هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
هجرة الرسول هجرة الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم أو ما يُعرف بالتاريخ الإسلاميّ بالهجرة النبويّة، ويُقصدُ بها هجرةُ النبيّ وأصحابه من مكّةَ المكرمة إلى يثرب أو ما يُعرف حاليّاً باسمِ المدينة المنوّرة؛ بسببِ ما كان يلاقيه المسلمون من ويلاتٍ وعذاب من أهلِ قريش نتيجةَ إسلامهم وتغييرهم لدينهم القديم، وقد حدثت هذه الهجرة بعد وفاة عمّ النبيّ أبي طالب وتحديداً عام 1 هجريّ الموافق لسنةِ 622 ميلاديّة، وقد اتُّخِذَ هذا الحدثُ التاريخيّ نقطةَ بدايةٍ للتقويم الهجريّ الخاصّ بالمسلمين بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. في هذا المقال سنتحدّثُ عن أحداثِ الهجرةِ النبويّة.
أحداث هجرة الرسول ليلة الهجرة عندما علمتْ قريش بعزم النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة اجتمعَ كبراؤها وسادتُها في دار الندوة لمناقشةِ هذه القضيّة، واتفقوا فيما بينهم على أن يأخذوا من كلّ قبيلة من القبائل رجلاً قويّاً شديداً؛ بهدفِ قتل النبيّ حتّى يتفرّقَ دمُه بين القبائل، فأخبر جبريل عليه السلام النبيَّ بهذا الأمر، وأوصاه بألّا ينام تلك الليلة في فراشه، فما كان من النبيّ إلّا أنْ جهّز نفسَه لمغادرةِ مكة، كما أمرَ عليّاً بن أبي طالب رضي الله عنه بأن ينامَ مكانَه؛ ليظنَّ الناسُ أنّ النبيَّ ما زال نائماً في منزلِه كعادتِه. اجتمعَ حشدٌ من رجال قريش بعدَ ذلك أمامَ منزلِ النبيّ وقد عزموا على قتله، فما كان منه إلا أن خرج من بينهم دون أن يراه أحدٌ منهم وقد وصفَ القرآن ذلك بدقة في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) [يس: 9]، وهكذا استطاعَ نبيُّنا الكريم الخروجَ من المدينة، وقد أمرَ عليّ رضي الله عنه أن يقوم بتأديةِ كافة الأمانات إلى أصحابِها؛ فقد كان رجالُ قريش يأتمنون النبيَّ على أغراضِهم الثمينة وحاجاتهم.
غار ثور مضى النبيُّ محمّد في طريقِه إلى المدينةِ والتقى بأبي بكر رضي اللهُ عنه وقرّرا الاستراحةَ في غار ثور، وهو غارٌ يقعُ في جبلٍ أسفلَ مكة، وقد أمرَ أبو بكر ابنه عبد الله أن يأتيَ إليهم بأخبار قريش كلّ يوم، فكان رضي الله عنه يرعى الأغنامَ في النهار ويستمعُ لكلّ ما يقولُه أهلُ قريش عن النبيّ، ويأتي ليلاً ليخبرَ النبيّ وصاحبه عن كلّ ما يجري، وقد كانت أسماء بنت أبي بكر تحضرُ الطعام إليهما كلّ يوم، وبدأت رحلةُ البحث عن النبيّ محمّد في قريش حيث بحثوا عنه في كلّ مكان حتّى وصلوا إلى الغارِ وقد همّوا بدخوله إلى أن رأوْا بيتاً للعنكبوت فاعتقدوا أنّه من المستحيل دخولُ النبيّ إلى هذا الغار؛ لأنّ بيتَ العنكبوت برأيِهم قديمٌ جداً وقد عبّروا عن ذلك بقولِهم: ((إنّ عليه العنكبوت قبل ميلادِ محمد)).
وصول الرسول إلى المدينة وصل النبيّ محمّدٌ إلى المدينة المنوّرة وقد استقبلَه أهلُ المدينة استقبالاً عظيماً وصاروا يغنّون الأغاني وينشدون الأناشيد ابتهاجاً بقدومِه صلى الله عليه وسلم إلى مدينتِهم.
|