أسرة في الدمام بلا هوية منذ 40 عاماً
أسرة في الدمام بلا هوية منذ 40 عاماً
الدمام: مسفر العصيمي
فشلت محاولات أربعة أشقاء من مواليد الدمام، أكبرهم تجاوز الخمسين عاماً في الحصول على هوية وطنية تزيح عنهم صفة المجهولين التي حملوها منذ ولادتهم، ما جعل الأمر كابوسا يجثم على صدورهم طوال تلك المدة.
وتعود تفاصيل القصة منذ قدوم زوجين من إمارة عجمان ونزولهما بميناء الدمام البحري في 1372هـ بهدف التجارة، وعند استقرارهما في الدمام قبل 56 عاماً رزقا بأول مولود لهما وهو محمد ثم عبدالجبار وعيسى وإبراهيم، الذي لم يحصل حتى على شهادة ميلاد، وجميعهم ولدوا بمستشفى الدمام المركزي.
وقال الشقيق الأكبر محمد (56 عاماً) إنهم حاولوا منذ سنوات طويلة الحصول على الهوية السعودية وكثرت مراجعاتهم للإدارات الحكومية خاصة إدارة الأحوال المدنية بالمنطقة الشرقية لطلب الجنسية لكن بدون جدوى.
وأضاف: هناك من يموت جوعاً وهناك من يموت قهراً، وهناك من يموت غدراً، ولكن أن تموت وأنت حي بلا هوية أو قدرة على فعل شيء فذلك أكبر وأشد وقعاً في النفس.
وأشار إلى أنه بعد وفاة والده توقفت الإعانات التي كان يحصل عليها من زملائه، ثم لحقت أمهم به دون أن تحقق حلمها برؤية أحفادها إذ لم يتمكن أي من أبنائها من الزواج لعدم حملهم هوية بل لم يتمكنوا من إتمام دراستهم أو أداء فريضة الحج أو الحصول على وظيفة تضمن لهم حياة كريمة.
وذكر محمد أن عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن جبرين يعلم قصتهم ومنحهم شهادة تزكية إلا أنها لم تجد نفعاً.
من جهته أكد المتحدث الرسمي في هيئة حقوق الإنسان الدكتور زهير الحارثي لـ "الوطن" أن الهيئة ستدرس قضية الأشقاء الأربعة، ولن تتأخر في حل المشكلة واتخاذ موقف سريع حال التأكد من وجود انتهاك لحقوق الإنسان.
|