الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-26-2015, 08:45 AM
قديرة وصاحب مكانة بالمنتدى
طيف غير متصل
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 19544
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5669 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2025 (09:06 PM)
 الإقامة : أرض الله .
 المشاركات : 24,887 [ + ]
 التقييم : 113
 معدل التقييم : طيف will become famous soon enoughطيف will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ما زِلتَ مُتردِّدًا



ما زِلتَ مُتردِّدًا ؟!


العالَمُ من حولِكَ يَمُوجُ بالفِتَن ،
يمتلأ بالعَواصِف ،
واليأسُ يُسيطِرُ على كثيرٍ من الأنفُس ،
والإحباطُ يَغزو كثيرًا من القلوب ،
وأنتَ ما زِلتَ مُتردِّدًا ؟!
ما زِلتَ ساكنًا في مكانِكَ لا تُحَدِّدُ موقِفَكَ ، ولا تَتَّخِذُ قرارًا ؟!


تتساءَلُ في خَوفٍ : كيف النَّجاة ؟!

تُرَدِّدُ في هَمْسٍ : ما أصعَبَ الحَياة !

أَمَا أُخْبِرتَ أنَّ الطريقَ أمامكَ مُمَهَّدٌ ، ولكنَّ عينَكَ لا تراه !

أَمَا عَلِمتَ أنَّ السبيلَ مُيَسَّرٌ إن كُنتَ حقًّا تُريدُ النَّجاة !

لا تُفكِّر كثيرًا ، ولا تبحَث حولَك ،
فأمامكَ كتابُ الله ، فيه الخَيرُ والسَّعادةُ ،
لكنَّ الغُبارَ عَلاه ، فما عُدتَّ تراه :"


أتُراكَ تشعرُ بلَذَّةِ الحَياةِ وأنتَ عنه بعيدٌ !

أتُراكَ تنجو وأنتَ لا تفتحه طِيلةَ العام !
أتُراكَ تسعَدُ وأنتَ لا تعرفُ ما يحويه !

لا تدَّعي الانشغالَ ،
لا تُبرِّر هَجركَ ببُعْدِ الدار ،
فكُلَّما ابتعدتَّ عنه زادكَ اللهُ بُعدًا .


تلاوةُ القُرآن لم يُخَصُّ بها العُلماءُ والمُقرِئونَ ،
فنبيُّكَ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقولُ :
(( اقرأوا القُرآنَ )) رواه مُسلِم .
فلم يَخُصُّ بدَعوتِهِ وحَثِّه على القِراءةِ رَجُلًا ولا امرأةً ،
ولا كبيرًا ولا صغيرًا ، ولا عالِمًا ولا جاهِلًا ،
ولا جِنْسًا ولا لَونًا . لكنَّ الخِطابَ للجميع .


كُلُّ مُسلِمٍ بإمكانه أن يفتحَ المُصحفَ ، أن يقرأ منه .


وإن كُنتَ أُمِّيًا لا تستطيعُ القِراءةَ ،
فعِندكَ القنواتُ تُتلَى فيها الآياتُ ليلَ نهار .

استمِع إليها ، وعِش بقلبِكَ معها ()

لا أُريدُكَ أن تقتصِرَ على القِراءةِ فقط ،
بل أُريدُكَ أن تَتَّخِذَ قرارًا جادًّا بحِفظِ القُرآن .


نعم ، ابدأ من الآن ، ولو حَفِظتَ كُلَّ يومٍ آيةً أو آيتين .


ليس الأمرُ صعبًا .
ليس الأمرُ مُعقَّدًا .
ليس الطريقُ طويلًا .


يقولُ رَبُّكَ سُبحانه :
(( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر )) القمر/17 .


كم من السَّنواتِ مَرَّت عليكَ دُونَ أن تُحَقِّقَ فيها إنجازًا يُذكَر !

ما رأيُكَ لو كانت تلك السَّنواتِ مع كتاب اللهِ سُبحانه ؟!
مع آياتِهِ وكلماتِهِ ؟!
بالتأكيدِ سيكونُ لها طَعمٌ آخَر ،
سيكونُ لها ذِكرَى طيِّبةٌ عندك ،
ستكونُ في مِيزان حسناتِكَ .


لا تجعَل سِنَّكَ يُعيقُكَ عن الإقبال على حِفظ القُرآن ،
فغَيرُكَ خَتَمَه وهو في السِّتين ، وبعضُهم جَاوَزَها .


لا تجعَل مُستواكَ التَّحصيليّ قَيْدًا يُقيِّدُكَ عن الخير ،
فكم مِن مُعاقٍ إعاقةً ذِهنيَّةً حَفِظَ القُرآنَ وأتقنَه !


تأكَّد أنَّكَ تُؤجَرُ بنِيَّتِكَ ، فلا تحكُم على نَفسِكَ وأنتَ في مكانِكَ .


أقبِل ، تعلَّم ، رَدِّد ، كَرِّر ، حاوِل ،
لا تخَف من الفشل ، لا يُسيطِر عليكَ اليأس ،
جَرِّب ولا تكُن مُتكاسِلًا ،
ولا تُحَدِّد النتيجةَ قبل أن تسيرَ في الطريق .


واصطحِب معكَ حُسنَ الظَّنِّ بالله ،
واسأله سُبحانه التوفيقَ والسَّدادَ
وأن يُيَسِّرَ لكَ حِفظَ كتابِهِ وإتقانَه .


واعلَم أنَّ اللهَ لن يخذلك ،
لن يُضيع جُهدَكَ ،
وسيأجُرَكَ على سَعيكَ ونيَّتِكَ .


فإن وُفِّقتَ فالحَمدُ للهِ ، وإن صَعُبَ عليكَ الأمرُ
فأجرُكَ محفوظٌ بحُسن نيَّتِكَ .


ويكفيكَ شرفًا أنَّكَ ابتغيتَ بسَعيكَ وَجهَ اللهِ ،
وطلبتَ بحِفظِكَ رِضاهُ سُبحانه .


ومِمَّا يَزيدُ في هِمَّتِكَ ويُقَوِّي عَزيمتَكَ :
أن تعلَمَ أنَّ القُرآنَ يشفَعُ لصاحِبِهِ في الآخِرة ليَدخُلَ الجنَّةَ ،
أن تعلَمَ أنَّ قارئَ القُرآن يُقالُ له :
(( اقرأ وارتقِ ورَتِّل كما كُنتَ تُرتِّلُ في الدُّنيا ،
فإنَّ منزلتَكَ عند آخِر آيةٍ تقرأ بها ))

قال الألبانيُّ في صحيح الترمذيِّ : حسنٌ صحيح .


انظُر لأصحابِ الباطِل كيف يُدافعونَ عن باطِلهم ،
وماذا يفعلون لنَصره ولنشره واستمراره ،
وكم يُسخِّرون جُهودَهم وأوقاتَهم وأموالَهم لذلك ،
وهم في ذلك مأزورون .


وأنتَ يا مُسلِم ، يا مَن تسيرُ على طريق الحَقِّ ،
يا مَن رَضِيتَ باللهِ رَبًّا ،
وبالإسلام دِينًا ، وبمُحمَّدٍ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - نبيًّا ،
ماذا فعلتَ لنصر دِينِكَ ؟! ماذا قَدَّمتَ له ؟!


أراكَ تكاسَلتَ وتأخَّرتَ .


أَمَا فَكَّرتَ أن تنصُرَ دِينَكَ ولو بحِفظ كتاب الله تعالى
ومعرفةِ حُدوده وأحكامه ،
وتحويلها إلى واقعٍ عمليٍّ في حياتِكَ ؟!


أَمَا علِمتَ أنَّ في إقبالِكَ على كتاب اللهِ إغاظَةٌ لأعداءِ دِينِكَ ؟!


لا تَقُل : هكذا الناسُ ، ولستُ الوحيد .


فأنتَ ستموتُ وَحدَكَ ، وستُبعَثُ وَحدكَ ،
وستُحاسَبُ وَحدكَ ، ولن ينفعَكَ إلَّا عملُكَ ،
ولن يبقى إلَّا ما قَدَّمتَ .


فهلَّا أمسكتَ بكتاب رَبَّكَ ، ونفضتَ عنه الغُبارَ ،
وتَلَوْتَ ، وحَفِظتَ ، وتعلَّمتَ ، وعلَّمتَ ، وطبَّقتَ ،
وجعلتَ القُرآنَ نِبراسَ حياتِكَ ، ونُورًا يُضيءُ ظُلُماتِكَ ؛
ليكونَ سببَ هِدايتِكَ وشِفائِكَ ، وفي القبر يُؤنِسُكَ ،
ويَشفَعُ لكَ في آخِرتِكَ ؟!


ابدأ بنَفسِكَ ، وأقبِل على كتاب رَبِّكَ مُخلِصًا للهِ نِيَّتَكَ ،
طالبًا بذلك رِضاهُ وجنَّتَه .


واعلَم أنَّ اللهَ تعالى سيَحفظُكَ ، سيُوفِّقُكَ ،
سيأجُرُكَ ، وأبدأ أبدًا لن يخذلك .



وفَّقني اللهُ وإياكم لمَرضاتِهِ ،
وجعلنا جميعًا من الفائزين بجَنَّاتِهِ ()


والسَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه .


م/ن



 توقيع : طيف


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir