مقتطفات من سيرة النبي
مُقتطفات من السيرة النبوية البعثة تعتبر بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة من أهم الأحداث على مستوى الإنسانيّة جمعاء، والقصّة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتاد في الفترة الأخيرة قبل البعثة على الذهاب إلى غار حراء للتعبُّد، وقد بقي على تلك الحال إلى أن نزل عليه الوحي في مشهدٍ مهيب، يحمل معه أسمى معاني العظمة، والجلالة، والرفعة، والرغبة في الارتقاء بالإنسانيّة نحو الأفضل. كانت أول الآيات نزولاً هي قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق:1،5].
الهجرة إلى الحبشة بعدما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوته المباركة بين أهل قريش، ازداد الأذى عليه، وعلى كل من تبعه من المسلمين، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن يُبعِد صحابته الكرام عن مكة المكرّمة؛ حفاظاً عليهم، وتحسُّباً من أن يُفتتنوا عن دينهم، وأيضاً من أجل إيجاد مركز جديد تنطلق منه الدعوة إلى الله تعالى. اختار الرسول صلى الله عليه وسلم أرض الحبشة لتكون مهجَر المسلمين، ففي هذه الأرض ملك لا يُظلَم عنده أحد، وهو النجاشي. ومن بين أبرز الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة: عثمان بن عفان رضي الله عنه، والسيّدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جانب جعفر بن أبي طالب، والسيدة أسماء بنت عُميس زوجته، فضلاً عن مُصعب بن عُمير، والزبير بن العوام، وأبو سلمة بن عبد الأسد، وعثمان بن مظعون، وغيرهم آخرون رضي الله عنهم جميعاً.
الهجرة إلى المدينة هي الهجرة الثانية، والكُبرى، وقد جاءت هذه الهجرة الشريفة؛ نظراً لسوء معاملة أهل مكة للمسلمين، وسعياً لنقل مركز الدعوة إلى مدينة أخرى غير مكة المكرّمة، حيث تكون هذه البقعة الجديدة نواة انطلاق الدعوة الإسلاميّة إلى سائر أرجاء شبه الجزيرة العربيّة، والعالم. ومن هنا فقد وقع اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة المنوّرة، حيث بايعه أهلها الأنصار على الوقوف إلى جانبه، وحمايته، والذود عن الرسالة الخاتمة بكلِّ ما أوتوه من قوَّة. وهنا، وضع رسول الله خُطَّة مُحكمة للخروج من مكة، حيث رافقه في رحلته الصحابي الجليل أبو بكر الصِدِّيق رضي الله عنه، وقد صار عام الهجرة فيما بعد عاماً لبدء التقويم الهجري.
|