((ام دودي الصغير))إذا طال الزمن ولم تروني ... فهنا خط يدي فتذكروني ...

كان مسرعاً فتعثر ، خرج من داره فقل مقداره ، صعد ثم هوى ، ليته بقي يرعى خرافه ولو أنه لم يتبقى له منها سوى نُباح كلبه . طيبةٌ زائدة كانت وبالاً عليه . مد يده فكسروها ، ضحك فعبست وجووهم ، بكى فسخروا منه حتى ولّى مدبراً تتلقفه الحسرة .

وحيدٌ حيث هو ،عزيزٌ فمن هو .؟ كانت كلماته عفوية صادقة ـ تخرج من قلبه فتلامس قلوب خلق الله لأنها لله ، فعلى تواضع حاله ودفْء مقاله لم يتركوه في حاله . كان فخوراً ببيته ، معتزاً بأصحابه يزور هذا ويسأل عن ذاك ، يمد يد الكلام لتصافح عذب الرد . ولد في مدونته عصراً ، اتخذ قلمه عصا يهش بها من تطاول على دين الله . ضحّى بوقته حتى شكته زوجته .. هدّأ من روعها وقدم لها عشية الخميس باقة من حُب وبوكيتا من وعود حتى رضت على مضض مقيت . بلعت دموع القهر ثم شربت فوقها من أمل اللقاء حتى تُحلي ملح حياتها الزوجية.برر موقفه بالحب وفضحه صمت الغياب ، أبرم أمراً أخيراً واتفق مع نفسه سراً أن هذه نهاية البناءوأضمر نيته في دفن كل حفرةٍ كان قد حفرها ليغرس ثقة في غيره . وقال تباً لن أفعلها . اطلق عنان خياله وعزم وصمم أن لا يقول لأحد ما يود قوله له ، اشترى أغلالاً وقيد روحه في داره وحلف أن لا يخرج منها إلا لها أو جهاداً في سبيل الكلمة . تصارعه الحسره ويحدوه الأمل في أن ما كان تجربة و زكاة النفس الطيبة ولن يكررها أبداً وأن نهايةالطريق طريق آخر . كان وداعه في صمت عارم وهروب النادم .. بكى حيث لا يراه أحد ..
جروحه تند بدم الصدمة ، وأخيراً قالها .. من اليوم سأكون أنا لي وحدي… وحدي .

((85))

في غرفة الانتظار يذوب الصبر . رجلٌ يُمسك وردة شارفت على الذبول فبدأ ينتف ضعفها حتى بقي منها لا شيء في زفرة وتمتمة كُلها ” ولد بنت ولد بنت ولد بنت ولد بنت ” ساهٍ أحسبه ينفجر غيضاً من بناته الثلاث ، فطوم / بدرية / لجونة عند مضارب بادية الولادة .” فاطمة البكر ( الأواكس ) تمسك أختها أم شعر سلك أو ( بطة ) والتي دلدلت أرجلها تركل المارة تفريغاً لشدة الرقابة الصارمة من ( فطوم ) فبالونات الجالية الفلبينية ملأت المكان احتفالاً بيوم الممرضة العالمي والذي أثار حفيظة الست بطة . لُجين الصُغرى شخيرها كسا المكان رونقاً فوق شدة الصمت حين توسدت فخذ والدها الذي نتف كل بوكيت الورد وهو يردد / ولد بنت ولد بنت …الـخ وردة / وفي حاشية ذاكرته تقبع الزوجة حيةً ، ميتة … ذاك لا يهم .

المهم لنا.. أين الزوجة .. / أم فاطمة وبدرية ولجين و (…..)

( أم فاطمة ) الحلقة الأضعف في سكرات الطلق التي لا يذوقها سوى حواء ،هناك في عالم التعب حولها ضحكات جاوية ممزوجة بصرخات من كُل مكان . تُرى بم تفكر ..! وهل مثلها يُفكر .. رُبما في الخلاص من هذه الحياة أو من هذا المولود الذي إن لم يكن ( ولداً ) لحلّت النكبة وزادت التهمّة واقترب توقيع لقب أم البنات / الأرض السبخة /.. وجه النكد و نكبة حزيران على جبينها الذي تلاشى حسرة وحزنا. ترى أهي تخشى أن ينتهي مطاف الولادة بزواج جديد لأنها أنجبت أنثى ولا يستوي الذكر ولا الأُنثى . وهل الطلاق أرحم بعض الشيء من كيد الضُرة وأقسى قليلاً من فراق بناتها وكل هذا بحجم ألم الولادة ..!

كان الله في عونها …

معشر الرجال ، لماذا نُحب الأنثى أماً ، زوجةً ، صديقة ( ــــــــــــ ) ثم تكفهر الوجوه حين تكون المولودة أنثى ، ( ابنة ) تقول أبي أحبك راضياً وغضوباً..! هناك نوعٌ من الرجال إن بُشّر بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ولهان عليه الوأد من حياتها … لا لشيء إلا أنه يظن ( زوجته ) هي المسئولة عن جنس الجنين أولاً وأخيراً وهو ينسى أن الله هو مقسم الأرزاق حين قال :
( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور) .

بمنأى عن المثالية نحن نريد الطفل والطفلة لكن لو عشنا حياة الحرمان من الذرية لتمنى بعضنا ( أصبع )طفلة حتى يذوق معنى الأبوة التي بطر منها غيره ـ ويجعل من يشاء عقيما ـ .

ثمّ أما بعد أيها الجمعُ الغفير :
إن صلاحُ الذرية أولى من تذكيرها أو تأنيثها.! بوركنّ القوارير حين لم نذق طلقة واحدة.
اللهم ارزقنا صلاح الذرية يا رب العالمين .

((86))

هذه المرة كانت الرائعة من مدونة بوح القلم فشكراً لها وكتب الله لها الأجر

العين في لسان العرب أن تصيب الإنسان بعين

ورجل معيان وعيون شديد الإصابة بالعين

حقيقة العين:الحديث عن حقيقة العين هو في الحقيقة خوض في غمار مسائل القضاء والقدر
استعيذوا بالله من العين فإن العين حق
وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر )
وأكثر من يموت من امة محمد عليه السلام بالعين

قال صلى الله عليه وسلم

( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس ،يعني بالعين )

يقول ابن القيم:أن العائن إذا تكيفت نفسه بالكيفية الرديئة انبعث من عينه قوه سميه
تتصل بالمعين فيتضرر

علاج العين :

إن من انزل الداء جعل بحكمته وتقديره له دواء

أولا :

ردها قبل وقوعها ..

1ـ ويكون ذلك بالتبريك..فمن حكمة الله إذا العائن برك سقط شر العين وزال أثرها
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( إذا رأى أحدكم من أخيه فليدع له بالبركة )

ثانياً :

صفة التبريك

وهي أن تقول
(بارك الله فيه أو اللهم بارك عليه)
وهذه الصفة هي التي دلت عليها الأحاديث
و ما عداها من ألفاظ أخرى فلا دليل عليها

ثالثاً ..

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

مما أحدثه المحدثون لا إسقاط اثر العين وردها قولهم (صلي على النبي )ويعتقدون أن
هذا القول يرد العين
وهذا قول مبتدع لم يرد فيه دليل صحيح ولا ضعيف وهو خطاء كبير ومزلق خطير قد
يؤدي الى الشرك اذا اعتقد قائله ان الرسول عليه السلام حين يذكر اسمه يرد اثر العين

رابعاً :

قول ماشاء الله

إن هذا القول ذكره بعض العلماء كابن القيم أخذاً من قوله تعالى
ولولا إذا دخلت
جنتك مآ شاء الله لا قوة إلا بالله
قال ابن كثير :قال بعض السلف من أعجبه
شيء من ماله أو ولده فليقل ما شاء الله
لا قوة إلا بالله

علاج المصاب بالعين

إن علاج من إذا عرف العائن أن يؤخذ من غسله أو وضوئه وهذا من حكمة الله التي

لا تهتدي اليها العقول
وروى مسلم في صحيحه ( العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين واذا استُغسل لأحدكم فليغتسل )
العلاج بالرقى
قال النووي الرقية بآيات الله وبالأذكار المعروفة لا نهي فيه بل هي سنه
والرقية لها شروط
ـ أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته
ـ أن تكون بلسان عربي وبما يعرف معناه
ـ أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله تعالى
الرقية من القران
ـ فاتحة الكتاب
ـ آية الكرسي
ـ المعوذاتان
من السنة
ـ أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق
ـ ما روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يعوذ الحسن والحسين :أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ومن كل عين لأمه ..
ويقول إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق )
وهناك الكثير من التعويذات من السنة الصحيحة اكتفيت بهاذين الاثنين

نعم فالعين عينان انسيه وجنيه والدليل

صح عن أم سلمه أن النبي رأى في بيتها جاريه في وجهها سفعة (هو سواد في الوجه )
أي نظرة العين من الجن
فقال (استرقوا لها فان بها النظرة )
ومما يدل على وجود عين الجن ما أخرجه ابن ماجه عن أبي سعيد قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ثم عين الإنس فلما
نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سوى ذلك ..

بدع في رد أثر العين

هناك الكثير من البدع التي يلجأ إليها الناس لرد العين اعتقاداً منهم إنها تنفع وهي

ـ الرقى بألفاظ غريبة ومعاني غير مفهومه ولامأ ثورة
ـ تعليق التمائم .وهي الحرز التي كانت العرب تعلقها على أولادها يتقون فيها العين
وفي الحديث (من تعلق تميمة فقد أشرك )
ـ اتخاذ الحجب المحشوة بكلام من غير الكتاب والسنة
ـ تعليق الودعة وما شابهها ..والودعة صدفه تخرج من البحر
ـ تعليق الأوتار على رقاب الدواب ورقاب الأطفال
ـ تعليق حدوة حصان أو سنابل جافه او كف من النحاس بداخله عين إنسان على أبواب البيوت
ـ اتخاذ الخواتم المحلاة بالخرز الأزرق يكتب عليها بعض الألفاظ
ـ تبخير وذر الملح في أنحاء البيت الجديد طرداً للجن وإسقاطاً لأثر العين
ـ تعليق الجماجم ورؤوس الحيوانات في البيت والزرع لدفع العين
ـ تبديل ذكر الله سبحانه وتعالى والتبريك بألفاظ غريبة مثل قولهم خمسه خميسه
وامسك خشب ..
ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اعتقاداً انه يرد العين ويسقط أثرها
كقولهم (صلي على النبي )وهو قول مبتدع لم يرد فيه دليل صحيح او ضعيف
ـ رسم دائرة من الكحل على الجبين أو وشم الكف أو الوجه اعتقاداً أن ذلك يرد العين
هذا واسأل الله أن يحمينا ويحمي المسلمين من شر العين

((87))

وأنا أتأمل حال الناس وأنظر يمنة ويسرة لا أكاد أشاهد إلا تهافتاً على حطام الدنياأو تشوفاً إلى صعود درجة من أسنان السلم الاجتماعي بكل مشروع وممنوع حتى ينال أحدهم لقباً من الألقاب أو وصفاً من الأوصاف بغض النظر عن الطريقة أو الوسيلة حيث أن الغاية تبرر الوسيلة عند الكثير ــ في هذا الزمن ــ وإن كانت محرمة والصحيح أن الوسيلة لابد أن تكون مشروعة وغير محرمة حتى يتوصل بها إلى الغاية أو الهدف كما يكون الهدف كذلك مشروعاً وصحيحاً

أمثلة :

وسيلة محرمة لغاية صحيحة

مثل أن يحصل على المال من طريق الربا لينفق على الفقراء والمحتاجين ومثل أن يتعالج المريض عند السحرة والمشعوذين ليشفى من المرض

وسيلة مباحة لغاية محرمة

مثل أن يقوم بحراسة المنشأة أو المكان أو المال ولكنه يسرق مثل أن يتخذ من عمله المباح وسيلة لحرمان الناس من حقوقهم وكلا الطريقين محرم في الشرع المطهر وهذه الأمور لايتم معرفتها إلا عن طريق 1ــ الدليل الصحيح 2ــ الفهم الصحيح .الدليل الصحيح من الكتاب والسنة والفهم الصحيح وهو المعرفة بالفقه وأصوله وقد جعل الله تعالى في كتابه الكريم عبراً وعظات لمن أراد أن ينطلق في فضاء العلم الرباني الصحيح في معارج القبول والكمال فضرب الله لنا أمثلة على ذلك في عدة سور من القرآن الكريم فمثلاً في سورة الكهف لو تأملنا حال الفتية الذين أوو إلى الكهف هرباً من الفتن كيف كانت قصتهم بداية لعدد من الانطلاقات العظيمة الوسيلة عندهم (فأ ووا إلى الكهف ) الغاية (ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً ) مع أن وضعهم فيه انغلاق وهروب من المجتمع ولكن ببركة عبادتهم وصلاحهم قص الله عليناحوادث وعبر انتهت بالملك ذو القرنين عليه السلام و ما حصل له من التمكين ومرت بقصة أصحاب الجنة ثم قصة موسى والخضر عليهما السلام وما فيها من الأحداث والعبر والعلم المشاهد والغيبي وكأن الله تعالى يرشدنا إلى أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه فمع أن أصحاب الكهف لم يكونواكمن بعدهم في ما حصل من العجائب ومع ذلك سميت السورة باسمهم وأكرمهم الله بذكر مجموعة من القصص لأنبياء وصالحين في هذه السورة العظيمة وجعل الله لها فضل ومزية أن من قرأها في يوم الجمعة أو ليلتها أضاء له نوراً مابين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام فهل نجعل من وحي القرآن وقصصه وصحيح السنة وفهم النصوص منطلقاً لنا إلى الله تعالى ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر إني لكم منه نذير مبين )

((88))