الانسحاب الاميركي من السعودية زلزال يجعل العراق القاعدة المفضلة في المنطقة!

مكنت حرب العراق الولايات المتحدة من سحب قواتها من السعودية بشكل مريح للبلدين، وتجنب اي مظهر يشير الى تقديم تنازل لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.
وقال محللون ان الخطوة التي اعلنها مسؤولون اميركيون الأسبوع الماضي، توضح الى اي مدى تفكك التحالف بين السعودية والولايات المتحدة الذي يعد واحدا من اقدم التحالفات في الشرق الاوسط منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.

الا ان مسؤولين اميركيين وسعوديين سارعوا الى التشديد على ان الانسحاب، لم يأت بسبب خلافات بين البلدين او بناء على طلب بن لادن او بعض شخصيات المعارضة السعودية التي دعت الى مغادرة القوات الاجنبية من السعودية.
واكد مسؤول عسكري اميركي بارز ان الانسحاب لم يكن (عملاً املاه بن لادن. بن لادن لا علاقة له بهذا القرار).

وقال سايمون هندرسون المتخصص في الشؤون السعودية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى (انه تغير مادي يتماشى مع التغير الذهني الذي حدث بالفعل).
وقد شعرت الحكومة السعودية بألم لان يمينيين في ادارة الرئيس جورج بوش وخارجها، اثاروا تساؤلات حول العلاقات مع المملكة التي اعتبروها مصدرا للتشدد الاسلامي.
وقال بعض المسؤولين السعوديين ان تواجد الجيش الاميركي اصبح ثقلا سياسيا على الساحة الداخلية وفي العالم العربي.


سلاح دعائي

أما المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي فقد قال ان سحب القوات الاميركية يحرم بن لادن من سلاح دعائي رئيسي، ومضى يقول (من الخط (القول إن تلك القوات كانت تحتل المملكة.
ولم يعد من الممكن بعد الآن ان يطرح هو او اي احد آخر مثل هذا القول).
واضاف (والآن بعدما اصبح الخطر الذي يشكله صدام حسين غير موجود فلا حاجة لبقاء اي قوات).

ورفض فرانسوا جير المحلل المقيم في باريس فكرة ان يكون القرار الاميركي انتصارا لابن لادن.
وقال (لا اظن انه يمكن ان نقول ذلك. الولايات المتحدة تمر بعملية كبيرة لاعادة توزيع قواتها في انحاء الشرق الاوسط ومنطقة الخليج).

واضاف (يرسل الاميركيون كذلك اشارات واضحة لعدد من الدول بعضها ينظر اليه باعتبارهم حلفاء للولايات المتحدة يعتمد عليهم والبعض الآخر يعتمد عليه بدرجة اقل).

ويعتقد المحلل الكبير لشؤون الدفاع في (جينس ديفنس ويكلي) بول بيفر ان قرار الانسحاب يمثل زلزالاً سياسياً في المنطقة، حيث كانت القاعدة الاميركية الدائمة في السعودية، هي حجر الزاوية في قوة البنتاغون في الخليج، مشيراً الى ان هذه الخطوة تقلل اعتماد الولايات المتحدة على السعودية، وتفتح الفرصة امام العراق كي يصبح القاعدة الاميركية المفضلة في المنطقة.

وقد قال تيم غاردن محلل الأمن في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن (تغيرت العلاقة الاميركية السعودية تغيراً جذرياً. وقلص الوصول الى النفط العراقي من النفوذ السعودي من خلال السيطرة على النفط).

ويرى هندرسون أن مكانة السعودية (تراجعت) ولم تعد الحليف الاول للولايات المتحدة في المنطقة، وان كان السعوديون لا يزالون يرون الاميركيين مظلتهم الامنية.


المعايير المزدوجة

لكن دبلوماسيا بريطانيا له خبرة طويلة في المنطقة قال ان سحب القوات تعديل جديد يحظى بترحيب قد يحسن من العلاقات النفطية والتجارية الاميركية السعودية لأن القادة السعوديين سيكونون اقل تعرضا لانتقادات داخلية.

وقال الباحث الاسلامي البارز محسن العواجي ان خروج الولايات المتحدة سيقوي ساعد افراد في الاسرة المالكة يحاولون مباشرة الاصلاحات في مواجهة مؤسسة دينية محافظة.

ورحب السعوديون بانسحاب القوات الاميركية، لكنهم قالوا انهم لا يزالون يطالبون بتغيير في سياسة واشنطن تجاه اسرائيل.

وقال ماجد عبدالهادي احمد رجل الاعمال في الرياض (ارجو ان يكف الاميركيون عن لعب دور شرطي العالم وألا يستخدموا المعايير المزدوجة).

وقد اهتمت الصحف البريطانية بقرار الولايات المتحدة سحب قواتها من السعودية واعتبرت صحيفة (ديلي تلغراف) هذا القرار بداية خطوة تاريخية من جانب واشنطن لاعادة صياغة وجودها في الشرق الاوسط.

ورأت (التايمز) ان الخطوة الاميركية تمثل ايذاناً بحدوث تغيير عميق في التأثير والاستراتيجية الاميركيين في سائر انحاء الشرق الاوسط.


آخر طائرة

أعلن مسؤولون بوزارة الدفاع الاميركية ان من المتوقع ان تغادر اخر طائرة حربية اميركية قاعدة الامير سلطان في السعودية في شهر اغسطس القادم.