الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
المقارنة بين الأبناء, تجعلهم أعداء
تعتبر المقارنة بين الابناء امراً مزعجاً لهم فكما أن الزوجة تنزعج حين يطلب الزوج منها ان تقوم بعمل ما فتقوم به ولكن لا ينال اعجابه فيبدأ بمقارنة هذا العمل مع ما تقوم به اخته أو أمه أو جارته فهذا بكل تأكيد يزعج الزوجة ويشعرها بالاهانة لمجرد المقارنة فنفسية الطفل كذلك مثل نفسية الكبير يغضب ويتوتر حين تقارنه بأخيه الاسرع منه .
أو الأذكى منه او الاهدأ منه ان مثل هذه المقارنة تخلق عند الطفل اضطراباً في نفسيته وضعفا في شخصيته لانه قد يكون عاجزاً أو غير قادر على القيام بنفس ما يقوم به أخوه ولكنه بالتأكيد يستطيع القيام بشيء لا يستطيع اخوه القيام به لانه لم يخلق نسخة عن اخيه فهو شخصية مستقلة ومن الخطأ مقارنته مع الآخرين وللوقوف على هذا الموضوع كان لـ «دنيا الناس» هذا التحقيق. الطفل محمد مطر يقول: المقارنة بيني وبين اخوتي تجعلني احيانا ابذل جهداً أكبر كي اصبح مثلهم أو مثل أحدهم ولكن في كثير من الاحيان افشل ولا استطيع تحقيق ما يطلبه مني والدي واشعر أنني أقل منهم ذكاء وسبب ذلك ايضا انهم اكبر مني فلذلك فهم مجتهدون اكثر مني ويقدرون على القيام بكل ما يطلبه. والدي منهم بشكل صحيح وانا اعرف ان والدي يقارن بيني وبينهم لانه يحب ان يدفعني اكثر للحركة وللاجتهاد في الدراسة ولكني اكره هذه الطريقة لان قدراتي غير قدرات أخي الاكبر مني وكل انسان له قدرات معينة لايستطيع تجاوزها او مضاعفتها بسهولة وفي الحقيقة انا استطيع القيام باشياء. وأمور لايستطيع اخي القيام بها كحل المسائل الحسابية بسرعة ودون اخطاء حتى اخوتي البنات لا يستطعن القيام بنفس السرعة التي اقوم فيها بحل تلك المسائل واتمنى على والدي ان قرأ هذا الكلام ألا يعود لاسلوب المقارنة بيني وبين اخوتي من جديد. خطأ تربوي سهيل جواد الشواف موظف يقول: للمقارنة بين الاولا سلبيات كثيرة ومعظم شباب الجيل الحالي قد عانى من هذه المشكلة عندما كان صغيرا يتربى في احضان اهله وبين افراد اسرته حيث لم يكن يكتب التفوق لجميع افراد الاسرة في اداء واجباتهم المدرسية أو تلبية طلبات الاهل والمسألة لا تتعلق بكون العمل الذي يقوم به المتفوق صحيحاً أم خطأ فقد يكون صحيحاً . وقد يكون خطأ كأن يطلب الاب من ابنائه القيام بأمر ما فيسرع احدهم الى تلبيته أو يحسن احدهم اداءه كما يريده الاب وليس كما ينبغي ان يكون فالمقياس هنا هو رؤية الاب أو الام لا طبيعة الامر. ويضيف وتظهر هذه المسألة واضحة في المدرسة عندما يميز الاستاذ الفلاني بين التلاميذ فيقول هذه منطقة الكسالى أي مجموع بعض المقاعد أو هذه زاوية المجتهدين. وكذلك في الاسرة عندما ينتهي فصل دراسي وتخرج النتائج ويرجع الابناء الى آبائهم واهلهم وبيدهم ورقة العلامات والنتائج فنسمع الاب يقول أخوك علي أخذ تسعين وانت اخذت سبعين ما الفرق بينكما؟ بماذا قصرت معكما انك تأكل كما يأكل وتعيش كما يعيش لماذا هو دائما أفضل منك في المدرسة وفي العمل وفي اداء الواجبات الاسرية ؟ هذه الكلمات تحطم الطفل وتجعله حقوداً على الطرف الآخر الافضل منه وقد يؤذيه أو يحقد عليه لأنه يرى نفسه دائماً الادنى لا لكونه كسولاً بل لأن له أخاً مجتهداً واعتقد أن الكثير من العداوات التي تقوم بين الاخوة في الكبر كان منشؤها الصغر وكانت بدايتها مقارنة الاهل لاولادهم بعضهم بعضا ولذا اتمنى من الاهل ان ينتبهوا لهذه الناحية وسأعمل جاهداً على الا اقع في الخطأ التربوي في تربية ابنائي لانني قاسيت منه عندما كنت صغيراً. دمار للنفسية محمد علي ـ موظف ـ يقول: ان مسألة التربية أمر عظيم لا يحسنه الكثير من الناس وخاصة مجتمعاتنا العربية بسبب عدم الوعي الكافي لدى الكثير من الآباء والأمهات وتعتبر التربية النفسية أهم وأعقد وأصعب من التربية الجسدية وتشكل السنوات السبع الأولى من حياة الطفل ركيزة مهمة في تربيته النفسية . وما التفريق بين الابناء والمقارنة بينهم الا احدى المشاكل النفسية التي يبقى اثرها ما عاش المرء وترافقه الى شيخوخته وتؤثر على جميع نواحي حياته التي يعيشها فالمقاومة بين طفل قصر او بذل جهده في امر ما ولم يستطع بلوغ الكمال فيه مع آخر بلغ مرتبة أعلى يعني هدما ودمارا لنفسية الاول . وهذا الخطأ ليس في هذا الطفل الذي عمل جهده وبلغ تلك المرتبة بل المشكلة في اهله الذين لم يكتشفوا نقاط النجاح في هذا الطفل او عجزوا عن جعله ينال المرتبة العليا في ذلك الامر فهم المقصرون برأيي وليس الولد. لا تشجع أبناءك على ان يقارنوا أنفسهم بالآخرين، بل عود أبناءك ان يتقبلوا مدح الآخرين لاحدهم او مدح المدرس لأحد الطلبة دون بقيتهم وعلمهم ان يبحثوا عن أسباب المدح ليوجدوها في أنفسهم دون ان يتضايقوا أو تنبت مشاعر غيرة عدائية عندهم وهذا لن يكون إلا بالتدريب على التعامل مع هذه المشاعر داخل نطاق الأسرة ومناقشتهم فيها. قاعدة ذهنية خاطئة الدكتور عماد الحسيني ـ اختصاصي نفسي ـ يقول: كثيرة هي العوارض السلبية التي قد تنتج بسبب التربية الخاطئة التي يمارسها كثير من الآباء والأمهات عند حث أولادهم بنين وبنات وحفز هممهم حيث يقومون بمقارنة مجحفة بين الأولاد وأقرانهم بطريقة ترسخ فيهم الشعور بالنقص والدونية وذلك من خلال النظر الى نجاح الآخرين وتفوقهم واعتباره دليلا على قصور الأولاد وفشلهم فنجد الأب مثلا يقول لابنه ان ابن عمك فلان حصل على امتياز في مادة كذا بينما أنت لم تحصل على جيد جدا. ويضيف: فهذا الأب رغم أنه يقصد حفز همة ابنه وحثه على المزيد من البذل الا انه ولد لدى ابنه شيئا من الشعور بالنقص والدونية في مقابل الاقران وهذا يؤدي الى ارتباط ذهني لا شعوري بين نجاح الآخرين وتفوقهم وبين فشله وقصوره فإذا تكررت مثل هذه المقارنة بهذه الطريقة الخاطئة من اكثر من مصدر . وفي اكثر من موقف ترسخ في ذهن الشخص قاعدة خاطئة وهي «أن كل نجاح لمن حولي يستحقون الثناء عليه يعني فشلي في بلوغ هذا النجاح وقصوري في أعين الناس» ثم يمتد اثر هذه القاعدة الذهنية للتأثير في المشاعر والسلوك ويختلف هذا التأثير باختلاف الاشخاص فإن كان الشخص ضعيف العزيمة اصيبت مشاعره باحباط وأسى وحزن وألم نفسي . وأصبح سلوكه محاصرا بطوق حديدي شائك يمنع صاحبه عن التقدم لتحقيق اي انتاج ينفعه وإن كان الشخص ذا عزيمة قوية وهمة عالية فإن مشاعره تكون حساسة جدا سريعة التأثر بمثل هذه الأمور فتجعل النفس سريعة الأنفة والاعتزاز والتعالي وتجعل الذهن كثير المقارنة بين انتاج النفس . وانتاج الأقران ومن ناحية السلوك فإن الشخص ربما انخرط في سباقات ومنافسات متعددة مع كل من بعده من الأقران والمنافسين والهدف الوحيد لمثل هذه المنافسات هو ازالة تلك الصفة التي حوتها القاعدة المذكورة آنفاً «نجاح غيري يعني فشلي» ويؤكد: لذا فإنه اذا ما حقق هذا الشخص تفوقاً في جانب ما على شخص آخر ادى هذا الى ارتياح نفسي وطمأنينة لانه يعمل على ستر عورة النقص الداخلي في نفسه ولكن لا تلبث العورة هذه ان تنكشف مرة اخرى بمجرد سماع ثناء جديد على شخص جديد حيث يفهم الذهن بحسب القاعدة السابقة ان هذا يعني فشلاً لي وقصوراً فتتألم مشاعره التي لا تلبث ان تستنهض الهمة . وتحفز السلوك من جديد الى الانخراط في مشروع منافسة جديدة لا لهدف سوى ستر عورة النقص من جديد التي يؤلم انكشافها المشاعر ايلاماً شديداً وربما توسع مثل هذا الشخص في تكريس هذه القاعدة الخاطئة وبنى عليها قواعد اخرى خاطئة تجر الى سلوكيات خاطئة ايضاً مثلاً فشل غيري في امر ما يعني قصوره وكونه اقل مني. فيذهب يلتمس فشل الآخرين وتقصيرهم ويتوقعه ويحلم به وربما قاده الى امور لا يرضاها الله تعالى من اعمال قلبية «كالغل والحسد والحقد» أو اعمال بالجوارح «كالغيبة والافتراء والخداع والغش». ويؤكد: وهكذا نجد ان هؤلاء الآباء رسخوا في اولادهم امرين خطيرين هما: أولاً الشعور بالنقص والدونية. وثانيا: تقويم النفس من خلال نظرة الناس ووزنها بميزان الذوق الاجتماعي السائد مما يرغبه الناس في المجتمع سواء في الامور الاجتماعية أو الثقافية أو العلمية ومن ثم البعد عن المقاييس الصحيحة والموازين الصائبة للامور. اما العلاج فيشير الدكتور عماد الى ان اولى خطوات التغيير حسن التفسير فإن كان هذا التفسير سابق الذكر ينطبق على من يجد عنده هذه المشكلة فالعلاج يكمن في: ـ فهم المشكلة وادراكها لجميع جوانبها ومعرفة جذورها منذ الصغر فإن الفهم السليم سيساعد كثيراً على التغيير. ـ لا يكفي الفهم والادراك الذهني الصحيح لتعديل مسلمات ذهنية خاطئة راسخة منذ الصغر في برامج التفكير الداخلية ومتصلة اتصالاً وثيقاً بمراكز المشاعر والسلوك بل لابد من فترة زمنية كافية تبذل فيها جهداً مناسباً لتصحيح تلك المسلمات وما يتفرع عنها. ـ ذهنك وتفكيرك بحاجة الى اعادة برمجة وفق الاسس التربوية السليمة التي نص عليها علماء النفس والسلوك والاجتماع وكذلك وفق الاسس الشرعية التي جاءت بها النصوص من القرآن والسنة وتربى عليها السلف الصالح وفيها تكون اسس بنيانك النفسي على تقوى من الله ورضوان وبذلك تتعدل وجهة قلبك من حب ثناء الناس واطرائهم والرغبة فيما عندهم الى حب الله تعالى والرغبة فيما عنده وعندها تنبت في نفسك نبتة خير اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. اثار سلبية الشيخ أيمن السعدي ـ امام وخطيب يقول: ان الطفل بحاجة الى الاهتمام من قبل والديه وخاصة في السنوات السبع الاولى من حياته سواء كان ذكراً أو انثى ذكياً أو بليداً، جميلاً أو قبيحاً وينبغي للوالدين عدم التفريق بينهم والاصغاء اليهم حين يتحدثون واخذ مشورتهم في القضايا العائلية لاشعارهم بأهميتهم واحترام آرائهم. ولابد ان يحصل الطفل على الحرية في المرحلة الاولى من حياته فلابد ان يجد المكان المناسب له في لعبه وحركته وترتيب لوازمه دون تدخل الكبار ولابد ان يجد الحرية في الحركة دون تحذير هذا بشكل عام. اما بخصوص المقارنة بين الابناء فهذه مشكلة منتشرة في الكثير من الاسر والمجتمعات العربية ربما بسبب التخلف الذي تعيشه مجتمعاتنا أو الجهل الذي لم تخرج من بوتقته أو سيطرة العادات والتقاليد والافكار القديمة الخاطئة في اساليب التربية التي لم نطورها حتى هذه الساعة. ويضيف: ان كثرة الاولاد ليست سبباً في شجار الاخوة فيما بينهم كما تتصور بعض الامهات الكريمات بل المقارنة بين افعال الاولاد وسلوكياتهم احد اهم اسباب العداء بين أفراد الاسرة بسبب دافع الحسد والغيرة واستخدام الوالدين المقارنة بين الابناء اسلوب مزعج لهم فكما اننا نغضب حين يقارن احدهم عملنا بعمل الآخرين ويظهر ان عمل الآخر افضل فكذلك الطفل. يصاب بحالة من التوتر بسبب هذه المقارنة لذلك ينبغي على الوالدين عدم استعمال المقارنة بين الابناء بالمديح أو الذم كأن تقول الأم لصغيرها لماذا لا تكون مثل اخيك الذي يحافظ على ملابسه دائماً ولا يمزقها أو يهملها أو يتلفها؟ فهي دائما تظهر له ان اخاه افضل منه حتى اذا تمكن هذا الشيء في عقله وقلبه كره اخاه وبدأ يحقد عليه ويحسده واصبحت نفسه مهزوزة وشخصيته مضطربة لا يقوى على القيام بشيء لأنه يضع نصب عينيه الفشل وكأنه سيلازمه طوال حياته. تحقيق : محمد زاهر * البيان |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أفضل هواتف محمولة مع المقارنة | امير المحبة | الإتصالات والفضائيات | 4 | 04-01-2012 01:09 PM |
شكرا أعداء النجاح | خادم السنة | مواضيع الحوار والنقاش | 4 | 02-18-2011 07:05 AM |
قصة رائعة في حب الأبناء | حنايا الروح | مواضيع الحوار والنقاش | 5 | 07-03-2009 03:04 AM |
أجمل ما قيل في حب الأبناء | ابن العالمي | قسم الأسرة والمجتمع | 1 | 02-16-2009 02:59 AM |