الإهداءات


المجتمع المسلم والفتاوى الأسرة ، الأباء ، الأبناء ، المرأة ، الشباب ، الارحام ، الجار ، الطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-29-2011, 01:41 AM
مشرفة الأسرة والمجتمع
عــذبــة الـــروح غير متصل
    Female
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5409 يوم
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم : 68
 معدل التقييم : عــذبــة الـــروح will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السعادة ... إرادة



د. سلمان بن فهد العودة..


(السعادة) أحب أن أعرفها بأنها (اسم جامع لكل ما تحبه النفس

وترضاه من الأحوال الظاهرة والباطنة، والمادية والحسية) ليقترب

من تعريف ابن تيمية للعبادة، فالشعور الحسي والمتعة اللحظية

التي تمر على الإنسان تصنّف بأنها ذات ارتباط مادي، كالأكل

والشرب .. فهي أشبه باللذة، وغالباً ما تكون سريعة

المجيء والذهاب، أما الشعور المعنوي واللذة الروحية والإحساس

القلبي العميق فهو أشبه بالسرور، مثل السرور بلقاء الأصحاب

والأصدقاء، وبالحياة الزوجية، وبالحب..

وحين يجتمع هذان العنصران:

1) اللذة المادية.
2) السرور المعنوي، فهي السعادة، التي هي معنى شامل في الحياة.

إن السعادة قَدَر المريدين فهي إرادة السعادة وإدارتها، والبحث عنها

من خلال الأسباب والمحاولة والتدريب والعمل، وقد ينجح الإنسان

في سبب ويخفق في آخر, لكن السعيد يجعل من الفشل فرصة

للنجاح والتجربة والسعادة، فالسعادة كأنها ذرات مبثوثة في الهواء

نتنفسها أحياناً، وننفثها أحياناً أخرى، فبقدر ما يكون لدينا من

الصدور المتسعة، والنفوس الرضية والقبول والإصرار نكون حققنا

جزءاً من السعادة، فهي عمل يمكن تحصيله، والسعي إليه أولاً

بطلب رضا الله وحبه، وثانياً بالسعي لجوانب الإسعاد في الحياة،

قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"

[النحل:97]، ويقول تعالى : "فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى"

[طـه:123]، وذكر الله من أسباب ذلك، يقول تعالى: "أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"[الرعد:28].

إن طلب السعادة يحتاج لفعل دائم، وسعي دءوب، وليست شيئاً ينزل

من السماء مثل المطر، فالله يقول: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا"، فهو عملية

طلب و"عَمِل"؛ لطلب رضا الله، والطمأنينة والسعادة.

إن أول قواعد السعادة في الحياة بعد طاعة الله هو: اتخاذ القرار

وإرادة السعادة، فالسعادة قرار؛ قرار تتخذه أنت برغبتك

وإصرارك، كأي قرار يتخذ على أعلى المستويات، قرار يخطه

المرء بيده، ويحس به بقلبه، ويعيش به عملياً بطيبة قلبه وسعة

صدره، وحبّه لله أولاً، ثم للحياة والناس، إن هذا القرار يجعلك

تندمج مع الأشياء الصغيرة، وتحفل بها، حتى كأنك مستعد لها

جاهز للتعامل معها، تقرأها بشكل جيد وجميل، وتجعل من شراب

الليمون طعاماً حلواً، كما يقول بعض الحكماء الأدباء، أما الأشياء

التي تنغص عليه حياته فهو يستطيع بهذا القرار أن يدعها وراء

ظهره، ويركلها ككرة الثلج، ويدحرجها إلى الوادي السحيق، ولا

يجعلها تدخل عالمه، أو تنغص عليه عيشه وحياته.


إن الحياة وأيامها الحلوة والمرة لا تخلو من سرور مادي أو معنوي

أو تجربة جيدة أو اختبار صعب يجرب المرء فيه نفسه وقوة تحمله

وصبره، وقد لخّص هذه القاعدة العظيمة في السعادة نبينا محمد

صلى الله عليه وسلم حين قال: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له

خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

يقول المثل الصيني : لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق

رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعشش في رأسك.

إننا يجب أن نلاحظ أن السعادة –أيضاً- عُمْر، فعمر الإنسان هو

الأيام السعيدة واللحظات الحلوة، لما سألوا أحد الملوك يوماً وقد بلغ

أربعين سنة: كم عمرك؟ قال: عشرين يوماً، فهو يعني أن أيام

السعادة ولحظات الهناء والصفاء في حياته لا تتجاوز هذه الأيام

العشرين، فهي عمره الحقيقي، ويؤلمني أن أجد شاباً في ربيع

عمره، وهو يفترض أن يكون أكثر إقبالاً على الحياة وشغفاً بها،

أجده وهو يتأوه ويتألم، ويشكو دهره، وثقل الأعباء، ومن طول

الحياة، وربما فكر في الانتحار، أو عانقه القلق والأرق.

كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟

إن عمر الإنسان بسعادته، بقراره واستقراره، وإيمانه وإحساسه

بالحياة وأيامها، يقول جلال الدين الرومي:

أتدري لماذا يصبح الديك صائحاً يردد لحن النوح في غسق الفجر؟

يقول: لقد مرّت من الدهر ليلة وها أنت لم تشعر بذاك ولم تدرِ

إن السعادة عقل كعقل الكهول، وقلب كقلب الأطفال: إن الأطفال

طهورين كالبَرَد، يتبنون في دروب الحياة كما ينبت صغار الورد

في أطراف الوديان والأنهار:

وطن النجوم أنا هنا حدِّق أتذكر من أنا

ألمحت في الماضي البعيد فتى غريرا أرعنا

جذلان يمرح في حقولك كالنسيم مدندنا

يتسلق الأشجار لا ضجراً يحس ولا ونى

ويعود بالأغصان يبريها سيوفاً أو قنا

ويخوض في وحل الشتا متهللاً متيمنا

لا يتقي شر العيون ولا يخاف الألسنا

أنا ذلك الطفل الذي دنياه كانت هاهنا

أنا من مياهك قطرة فاضت جداول من سنا

أنا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنى

حمل الطلاقة والبشاشة من ربوعك للدنا..


إن "الطفولة" العذبة تكمن في مشاعر كل إنسان مهما كبر، حتى لقد

قال بعض الأذكياء: إن في داخل كل إنسان حي طفل لا يريد أن يكبر!

فيمكننا أن نتعلم من الصغار ثلاثة أشياء، أولها: أنهم يتصايحون

فيتعاركون، ثم يتصالحون بعد دقائق، وكأن شيئاً لم يكن، والثانية:

أنهم لا يحملون الأحقاد على الماضي، ولأتباعه ومشاكله, والثالثة:

أنهم لا يحملون هموم المستقبل، ولا يأخذون هماً لشيء، فكل شيء

عندهم خلق ومعه رزقه وحياته وكل أمره، وهذه الأخيرة نفهمها

بشكل معتدل، إذ ليس معنى ذلك أن الإنسان لا يحمل هماً أو

تخطيطاً، لكن لا تجعل هذا الهم يسيطر عليك، ويقيدك ويحاصرك،

ويحول بينك وبين النجاح.

إن الأعداء-أيضاً- يعلموننا السعادة حينما نستثمرهم ونرى فيهم

وجهاً إيجابياً؛ فهم يعلموننا الصبر، وتحمل النقد، والإحساس

بالتحدي الذي يبعث على مزيد العمل والإصرار:

عداتي لهم فضل عليّ ومنّة فلا أبعد الرحمن عنّي الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

في حياتك حاول أن تعمل الخير وأنت ترجو رضا الله وحده، ولا

تنتظر من أحد رد معروفك أو جزاءك؛ حتى لا تصطدم بالناكرين

والجاحدين، وعليك أن لا تحمل هموم العمل والوظيفة، فالحياة أهم

من أن تجعلها في وظيفتك وحدها، وأرى بعض الناس يجعل نصف

عمره في عمله، والنصف الآخر في مشاكل عمله، فالشعور

بالاسترخاء والراحة يعيد النشاط ويجدده، ويساعد على اعتدال

المزاج في كل المواقف, إن اعتدال المزاج يجعل من المواقف

العصيبة مجالاً لإثبات قوة التحمل وقوة الرأي، وتلك هي صروف الحياة:


قد عِشتُ في الدهر أطواراً على طرقٍ
شتّى فصادفتُ منهُ اللين والفضعا

لا يملأُ الأمر صدري قبل موقِعه
ولا يضيقُ بِه ذرعي إذا وقعا

كُلاً لبِست فلا النَّعماءُ تُبطِرُني
ولا تخشّعتُ من لأوائها جزعا

ما سدّ لي مطلع ضاقت ثنيته
إلا وجدت وراء الضيق متسعا

إن معرفة نعمة الله فينا يعطيننا الشعور بالرضا والسعادة،

كنعمة الحياة نعمة العقل والأهم نعمة الإيمان، ونعمة المال والولد،

ونعمة الأمن، يقول الله تعالى: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"[الضحى:11]،


وقال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منك آمناً في سربه، معافى في بدنه،

عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا).







" مما راق لي "



 توقيع : عــذبــة الـــروح


رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 01:59 AM   #2
عضوة قديرة وصاحبة مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ليالي جنوبية
ليالي جنوبية غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5652
 تاريخ التسجيل :  May 2006
 أخر زيارة : 08-22-2019 (02:39 PM)
 المشاركات : 16,991 [ + ]
 التقييم :  15
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح قـيـم ..
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك ..


 
 توقيع : ليالي جنوبية

لسّت سيئة جداً
كـمـآ انني لست ملآك . . !
فـ منِ سيقذفني بالسوء فـ ليتمهل !
وِ من سينزهني عنُ كل شي ، فـ ليحترس !
لدي ذنوب صَغيره يجهلها آلجميع . .
ويعلمهآ : الخآلق وَحده


رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 05:56 AM   #3
إداري سابق


الصورة الرمزية اميرة الجنوب
اميرة الجنوب غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22102
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 05-01-2022 (02:52 AM)
 المشاركات : 4,181 [ + ]
 التقييم :  24
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الله يعطيك الف الف عاافيه ,,


تقديري الك يالغلا


 


رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 07:52 AM   #4
مراقب


الصورة الرمزية بن ظافر
بن ظافر غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2352
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : 02-08-2025 (01:47 PM)
 المشاركات : 34,509 [ + ]
 التقييم :  114
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



نعم الاختيار بارك الله فيك


 
 توقيع : بن ظافر



رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 09:32 AM   #5
عضوة قديرة وصاحبة مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية نواااااره
نواااااره غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14820
 تاريخ التسجيل :  Aug 2008
 أخر زيارة : 07-12-2015 (06:01 AM)
 المشاركات : 28,883 [ + ]
 التقييم :  416
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Bisque
افتراضي



الله يسعدك دنيا و اخره و نحن و والدينا و كل من نحب ..


 
 توقيع : نواااااره

*




شيخه نوااره بسمه
المشرفات على مجلة بني عمرو
في صوره تذكاريه
هههههههه




رد مع اقتباس
قديم 09-29-2011, 06:29 PM   #6
مراقبة


الصورة الرمزية شيخة بني عمرو
شيخة بني عمرو غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24166
 تاريخ التسجيل :  Apr 2011
 أخر زيارة : 05-07-2023 (12:43 PM)
 المشاركات : 27,113 [ + ]
 التقييم :  415
 الدولهـ
Canada
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي



جعلنا الله واياكم من السعداء
طرح رااااائع
يعطييييييييكـ الف عااااافيه يالغلا


 
 توقيع : شيخة بني عمرو

‏اللهم هبّ ل امي و أبي جنة يتلألأ نورها شاهقة خيامها،
مشيده قصورها ، ذهب وفضه لُبناتها،
لؤلؤ وياقوت حصباؤها ، وزعفران تربتها ،
آمين .


رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 12:45 AM   #7
مشرفة الأسرة والمجتمع


الصورة الرمزية عــذبــة الـــروح
عــذبــة الـــروح غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 21269
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-28-2021 (02:07 AM)
 المشاركات : 38,862 [ + ]
 التقييم :  68
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkblue
افتراضي



الف شكر لتواجدكم جميعا وجعلنا الله وياكم وكل من يقرا الموضوع من السعداء في الدنيا والآخرهـ,,,


 
 توقيع : عــذبــة الـــروح



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السعادة .. أبو ريان الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال 7 01-25-2012 08:40 AM
السعادة زهرة الجوري المواضيع العامة والإخبارية 1 12-14-2010 09:12 PM
السعادة حنين الروح رياض الصالحين 4 05-11-2005 06:28 PM
السعادة الجويبري مواضيع الحوار والنقاش 0 02-29-2004 07:08 PM
الى السعادة الذيب رياض الصالحين 1 03-19-2003 06:24 PM


الساعة الآن 12:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By Almuhajir