((صدق من قال أن الصاحــب ساحــب..؟))

((صدق من قال أن الصاحــب ساحــب..؟))
من قـرر أن يخالـط صحبة سوء ،

فـهو كـراكب البحـر في وقت هـياج أمواجـه ..
إن هو سلـم من الغـرق .. لم يسلـم من المخـاوف ..!
ووالله أن مجـاورة السـبع والحـية _ على خطـورتها _
لهـيَ أهـون من مخالـطة أصحـاب السـوء ...
ف ( غـاية ) ما يفعـل بك السبـع والحـية ، أن يقتـلك أحدهـما ، فتنتهـي حـياتك ..
ولكـن ( أقـل ) ما في صحـبة السـوء ،

أنهـم يعرّضـونك لسخـط الله الجـبار ..

فـأي سمـاء تظـلك ، وأي أرض تقـلك ، إذا سخـط الله عـليك ؟؟
ولله در القـائل :

إذا لـم أجد خـلا تقيا فوحـدتي *** ألـذ وأشهـى من غـوي أعـاشره
وأجلـس وحدي للـعبادة آمـنا *** أقـر لعـيني من جـليس أحـاذره

لقـد قـرر علمـاؤنا :

أن قـضية اخـتيار الصحـبة من أهـم ما ينبغي الاهـتمام به
لأن الإنسـان ابن بيئـته .. وروحـه تتشرب من المحـيط الذي يعـيش فيه ..
ألا ترى إلـى قصـة قاتل التسعـة والتسعـين..!

والحـديث مشهـور معـروف مليء بالـدروس والعـبر..!

عندمـا رغب في التـوبة ، كـان أول شرط يلـزمه به [ العـالم ] أن :
يترك قـريته التي كـان فيها لأنها قـرية سـوء ..
وأوصـاه أن يلتحـق بقرية أخـرى أهـلها صالحـون ..
ذلك لأن الإنسـان إذا كـان مع الصالحـين تتشـرب روحـه صلاحـهم ..
ويتعـلم منـهم شيئاً فـشيئاً ..

وهكـذا .. حـتى يتكامـل ..
والخـلاصة :

أن قـضية الصحـبة من أخطـر القـضايا التي ينبغـي الاهـتمام بها ..
ولقـد قالـوا وصدقـوا :
الصاحـب .. ساحـب .. !

فـإما أن يشـدك إلى السمـاء فيسمـو بك

وإما أن يشـدك إلى الأرض لتتـمرغ في وحـلها !

فاخـتر في الهـوى من تصطـفي !

وفي الحـديث الشـريف : قـال رسول الله صلى اله عـليه وسلم :

" المـرء علـى دين خـليله ، فلينظـر أحدكـم من يخـالل ." صدق رسول الهدى..!

وفي آيات الكـتاب الكـريم :

( الْأَخِـلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُـهُمْ لِبَعْضٍ عَـدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِـينَ )

فكـل صحـبة على غـير الـتقوى..!

تصبـح عـداوة شـديدة ، يوم القيـامة ..

ولقـد قـالوا وصـدقوا :

صحـبة الخـير .. إذا لم ينفعـوك .. فـلن يضـروك

وصحـبة الشـر .. إذا لـم يضـروك ، فـلن ينفعـوك

ويوم القـيامة يكـون باسهـم بينهم شـديد

في المقـابل ترى صـورا من آثار الحـب بين الذين تحـابوا لله ومـن أجـل الله..

نسـأل الله أن يجعـلنا منهـم وفـيهم ومعـهم ..

فـإن أصـبنا فلا عـجبٌ ولا غــــــررُ ** وإن نقـصنا فإن النـاس ما كـملــــــوا
والــكامـلُ الله في ذاتٍ وفي صـفةٍ ** ونـاقـص الذات لـم يكـمل له عـملُ
وبالله التوفيـق .. ومـنه السـداد والعـون ..