رسالة حب .. من وراء القضبان

رسالة حب .. من وراء القضبان

"على لسان معتقل في سجون الاحتلال إلى زوجته"

الشاعر: عبد الرحيم ضميرية


ما الذي أُهدي لبيسانَ الغرامْ والذي في جعبتي محضُ كلامْ

بعضُ أشعارٍ تُعزِّيني إذا ما ادلَهمَّ الخطبُ .. أو حلَّ الظلامْ

سَلوتي فيها .. وفيها لهفتي ودوائي من فراقٍ وسقامْ

وبقايا مهجةٍ عاشقةٍ شَفَّها الوجدُ وأضناها الغرامْ

وسباها الحسن في غانيةٍ خدها الوردُ وعيناها المدام

وليالٍ غِرْنَ من مفرِقِها .. وتمنى المسكُ لو في الشَعرِ نام

والقوامُ الحورُ ما أجملهُ .. أينَ من فينوسَ ذياكَ القوام

أينَ من فينوس هاتيكَ اللمى عندما يَسلُبكَ اللبَّ ابتسام

بحرٌ نورٍ حيثما أبصرتهُ راعكَ الحسنُ بهِ والانسجام

وإذا تُصغي إلى منطقها خِلتَ فيروزَ تغنِّي للشآم

ومواويلَ لزريابَ .. وقدْ (دوزَنَتْ) أوتارها بنتُ الخيام

وإذا تغضي حياءً فعلى ملكاتِ الطُهرِ في الدنيا السلام

تلكَ بيسانُ التي أعشقها عشقَ بيداءَ لتهطالِ الغمام

عشقَ أُمٍ طفلَها ترضعهُ عشقَ طفلٍ أمَهُ آنَ الفطام

عشقَ غيداءَ لمرآةٍ لها .. عشقَ مقدامِ لرمحٍ لحسام

عشقَ من دنياهُ عشقٌ كلها ما سوى العشقِ لديه ما يرام

عاشقٌ في صحوهِ في نومهِ عاشقٌ حتى وقد صلى وصام

عاشقٌ قد كادَ من يبصرهُ لا يرى في بُردِهِ إلاَّ العظام.

***

آهِ يا بيسان ما سِرُّ الهوى ؟! كلما زاد النوى زاد الهيام

يا سهاماً ـ قد أصابت كبداً ـ من فلسطينَ .. فأردته السهام

من ربى الفيحاء قد جئتُ وفي جعبتي يا أختَ أحزاني سلام

وتباريحَ اشتياقٍ وهوىً وصباباتِ محبٍّ مستهام

للتي ما فتَّ من عزمٍ لها ضَنَكُ العيشِ ولا جَورُ اللئام

لا ولا سجنُ حبيبٍ حبهُ لكِ إن زادَ النوى زاد اضطرام

حَفِظَتْ عهدَ الهوى ما بيننا وكذا عهدُ الكريم ابنُ الكرام

باركَ اللهُ بها زوجاً كما بوركت للبنت أمَّاً والغلام

ورعاها الله من عليائه والذي يرعاهُ ربي لا يضام.