تفسير: (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم)
♦ الآية: ﴿
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (75).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿
أفتطمعون أن يؤمنوا لكم ﴾ وحالهم أنَّ طائفةً منهم كانوا ﴿
يسمعون كلام الله ﴾ يعني التَّوراة ﴿
ثم يحرفونه ﴾ يُغيِّرونه عن وجهه يعني: الذين غيَّروا أحكام التَّوراة وغيَّروا آية الرَّجم وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿
من بعد ما عقلوه ﴾ أَيْ: لم يفعلوا ذلك عن نسيانٍ وخطأٍ بل فعلوه عن تعمُّدٍ ﴿
وهم يعلمون ﴾ أنَّ ذلك مَكْسَبةٌ للأوزار.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿
أَفَتَطْمَعُونَ ﴾: أَفَتَرْجُونَ؟ يُرِيدُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، ﴿
أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ﴾: يصدقكم الْيَهُودُ بِمَا تُخْبِرُونَهُمْ بِهِ؟ ﴿
وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ﴾، يَعْنِي: التَّوْرَاةَ، ﴿
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ ﴾: يُغَيِّرُونَ مَا فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ، ﴿
مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾: عَلِمُوهُ كَمَا غَيَّرُوا صِفَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآيَةِ الرَّجْمِ، ﴿
وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾: أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ، هَذَا قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَعِكْرِمَةَ وَالسُّدِّيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ فِي السَّبْعِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ مُوسَى لِمِيقَاتِ رَبِّهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لما رجعوا بعد ما سَمِعُوا كَلَامَ اللَّهِ إِلَى قَوْمِهِمْ رَجَعَ النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمْ، وَأَمَّا الصَّادِقُونَ مِنْهُمْ فَأَدَّوْا كَمَا سَمِعُوا، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: سَمِعْنَا اللَّهَ يَقُولُ فِي آخِرِ كَلَامِهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَفْعَلُوا فَافْعَلُوا وَإِنْ شِئْتُمْ فَلَا تَفْعَلُوا، فَهَذَا تَحْرِيفُهُمْ وهم يعلمون أنه الحق.
تفسير القرآن الكريم
الالوكة