| 
			 بين جنين ينتظر .. .. وشيخ يحتضر 
 
 
 
- - ! ! بين جنين ينتظر .. .. وشيخ يحتضر ! ! - - جنين في بطن أمه ، في عالم يسوده الغموض والترقب ، ويكتنفه الخوف والتوجس ، يدور في حلقة مفرغة إلا من ماء الحياة ، ويسير في دائرة مجوفة تحيط بأعظم الآيات ، ينتظر متى تحط به الرحال ، ويأذن الرب الكريم المتعال ، ويؤمر به للدنيا يحال ، تحدثه نفسه بالبهجة فيشتاق ، وتنسج خيالاته باللهفة فينساق ، حتى دنا يوم الخروج ، متفائلاً بالحد ائق والمروج .
 
 طفلاً تربيت في أحضان أمك ، وصغير ترعرعت في كنف والدك ، ضحكتك تزرع الابتسامة على شفتيهم ، وتصرفاتك تبدي الفرح والسعادة على محياهم ، يرون فيك الغضب فيسارعوا لمصالحتك ، ويجدو في نظراتك الحزن فيهبوا ليروا ما بك ، إذا بكيت فهذا جرس الإنذار بالنسبة إليهم ، ولو مرضت فهو ناقوس الخطر يقرع أذنيهم .
 
 أصبحت يافعاً يُنشد فيك الطموح ، وبديت شاباً يُرى من مقلتيك الجموح ، تفيق على لحظات يحيط بها الضباب ، وتسير في طرقات يتخللها العباب ، ينتابك شعور برهبة المضي إلى المستقبل ، ويسرح بك إحساس بتخوف التطلع إلى الغد ، تتسارع فيك الخطى نحو عالم مليء بالتغيرات ، وتتقاذف في دربك ملمات مشوبة بالتحديات .
 
 وها أنت الآن ، رجلاً طلب منك تحمل المشاق ، ومسؤول يراد منك الإنفاق ، الخطأ منك لا يغتفر ، والتلف لا ينفع معه هرب وفر ، تحبس أنفاس الألم في قفصك الصدري لا يراه أحد ، وتكبت غصص الأحزان في حدقة بائسة حتى اللحد ، يغزو رأسك الشيب من الهموم ، ويداهم جسدك الأمراض من الغموم ، نُزعت الراحة والطمأنينة من حياتك ، وغُيبت السعادة والفرح في طياتك .
 
 مابين جنين ينتظر ، وبين شيخ يحتضر ، هناك من يقتصر ، وهنا من يعتصر ، وفي النهاية ، إما إلى حفرة ومعتصر ، وإما إلى مد البصر ، فذلك والله هو النصر .
 
 نقطة انتهى ..
 
 
 
 
 
			
			
			
			
				  |