الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
أبواب الجنة (من دروس رمضان وأحكام الصيام)
أبواب الجنة (من دروس رمضان وأحكام الصيام) للأئمة والدعاة الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان، والمنعِم على عباده بنعم لا يحصيها العد والحسبان، أنعم علينا بإنزال هذا القرآن، هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ونصر نبينا محمدًا صلى الله عليه وآله وأصحابه ببدر وسماه يوم الفرقان، وأعزه بفتح مكة أم القرى وتطهيرها من الأصنام والأوثان، وبعد: فإن رمضان طريق إلى الجنة، وبقدوم رمضان تفتح أبواب الجنة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة))[1]، وقد أُمرنا بالمسارعة إلى الجنة، والمسابقة إليها؛ قال ربنا: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾} [آل عمران: 133]، وقال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]. وأخبَرنا القرآن الكريم أن للجنة أبوابًا؛ قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73] ، كما أن للنار أبوابًا؛ قال تعالى: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 71]. وبين الآيتين لمسات ولمحات: أولها: ذكر في الأولى ﴿ ربهم ﴾، وهم الذين يساقون إلى الجنة ولقاء الله، ولم يذكرها في الثانية؛ حيث سوقهم إلى النار وعذاب الله، كما أن كلمة ﴿ ربهم ﴾ فيها تكريم ورحمة، فلا تأتي مع من يساقون إلى العذاب. ثانيها: جاءت الواو مع أهل الجنة، ولم تأتِ مع أهل النار، فإن أهل النار عند وصولهم إلى جهنم تكون موصدة ومغلقة، فتفتح أبوابها فجأة، فيأتيهم العذاب بغتة، أما أهل الجنة: فإنهم يجدون ريح الجنة على مسيرة خمسمائة عام، كما أن الأبواب مفتحة قبل وصولهم إليها. وهذا يُذكرنا بآيتين في القرآن؛ آية تؤكد أن أبواب الجنة مفتحة، فقال في سورة (ص): ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ ﴾ [ص: 50]، وآية تؤكد أن أبواب النار مغلقة وموصدة، ففي (الهمزة): ﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ [الهمزة: 8، 9]. باب في الجنة خاص بأمة محمد صلى الله عليه وسلم: ولعل هذا من تكريم الله لأمة محمد، أن خصها بباب في الجنة، تدخل منه وحدها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((باب أمتي الذي يدخلون منه الجنةَ عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثًا، ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول))[2]. وعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي)) فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله، وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما إنك يا أبا بكرٍ أول من يدخل الجنة من أمتي))[3]؛ لذا قال ابن القيم: "ولهذه الأمة باب مختص بهم يدخلون منه دون سائر الأمم"[4]. وإذا كانت آيات القرآن وأحاديث النبي العدنان، تؤكد أن للجنة أبوابًا، فقد جاء في السنة أيضًا ما يبين عدد الأبواب، وأنها ثمانية؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُ الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))[5]. عن عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبدُ الله، وابن أَمَتِه، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروحٌ منه، وأن الجنة حق، والنار حق - أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء))[6]. فما حقيقة تلك الأبواب الثمانية؟ منها أربعة ذكرت في حديث واحد؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَن أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دُعِي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعِي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعِي من باب الريَّان، ومن كان من أهل الصدقة دُعِي من باب الصدقة))، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟! قال: ((نعم، وأرجو أن تكونَ منهم))[7]. ففي هذا الحديث الشريف أربعة أبواب، وهي: باب للصلاة، وباب للجهاد، وباب للصيام، وباب للصدقة، يبقى أربعة أبواب، قال أحد العلماء: "وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك، وأما الثلاثة الأخرى،فمنها: باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس؛ رواه أحمد عن روح بن عبادة عن الأشعث عن الحسن مرسلًا: إن لله بابًا في الجنة لا يدخله إلا من عفا من مظلمة،ومنها: الباب الأيمن، وهو: باب المتوكلين، الذي يدخل منه مَن لا حساب عليه ولا عذاب. وأما الثالث فلعله باب الذِّكر؛ فإن عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون باب العلم"[8]. وذكر القرطبي قائلًا: "قال القاضي عياض: ذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة، وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر منها: باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين، والباب الأيمن الذي يدخل منه مَن لا حساب عليه"[9]. الباب الخامس: الباب الأيمن، جاء في الحديث عن أبي هريرة، "يقال: يا محمد، أدخل الجنة مِن أمتك مَن لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة"[10]. الباب السادس: باب الوالد: عن أبي الدرداء، قال: "سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوالد أوسط أبواب الجنة))؛ فأضِعْ ذلك الباب أو احفَظْه"[11]. الباب السابع: باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، أو باب الحج. الباب الثامن: باب الذِّكر، أو باب العلم أو الراضين أو التوبة. فتكون الأبواب الثمانية: (الأول): باب الصلاة، (الثاني): باب الجهاد، (الثالث): باب الصيام، (الرابع): باب الصدقة، (الخامس): الباب الأيمن، (السادس): باب الوالد، (السابع): باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس أو باب الحج، (الثامن): باب الذكر، أو باب العلم، أو باب الراضين، أو باب التوبة. وأود أن أضيف إلى ذاكرتك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بالمسافة التي بين الأبواب، فقال: ((والذي نفس محمدٍ بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبُصرى))[12]. وأعجبني تعليق لعالم الإعجاز العلمي - الدكتور عبدالمجيد الزنداني - على هذا الحديث، في محاضرة له بعنوان: (معجزة سعة باب الجنة)، فقال: "المصراعين"؛ أي: سعة باب الجنة، "ما بين مكة وهجر"، وهجر: قطر والبحرين الآن - شرق الجزيرة العربية - وبُصرى: تقع على الحدود الأردنية - شمال الجزيرة - والمسافة بينهما متساوية، وتقدر بـ: "1273 كم"...ومع كل هذه المسافة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وليأتين عليها يومٌ وهو كظيظٌ من الزحام))[13]. جاء عن أحد السلف، عندما قرأ قوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133] بكى، فقيل: قد أبكتك آية ما يُبكَى عند مثلها، إنها آية رحمة، فقال: وما ينفعني أو يغني عني عرضها إن لم يكن لي فيها موضع قدم. ثم اعلَمْ أن لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب، قال ابن القيم نقلًا عن عبدالله بن غياث عن الفزاري: "لكل مؤمن في الجنة أربعة أبواب: فباب يدخل عليه منه زواره من الملائكة، وباب يدخل عليه منه أزواجه من الحور العين، وباب مقفل فيما بينه وبين أهل النار يفتحه إذا شاء ينظر إليهم؛ لتعظُمَ النعمة عليه، وباب فيما بينه وبين دار السلام يدخل منه على ربه إذا شاء"[14]. وصية عملية: اختَرْ لنفسك بابًا، تدخل منه يوم القيامة، وإن أردت أن تسابق أبا بكر، فاصنَعْ ما صنعه أبو بكر؛ حتى يكتب لك الدخول من الأبواب الثمانية. ♦♦♦♦♦ بنتُ الخليفةِ والخليفةُ جَدُّها *** وأُختُ الخلائفِ والخليفةُ زوجُها فمن هي؟الجواب: هي: فاطمة بنت عبدالملك بن مروان، وجدها: مروان بن الحكم، وإخوتها: الوليد وسليمان وهشام أولاد عبدالملك، وزوجها: عمر بن عبدالعزيز. ♦♦♦♦♦ لا يخلو بيتٌ مسلم من هاتف - أرضي أو محمول - وهذا الهواتف أجهزة معدة للكلام والتواصل مع الآخرين، وهي نعمة من نعم الله علينا، يقوم بدور كبير، ويؤدي مهامَّ عظيمة، بل يوفر وقتًا وجهدًا ومالًا، وهذه النعمة لها أحكام وآداب، أذكرها في العناصر التالية: 1- مراعاة أوقات الاتصال: على المتصل أن يراعيَ الوقت الذي يقوم بالاتصال فيه، فيبتعد عن الأوقات المبكرة والمتأخرة؛ فالاتصال يشبه القيام بالزيارة - سبق الحديث عن آداب الزيارة - فالذي يزور يختار الوقت المناسب. 2- الاعتدال في رنات الاتصال: وهذا يُشبِه آداب الاستئذان - سبق الحديث عن آداب الاستئذان - فإذا ذهب أحدهم ليستأذن، فالسنَّةُ تقول: عليه أن يستأذن ثلاثًا، فيدق الباب، أو يرن الجرس، فإن أذن له، وإلا فليرجع، وهنا: على المتصل أن يقوم بعدد ثلاث رنات، ولا يزيد عنها، ويستثنى ما لو كان هناك أمر ضروري. 3- البدء بالسلام قبل الكلام: وهذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يبدأ المتكلم بالسلام قبل الكلام؛ فعن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السلام قبل الكلام))[15]. ومن تمامها أن تختمها بالسلام، لا كما يفعل البعض، فيقول في ختام المكالمة: (لا إله إلا الله)، فيرد عليه الآخر: (محمد رسول الله)، أو يقول: (قل هو الله أحد)، كلُّ هذا لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. 4- عدم إطالة المكالمة لغير حاجة: فالمسلم لا يلغو ولا يتكلم فيما ليس فيه فائدة، فليعرض الإنسان عن كثرة الكلام في الهاتف؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ [المؤمنون: 3]، والتنبيه في ذلك يكون أكثر للنساء؛ فقد تتكلم مع صديقتها أو جارتها في مسائل غير مفيدة، وتمتد المكالمة أحيانًا إلى ساعة أو يزيد، ونحن مأمورون جميعًا بالاقتصاد والاعتدال في كل شيء، ونهينا عن الإسراف والتبذير. والإسلام يكره الكلام في غير حاجة؛ عن المغيرةِ بن شعبةَ: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((إياكم وقيل وقال، ومنع وهات، ووأد البنات، وعقوق الأمهات، وإضاعة المال))[16]. 5- وضع السماعة برفق: وهذه من أخلاق ديننا الحنيف؛ أن يكون الرفق في كل شيء، ومنه بعد نهاية المكالمة: أن يضع سماعة الهاتف برفق لا بعنف، فيظن الآخر شيئًا. 6- غلق الهاتف عند دخول المسجد: يُعَد هذا الأدب من آداب المسجد - سبق الحديث عن آداب المسجد - أنه على من قصد المسجد، إما أن يغلق هاتفه، أو يجعله على وضع الصامت، حتى يتأدب بأدب بيوت الله، وألا يشوش على المصلين، ولا يفسد صلاتهم، ولو افترضنا أنه نسي فرنَّ الهاتف أثناء الصلاة، فلا مانع شرعًا من إخراج هاتفه وغلقه، فلا يتركه حتى يفرغ من صلاته. 7- تجنب التسمع على الآخر: فمِن حُسن إسلام المرء: أن يترك التنصت على الآخرين، ولا شك أن هذا يرفضه الناس ويكرهونه؛ عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((ومن استمع إلى حديث قومٍ، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صُبَّ في أُذنه الآنُكُ يوم القيامة ...))[17]، والآنُك: الرَّصاص المذاب. 8- الكلام بصوت معتدل: ما أجمل الاعتدال في حياتنا؛ في عباداتنا، وسلوكنا، ومعاملاتنا، ومشاعرنا، وكلامنا! فلا إفراط ولا تفريط، والوسطية من سمات أمتنا؛ فالقصد مطلوب، والغض مرغوب؛ قال تعالى: ﴿ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ [لقمان: 19]. فمَن تكلم في هاتفه - رجلًا أو امرأة - فلا يرفع صوته، وبخاصة في الأماكن العامة ووسائل المواصلات. 9- عدم استعمال هاتف الآخر إلا بإذنه: فليس من أخلاق المسلم أن يستعمل أغراض غيره إلا بإذنه، فأحيانًا يأخذ الرجل هاتف صديقه، أو أخيه، فيفتحه ويتطلع لما فيه، ويتصفح محتوياته، ومن المتوقع أن يكون عليه أمور خاصة لا يقبل صاحبه أن يراها أحد، فهي محتويات شخصية. وفي استعمال هواتف الآخرين، تطفلٌ مذموم، وكشفٌ للمستور، وفضول غير محمود. 10- عدم المباهاة بالهاتف: وهذا سلوك لا يناسب المسلم، كأن يتفاخر بهاتفه أمام زملائه، أو ممن يحب لفت الأنظار، أو يتصنع المكالمة الوهمية أمام الناس، وقد أعده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزور، فقال صلى الله عليه وسلم: ((المتشبِّعُ بما لم يُعْطَ كلابسِ ثوبَيْ زورٍ))[18]. 11- التحذير من تسجيل المكالمات: فلو تم تسجيل مكالمة بدون إذن الطرف الآخر، فهذه خيانة واضحة، وتُعَد مِن باب المكر، وعدم حفظ الأمانات، وربنا نهانا عن خيانة الله ورسوله والمؤمنين، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، والمؤمن مؤتَمَن على أعراض الناس؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والمؤمن مَن أَمِنَه الناس على دمائِهم وأموالهم))[19]. 12- التأكُّد مِن غلق الهاتف في الاجتماعات أو اللقاءات: ففيه إيذاء للحاضرين، فلا يليق أن يترك هاتفه يرن، أو يعبث به أمام الحاضرين، والأكثر من ذلك أن يرد البعض على المتصل، وهذا ينافي أدب المجلس؛ قال أبو تمام: مَن لي بإنسانٍ إذا أغضبْتهُ وجهِلْتُ كان الحِلْمُ ردَّ جوابِه وتراه يُصغي للحديثِ بسَمْعِه وبقَلْبِه، ولعلَّه أَدْرَى به فإن الأمر ضروريٌّ؛ فعليه أن يستأذن الحاضرين للرد على المكالمة، أو يبتعد عنهم قليلًا. آداب الوسائل - الفيس بوك، الواتس آب، التويتر، الفايبر، التانجو، وغيرها -: ♦ التثبت من نشر المعلومة: فيجب أن يتحرى ما ينشره، وبخاصة لو كان حديثًا نبويًّا، فتجد كثيرًا من الناس يتلقى رسالة، يعجبه مضمونها، فيسارع إلى نشرها، وقد تكون حديثًا موضوعًا أو مكذوبًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ♦ تجنُّب الحسابات الوهمية: ربما يلجأ بعض الشباب لعمل حسابات وهمية، وقد يُنشئ حسابًا يجذب به صداقات الفتيات، وتكون المراسلات والمكالمات، إلى غيرها مِن الخديعة. ♦ عدم تضييع الوقت: قد يستسلم البعض لهذه الوسائل التواصيلة، فيسلم نفسه للوقت، فيجره إلى أن تمضي ساعة وساعتان، وربما اليوم كله، يخرج من شيء فيدخل في آخر. ♦ الحرص على نشرِ ما يفيد الآخرين: لو أن كل مستخدم للفيس والواتس له هدف فيما ينشره، أن يكون فيه إفادة قيمة وإضافة جيدة للآخرين، ما كانت هذه الغثاءات التي تنشر على تلك الصفحات. ♦ الاعتدال في المشاركات: فمما يسبب الملل: أن تجد شخصًا ينشر ويشارك أكثر من منشور، فيكون النتيجة من الآخر أنه لا يقبل على شيء واحد منها؛ لأنه استكثرها، وتكفي المشاركة بمهمة أو مهمتين على الأكثر. ♦ عدم إضافة الغرباء: فلا تُقبِل على إضافة الغرباء إلى مجموعة جديدة، أو عمل "تاغ" له أو مشاركة لمنشور، إلا بإذنه. ♦ شبكات النت للآخرين: احذر ثم احذر أن تكون في مكان عام، وتستعمل شبكات النت الخاصة بالآخرين - واي فاي - بدون إذن صاحبها. ♦ كن مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر: فلا ينبغي للمستخدم أن يشارك في نشر رذيلة، أو يساعد في إشاعة الخبر الكاذب، وحتى يكون مفتاحًا للخير، فليمتثل قوله: ﴿ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾[الحجرات: 6]. ♦♦♦♦♦ لغة: الافتعال، من عكف على الشيء عكوفًا وعكفًا، وهو حبس النفس على شيء، والملازمة له، خيرًا كان أو شرًّا؛ يقول تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187]، وقال تعالى: ﴿ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 52]. شرعًا: بالنظر في مذاهب الأئمة الأربعة، نجد تقاربًا في تعريفهم للاعتكاف، ومنها تعريف الشافعية، وهو: اللبث في المسجد من شخص مخصوص بنية[20]. الأدلة على مشروعية الاعتكاف: إذا أحببنا أن ندلل على مشروعية الاعتكاف، ننظر في الكتاب والسنة وإجماع الأمة. أولًا: مشروعية الاعتكاف من القرآن الكريم: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187]، وقوله تعالى: ﴿ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]. ثانيًا: مشروعيته من السنة النبوية: عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده)[21]. كان الزهري يقول: "عجبًا مِن الناس كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قُبِض"[22]. ثالثًا: مشروعيته بإجماع الأمة: أجمعت الأمة على مشروعية الاعتكاف، قال النووي في المجموع: "فالاعتكاف سنَّةٌ بالإجماع". حُكم الاعتكاف: قال العلماء: الاعتكاف سنَّة، في رمضان في العشر الأواخر؛ لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه يستحب فعله في كل وقت في غير رمضان، وقد يكون واجبًا إذا نذره المسلم وأوجبه على نفسه. شروطه: يشترط في الاعتكاف: • النية: فهو عبادة من العبادات، فلا تصح إلا بنية مخصوصة. • الإسلام: فلا يصح الاعتكاف من غير المسلم. • العاقل: فلا يصح من المجنون؛ لأنه ليس من أهل التكليف، ويصح اعتكاف الصبي المميز. • الطهارة من الحدث الأكبر: فلا يصح الاعتكاف من الرجل الجُنُب، ولا من المرأة الحائض أو النفساء. • إذن الزوج: فلا تعكتف المرأة إلا بإذن زوجها. • المسجد: فالاعتكاف لا يكون إلا في المسجد للرجل والمرأة، وعند المالكية والشافعية والحنابلة: لا يصح للمرأة أن تعتكف في مسجد بيتها، وعند أبي حنيفة يصح. مدته: قال الإمام النووي: "الصحيح المشهور من مذهبنا أنه يصح كثيره وقليله، ولو لحظة، وهو مذهب داود، والمشهور عن أحمد، وروايةٌ عن أبي حنيفة، وقال مالكٌ وأبو حنيفة في المشهور عنه: أقله يومٌ بكماله، بِناءً على أصلهما في اشتراط الصوم"[23]. فيصح الاعتكاف القليل والكثير، كما هو رأي الشافعي وأحمد، فلو دخلت المسجد فانْوِ الاعتكاف، ولو كانت المدة يسيرة، وإذا أردت الخروج من الخلاف فيستحب أن تعتكف يومًا على رأي مالك وأبي حنيفة، كما اتفق العلماء على أنه لا حد لأكثره. ومن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، فيستحب الدخول قبل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين، وله الخروج بعد غروب شمس ليلة العيد، وإن بات ليلة العيد في معكتفه، وخرج منه إلى المصلى كان أفضل، وبه قال النووي؛ انتهى. والله أعلم. نصْبُ الخِيام في دُروسِ رَمَضَانَ وأَحْكَامِ الصِّيَام لفضيلة الشيخ: أحمد علوان دار الصفوة بالقاهرة. [1] البخاري (1898)، مسلم (1079). [2] الترمذي (2548)، وقال: حديثٌ غريبٌ. [3] أبو داود (4652)، وضعفه الألباني. [4] حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، لابن القيم، ص62، مطبعة المدني، القاهرة. [5] مسلم (234). [6] البخاري (3435)، مسلم (28). [7] البخاري (1897)، مسلم (1027). [8] انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري، لبدر العيني، (ج16، ص183)، دار إحياء التراث العربي - بيروت. [9] التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، للقرطبي، تحقيق ودراسة: الدكتور: الصادق بن محمد بن إبراهيم، مكتبة دار المنهاج، الرياض، ص954. [10] مسلم (194). [11] الترمذي (1900)، وابن ماجه (3663)، وقال الترمذي: حديثٌ صحيحٌ. [12] مسلم (194). [13] مسلم (2967). [14] حادي الأرواح، لابن القيم، ص61. [15] الترمذي (2699)، وحسنه الألباني. [16] مسند أحمد (18230)، وصححه الأرناؤوط. [17] البخاري (7042). [18] البخاري (5219)، مسلم (2129). [19] الترمذي (2627)، والنسائي (4995)، وقال الترمذي: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ". [20] المجموع، للنووي، (ج6، ص474). [21] البخاري (2026)، مسلم (1172). [22] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدين العيني، (ج11، ص140)، دار إحياء التراث العربي - بيروت. [23] انظر: المجموع، (ج6، ص491). الالوكة |
06-30-2016, 06:09 PM | #3 |
مشرفة منتديات البرمجيات والصور والأفلام
|
الله يعطيك العافيه
ويجزاك خير |
اللهم انس وحشة من باتوا في قبورهم وحيدين و اجعلهم منعمين مطمئنين برضاك وعفوك عنهم يارحم الراحمين. اللهم ارحم امي وابي وجميع اموات المسلمين❤
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحكمة من فتح أبواب الجنة في رمضان | نسائم عطرة | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 9 | 06-20-2015 06:26 PM |
أبواب وأسماء الجنة | فجر | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 1 | 01-11-2011 03:19 PM |
إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة | تاج مفقود | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 4 | 09-06-2009 02:27 PM |
ملف كامل يشمل كل فضائل وأحكام رمضان والصوم | فارس بني عمرو | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 9 | 08-15-2009 01:46 PM |
الصيام فوائد وأحكام | نظام | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 5 | 08-15-2009 01:02 PM |