الأمومة ليست ولادة فقط
ان الامومة ليست مجرد ولادة تصبح بعدها الانثى اما لمن ولدته، بل ان هناك الكثيرات ممن لم ينجبن الاولاد ومع هذا يطلق عليهن امهات لانهن قمن بتربية أولاد غيرهن، بل ان الامومة يسبقها قبل ذلك قانون اساسي وهو رباط الزوجية، يجمع الرجل بالمرأة أمام الله والبشر، وهناك شهود على هذا الرباط وهو الاساس الذي تبنى عليه الحياة الأسرية، وما يتبعها الصلة القوية لكون الزوج اصبح ابا والزوجة اصبحت اما لهؤلاء الابناء، وبما ان الام يقع عليها عبء الحمل والولادة وما يتبعها من آلام الوضع ومن ثم الرضاعة، والسهر والفطام للوليد.
فالله سبحانه وتعالى افرد لها ذكرا في القرآن الكريم في قوله «حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين» فهذه وظيفة خص الله بها المرأة من دون الرجل، لذا فقد كان في القرون الماضية ينسب الابناء إلى الامهات وكان لعشيرتها هذا الحق، والولد اذا كبر ينسب نفسه إلى قبيلة امه، وهذا تقدير وتمجيد للأم التي انجبته، وان كانت الأم من القبائل العريقة واكثر شهرة من قبيلة الأب، وكذلك بعد وفاة الأب تقوم هي برعاية الابناء وهي عند أهلها وبين افراد القبيلة فيشب الابناء بينهم ويعرفون أنهم من تلك القبيلة، كل تلك الاسباب تجعل الابناء ينسبون انفسهم إلى الام من دون الاب. لقد كانت للام في السابق المكانة المميزة، وكان لها كل التقدير والاحترام، وكانت للبعض منهن الكلمة الاولى والاخيرة وخاصة إن كانت كبيرة في السن، وكلمتها مسموعة عند النساء والرجال، اما الان فما نراه ونسمعه من تطاول بعض الابناء على امهاتهم، سواء باللسان او قلة الاحترام ومنهم من يتطاول عليها حتى بيده
هل نسي في تلك اللحظة تلك المرأة التي سهرت على راحته وقامت بمداواته حين مرض، وفرحت لفرحه وحزنت لحزنه، حتى تهان تلك الاهانة؟ ياترى ما الاسباب؟
قد يكون ندرة وجود الاب في المنزل ادى إلى احساس الابن بأن ليس هناك من يردعه، وخاصة ان كانت الام من النوع العاطفي جدا جدا ولاترفض له طلبا، فيشب مدللا ويعتاد تنفيذ اوامره من قبلها إلى ان يتمادى، قد يكون الاب هو البادئ في التطاول على الام فيؤدي ذلك إلى ضعف شخصية الام ومحوها حتى في حياة ابنائها مادام الاب وهو الاساس قد قام بتفتيت شخصيتها امامهم فترسخ في الاذهان تلك الصورة ويتم قبولها وبعدها تتم الممارسة نفسها من قبل الابناء جهة الام، ايضا انعدام الاحترام بين جميع افراد الاسرة، فالزوجة حين تعدم الاب وتنهي كيانه بين أبنائه وتكون السلطة بيدها، يكون هناك رد عكسي من ناحيتهم تجاه الام فيرفضون اوامرها وبالتالي عصيانها انتقاما لوالدهم، كذلك انشغالها عنهم هي والأب يؤدي إلى اختلاط الابناء بمن هم دون مستوى التربية الصحيحة، فيتم امتزاج الاسلوب الخاطئ واسقاط الاحترام والتقدير للابوين من حياتهم. ليس ذلك بالنسبة إلى كل الابناء ولكن البعض منهم فالام كانت مصدرا للتفاخر، وكان الشعراء يتباهون بامهاتهم ويتشرفون بانتسابهم إليها، نتمنى ان يكون لدى البعض الاحساس الكافي، بان تلك الام قد عانت من اجله الكثير إلى ان اصبح ماعليه الان، وان يكون الاب اول المكرمين لامومتها ومنزلتها وله الفخر ان يكون زوجا وابا لابنائها وانها مصدر الامان والتقدير، ولهم شرف الانتماء إليها.
تحيتي
[glow=FF3366] اللهم اغفر لابي واجعل قبره روضة من رياض الجنة
(( ادعوا لامي بالشفاء العاجل بإذن الله ))
[/glow]
|