الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
فتح مكة القصة الكاملة
إثر صلح الحديبية نقضت قريس الميثاق، وحاولت تجديد الصلح، فلم تفلح، تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للغزو بالخفية والتعمية. فبعث سرية بقيادة أبى قتادة بن ربعى الى بطن أضم فيما بين ذى خشب وذى المروة على ثلاثة برد من المدينة. فى أول شهر رمضان سنة 8هـ. ليظن الضان أن التوجه الى تلك الناحية، حتى تذاع بذلك الأخبار، ولما وصلت السرية بلغها أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج الى مكة فسارت اليه حتى لحقته. كتب حاطب بن أبى بلتعة الى قريش كتابا يخبرهم بالمسيرة، النبوية، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا، فجعلته فى قرون رأسها، ثم خرجت به فعلم الرسول من السماء، فبعث عليا والمقداد فقال: انطلقا حتى تأتياروضة خاخفإن بها ظعينة معها كتاب الى قريش فانطلقا واجبراها على تسليم الكتاب واتيا به الى الرسول عليه الصلاة والسلام فإذا فيه -من حاطب بن أبى بلتعة الى قريش- يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاه رسول الله وأنبه. ولعشر خلون من شهر رمضان سنة 8هـ.
غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجها الى مكة فى عشرة آلاف من الصحابة واستخلف على المدينة أبارهم الغفاري. وبالجحفة لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلما مهاجرا، وبالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث، وابن عمته عبد الله بن أبى أمية، فأعرض عنهما، من آذاهم وهجوهم، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك. وقال على لأبى سفيان بن الحارث: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف قالوا تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين . فأنشده أبو سفيان أبياتا منها: لعمرك إنى حين أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أوانى حين أهدى فأهتدي هدانى هاد غير نفسى ودلنى على الله من طردته كل مطرد -وقد حسن اسلامه بعد ذلك- فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: أنت طردتنى كل مطرد. وواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيره وهو صائم، والناس صيام حتى بلغ الكديد، وهو ماء بين عسقان وقديد، فأفطر وأفطر الناس معه، ثم واصل سيره حتى نزل بمر الظهران، وادى فاطمة، نزله عشاء، فأمر الجيش، فأوقدوا النيران، فأوقدت عشرة آلاف نار، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرس عمر بن الخطاب. وركب العباس، بعد نزول المسلمين بمر الظهران، بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، وخرج يلتمس لعله يجد بعض الحطابة أو أحدا يخبر قريشا ليخرجوا يستأمنون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخلها، وقد عمى الله الأخبار عن قريش. وكان أبو سفيان يتجسس ومن معه الأخبار، فاعترضه العباس وحمله معه ليستأمن رسول الله وأسلم وفخرا له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن . فى صباح يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان سنة 8هـ. غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران الى مكة، وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادى عند خطم الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها، ففعل، فمرت القبائل على راياتها، كلما مرت به قبيلة قال: يا عباس من هذه؟ فيقول مثلا، سليم، فيقول مالى ولسليم؟ ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس من هؤلاء؟ فيقول: مزينة، فيقول: ما لى ولمزينة؟ حتى نفدت القبائل ما تمر قبيلة إلا سأل العباس عنها، فإذا أخبره قال: ما لى ولبنى فلان؟ حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتيبته الخضراء، فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق من الحديد، قال: سبحان الله يا عباس من هؤلاء؟ قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المهاجرين والأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة. ثم قال: والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما. قال العباس: يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال: نعم إذن وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة فلما مرّ بأبى سفيان قال له اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشا، فلما حاذى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان قال: يا رسول الله ألم تسمع ما قال سعد؟ قال: وما قال؟ فقال: كذا وكذا. فقال عثمان وعبد الرحمان بن عوف: يا رسول الله ما نأمن أن يكون له فى قريش صولة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل اليوم يوم تعظم فيه الكعبة اليوم يوم أعز الله فيه قريشا، ثم أرسل الى سعد فنزع منه اللواء، ودفعه الى ابنه قيس، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد. وقيل بل دفعه الى الزبير. لما مر الرسول عليه الصلاة والسلام بأبى سفيان قال له العباس التجأ الى قومك فأسرع الى مكة، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش هذا محمد، قد جاءكم فيما لا قبل لكم به. فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن فقامت اليه زوجته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت:اقتلوا الحميت الدسم الأخمش الساقين، قبح من طليعة قوم. قال أبو سفيان: ويلكم، لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبى سفيان فهو آمن. قالوا: قاتلك الله، وما تغنى عنا دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن. فتفرّق الناس الى دورهم والى المسجد، وبشوا أو باشا لهم وقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لقريش شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذى سئلنا فتجمع سفهاء قريش وأخفاؤها مع عكرمة بن أبى جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو بالجندمة ليقاتلوا المسلمين وكان فيهم رجل من بنى بكر حماس بن قيس، كان يعد قبل ذلك سلاحا، فقالت له امرأته: لماذا تعد ما أري؟ قال: لمحمد وأصحابه قالت: والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء. قال: إنى والله لأرجو أن أخدمك بعضهم. فكان هذا الرجل فيمن اجتمعوا فى الخندمة. مضى صلى الله عليه وسلم الى ذى طوي. وكان يضع رأسه تواضعا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى أن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرجل، وهناك وزع جيشه وكان خالد بن الوليد على المجنبة اليمني، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، فأمره أن يدخل مكة من أسفلها، وقال: إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصدا، حتى توافونى على الصفا، وكان الزبير بن العوام على المجنبة اليسري، وكان معه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يدخل مكة من أعلاها، من كداء، وأن يغرز رايته بالحجون، ولا يبرح حتى يأتيه. وأمر أبو عبيدة أن يأخذ بطن الوادى حتى ينصب لمكة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم . أخذت كل كتيبة مكانها، فرقة خالد بن الوليد قتل منها كرز بن جابر الفهري، وخنيس بن خالد بن ربيعة، كانا قد شذا عن الجيش فسلكا طريقا غير طريقه فقتلا، وأما سفهاء قريش فلقيهم خالد وأصحابه بالخندمة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصابوا من المشركين اثنى عشر رجلا فانهزم المشركون، وانهزم حماس بن قيس، الذى كان يعد السلاح لقتال المسلمين، حتى دخل بيته فقال لامرأته: أغلقى عليّ بابي، فقالت: وأين ما كنت تقول؟ فأجابها شعرا بما أصيب به وصحبه من فزع وهلع. وهكذا أقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا. أما الزبير فتقدم بفرقته حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة، فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم نهض الرسول عليه الصلاة والسلام، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل الى الحجر الأسود، فاستلمه ثم طاف بالبيت وفى يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بالقوس ويقول "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" "الاسراء آية 81". "قل جاء الحق وما يبدى الباطل وما يعيد" "سبإ آية 49". والأصنام تتساقط على وجوهها. وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرما يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأى فيها الصور، ورأى فيها صورة ابراهيم واسماعيل، عليهما السلام، يستقسمان بالأزلام فقال: قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط، ورأى فى الكعبة حمامة من عيدان فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت. ثم أغلق عليه الباب، وعلى أسامة وبلال، فاستقبل الجدار الذى يقابل الباب حتى إذا كان بينه وبينه ثلاثة أذرع وقف، وجعل عمودين عن يساره، وعمودا عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى هناك ثم دار فى البيت، وكبر فى نواحيه، ووحد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفا ينتظرون ماذا يصنع؟ فأخذ بعضادتى الباب وهم تحته فقال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ألا كل مأثرة أو مال أو دم فهو تحت قدمى هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ألا، وقتل الخطأ شبه العمد، السوط والعصا، ففيه الدية مغلــظة، مائة من الإبل، أربعون منها فى بطونها أولادها، يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء، الناس من آدم، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". "الحجرات آية 13". يا معشر قريش ما ترون أنى فاعل بكم، قالوا خيرا أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: فإنى أقول لكم كما قال يوسف لاخوته "لا تثريب عليكم اليوم" "يوسف آية 92". قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء. ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد، فقام اليه على رضى الله عنه، ومفتاح الكعبة فى يده، فقال يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية، صلى الله عليك، وفى رواية: أن الذى قال ذلك هو العباس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعى له، فقال له: هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء، وفى رواية ابن سعد فى الطبقات أنه قال له حين دفع المفتاح إليه: خذوها خالدة تالدة، لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل اليكم من هذا البيت بالمعروف. وحانت الصلاة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لا تبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئا، لو تكلمت لأخبرت عنى هذه الحصباء، فخرج عليهم النبى صلى الله عليه وسلم فقال لهم، قد علمت الذى قلتم ثم ذكر ذلك لهم، فقال الحارث وعتاب نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول: أخبرك. ودخل عليه الصلاة والسلام دار أم هانيء بنت أبى طالب، فاغتسل وصلى ثمانى ركعات فى بيتها، وكان ضحى، فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح، وأجارت أم هانى حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء وقد كان أخوها على بن أبى طالب أراد أن يقتلهما، أغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبى صلى الله عليه وسلم فقال لها ذلك، وأهدر عليه الصلاة والسلام دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وهم عبد العزى بن خطل، وعبد الله بن أبى سرح، وعكرمة بن أبى جهل، والحارث بن نفيل ابن وهب، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن خطل، كانتا تغنيان بهجو النبى صلى الله عليه وسلم وسارة مولاة لبعض بنى عبد المطلب، وهى التى وجد معها كتاب حاطب. فأما ابن أبى سرح فجاء به عثمان الى النبى صلى الله عليه وسلم وشفع فيه فحقن دمه وقبل اسلامه بعد أن أمسك عنه رجاء أن يقوم اليه بعض الصحابة فيقتله وكان قد أسلم قبل ذلك وهاجر ثم ارتد ورجع الى مكة. وأما عكرمة ابن أبى جهل ففر الى اليمن، فاستأمنت له امرأته فأمنه النبى صلى الله عليه وسلم فتبعته، فرجع معها وأسلم، وحسن اسلامه. وأما ابن خطل فكان متعلقا بأستار الكعبة فجاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم وأخبره فقال اقتله فقتله. تلك بعض المعلومات عن فتح مكة وما على المؤرخين أن يستخرجوا منها كيف تبنى الدولة على قواعد ترسيخ العدالة والسياسة الرشيدة والأخلاق الفاضلة والقضاء المبرم على كل رجعية وتخلف وطمس معالم النخوة الجاهلية، والعنعنات العصبية وآثار الطبقية، وجعل التفاضل بالتقوى منار الفضائل وعنوان الصالح العام. قال صلى الله عليه وسلم (( اتقوا النار ولو بشق تمره ))
صدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم |
01-13-2007, 09:03 PM | #2 |
رئيسة لجنة المناصحة
|
رد: فـــتــــح مكة القصة الكاملة
|
************** *أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن* **************
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحلقة السابعة الهجرتان القصة الكاملة | علي بن زبن | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 2 | 08-26-2009 11:39 PM |
القصة الكاملة للشهيد الشاب وسيم الغامدي رحمه الله | السيف الصقيل | منتدى القصص والروايات | 6 | 04-18-2008 05:26 AM |
عيــــــــــــــــــــد الحب (القصة الكاملة) | )OPEN~M!ND( | منتدى القصص والروايات | 5 | 02-08-2007 01:10 PM |
القصة الكاملة ... لاختطاف فتاة الثانوية ... شي يبكي!! | قمراااي | منتدى القصص والروايات | 18 | 01-17-2006 10:18 PM |
القصة الكاملة 000 للهلال في كأس العالم للأنــــديـــة + صوره تلفزيونيه موثقه | علي معتوق | الساحة الرياضيّة | 8 | 11-12-2005 02:19 PM |