مكارم الأخلاق
أهم ما ميز الرسول صلى الله عليه و سلم كما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة ، أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يتصف بمكارم الأخلاق ، وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول ، والتي حرص على تعليمها لأصحابه . وكان الرسول شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق ، وقال لهم بأن " أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ، وأبعدكم عني مجلساً الرثاون والمتشدقون " .
أهمية التمسك بالأخلاق الحميدة في الحديث السابق دليل واضح على أهمية التمسك بالأخلاق في التعامل مع الناس ، حيث أن المعاملة الحسنة تجعل الانسان أقرب ممن حوله ،كما أنه يستطيع أن يصل إلى قلوب من حوله ، ومكارم الأخلاق تكسب الانسان الدارين الآخرة والدنيا ، فهو سيجد محبة شديدة ممن حوله من الناس ، كما أنه في الدار الآخرة سينال صحبة الرسول في الجنة . كما أن الانسان الذي لا يتمتع بمكارم الأخلاق بل من تتصف أخلاقه بالسوء فهو لا يحظى بأي سعادة ، حيث أن الناس تنفر منه في الدنيا ، كما أنه لن ينال صحبة الرسول في الآخرة .
أهمية التمسك بالأخلاق الحميدة و أثره على المجتمع والأخلاق لم تقتصر فقط على المسلين بل شملت جميع الناس من مختلف الديانات ، حيث أن حسن الخلق يعني النهوض بالمجتمع والرقي به ، فعندما يراعي الانسان حرمة أخيه الانسان ،أو عندما يتلفظ ألفاظاً حسنة أثناء الحديث معه ستبقى الألفة قائمة بين الناس على مر العصور .
أهمية الأخلاق الحميدة و أثرها على عمل الإنسان الصالح كما أن حسن الخلق من أكثر الأعمال التي يتقرب بها الانسان إلى الله ، وهي كفيلة بأن تزيد حسنات الانسان في ميزانه، وإن صاحب الخلق الحسن يكون من خير ما على الأرض ، حيث أن الرسول كان دوماً يشدد في التحذير من إيذاء الآخرين سواء باللسان أو باليد ، أو حتى من خلال النظرات . فلو تخيلنا مجتمع لا يحترم فيه أحد الآخر ،كما ترك الكل أخلاقه ، سنجد أن هذا ينتهك حرمة بيت هذا ويهتك عرضه ، كما أن سوف يقوم بالتعدي على حقوق هذا دون أن يشعر بأدني ذنب ، الأمر الذي يعني فساد المجتمع وتهتك العلاقات لأبعد حد ، وعلى قول الشاعر : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
|