الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
انوثة طاغية وصناعة الشخصية التافهة
تسطيح الأنوثة ..وصناعة الشخصية التافهة..
أميرة بنت سليمان القفاري مفزعٌ هو الركود .. حين يعيش الإنسان عمره في سنين ممسوخة متشابهة ويستهلكه بسنة بليدة مكررة كرات، وشخصية جامدة مملة وتركض السنين وهو متوقف لا تلهمه (لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) للركض معها واستثمارها فيما ينفعه في دنياه وآخرته . ولعمرك: " إني رأيت وقوف الماء يفسده.. إن سار طاب وإن لم يجر لم يطبِ" فكيف بالإنسان المجمل بالعقل والروح .. الموت حيًا .. تلك هي خليقة الركود، والامتلاء الوهمي الفارغ هو توأم الركود وخليقة التكاثر اللحظي التافه. وتسطيح الأنوثة، فما فتئت أناقش النساء أن ( البديكير) الذي يفعلنه شهريًا استجابة لحماقة الجملة المتداولة (حبي حالك) مفعوله مؤقت وسينعم تشققات قدميك لكنه وحده لن يغير تجاعيد شخصيتك، ولن ينعم تشققات سلوكك ولسانك وحتما لن يملأ ثقتك، أو يشد ترهلات روحك، وسيبين عواره وهشاشته عند أدنى منعطف في حياتك يحتاج لعقل مستنير، وثقة راسخة وأنوثة طاغية كما أن تطوير الذات السطحي بحضور الدورات التجارية والمعلبة لن يهبك علمًا أصيلًا وثقة حقيقة ، لا سيما وأن أغلب الحاضرات يحضرن استجابة لتطوير الذات بوصفة (موضة) وواجهة ثقافية وتظن أنها كبسولات ذات مفعول فوري وفتاك، والأهم من ذلك كله المباهاة الاجتماعية بأنشطة كهذه. وحين أتأمل مفهوم الأنوثة وحب الذات أجده تسطح بشكل مقرف وأصبح ماديًا حسيًا ديكوريًا يقف عند نفخ خدود، و شراء شنطة شانيل، وعمل مساج وبوديكير ..! لا سيما مع بزوغ نجم مواقع التواصل الذي أصبح سلطة ناعمة و موجهًا ثقافيًا خفيًا، و الاقتداء بالنموذج الأنثوي الإعلامي المشوه والساقط .. والأنوثة الطاغية في معناها الحقيقي جاذبية ساحرة ودائمة تبدأ من الداخل وتصبغ الخارج بصبغتها، لتصبح تكاملاً بين الجسد والروح والعقل وحالة تراكمية تبنى بالإنجاز الحقيقي الذي يرفع الثقة بالنفس وليس الوهمي الشكلي المؤقت وإن كنت لا أستهين بالحسيات الجماليات، بل وأقدرها جدًا، فليس الكحل مرادفًا للتفاهة التفاهة ألا يكون في عين المرأة إلا الكحل كماتقول (غادة السمان) لكن من الصعب تزيين الديكور قبل ترميم المنزل فديننا يدعو للجمال الشكلي والسلوكي، ويعتني بالعقل والسريرة لتكوين شخصية متكاملة لها حضورها ومهابتها ودونك نزار قباني الذي أسرف في تقدير الجسد بشعره ماذا قال حين جرب وأدرك ؟ : " مكياج المرأة يجب أن يكون مكياجاً ثقافياً لأحبها، انا لا أستطيع أن أحتمل امرأة جميلة وغبية"، لذا تزوج بلقيس متواضعة الجمال، طاغية الأنوثة، ولم يستطع أن يستبدلها حتى بعد موتها، وكتب على قبرها: نامي بحفظ الله أيتها الجميلة فالشعر بعدك مستحيل والأنوثة مستحيلة.. إن الركض خلف تافهات الانستجرام (الرق المعاصر)، وتقليد أجيرات الفن، وقولبة الجمال هو نتيجة الامتلاء الفارغ، وفقدان الهوية وتقدير الذات، وسطحية العقل، والعقل إن لم يمتلئ بـ (عظيم) سيكون خفيف الوزن , وهش التفكير وقابلًا للتنميط والانقياد؛ فهبيني امرأة عزيزة تحب نفسها حبًا حقيقًا وتأنف أن تمتهنها بالركود والإمعة فتهذب روحها وتطهر قلبها وتصنع ثقتها في محرابها ومن مصحفها، وتبني عقلها وتحلي لسانها في مكتبتها وتعتني بصحة جسدها وجمالها لأجل نفسها وبما يناسبها لا وصاية من غيرها ووفق مقاييسه السطحية المتغيرة و ترتقي بسلوكها ومهاراتها بالتدريب والتجريب؛ أضمن لك أنوثة طاغية ومدهشة لا زئبقية ، وبيوتًا وردية، ومجتمعات راقية، وأمة عظيمة. أيتها الأنثى .. حذارِ من الركود .. فهو موت على قيد الحياة.. وترفعي عن الامتلاء الفارغ .. فهو بالون سينفجر عند أدنى لمسة، وسيتلاشى مع تقدم العمر .. وأنت تستحقين الحب العميق والعناية الكاملة والامتلاء الراسخ، والأنوثة الدائمة الطاغية النابعة من عمقك المنعكسة على مظهرك؛ فارفعي سقف استحقاقك، وترفعي عن كل سقف منخفض لا يرى فيك إلا سطحك، أو يستغبيك ويسترقك ويصعد على كتفك ولا تهدري عمرك على شكليات تبقى ثقتك رهنها وتندمي حين تذهب لمعتها فتكشف عن روح هشة، و " يا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا"..
( اللهم احفظ بلادنا بحفظك )
|
06-30-2016, 04:27 PM | #3 |
مستشار إلمدير العام
|
مقال وافي لمن كان له قلب فيعتبر .
حقيقة متابعة الموضة والتشبه بالكاسيات العاريات التافهات بكل اسف أصبحت موضة في اعين التافهين من البشر . ليس الوضع مختصرا على النساء بل حتى بعض الرجال من الشباب التائهين نراهم في وضع اقل ما يقال عنه مخزي . الكاتبة خاطبة بنات جنسها محذرة مما تلاحظه بحكم قربها منهن . بارك الله فيها وشكرا لك . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحرية الشخصية !؟ | ابوفهد العمري | مواضيع الحوار والنقاش | 23 | 10-30-2011 06:40 AM |
الشخصية المؤثرة .. | أبو ريان | منتدى القصص والروايات | 8 | 09-28-2011 06:21 PM |
الحضارم وصناعة النجاح | يوسف آل عايش | مواضيع الحوار والنقاش | 13 | 05-15-2009 03:43 PM |
بل انوثة ضائعة يابنت الشيخ..... | الألف | مواضيع الحوار والنقاش | 17 | 08-19-2008 12:05 AM |