الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
لله درك يا هـــند
عندما بايع الرسول صلى الله عليه وسلم النساء المسلمات بايعهن بآيات المبايعة في سورة الممتحنة حتى قال : (ولا يزنين) فقالت هند: أو تزني الحرة؟! قد تظنون أني سأتحدث في هذه الأسطر عن الزنا وإنه لأمر عظيم .. ولكني لن أتحدث عن الزنا في هذا الموضع ولكني أستشرف من هذه الكلمة التي قالتها هند معنى راقيا ورائقا وتجسيدا رائعا وجميلا لمفهوم " الحرية " .. " أو تزني الحرة ؟ " نعم هذ هو االسؤال الذي ينبغي أن يطرح .. " أو يقتل الحر؟ " , " أو يسرق الحر؟ " , " أو تتبرج الحرة؟ " , باختصار " أو يعصي الله الأحرار ؟! ". الحرية هي مطلب أساسي لحياة الإنسان والإنسان الممنوع من الحرية هو في الحقيقة ممنوع من الابداع ممنوع من التفكير بل في الحقيقة هو ممنوع من الحياة . " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " لم تكن هذه الكلمة التي أطلقها عمر رضي الله عنه في رسالته لعمرو بن العاص عندما ضرب ابنه أحد الشباب مستعينا بسلطانه , إلا إثباتا قويا لا جدال فيه للحرية التي كفلها الإسلام للإنسان , وعندما نتحدث عن عمر فنحن نتحدث عن الرجل الذي رباه محمد صلى الله عليه وسلم وقال فيه : " إن الله عز وجل ضرب بالحق على لسان عمر وقلبه ".. فما هي يا ترى الحرية التي يرسخ مفهومها عمر وهند رضي الله عنهما ؟ تأملت هاتين الكلمتين فوجدت هندا رضي الله عنها ترسخ مفهوم الحرية التي كفلها الاسلام للإنسان بأن الحرية الحقة هي في الحقيقة العبودية الحقة لله عز وجل. فليست الحرية هي االتبذل وليست الحرية هي الإنحطاط إلى أسوأ مراحل الإسفاف الأخلاقي .. كلا , فالحرية الحقيقية هي السمو بالنفس البشرية لأعلى درجات الكمال الخلقي والترفع بها عن الشهوانية الحيوانية إلى الرفعة الملائكية.. الحرية في حقيقتها لا تتعارض مع الثوابت الدينية الإسلامية.. بل إن الإسلام كفل الحرية ولكنه أتى منظما لها ومسيطرا عليها حتى لا تتحول الحرية في يوم من الأيام إلى " فوضى " كما هي الحرية المزعومة الموجودة في العالم الغربي الآن .. فالإسلام كفل للإنسان حرية الإعتقاد وحرية الرأي وحرية الملكية وجميع أنواع الحرية الفردية .. ولكنه في المقابل وضع لهذه الحرية ضوابط تكفل لهذا الإنسان حياة كريمة وتمنعه في المقابل من التعدي على حريات الآخرين ومن التعدي على نفسه ,, ألم يقل الله : { ومنهم ظالم لنفسه }؟ فارتكاب المعصية هو في الحقيقة ليس حرية بقدر ما ظلم لهذه النفس البشرية , والظلم كما نعلم جميعا هو مضاد تماما لمفهوم " الحرية ".. فالإسلام إذ أمر بقتل المرتد فليس ذلك مضادا لمفهوم الحرية بل هو حفظ لمصلحة هذا الفرد نفسه ليكون ذلك رادعا لغيره من الانتكاس عن الدين الذي يكفل للانسان الحياة الكريمة التي من ضمن أجندتها " الحرية ". وأمر الإسلام بالأخذ على يد السفيه وصاحب المنكر ليس كبتا للحرية بل هو حرص على هذا الفرد من أن يخدش دينه بالمعصية وبالتالي فلهذا تأثير على حياته الأخروية , وهذه في الحقيقة في محور ارتكاز الحرية في الإسلام فهي تعتمد على حماية حرية الإنسان في دنياه - وهذا مهم - شريطة ألا تؤثر على مصيره في آخرته - وهذا الأهم - وهو ما لاتملكه الحرية الغربية ولا الداعين لها في بلادنا الاسلامية والمنفذين لأجندتها في بلاد الإسلام. فهذا هو الجانب الذي جسدته هند رضي الله عنها بمقولتها وهو جانب يتعلق بمفهوم الحرية في العلاقة بين الخالق والمخلوق.. أما الفاروق رضي الله عنه فإنه يجسد بمقولته التي يحفظها التاريخ مفهوم الحرية في العلاقة بين البشر , فلا يرضى الإنسان الحر بظلمه وسلب حقوقه والاستخفاف به . ولكن عند التمعن في حادثة عمر فنرى أنه لم يحث ذلك الرجل المظلوم ولم يسمح له بالخروج على واليه ونقض بيعته لأنه سلبه حريته بل إنه لام ابن العاص رضي الله عنه على فعله وعنف عليه واقتضى للرجل منه .. وهذا من الجانب الآخر ما لا يملكه المتشددون والخارجون على يد الجماعة الذين جعلوا الحرية والحقوق شعارا يرفع لتبرير الخروج على من أجمعت الأمة على بيعتهم واجتمعت على صلاحهم . هذه هي الحرية في الإسلام بل هذه الحرية التي ينبغي أن يكون عليها جميع البشر ليصلح حالهم في الدنيا والآخرة.. نعم للحرية لا للإستبداد .. ولله درك يا هند.
تقديري |
07-01-2010, 07:43 AM | #2 |
مستشار إلمدير العام
|
نعم للحرية لا للإستبداد .. ولله درك يا هند.
سيد الموقف ابيض وجه على هذا النقل الرائع والتعليق الاروع اشكرك واتمنا لك التوفيق وللمسلمين الحرية الحقة الموافقة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . بارك الله فيك وفي الجميع . |
|
07-01-2010, 03:42 PM | #3 |
المدير العام
|
سيد الموقف ..
لقد قدمت موضوعاً يستحق النظر والإشادة .. لله درك أنت كذلك كم لك من روائع .. كل التقدير لك .. |
|
07-01-2010, 03:48 PM | #4 |
|
نعم للحرية لا للإستبداد
كل التقدير لك |
لا تــأسفن على غــــــــــدر الزمـان لطالما رقصت على جثث الأســــــــود كــــــلابُ لا تحسبنّها برقصها تعلو علـــــــى أسيادها تبقى الأســـود أســــودُ والكــلاب كــــلابُ |
07-02-2010, 02:31 AM | #5 | |
|
اقتباس:
حياك الله ابا فهد
شرفتني بمرورك الجميل وأسأل الله أن يهدينا جميعا سواء السبيل تقديري |
|
|
07-02-2010, 04:34 AM | #7 |
|
قلم جميل وسيد لكل الأقلام ..
ونصب الحريه والعبوديه كما قال الشاعر المغربي ... جلست يوما أتفيأ بظل نصب الحرية وأقرأ في كتاب “العبودية” عن كيفية صياغة أحلامي المتأجلة منذ أعوام وأنا أصر على المشي على حافة المنفى أتوكأ على عصا مرخية كلما جرفتني رياح الغربة أحمل خطواتي فوق بساط التيه فر العمر وتركني أغازل فقاعات على وجه ساعة متوقفة داخل جيب سترتي ها أنا الآن أهاجر مع أوراق الخريف وتحت ابطي مفاتيح المدينة العتيقة وباقة من زهور ذابلة مالذي سأفعل بمخالب قطة وديعة تجلس معي في قاع المنفى وما معنى أن تحرضني سيدة مسنة على مداعبة الأرانب السوداء وعندما تراخت الظلمة البهيمة على مناكب الأرض وتدلى الصدى من أجراس خرساء كانت أحداقي تتشظى وتعتلي فراغ الأمسيات لعل في نباح الكلاب ما يشفي الخيول الجامحة في قافلة تخلت عن ركبها هكذا تبقى الحياة مجرد كلبة ذات جراء متعددة الأعراق وأنا لم أزل أحفر في تضاريس عائمة على أعتاب العمر أمرغ سحناتي الشاحبة في تجاعيد الزمن وأعاقر ما تبقى من نخب الشيخوخة كنت أظن أن الحرية نعمة من نوع آخر فوجدتها سوى ورقة يانصيب خاسرة تحتضر في سلة المهملات كأني شبح ثمل في حانة مهجورة روادها كالزنابير يتدربون على التحليق خارج السرب ويرقصون على نقرات الطبول الأفريقي أشجار الخروب تطل من شرفات مغروسة في الخواء والظهيرة مكتظة بناس يتنكرون بمنامات بهلوانية أنا الآن في سن أصبحت فيه كعصفورمنبوذ يتسكع خارج القفص .. تقديري ... |
ليه العطر وانتِ انفاسك دخووون
|
07-03-2010, 06:11 AM | #8 |
|
|
|
07-03-2010, 06:09 PM | #10 |
عين على بني عمرو
|
عندما يجب للحريه أن تكون فيجب أن يكون لها اساس
هي تلك الحريه المشتقه من الغيره وهي تلك الانسانيه بمعنى ادق هو ذلك الشرف شكراً لك ولاعدمنااك إجترامي |
|
07-05-2010, 05:36 AM | #11 |
|
|
|
07-06-2010, 01:08 AM | #12 |
|
|
|
07-08-2010, 01:22 AM | #13 | |
|
اقتباس:
أهلا بك غلا...ي وبالشاعر الجميل ابن ماجن والحرية يا عزيزي كل ينظر لها بمنظوره ويفهمها بطريقته لك تقديري |
|
|
07-09-2010, 01:19 AM | #14 |
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|