01-08-2006, 08:57 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 1619 |
تاريخ التسجيل : Mar 2005 |
فترة الأقامة : 7207 يوم |
أخر زيارة : 11-15-2013 (12:25 PM) |
المشاركات :
966 [
+
]
|
التقييم :
1 |
معدل التقييم :
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
ابن باز .. إمام أهل السنة في زمانه..!!
بسم الله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وسلم.
وبعد:
فهذه نبذة موجزة عن سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-
والحق أن الكلام عن مثل سماحته تشتاق له النفوس وتتوق له القلوب.
ولكن هذا ما تيسر لي كتابته. وإن كنت أعرف الكثير عن سماحته وأود أن أنقله لكم ولكن لا يتسع المجال هنا.
|
|
|
|
مولده ونشأته رحمه الله:
ولد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز في مدينة الرياض في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة عام 1330 هجرية,, في اسرة يغلب على الكثير من رجالها طلب العلم والاشتغال به,, ومن اعيانها المشهود لهم بالعلم الشيخ عبدالمحسن بن احمد آل باز الذي تولى القضاء ب الحوطة والارشا في هجرة الارطاوية بقبيلة مطير,, ومنهم الشيخ المبارك بن عبدالمحسن الذي تولى القضاء في عدد غير قليل من مدن المملكة كالطائف وبيشة وحريملاء والحوطة.
وكان الشيخ عبدالعزيز بن باز مبصرا في اول حياته واصابه المرض في عينيه عام 1346ه فضعف بصره الى ان فقده كلية في مستهل المحرم عام 1350ه.
حفظ كتاب الله عن ظهر قلب وهو لم يزل صغيرا لم يصل لمرحلة البلوغ بعد, الا ان القدر لم يمهله إذ ان بصره - كما سبق ان ذكرنا قد اصابه ضعف شديد عام 1346ه وكان يومها في السادسة عشرة من عمره ثم زاد عليه المرض الى ان فقده نهائيا وهو في سن العشرين وبالتحديد في المحرم من عام 1350ه.
مشايخ سماحته:
وكان سماحته قد حدد توجهه حين بدأ يتلقى العلوم الشرعية والعربية على ايدي كثير من علماء الرياض واعلامهم ومنهم:
* الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
* الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - قاضي الرياض.
* الشيخ حمد بن فارس - وكيل بيت المال بالرياض.
* الشيخ سعد وقاض البخاري - من علماء مكة المكرمة واخذ عنه علم التجويد عام 1355ه.
* الشيخ محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ - وقد لازم حلقاته نحو عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347ه الى سنة 1357ه حيث رشح للقضاء من قبل سماحته, يحتل سماحة الشيخ ابن باز مكانة بارزة بين اقرانه من رجال العلم وعلماء الدين,, فقد تحقق له التفرد وبرز اكثر ما بزر في خدمة الدين والعقيدة منذ بدأ وعيه يتكون ويدرك حقائق الكون والحياة فقد نذر حياته للعلم والدين حتى انه حفظ القرآن الكريم كله قبل ان يصل الى سن البلوغ مثلما حفظ العديد من كتب الحديث والعلوم الشرعية قبل ان يحرم من نعمة البصر وهو لم يزل ابن العشرين فأنعم الله عليه بنعمة البصيرة.
ورغم ذلك لم يتقهقر شيخنا عن الطريق الذي شهد بدايته الاولى بعينه وعقله وقلبه,, وانما انطلق متجاوزا البصر الى التفوق والبروز,, فقضى بين الناس فترة من الزمن وكان له اسلوبه واجتهاده المتميز ثم واصل دراساته الى ان تولى القضاء وبعدها اشتغل بتأسيس الجامعة الاسلامية ثم اختير لمهمة الافتاء واشترك سماحته بجهده الكبير في عدد من الهيئات واللجان بعضويات فاعلة آتت ثمارها وتردد صداها في جنبات العالم الاسلامي اجمع.
من طلابه :
1. الشيخ عبد الله الكنهل.
2. الشيخ راشد بن صالح الخنين.
3. الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
4. الشيخ عبد اللطيف بن شديد.
5. الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.
6. الشيخ عبد الرحمن بن جلال.
7. الشيخ صالح بن هليل .
8. معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
9. معالي الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد
10. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
11. فضيلة الشيخ حمود ابن عقلا الشعيبي
12. فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
13. فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان .
14. فضيلة الشيخ عبدالله الغديان
وظائف ومهمات:
وقد تدرجت مسيرة سماحته مع العلم والعطاء خلال عدة محطات رئيسية قدم فيها القدوة والمثال واكتسب كثيرا من الخبرات التي اضافت لشخصيه ابعادا اكثر شمولية, ومن المعروف ان سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ قد رشحه للعمل بالقضاء في الخرج في جمادى الاخرة عام 1357ه واستمر به حتى نهاية عام 1371ه بعد ان قضى عشر سنوات في تلقي العلم على يديه, وفي عام 1372ه اشتغل بالتدريس في المعهد العلمي بالرياض سنة واحدة انتقل بعدها عام 1373ه لتدرس علوم الفقه والتوحيد والحديث في كلية الشريعة بالرياض ليمضي بها سبع سنوات منذ انشائها حتى عام 1380ه, وعين نائبا لرئيس الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة منذ عام 1381ه وبقي في هذا المنصب حتى عام 1390ه ليتولى في نفس العام رئاسة الجامعة بعد وفاة رئيسها الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ حتى عام 1395ه.
وفي 14/10/1395ه صدر الامر الملكي بتعيين شيخنا في منصب الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برتبة وزير ثم عين مفتيا عاما للمملكة في عام 1414ه.
عضوية وتكليفات:
والى جانب رئاسة سماحته لإدارة البحوث العلمية والافتاء يتولى رئاسة وعضوية كثير من المجالس والهيئات العلمية والاسلامية منها:
* رئاسة هيئة كبار العلماء في المملكة.
* رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
* رئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي.
* رئاسة المجلس الاعلى العالمي للمساجد التابع للرابطة.
* رئاسة المجمع الفقهي الاسلامي بمكة المكرمة التابع للرابطة ايضا.
* عضوية المجلس الاعلى للجامعة الاسلامية في المدينة المنورة.
* عضوية الهيئة العليا للدعوة الاسلامية.
* عضوية المجلس الاستشاري للندوة العالمية للشباب الاسلامي.
* عضوية الصندوق الدائم للتنمية الشبابية.
كما تولى سماحته رئاسة العديد من المؤتمرات العالمية التي عقدت بالمملكة التي مهدت له ويسرت امامه سبل الاتصال بالكثير من الدعاة ورجال العمل الاسلامي وزعمائه والشخصيات البارزة في حقل الدعوة الاسلامية وهموم وقضايا المسلمين في كل انحاء العالم.
كتب ومؤلفات:
ورغم تعدد مسئوليات سماحته وتنوعها وشمولها الا انه لم ينس دوره عالما وداعية فكان ان اخرج العديد من المؤلفات والكتب التي منها:
* الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.
* التحقيق والايضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة توضيح المناسك .
* التحذير من البدع,, ويشتمل على اربع مقالات هي حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وتكذيب الرواية المزعومة من خادم الحجرة النبوية المدعو الشيخ احمد .
* رسالتان موجزتان عن الزكاة والصيام.
* العقيدة الموجزة وما يضادها.
* وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وكفر من انكرها.
* الدعوة الى الله واخلاق الدعاة.
* وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.
* حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.
* نقد القومية العربية.
* الجواب المفيد في حكم التصوير.
* الشيخ محمد بن عبدالوهاب ,, دعوته وسيرته.
* ثلاث رسائل في الصلاة هي كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وجوب اداء الصلاة في جماعة، واين يضع المصلى يديه حتى الرفع من الركوب.
* حكم الاسلام في من طعن في القرآن او في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* حاشية مفيدة على فتح الباري,, وصل فيها سماحته الى كتاب الحج.
* رسالة الادلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الارض وامكان الصعود الى الكواكب.
* اقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله او صدق الكهنة والعرافين.
* الجهاد في سبيل الله.
* الدروس المهمة لعامة الامة.
* فتاوي تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.
* وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة.
أنشطة إسلامية أخرى:
ولسماحة الشيخ ابن باز نشاطات عدة تصب في قالب الدعوة الى الله والاهتمام بأمور المسلمين منها:
* دعمه المؤسسات والمراكز الاسلامية المنتشرة في جميع انحاء العالم والتي تقوم بأمر التعليم الاسلامي والدعوة الى الله ورعاية شؤون المسلمين وبخاصة الاقليات منهم,, كما ان دعم سماحته ملموس للجهاد الاسلامي في فلسطين وافغانستان والفلبين وغيرها ودعوة المسلمين القادرين الى مساعدتهم.
* ومن اعماله ايضا اهتمامه البالغ بقضايا التوحيد وصفاء العقيدة وما التبس على المسلمين من امور دينهم,, ويدرك ذلك من حضر دروسه او استمع الى محاضراته واحاديثه أو قرأ مؤلفاته.
* ويولي سماحته تعليم القرآن الكريم وتحفيظه اهتماما خاصا ويحث اخوانه وتلاميذه واعضاء الجامعات الخيرية لتحفيظ القرآن على مضاعفة الجهود في هذا الصدد,, ويشاركهم في كل ما من شأنه تقوية هذا التوجه ودعم القائمين على الجماعات المهتمة بكتاب الله بما يضمن استمراريتها في اداء رسالتها.
وعبر هذا الاستعراض الموجز لإسهامات سماحته في خدمة الاسلام والمسلمين نجد ان حياته العلمية زخرت بالعديد من العطاءات والاضافات التي تحسب له على جميع المستويات والاصعدة في مجال الدين والعقيدة والدعوة الاسلامية والجهاد ودعم الاقليات وتشجيع الشباب المسلم على مواجهة حركات التغريب والتصدي لجميع التحديات التي يمكن ان تتمخض عنها الايام,ومما لا ينكر ان جهود سماحته قد تجاوزت حدود وطنه الصغير لتصل الى اقطار العالم الاسلامي وجميع ديار الاسلام والمسلمين في جميع ربوع العالم الامر الذي يدل دلالة عميقة المغزى على ادراك سماحته وحرصه الشديد على ترسيخ مفهوم الاخوة الاسلامية الواسعة النطاق,, كما يجسد شعوره الشخصي بأنه مسئول عن السعي في أمر اي مسلم وتبني قضيته والعمل على حل مشكلته ما وجد الى ذلك سبيلا.
ولقد ساعده على ذلك عضويته للعديد من المؤتمرات الاسلامية والعالمية التي مهدت له ويسرت له سبل الاتصال بالكثير من الدعاة ورجال العلم وزعماء العمل الاسلامي والشخصيات البارزة في حقل الدعوة الاسلامية والشبابية والطلابية والتعرف عن قرب على مشكلاتهم والمخاطر التي تحدق بهم الامر الذي مكن له من ان يحيط احاطة كاملة بشؤون الدعوة والدين والمسلمين في معظم البلاد والدول,, ومكن له ايضا من الوعي بظروف الدعوة واتاح له فرصة السعي الى ايجاد حلول عملية لكثير من المعضلات بشكل ادق واعمق.
مشهد مؤثر:
يذكر في سيرة الشيخ انه لما ودع الرياض ليذهب الى منصبه الجديد في المدينة المنورة احتشد اهل الرياض حوله وألقوا خطبا ذكروا فيها مآثره وودعوه وبكوا بكاء شديدا وقام الشيخ فودعهم ولكن غلبه البكاء وسمع بكاء الشيخ كما ينقل المجذوب في كتابه (علماء عرفتهم).
ولما التقينا للوداع عشية
سفكنا دموعا واستفرنا مآقيا
وقفنا وفي العذال منا منامة
وكنا نرى ان ليس بعد تلاقيا
فودعوه وبكوا عليه,, والصحيح ان من يعاشر الشيخ ويماشيه ويمكث معه فترة لا يطيق فراقه!!
وهذه ميزة المسلم الذي لا يؤذي, المتواضع المحب لا يستطاع فراقه ولذلك كل من صحبه وجد فيه الخير, قال المجذوب: وكنت في من حضر وذكر تأثره وبكاءه قال وقلت بيتين بتلك المناسبة لما ودعوه في الجامع الكبير وبكوا وبكى الشيخ قلت:
بكينا وفاء لامرىء قل ان يرى
له في الدعاة العاملين نظير
فخلوا منامي ان ألح بي البكا
فإن فراق الصالحين عسير
جائزة الملك فيصل:
وفي عام 1402 هـ منحت مؤسسة الملك فيصل الخيرية سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لما لسماحته من جهود بارزة في هذا المجال حياته وأعماله
وفاته ـ رحمه الله ـ
قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/1/1420هـ
ولم تشهد جنازة لعالم في بلادنا كجنازة الشيخ ـ رحمه الله ـ وما بكي أحد مثلما بكي الشيخ الإمام فرحمه الله من سيد ساد الناس بخلقه وعلمه وحلمه . |
|
|
|
|
|
|
|
|
ماذا قالوا عن سماحته:
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
((ابن باز طراز غير علماء هذا الزمان ، ابن باز من بقايا العلماء الأولين القدامى في علمه وأخلاقه ونشاطه))
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
(( هو إمام أهل السنة والجماعة في عصره))
قال الشيخ العلامة عبدالرزاق عفيفي:
((الشيخ ابن باز هو إمام أهل السنة في زمانة))
قال الشيخ عبدالله البسام:
((لم يتغد مع أهله منذ 50 عاما ، فقد آثر أن يعيش مسكينا مع المساكين))
يقول الشيخ محمد بن عبدالله السبيل حفظه الله:
((وقد أصيبت أمة الإسلام اليوم بوفاة عالم الأمة وإمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر، علامة زمانه وفقيه أوانه، الداعية الى الله تعالى على علم وبصيرة، المجاهد في سبيل الحق والهدى، سماحة العلامة الجليل الشيخ عبدالعزيز بن باز فإن فقده مصاب أليم، وحادث جليل على أمة الإسلام تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وبوأه منازل الأبرار، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء، وعوض الله المسلمين بفقده خيرا، وإن مما يهون وقع المصاب ومرارة الحزن ان الله تعالى مكن لهذا الدين وقيض له علماء مخلصين، وفقهاء بصيرين، ولاسيما علماء هذه البلاد المباركة، يحملون رسالة الإسلام ويدعون إلى دين الله على علم وبصيرة، فبارك الله تعالى في حياتهم، وسدد على طريق الحق خطاهم، ومنَّ على الجميع بالصبر والاحتساب في الفقيد، وان مما يسلي المرء عند المصيبة ما روي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب .))
قال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله:
(("إن وفاة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي كرس حياته للعلم وخدمة الإسلام والمسلمين خسارة فادحة للأمة الإسلامية التي طالما استفادت بعلمه .
وقد تحلى بصفات حميدة ، وبذل جهوداً خيره وموفقة على صعيد العلم وخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية والعلوم الشرعية ، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ، ويسكنه فسيح جناته"))
من كتاب إمام العصر .. للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني
يقول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد:
((فقد رزئت أمة الإسلام في أنحاء الدنيا بخطب فادح ومصاب جلل نقصت به الأرض من أطرافها وثلم به جدار الدين والملة.. ذلكم هو فراق إمام أهل السنة والجماعة وحيد عصره وعلامة زمانه سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.. فقد أفل نجم وغاب بدر واحتجبت شمس وحزنت على فراقه قلوب ملؤها الرضا بقضاء الله وقدره واليقين بأن ما عند الله خير وأبقى .
لقد كان سماحته جامعة يؤمها القاصدون فيخرجون بعلوم شتى وتجارب فريدة. لقد ملأ قلبي حب واحترام وتقدير سماحة الشيخ -رحمه الله- لكثرة ما يتحدث والدي مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن مكانة العلماء عامة وهذا الإمام وما له من مكانة في نفسه خاصة فأورثني ذلك رغبة في القرب من سماحته والأنس بحضوره وزيارة مجلسه بين الحين والآخر فعلمت عن سماحته بعد اللقاء به فوق ما سمعت من حديث الناس عنه. ))
قال الشيخ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ : ( عندما أصدرت محكمة البغي قرارها بإعدام سيد قطب وإخوانه اعترى الشيخ ما يعتري كل مؤمن من الغم في مثل هذه النازلة التي لا تستهدف حياة البرآء المحكومين بقدر ما تستهدف الإضعاف من منزلة الإسلام نفسه . وكلفني الشيخ يومئذ صياغة البرقية المناسبة لهذا الموقف فكتبتها بقلم يقطر نارا وكراهية وغيره وجئته بها وملئي اليقين بأنه سيدخل على لهجتها من التعديل ما يجعلها أقرب إلى لغة المسؤولين منها إلى لغة المنذرين ولكنه حطم كل توقعاتي حين أقرها جميعا ولم يكتف حتى أضاف إليها قوله تعالى في سورة النساء : "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " وأرسلت البرقية التي كانت ـ فيما أظن ـ الوحيدة من أنحاء العالم الإسلامي بهذه المناسبة ، بما تحمله من عبارات أشد على الطغاة من لذع السياط . )
وكان جمال عبدالناصر وقتها حديث الناس ورأس العروبة
قال الدكتور ناصر الزهراني : جاءه بعض طلبة العلم فشكوا إليه أحد الناس وبينوا أخطاءه وبعض المخالفات عنده فبدأ الشيخ يملي كتابا لتوبيخه ونصحه، وأثناء الكتابة قال أحدهم : وإنه يا شيخ يتكلم فيك وينال منك . فقال الشيخ للكاتب : قف واترك الكتابة .
خشي أن يقال إن الشيخ ينتقم لنفسه ، ولو كان غيره لتغيرت النية من غيرة لله لانتقام لنفسه .
قالت وفاء الباز : سألت التي اتصلت للعزاء بالشيخ وهي من كوسوفو : كيف عرفت الشيخ ابن باز؟ قالت : كيف لا أعرفه ومصروفي من عنده !
قال الشيخ محمد التركي : كان هناك شخص بالدلم يعادي الشيخ ويسبه دائما والشيخ ساكت عنه وشاء الله أن يتوفى ذلك الشخص والشيخ بالحج فلما أحضر للدفن رفض الإمام الصلاة عليه فلما حضر الشيخ من الحج وعلم بذلك غضب على إمام المسجد غضبا شديدا ولامه على ذلك ثم توجه إلى قبر المتوفى وصلى عليه ودعا له بخير
يقول الشيخ سلطان بن حمد العويد الداعية بمركز الدعوة بالدمام : لقيت الشيخ في ثاني أيام التشريق وهو يرمي الجمرات فرغبت في سؤاله فحال دوني ودونه العسكر وكان الشيخ يدعو الله تعالى فلما انتهي من الدعاء التفت وقال : أين السائل ؟ أين السائل ؟ وكنت واثقا من أن الشيخ سيدعوني بعد فراغه من الدعاء .
يقول أحد الشباب : بدأت طلب من العلم بسبب سماحة الشيخ وذلك أن أمي أرسلتني لسؤال الشيخ سؤالا بعد صلاة الظهر في الرياض وكان الوقت حارا جدا ذلك اليوم وبعد الصلاة بقيت خارج المسجد أنتظر الشيخ حتى خرج ومعه ناس وبجانبه العسكر فأقتربت من الشيخ فمنعي العسكري لأنني طفل ، فناديت الشيخ فالتفت إلي وقال : وين الولد ؟ فاقتربت منه وقلت له : أمي عندها سؤال واحد . فقال أولا : من ربك ؟ فقلت : ربي الله . فقال : أكمل الذي رباني بنعمه . ثم قال : ما دينك ؟ فقلت : الإسلام . فقال : ومن نبيك ؟ فقلت : محمد صلى الله عليه وسلم . فدعا لي بالخير ثم قال : الآن أسأل ولك مائة سؤال !! فتأثرت بذلك خاصة أن الوقت كان حارا وكان الناس حول الشيخ وهو من هو ووقف لطفل .
يقول الشيخ علي العمران : حدثني الشيخ سعيد بن عياش الغامدي رئيس محاكم خميس مشيط ـ متقاعد ـ قائلا : كنت كاتبا عند الشيخ عبدالعزيز في الدلم وكان الشيخ دائما لا يخرج حتى ينتهي آخر مراجع ويأخرنا كثيرا وفي ذات يوم أغلقنا السجلات وهممت بالخروج فدخل بدوي فقال الشيخ: نجلس نسمع ما يريد ، فقلت : يا شيخ الدوام انتهي ، قال: نسمع من الرجل ، فقلت : الساعة ثلاثة ، فقال : نسمع ما يريد لعله قدم من مكان بعيد ، فغضبت لذلك غضبا شديدا وضربت الشيخ على رأسه بدفتر السجلات ، ثم هربت ، وبعد عدة أيام رجعت للشيخ واعتذرت منه فقبل اعتذاري وكأن شيئا لم يكن ، وطلبت العلم ودرست حتى دخلت القضاء وصرت رئيس محكمة خميس مشيط وتعلمت من الشيخ أمورا منها الصبر على المراجعين وتحمل أذاهم وفي ذات يوم دخل مراجع بعد نهاية الدوام وقد أغلق الكاتب السجلات فطلبت منه فتح السجل وسماع ما عند الرجل فغضب الكاتب ، وقال :الدوام انتهى ، فقلت له : نسمع من الرجل لعله قدم من مكان بعيد ، فما شعرت وإلا والكاتب يضربني على رأسي بدفتر السجلات فتذكرت موقفي مع الشيخ ـ رحمه الله ـ وهرب الرجل من المحكمة وبعد أيام أرسلت في طلبه وأخبرت الرسول أنني قد عفوت عنه . |
|
|
|
|
والحق أن يقال
نحن نحب الشيخ رحمه الله
ولكن يجب أن نعلم أنه بشر
رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته
وجمعنا به مع نبينا في الفردوس الأعلى
أخوكم ومحبكم
الناقد
يداً بيد ,, نبني للغد ..
مصلحةُ الوطن والمجتمع فوق المصالح الشخصية والانتمائات الفردية ..
مساعدةُ الآخرين بابٌ من أبواب الخير,, ومفتاحٌ من مفاتيح القلوب,, وعلامةٌ للرحمة ..
|