتنقته فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا إذا هَبَّتْ رياحُـــك فاغتنمها **** فعقبى كـــــلِّ خافقــة سكـون ولا تَغْفُل عن الإحسان فيها **** فما تدري السكون متى يكون؟ ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) ويقول النبي سلم : ( من أراد الحج فليتعجل , فإنه قد يمرض المريض ، وتضل الضالة ، وتعرض الحاجة ) |
|
11-08-2010, 01:01 AM | #15 |
|
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال: {قُل} يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِم} باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب. {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار. {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود،.تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، .ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد،. فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم. ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُم} بقلوبكم {وَأَسْلِمُوا لَهُ} بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا. وفي قوله {إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ} مجيئا لا يدفع {ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} فكأنه قيل: ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟ فأجاب تعالى بقوله: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم} مما أمركم من الأعمال الباطنة، كمحبة اللّه، وخشيته، وخوفه، ورجائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم، وترك ما يضاد ذلك. ومن الأعمال الظاهرة، كالصلاة، والزكاة والصيام، والحج، والصدقة، وأنواع الإحسان، ونحو ذلك، مما أمر اللّه به، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،. {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة. ثم حذرهم {أَن} يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.و {تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} أي: في جانب حقه. {وَإِنْ كُنْت} في الدنيا {لَمِنَ السَّاخِرِينَ} في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا. {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} و"لو" في هذا الموضع للتمني،.أي: ليت أن اللّه هداني فأكون متقيا له، فأسلم من العقاب وأستحق الثواب، وليست "لو" هنا شرطية، لأنها لو كانت شرطية، لكانوا محتجين بالقضاء والقدر على ضلالهم، وهو حجة باطلة، ويوم القيامة تضمحل كل حجة باطلة. {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ} وتجزم بوروده {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً} أي: رجعة إلى الدنيا لكنت {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} قال تعالى: إن ذلك غير ممكن ولا مفيد، وإن هذه أماني باطلة لا حقيقة لها، إذ لا يتجدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول. {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي} الدالة دلالة لا يمترى فيها. على الحق {فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ} عن اتباعها {وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} فسؤال الرد إلى الدنيا، نوع عبث، {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} من تفسيــــر السعـــدي رحمـــه الله
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|