المد الصفوي( التاريخ يعيد نفسه )

توفي الشاه عباس الكبير عام (1037 هـ ) بعد ان حكم اثنتين وأربعين سنه
وكان فظاً قتل ولده الكبير وسمل عيون آخرين من أبنائه
الجدير بالذكر أن حكم الصفويين دام مايزيد على
240 سنة ( 907ــــــ1148 هـ )
وتوالى على الحكم فيها أحد عشر حاكماً
إضغط على الصورة للرؤية بحجم أكبر

وفي ظل هذه الاحداث والفوضى برزة دولة الأفشار والتي دامت دولتهم اثنين وخمسين سنه ( 1148 ـــ 1220 هـ )
والتي توالى على الحكم فيها أربعة حكام وكان المؤسس لها نادر خان الذي كان في أول أمره من قطاع الطرق
وبرز اسمه في مرحلة الفوضى ، فجمع رجاله ثم وجد أن من مصلحته العمل باسم الشاه الصفوي طهماسب الثاني
وسيطر على ( هراة ) و ( مشهد )، وانتصر على الافغان وأخرجهم من بلاد فارس عام 1141 هـ
بعد أن بقوا فيها سبع سنوات ( 1135 ـــ 1142 هـ )
في هذه الأثناء هزم طهماسب الثاني أمام العثمانيين واضطر أن يعقد معهم معاهدة تنازل فيها عن جزء من ملكه
وانتقد نادر خان هذه المعاهدة ، وقبض على الشاه طهماسب ، ونصب مكانه ابنه عباس الثالث الطفل
وجعل نفسه وصياً عليه عام 1145 هـ ، وتوفي الشاه عباس الثالث الطفل فاصبح نادر خان سيد للبلاد وحارب الافغان
واستولى على قندهار و بلخ ثم دخل كابل وبيشاور ودهلي عام 1151 هـ
وقد حاول نادر خان أن يعيد مذهب السنة إلى فارس فأخفق
فعمل على جعل مذهب الإمام جعفر الصادق مذهباً خامساً فوافق الشيعة على كراهية .

في أواخر عهد الأفشار برز على الساحة الزنديون بزعامة كريم خان الزندي الكردي الذي حكم المنطقة
ما يقرب من ثلاثين سنة ، استقرت فيها الأوضاع وعم الرخاء
بعد وفاة كريم خان انقض على الحكم أخوه من أمه ( زكي خان )
الذي قام في وجهه القاجار بقيادة آغا محمد وقد اغتيل زكي خان عام 1195 هـ وبقي الامر بعده
في خلاف وقتال على السلطة في اسرة الزنديون وتهديد من القاجار في مازندران
وفي عام 1209هـ ابيدت أسرة الزندي وتفرد بعدهم القاجار.

القاجار :
دام حكمهم مائة وخمساً وثلاثين سنة ( 1209 ــــ 1344 هـ ) توالى على البلاد سبعة حكام منهم :
ــــ آغا محمد قاجار ( 1209 ـــ 1211 هـ ) :

آغا محمد قاجار كان مقربا من زعيم الزنديون ( كريم خان الزندي ) والذي انسحب بعد وفاة كريم خان الزندي
إلى شمال فارس أصفهان وجعل من طهران قاعدة لحكمه وأعلن نفسه شاهاً ، ثم سار إلى جورجيا واحتل عاصمتها 1210 هـ
واحتل عاصمة أرمينيا ( أريفان ) وفي هذه الاثناء تقدم جيش الروس نحو الجنوب
واحتل باب الأبواب( دربنت ) و باكو
غير انه انسحب بعد أن هلكت القيصرة الروسية كاترين الثانية
مما اتاح لآغا محمد عام 1211 هـ فرصة لغزو جورجيا غير أنه قتل وخلفه فتح علي شاه
إضغط على الصورة للرؤية بحجم أكبر

ــــ فتح علي شاه ( 1211 ـــ 1250 هـ ) :

في أيام حكم فتح علي شاه جاءت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون عام 1213 هـ
فخشيت إنكلترا من منافستها الاستعمارية فرنسا على طريق الهند وأرادت إنكلترا التفاهم
مع فتح علي شاه حفاظاً على مصالحها في الهند والخليج العربي
وأخذت البعثات الإنكليزية تتوالى على طهران
وعقد الشاه فتح علي معاهدة مع إنكلترا عام 1216 هـ
لمقاومة أي غزو أفغاني للهند وتعهدت إنكلترا بمده بالسلاح
إذا تعرضت بلاده لغزو فرنسي أو أفغاني ولكن إنكلترا لم توقع هذه المعاعدة خوفا من تقارب روسيا وفرنسا
وبعد هذا الرفض وقع الشاه فتح علي معاهدة مع فرنسا عام 1222 هـ
وبعد شهرين من توقيع هذه الاتفاقية وقعت معاهدة بين فرنسا وروسيا
وتركت فرنسا لروسيا حق التوسع في الدولة الفارسية والدولة العثمانية
تنازل الشاه فتح علي للفرنسيين عن جزيرة خرج في الخليج العربي
لكن هجوم روسيا على أرمينيا التابعة للدولة الفارسية قد نبه الشاه إلى السياسة الصليبية
فنفض يده من فرنسا واتجه إلى إنكلترا ضد فرنسا غير أن إنكلترا
قد عقدت معاعدة مع الافغان ضد أي غزو فرنسي أوفارسي

كان حاكم جورجيا قد فتح بلاده عام 1215هـ أمام الروس واتاح لهم التقدم في أرض الدولة الفارسية
مما اضطر الشاه إلى توقيع معاهدة ( كلستان ) عام 1228 هـ مع روسيا
وتنازل عن ( دربنت و باكو وشروان و جورجيا وداغستان وقره باخ وجزء من تاليش )
و وافق على أن لا يكون له اسطول في بحر قزوين
في هذه المرحلة فتحت على الدولة الفارسية عدة جبهات بدعم الروس و الإنكليز
بهدف إيجاد أتباع للتدخل في شؤن الدولة الفارسية
وتكون في نفس الوقت تعمل على تهديم الإسلام بنشر مبادئ فاسدة
وفي هذة الاثناء وفي عام 1273هـ احتلت إنكلترا ميناء بوشهر على الخليج العربي وميناء المحمرة على شط العرب
مما اضطر الحاكم في ذلك الوقت الشاه ناصر الدين ( 1264 ـــ 1313 هـ ) إلى الانسحاب من كل الأراضي الأفغانية ( أفغانستان )
وحصلت روسيا على امتيازات واسعة في شمالي الدولة الفارسية
كما حصلت إنكلترا على امتيازات في أجزاء الدولة الجنوبية ( كمد السكك الحديدية ، وخطوط البرق )

وقد اتسمت فترة الشاه محمد علي ( 1324 ـــ 1327 هـ ) بالترف والبذخ واستدانت الحكومت الكثير من الأموال على شكل قروض ، كما كان هناك عدم رضى من السكان بالتواجد والتدخل الأجنبي في البلاد الى أن انتهى الامر بخلح الشاه محمد علي وخلفه ابنه أحمد شاه بن محمد علي ( 1327 ـــ 1344هـ ) والذي لم يكن سوى شرطي عند البريطانيين
وقد اتفقت إنكلترا وروسيا عام 1326هـ
على تقسيم فارس إلى ثلاث مناطق مع اعتراف كلاً منهما باستقلال فارس :
- منطقة نفوذ لبريطانيا في الجنوب
- منطقة نفوذ لروسيا في الشمال
- منطقة محايدة في الوسط على امتداد خط عرض طهران