والد المقرن مكلوم ثلاث مرات!

والد المقرن مكلوم ثلاث مرات: بعض الصحف تسيء إلى مشاعر الناس*

النداءات التي يوجهها بعض آباء وأمهات المطلوبين للأمن أو أبنائهم أو أقاربهم عبر بعض الصحف السعودية فكرة جيدة من حيث المبدأ أما من حيث التطبيق فأظنها بحاجة إلى إعادة نظر، أقصد اللغة التي تصاغ بها هذه النداءات ومدى تأثيرها في أولئك المطلوبين من جهة، ومدى مطابقتها للواقع من جهة أخرى، وكلا الأمرين مرتبطان ببعضهما، فأولئك المطلوبون يعرفون آباءهم وأمهاتهم وأبناءهم وأقاربهم معرفة جيدة ويعرفون مستواهم التعليمي والثقافي، أضف إلى ذلك أن أولئك المطلوبين للأمن غير مقتنعين أصلاً أنهم إرهابيون أو على الأقل أنهم مخطئون، وبالتالي لابد أن تكون لغة النداءات الموجهة إليهم عبر الصحافة من أهليهم وأقاربهم مستدرة لعواطفهم العائلية مستفزة لقيم أخرى فيهم بعيدة عن وصف أفعالهم ومعتقداتهم وجرائمهم، متطابقة بصورة أو بأخرى مع واقع الحال التعليمي والثقافي الذي يعيشه من يوجه الرسالة إلى أي منهم، أقصد الصدق أولاً وثانياً وعاشراً فليس المطلوب من الصحافة أن تسود صفحاتها برسائل النداءات التي لا أثر لها، المطلوب تقديم رسائل منطقية مؤثرة أو لا داعي لها.

أما ما تفعله بعض الصحف مما تصوره سبقاً صحفياً وهي تقابل آباء وأمهات وأقرباء المقتولين من هؤلاء الإرهابيين فهو في الحقيقة عمل غير إنساني وغير أخلاقي، فماذا تريد من أب أو أم أو ابن أو ابنة أو قريب أو صديق أن يقول عن واحد من لحمه ودمه استحوذ عليه الشيطان وقاده إلى هذه النهاية المؤلمة، هؤلاء مكلومون، ولا يجوز بأي حال أن ننكأ جراحهم بهذه الطريقة البشعة.

لقد قرأت ما نشرته إحدى الصحف يوم الثلاثاء الماضي - ولا أحب أن أسميها لأنها ليست الهدف، وإنما الهدف هذا الجهل والابتزاز للمشاعر الذي تفعله - عن اتصال هاتفي أجرته مع والد عبدالعزيز المقرن - قيادي القاعدة المزعوم الذي قتل على أيدي رجال الأمن يوم الجمعة قبل الماضي -، فقال الرجل المسن "ابني ذهب لمصيره وأراح، واستراح"... عبدالعزيز مات وانتهى فماذا يمكنني أن أقول".

نعم..نعم ماذا يمكنه أن يقول، وكأنه بحسرة وألم يقول لماذا تسألني أصلاً!.
أبوعبدالعزيز المقرن، وكل أب مثله مكلوم في فلذة كبده ثلاث مرات، مكلوم فيه عندما غاب عنه وتمرد عليه ولعله نصحه فعصاه، ومكلوم فيه وهو يسمع ويشاهد فلذة كبده في قبضة الشيطان يسوقه ويقوده إلى ارتكاب الجرائم وقتل الأبرياء، ومكلوم فيه وهو يرى هذه الصورة المؤلمة البشعة التي انتهى إليها فلذة كبده.
ثم يأتي بعد كل هذا الألم والحزن من يسأله عن رأيه!.

لقد كان موقف والدة عبدالعزيز وابنته الوحيدة طبيعياً عندما رفضتا الحديث ففيهما من الحزن والألم ما ينبغي أن ندركه ولا نحوم حوله ناهيك أن نسأل عنه، ولعل خاله كان أبلغ من رد على السؤال "غير الإنساني" الذي تلقته الأسرة وهو يقول "عبدالعزيز مات، راح وانتهى، وأنتم تريدون تحقيقات صحفية، وليس لدينا شيء نقوله فوالداه كبيران متقدمان في السن فدعوهما وحالهما، وأما ابنته فهي مسكينة متضررة ليس لها حول ولا قوة"، لقد صدق الرجل، فالسبق الصحفي في الدنيا كلها لا يبنى على أنقاض الأنفس المحطمة والمشاعر المجروحة، لكنها أساليب بعض صحافتنا، التي تظن أنها تخدم في حين أنها تسيء إلى الناس وتستفز مشاعرهم، وتكرس سلبيات لا تخدم الوطن...الخ

صدقت والله ياغـــامدي ..
فلو وضع كل واحد منا نفسه مكان أحد هؤلاء المكلومين .. لكان لـ آلمنا بعد آخر!

* قينان الغامدي _ الوطن

موضوع غاية في الاهميه وهومراعاة من يحاسب بذنب غيره من اقاربه المذنبين الى متى وهذا الجهل الاعلامي موجود لدينا بغرض السبق الصحفي لا اكثر اتمنى ان يضع الصحفي نفسه في الموقف قبل ان يقوم بعمل الاجراء اللازم وشكرالكم

دائماً قينان يتطرق لمواضيع قيمة وأهدافه دائماً سامية كسمو روحه ..

أحييه هنا كما حييته عندما قرأت مقالته هذه في زاويته بالوطن ..

كما أحييك أوبن مااايند على نقلك وأختياراتك الرائعة والتي لا تخلوا من أهداف طيبة .

تحياتي

اوبن مايند

نقل للموووضوع جميل
ونقااشه اجمل
لكن
لو تطرقنا للصحافة
فثغراتها عدة واساليبها اكثر تموجا والوان
لكن هناك من يستطيع ان يبرر المواقف وان يبرز قلمه للصالح العام
وذالك يظهر جليا في قينان الغامدي رئيس تحرير جريدة الوطن سابقا على ما اظن ورئيس تحرير مجلة الجيل مجلة نجدية
جميل ذالك القلم يستحق الاشاادة به
لك تحياتي
والف شكر على موضوع يمس اوضااعنا الاجتماعية