الإعلان أم الكتمان ؟؟

إذا كنت تحب شخصا ما بشدة فأيهما افضل ؟ إعلان حبك له ام كتمانه ؟؟؟

يقول بن داوود في كتابه الزهرة " أنه اذا استيقن الحبيب من حب محبوبه له واستوثق من منزلته لديه حينئذٍ يقع الغضب من غير سبب والإعراض من غير وجد لسكون القلب الواثق واستظهار المعشوق على العاشق ...

* ألا ليتنا نحيا جميعاً وإن نمت
يجاور في الموتى ضريحي ضريحها
أظل نهاري مستهاما ويلتقي
مع الليل روحي في المنام وروحها
فهل لي في كتمان حبي راحةٌ
وهل تنفعني بوحةٌ لو ابوحها ؟

ويقول بن حزم ربما كان سبب كتمان الحب حتى لا ينفر المحبوب ويتعالى ...

* استر هواك من الذي تهوى
لا تُفضين إليه بالشكوى
فكلما ابديت هواك له
تلوى وامتلا ..... زهوا
وربما كان من أسباب كتمان الحب عن الحبيب كما يقول بن حزم : " الحياء الغالب على الانسان " ...

* وأشكو بالعيونِ إذا التقينا
فيفهمه ويعلمُ ما اردتُ
أقولُ بمقلتي ... متُ شوقاً
فيوحي طرفهُ أن قد فهمتُ

ويقول المتنبي : ... وألذ شكوى عاشقٍ ما اعلنا !

ويقول بن حزم : ربما كان من أسباب إعلان الحب أن يريد صاحب هذا الفعل أن يتزيا بزي المحبين ويدخل في عدادهم وهذه دعوى زائفة ! وربما كان من أسبابه غلبة الحب وتسوَر الجهر على الحياء وهذا من ابعد غايات العشق .. بمعنى أن المحب لا يستطيع اخفاء حبه وأشواقه عمن يحب ...

* وألذ حالات الغرامِ لمغرمٍ ......
شكوى الهوى بالمدمعِ المهراقِ

* لا تُخفِ ما فعلت بك الأشواقُ
واشرح هواك فكلنا عشاقُ
فعسى يعينك من شكوت له الهوى
في حمله فالعاشقون رفاقُ

أما بن داود قال : من غلب عليه الجبن مال إلى التستر والكتمان ، ومن طمع في حسن المجازاة بالعدل مال إلى الإعلان والتوسط في هذه الأمور أفضل لمن يحب ... يُظهر بعضاً ويخفي بعضاً ثم يُظهر الازدياد شيئاً فشيئاً ....

يعني بن داود يقصد بقوله هذا إن على المحب استخدام عقله في اظهار حبه بروية وهدوء ... كيف ياناس ؟؟؟؟؟ منذ متى كان الحب يخضع لرأي تديره العقول ؟؟؟؟
منذ متى كان المحب يستطيع التحكم في اشواقه واخفاؤها ؟؟؟

* وكيف أخفي اشتياقي
مابيننا ليس يُخفى

*ومن عجبٍ أني أحن إليهم
واسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

* أقول حبيبي بأرض نجدٍ
وجدَ مسيرنا ... ودنا الطريق
أرى قلبي سينقطع اشتياقاً
وأحزاناً... وما انقطع الطريق

فأيهما برأيكم أفضل ؟؟؟؟؟؟؟؟
إعلان الحب أم كتمانه ؟
ولكم من العناااا .. أرق التحيات ...
ff)