![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية • عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية)). • وعن أبي موسى قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. وأما البخاري فرواه معلقًا. أولًا: ترجمة راويي الحديثين: الراوي الأول: ابن مسعود - رضي الله عنهما - وتقدمت ترجمته في الحديث الحادي والثلاثين من كتاب الإيمان. والراوي الثاني: أبو موسى - رضي الله عنه - واسمه عبدالله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسم الأشعر نبت، وأمه: ظبية بنت وهب، أسلمت وماتت بالمدينة، وكان أبو موسى عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن زبير وعدن، واستعمله عمر على البصرة، ثم إن عثمان عزله، واستعمله على أهل الكوفة حين طلبوا منه، حتى استُخلف عليٌّ وأقر أبا موسى على الكوفة. روى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الخلفاء الأربعة، ومعاذ، وابن مسعود وغيرهم رضي الله عنهم، وكان حسن الصوت، وفي الصحيح المرفوع: ((لقد أوتي مزمارًا من مزامير آل داود))، وهو الذي فقه أهل البصرة وأقرأهم، وقال الشعبي: انتهى العلم إلى ستة، فذكر فيهم أبا موسى. قيل: مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين، واختلفوا هل مات بالكوفة أو بمكة - رضي الله عنه وأرضاه؛ [انظر: أسد الغابة (3/ 367) و(6/ 307) وانظر الإصابة (3/ 181)]. ثانيًا: تخريج الحديثين: حديث عبدالله بن مسعود أخرجه مسلم حديث (103)، وأخرجه البخاري في "كتاب الجنائز" "باب ليس منا من ضرب الخدود" حديث (1297)، وأخرجه النسائي في "كتاب الجنائز" باب دعوى الجاهلية" حديث (1859)، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب الجنائز" "باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب" حديث (1584). وأما حديث أبي موسى فأخرجه مسلم حديث (104)، وأما البخاري فأخرجه معلقًا في "كتاب الجنائز" "باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة" حديث (1234)، وبنحو حديث مسلم أخرج النسائي في "كتاب الجنائز" "باب الحلق" حديث (1862)، وابن ماجه في "كتاب الجنائز" "باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب" حديث (1586). ثالثًا: شرح ألفاظ الحديثين: (ضرب الخدود): خص الخد؛ لكونه الغالب في ذلك عند المصيبة، وإلا فإن ضرب بقية الوجه داخل في ذلك. (شق الجيوب): جمع جيب، وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس، والمراد بشقه إكمال فتحه إلى آخره، وهذا من علامات السخط، ومثله الشاقة: وهي التي تشق ثوبها عند المصيبة. (دعا بدعوى الجاهلية)؛ أي: بدعوى أهل الجاهلية، كما في رواية مسلم الأخرى، ودعوى الجاهلية هي النياحة وما يتبعها، مثل الندبة؛ كقولهم: واجبلاه، وكذلك الدعاء بالويل والثبور؛ كقولهم: واثبوراه، وواويلاه، وانقطاع ظهراه، ونحوها من الكلمات، ويقصد بالجاهلية الفترة ما قبل الإسلام. (الصالقة): تروى بالصاد وبالسين، وهما لغتان صحيحتان، ومنه قوله تعالى: ﴿ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ ﴾ [الأحزاب: 19]؛ أي: صرخوا عليكم بألسنة حداد، والصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة، وقيل: الصلق هو ضرب الوجه، والمعنى الأول أشهر. (الحالقة): هي التي تحلق شعرها عند المصيبة، أو تنتفه. رابعًا: من فوائد الحديثين: الفائدة الأولى: قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود..." اختلف في معناه كما سبق؛ لأن من ضرب خده وشق جيبه ودعا بدعوى الجاهلية لا يخرج من ملة الإسلام بفعله هذا، وكذلك المعنى في البراءة من الصالقة والحالقة، فاختلف في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا): فقيل: المقصود بها من استحل فعلها وهو عالم بالتحريم، فيخرج من الدين بذلك. وقيل: أي لا يدخل شفاعتنا. وقيل: أي لا بد أن يُهجَر ويُعرَض عنه ولا يختلط بجماعة المسلمين؛ تأديبًا على تطبعه بطبع الجاهلية التي قبحها الإسلام. وقيل: أي ليس على هدينا وطريقتنا. وسبق أن السلف لا يحبذون الخوض في معنى مثل هذه الأحاديث؛ لتكون أوقع في قلوب الناس. الفائدة الثانية: قوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب.)) يدخل في هذه البراءة الرافضة من باب أولى؛ لأنهم يفعلون في يوم عاشوراء ما هو أشد من ذلك؛ فهم يضربون أنفسهم حتى يخرجوا الدماء من رؤوسهم، ويتخذونها عبادة، وهذا من تزيين الشيطان لهم ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ﴾ [فاطر: 8]. الفائدة الثالثة: في حديثي الباب الزجر عن التسخط عند المصيبة من أقدار الله المؤلمة، سواء بالفعل؛ كضرب الخدود، وشق الجيوب، والحلق، أو بالقول؛ كالدعاء بدعوى الجاهلية والصلق؛ لأن هذه الأمور علامة على تسخط الإنسان، وهي من أمور الجاهلية التي طمسها الإسلام، وينبغي للمؤمن عند المصيبة أن يمتثل هدي الإسلام عند المصيبة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، ويقول أيضًا ما جاءت به السنة: ((اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِفْ لي خيرًا منها))؛ رواه مسلم، وبعدما يقول قول أهل الإسلام يفعل فعلهم، وهو الصبر؛ لأن الله تعالى قال: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]. والأحاديث في فضل الصبر كثيرة، وشتان ما بين قول وفعل أهل الجاهلية وبين قول وفعل أهل الإسلام، وينبغي للمؤمن مع الصبر أن يحتسب لينال الثواب، وبهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته، لما توفي ابنها أرسل إليها رسولاً وقال له: ((مُرْها فلتصبر ولتحتسب))؛ متفق عليه؛ لأن الصبر مع الاحتساب أعظم أجرًا من الصبر فقط، ومعنى الاحتساب في الصبر: أن يعتقد في نفسه أن هذا الصبر سوف يثاب عليه، فيحسن الظن بالله، فيعطيه الله ما ظنه به؛ لأنه سبحانه عند حسن ظن عبده به. الفائدة الرابعة: براءة النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأعمال التي جاءت في حديثي الباب تدل على أنها من كبائر الذنوب. مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان) الالوكة |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صلاة الجنازة والدعاء للطفل | الأزدية | المجتمع المسلم والفتاوى | 7 | 09-04-2014 12:04 AM |
الذكر والدعاء والاستغفار في رمضان | ندى الصباح | المنتديات الرمضانية المؤقتة | 5 | 08-15-2009 01:15 PM |
لا تفسد في الارض بدعوى التسليه...!! | فارس بني عمرو | مواضيع الحوار والنقاش | 16 | 03-02-2008 11:44 PM |
الماسنجر في الجاهلية .......!!؟ | البيك | وسع صدرك | 12 | 01-05-2006 04:01 AM |
فلم أكشن من أيام الجاهلية!! | سهارا | وسع صدرك | 5 | 03-27-2004 11:37 PM |