المد الصفوي( التاريخ يعيد نفسه )

إقليم ( إيران وأفغانستان ) تقعان على تماس مناطق النفوذ الغربي والروسي لذا فإن كلا الاستعمارين يعير هذا الإقليم إهتمامه الكبير ، فالروس يرغبون بالوصول إلى المياه الدافئة للانطلاق خارج الأجزاء المحجوزين فيها ، والغرب يبذل جهده للحيلولة دون ذلك ، ولذا كان الصراع بين النفوذين
بل وبين أعوانهما من أهل البلاد
وإن كان النفوذ الغربي قد استطاع أن يوطد نفوذه في إيران حتى قيام الثورة الإسلامية
ولعل ذلك يرجع إلى التفاهم بين سدنة النظامين
ولهذا الإقليم أهميته بالنسبة للمسلمين لكون يجاور إخوانهم في الجمهوريات الإسلامية ( أذربيجان ـ بلاد التركمان ـ بلاد الأوزبك ـ بلاد الطاجيك ) والتي وعبرالتاريخ حرص الروس على إذابة الشخصية الإسلامية فيها وعلى نشر الإلحاد
ولذا فإن للمسلمين في إيران ( والتي تبلغ نسبة السنه فيها أكثر من 40 % )
وفي أفغانستان دوراً كبيراً في إقامة الصلة مع اخوانهم المسلمين في تلك الجمهوريات .

إضغط على الصورة للرؤية بحجم أكبر

لمحة عن فارس قبل إلغاء الخلافة :

سقطت الدولة العباسية عام(656) هـ على يد المغول ، ودخل هولاكو عاصمتها بغداد ، وأسس الدولة الإيلخانية التي حكمت المنطقة والتي كانت تعرف باسم " فارس " على ما يزيد على نصف قرن (713) هـ توالى على الحكم لهذه الدولة سبعة حكام كان غالب امرهم العداء على الاسلام ما عدا تكودار ابن هولاكو (683)هـ الذي اعتنق الإسلام وسمى نفسه " أحمد " ، وأعطى المسلمين بعض المناصب ، ولكن تمرد عليه ابن أخيه ( أرغون ابن أبا قاخان ) وقتله
ثم اعتنق الإسلام ، واتبع مذهب الرفض ، ونشر هذا المذهب في الاجزاء التي كانت تخضع له وعرف باسم محمد خدابنده
وإن كان بعضهم يطلق عليه (محمد خرابنده ) .
ولم تكن منطقة فاس قبل هذا الوقت يكثر فيها التشيع ، وإن وجدت بعض تجمعات أخذت هذا المذهب
لا ايماناً به ، وإنما سبيل لضرب الإسلام حقداً على أبنائه ، وتعصبا للفرس
وقد عمل محمد خرابنده على نشر مذهب التشيع حتى اصبح هو مذهب الدولة الإيلخانية التي لم تلبث
أن تجزأت بعد وفاة محمد خرابنده عام (713) هـ .

وحكمت المنطقة عدة أسر حتى اجتاحها تيمور لنك عام (784) هـ ( نشاء تيمور وأبنائه وأحفاده
على المذهب الشيعي وعملوا على ترسيخه وفرضه على السكان )
ودانت لحكمه حتى عام (807) هـ ثم توزعت بين أبنائه وأحفاده ، ووقع الصراع بينهم وبين التركمان على المنطقة
واستمر هذا النزاع حتى ظهر الصفويون على المسرح في مطلع القرن العاشر الهجري .

الصفويون

ينسب الصفويون إلى صفي الدين الأردبيلي المتوفى سنة عام (729 هـ ) والتي تنسب إليه الإمارة الآق قيلونية والمؤسس الحقيقي للدولة الصفوية هو أحد أحفاد صفي الدين الأردبيلي إسماعيل بن حيدر بن الجنيد بن صفي الدين الأردبيلي
والتي قامت على يده الدولة الصفوية عام (907 هـ )
في أذربيجان والعراق ، ثم انتقل إلى تبريز ( شمال غرب إيران ) والتي جعلها قاعدة له ، واتخذ المذهب الشيعي منطلقا ً لفكرته ، وأفاد من حماس الأقلية الشيعية وسط المجتمع السني والدول المجاورة لمنطقته التي انطلق منها .

حقائق وجريمة ( تحول الدولة السنية في إيران )
ودور الشاه /إسماعيل بن حيدر بن الجنيد بن صفي الدين

وهكذا مر على المنطقة ما يقارب ماتي سنه والحكام من الشيعة ، الذين نشروا المذهب الشيعي وأفكاره بين الشعب ، وهذا ما جعل الجذور الشيعية تتعمق في أرض المنطقة
وأحس الحكام وأتباعهم من الشيعة أنهم يختلفون مع الوسط الذي يعيشون فيه .

وصل إسماعيل بن حيدر بن الجنيد بسرعة بدولته إلى هراة ونهر جيحون وسواحل الخليج العربي
ولكنه هزم أمام السلطان سليم العثماني في معركة جالديران عام (920 هـ ) وضم العثمانيون اليهم
ديار بكر ( اكتسبت اسمها من العرب من بني بكر بن وائل الذين استوطنوها بعد الفتح الإسلامي في عهد معاوية )
ودخلوا تبريز ، وأعلن والي بغداد خضوعه للخليفة العثماني

إضغط على الصورة للرؤية بحجم أكبر

ولكن انشغال العثمانيين بدخول بلاد الشام ومصر ، والالتفات إلى قتال البرتغاليين الذين يهددون
الأماكن المقدسة وبلاد المسلمين
أتاح للشاه اسماعيل قوته
ولحقد إسماعيل الصفوي العظيم على العثمانيين عمل على التحالف مع البرتغاليين
ضد آل عثمان

وكذلك كان الصراع قوياً على حدود دولة الشاه اسماعيل الصفوي من جهة الشمال الشرقي إذ كان
زعيم الأوزبك محمد الشيباني يهدد
الشاه اسماعيل ويدعوه إلى العودة إلى الإسلام بصورة صحيحة ولا قتاله داخل معاقله في فارس
ودارت عدة معارك كانت بين الطرفين والتي انتصر في نهايتها الأوزبك و استعادو مواقعهم من الشاه إسماعيل الصفوي .