![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#2 |
مميّزة ونشيطة
![]() ![]() |
![]() ((2))
في عصر اليوم التالي توجهت إلى مدرسة للبنات في شارع الفجالة كانت تسمى مدرسة الفنون الطرزية .. وكانت على الرصيف المقابل لمبنى المدرسة , وأخذت أتفحص طوابير التلميذات المنصرفات واحدة واحدة لاختار من بينهن صاحبة النصيب التي ستؤدي دور (الحبايب). انتبهت أخيرا عندما خرجت آخر بنت من تلميذات الفنون الطرزية , دون ان تتم عملية الاختيار .. واحسست بفشل التجربة .. وأخذت اضرب أخماسا في أسداس رغم ضعفي في الحساب , وأسائل نفسي كيف تمر أمامي أكثر من اربعمائة بنت فلا أنجح في اختيار واحدة من بينهن ..؟! كان من الواضح أن جميع البنات كن أكبر مني في السن وربما كان هذا هو السبب في عدم اقدامي على الاختيار ..ولكني بسطت الأمور لنفسي بسرعة .. وتغاضيت عن حكاية فارق السن .. وكان الشارع قد خلا تماما من التليمذات بينما كنت لم أزل منهمكا في مناقشة نفسي في الموافقة على ما اتخذته من قرارات واهمها تأجيل عملية انتخاب ( الحبايب ) إلى عصر اليوم التالي ! ولكن حدث شئ غريب غير مجرى الأحداث..! فبينما كنت ادير اسطوانة (مريت على بيت الحبايب) لمن طلبها من المستمعين من أصدقاء أبي في تلك الليلة سرحت بخيالي مع من سرحوا في خيالاتهم الخاصة, فإذا بي أتذكر وجه إحدى التلميذات وحسمت هذا السرحان الجميل بقرار قلته لنفسي: بس هذه هي (الحبايب) وبقي أن اعرف اين يقع بيتها الحقيقي!! ولم تعد هناك صعوبات وفي عصر اليوم التالي توجهت إلى مدرسة الفنون الطرزية ووقفت على الرصيف المقابل وانتظرت خروج صاحبة الوج الجميل وبينما كنت اتفرس وجوه البنات بكل انتباه شعرت ان قلبي قد طار , واصبح يرفرف حولها من كل جانب ولاحظت انها تكبرني بنحو ست سنوات , فلم اهتم بذلك وقلت لنفسي : طب وايه يعني ! وبدأت اسير على بعد نحو ست خطوات خلفها كانت تتوسط فتاتين من زميلاتها سرعان ما انفصلت عنهن واحدة ودخلت إلى شارع البكرية, وبقيت (الحبايب) مع زميلتها الأخرى تسيران إلى ان وصلتا إلى ميدان الظاهر ثم إلى ميدان الحسينية وعندئذ انفصلت صاحبتها ودخلت إلى شارع جانبي وبقيت (الحبايب) وحدها وانا اسير وراءها خطوة بخطوة والسعادة تغمرني ساقتني الحبايب إلى منطقة العباسية الشرقية , وهي منطقة كانت راقية جدا ويعيش يها الناس الأكابر إذا قورنت بالمنطقة التي نعيش فيها في باب الشعرية ودخلت ( الحبايب) إلى بيت من طابقين يحيط به سور ذو اسياخ حديدية مغطاة كلها (بفروع كثيفة من التمرحنة وفروع الياسمين ) رأيتها وهي تصعد على درجات السلم حتى وصلت إلى الطابق العلوي وظللت متسمرا على الرصيف الاخر المواجه للبيت ولا ادري كم من الوقت حتى فتحت (الحبايب) البلكونة وهي تحمل بين يديها صينية القلل ذات الغطاءات النحاسية اللامعة وتضعها على لوح خشبي جوار السور ودخلت بعد ان تركت شيش البلكونة مفتوحا درست جيدا موقع بيت (الحبايب ) ورسمت في ذهني خريطة للمكان حتى امر عليه ليلا تنفيذا لتعليمات عبدالوهاب ولحسن الحظ لم يحضر في تلك الليلة أي ضيوف ونام جميع أهل بيتي مبكرين على غير عادتهم وهكذا استطعت ان اتسلل بكل هدوء من بيتنا وكنت ارتدي البيجاما وشبشب قديم من الجلد الرخيص واتجهت فورا إلى منطقة العباسية تنفيذا لخطتي في المرور على ( بيت الحبايب ) وبنفس الطريقة التي وصفها عبد الوهاب وصلت بسهولة إلى ( بيت الحبايب ) المنشود لقد جذبتنيي بشدة رائحة التمرحنة المختلطة برائحة زهور الياسمين وبدأ ت العملية .. عزفت في ذهني لحن المقدمة عدة مرات ثم بدات أتذكر الكلمات والحانها واهتز كياني وانا اسمع بكل استغراق إلى صوت (عبد الوهاب) يلعلع بداخلي : وقفت لحظة هنية من غير عزول ولا رقيب انعش فؤادي وعنيا بجو فيه الحبيب لقد كان هناك رقيب فعلا ظهر في صورة جاويش الدوارية راكبا دراجة وامتدت يده الغليظة إلى خلف رقبتي وامسكني من ياقة البيجاما ولواها حتى كاد يخنقني وصاح كالاسد: واقف هنا بنعمل ايه ؟ يتبع |
![]()
( اللهم احفظ بلادنا بحفظك )
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هدية الشتاء لـ (ست الحبايب ) | الأزدية | قسم الأسرة والمجتمع | 7 | 12-17-2010 12:59 PM |
فرقى الحبايب | جبل منعا | عطر الكلمات | 4 | 11-13-2009 01:06 PM |
أغلى الحبايب>>> | الموج الأزرق | الشعر الجنوبي للطرح الذاتي | 8 | 10-31-2009 12:54 PM |
الى الحبايب مع التحية... | الجــرح | وسع صدرك | 4 | 02-07-2004 10:46 AM |
توي عرفت ان الهوى عند الحبايب له دوا | النمر | عطر الكلمات | 4 | 01-24-2004 09:36 PM |