الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
استغل شبابك قبل هرمك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخيرته من خلقه ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين . أما بعد : فإن الشباب من نعم الله العظيمة ، وصاحبه قد مُنح قوة تعينه على تحقيق آماله بالاستعانة بالله - عز وجل - ، وهي مرحلة عظيمة ينبغي أن تصان عما لا ينبغي من الأخلاق والأعمال ، وينبغي لصاحبها أن يجتهد فيما يبلغه إلى الله - عز وجل - ونفع عباده . مرحلة الشباب مرحلة عظيمة ، هي أهم المراحل ، ومن سنة الله - عز وجل - أن العبد إذا استقام على أمرٍ وواظب عليه وشب عليه ، فإن الله - جل وعلا - يعينه على إكمال ذلك ، ويتوفاه على ما عاش عليه ونشأ عليه من الخير ، وقد أشاد الإسلام بالشباب وحثه على الاستقامة ، ورغبه بأسباب النجاة والسعادة ، ولهذا ثبت في " الصحيحين " : عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( سبعةٌ يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ؛ فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ) . هذا الحديث العظيم يدل على عظم شأن الشباب ، وأنه ينبغي للشاب أن يُعنى بهذه المرحلة ، وأن يستقيم فيها على أمر الله ، وأن يحاسب نفسه ؛ حتى لا يكون سببًا لضلال غيره . وقد ذكر - عليه الصلاة والسلام - هؤلاء السبعة ، وبدأهم بالإمام العادل ؛ لأن الإمام العادل مصلحته تعم المسلمين ، وتنفع المسلمين ، فيقيم فيهم شرع الله ، ويحكم فيهم بالعدل ، وينصف مظلومهم من ظالمهم ، ويعينهم على طاعة الله - عز وجل - ، فلهذا صار أول السبعة ، الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . ثم ذكر بعده الشاب الذي نشأ في عبادة الله ، فصار هو الثاني ؛ لأن الشاب إذا نشأ في عبادة الله نفع الله به الأمة ، فعلمهم ، ودعا إلى الله في شبابه وبعد مشيبه وكبر سنه ، فيكون نفعه عظيمًا ، والفائدة كبيرة ، لكونه نشأ في طاعة الله وعبادته ، ولكونه تعلم في حال القوة والنشاط ، فيزداد علمًا وهدىً وتوفيقًا كلما زاد سنه وارتفع ، فيكون نفعه أكثر للأمة ، والتأسي به في ذلك ، كذلك من الشباب المماثل ، فالشباب يتأسى بعضهم ببعض ، ويقتدي بعضهم ببعض ، فكلما قوي نشاط الشباب في طاعة الله تأسى به الآخرون ، وكثر عباد الله المستقيمون ، وانتشر العلم بينهم ، وتأسى بهم غيرهم ، فيكثر الخير ، ويقل الشر ، ويقوم أمر الله ، ويخذل الباطل ، وتشيع الفضائل ، وتختفي الرذائل . ومن ذلك : قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ) . فأمر الشباب بالزواج ، حتى يحصنوا فروجهم ويغضوا أبصارهم ، وحتى يكونوا قدوة لغيرهم في الخير ، ولهذا قال : ( فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ) . فعُلِم بذلك أنه ينبغي للشباب أن يبادر إلى كل ما يعينه على طاعة الله ، حتى يتأسى به غيره ، وحتى تكون سجية له ، وعملاً مستمرًا له في طاعة الله - سبحانه وتعالى - . ومما يتعين على الشباب : أن يجدوا في طلب العلم ، والعناية بالقرآن الكريم ، حتى يعرف الشاب أحكام الله ، وحتى يسير على بصيرة من الله في حال شبابه وبعد كبر سنه ، بخلاف ما إذا كبر في السن ، فإن المشاغل تكثر ، والفهم يضعف ، أما حال الشباب فهي أقوى على فهم النصوص ، وأقرب إلى حفظها ، وأقرب إلى العمل بها ، وأقوى على ذلك ، فلهذا ينبغي للشاب أن يحفظ وقته ، وأن يصون شبابه ، حتى لا يقع فيما حرم الله عليه ، وحتى لا يتكاسل ولا يضعف عما أوجب الله عليه . أيها الشباب : أيها الإخوة في الله ! أيها الأبناء ! إن الواجب عظيم ، فعليكم بالجد والتشمير في طاعة الله ، وفي طلب العلم ، والتفقه في الدين ، وحفظ الأوقات عما لا ينبغي ، فالوقت في الحقيقة أعز وأغلى من الذهب ، فينبغي أن يُصان عما لا ينبغي . ينبغي أن يصان عن المحارم ، وعن الرذائل ، وعن كل ما يشين المؤمن ، وينبغي أن يُحفظ فيما ينفع ، وفيما يعين على طاعة الله ، وفيما يقوي على الجهاد في سبيل الله ، وفيما ينفع الأمة في دينها ودنياها . هكذا ينبغي للشاب أن يكون وقته محفوظًا في طاعة الله ، وفي التعلم والتفقه في الدين ، وفي تعلم الأشياء الأخرى التي تنفع الأمة ، وتعينها وتغنيها عن الحاجة إلى الغير ، فالأمة في حاجة إلى التفقه في الدين ، وإلى ما يبصرها فيما شرع الله لها ، وفيما أوجب الله عليها ، كما أنها في حاجة إلى شباب يتعلموا كل ما تحتاجه الأمة في جميع شؤونها الدفاعية ، وشؤونها التي تحتاج إليها في حياتها . فينبغي للشاب أن يكون ذا عناية وذا حفظ للوقت ، يشغله بما ينفع في العلم النافع والعمل الصالح ، وفي العلوم الدنيوية النافعة التي يُستعان بها على الإعداد للأعداء ، وعلى حفظ البلاد ، وعلى نصر دين الله ، والجهاد في سبيله ، وعلى الغنى عما عند أعداء الله ، حتى لا نحتاج إليهم . ومعلوم أن الشباب قوته على العمل ، وصبره على العمل ، وقوة حفظه وفهمه أكثر بكثير مما إذا ارتفعت السن ، وخطه الشيب ، وجاءه الضعف ، فإن الحال غير الحال ، فينبغي له أن يحفظ هذا الوقت العظيم ، وهذه الفرصة العظيمة حتى لا تصرف إلا فيما ينفع في الدين والدنيا ، وفيما ينفعه لنفسه ، وفيما ينفع الأمة الإسلامية ، حتى ينفعها في دينها ودنياها ، وحتى يساعد في بناء نهضتها الإسلامية النافعة المفيدة ، وحتى يساعدها - أيضًا - في حمايتها من كيد أعدائها ، وفي إعداد القوة النافعة المفيدة التي تعينها في جهاد الأعداء ، وفي حماية البلاد وحفظها عن مكائد أعداء الله .
[gdwl][/gdwl]
|
10-16-2010, 04:06 PM | #2 |
عضو ماسي
|
موضوع ذو معنى كبير , وله فوائد جما
أستمتعت بقرائته .. هدف عمري لاحرمك الله الأجر ولك تقديري ومحبتي .. |
يوسف آل عايش 2004 -2011 ©
|
10-19-2010, 07:19 PM | #3 | |
عضو قدير
|
اقتباس:
دايما ماتكون من اول من يرد ويتصفح اي طرح لي وهذا شرف لي كبير ودليل على روعتك وحسن ذايقتك اتمنى من الله العلي القدير ان يهدي شباب المسلمين وان ينفع بهذا الطرح كل من يقراءه واكرر شكري لك وان لايحرمنا منك ومن مواضيعك ذات المعاني والفوائد الجمه جعلها الله في موازين حسناتك |
|
[gdwl][/gdwl]
|
10-23-2010, 10:17 PM | #4 | |
|
اقتباس:
أقف تقديرا واحتراما لهذا الموضوع المتميز معنى وموضوعا ومضمونا الاسلام دين متكامل متزن وسطي وضع لكل قانونه ومنهجه الذي يناسبه وقد قدم الاسلام للشاب نماذج كثيرة من الشباب الصالح الذين امتدحهم الله في القرآن الكريم وأتت السنة بتفاصيل دقيقة تجعل الشاب المسلم في هذا الزمن وغيره يحذو حذو أولئك الصفوة المباركة من أمثال يوسف عليه السلام حينما عرضت عليه الفاحشة فأبى وأمثال فتية الكهف الذين امتدحهم الله بقوله : { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } واللبيب هو من يستغل شبابه قبل هرمه وكم من الناس أضاع شبابه فيما لا ينفع وعند المشيب قام يسبل الدمعات وراء الدمعات رثاء لذلك الشباب الضائع. قال الشاعر : وشيخ طاعن فى السن يمشـى ولحـيـتـه تـلامــس ركبـتــــيـه فقلـت لـه علامـك أنــت حــان أ جـاب وقــد أشــار بأصبعـيـه شبابى فى الثرى قد ضاع منى وهـا أنـا أنحـنـى بحـثـا علـيـه وأطـرق رأسـه حـزنـا ويـأسـا و أجهـش بالبـكـا شـوقـا إلـيـه هدف عمري لك كامل التقدير والاحترام |
|
|
10-25-2010, 12:48 AM | #5 |
|
رائع ما قرأت هنااااااااااااا من طرح مميز
اسأل الله ان يهدي شباب المسلمين ويصلح شأنهم لينهضوا بهذه الامه التي خارت قووواها جزيت الجنان ونفع بك |
|
10-26-2010, 02:09 PM | #6 |
عضو قدير
|
قال الشاعر :
وشيخ طاعن فى السن يمشـى ولحـيـتـه تـلامــس ركبـتــــيـه فقلـت لـه علامـك أنــت حــان أ جـاب وقــد أشــار بأصبعـيـه شبابى فى الثرى قد ضاع منى وهـا أنـا أنحـنـى بحـثـا علـيـه وأطـرق رأسـه حـزنـا ويـأسـا و أجهـش بالبـكـا شـوقـا إلـيـه هدف عمري لك كامل التقدير والاحترام سيد الموقف الشكر موصول لك على الاضافه الرائعه ولابيات الشعريه الجميله وفقك الله على ماتبذله من جهد في هذا القسم وغيره لك وافر التحاياء |
[gdwl][/gdwl]
|
10-26-2010, 02:15 PM | #7 | |
عضو قدير
|
اقتباس:
الرائع مرورك اختي لذه الشوق تقبل الله دعائك ووفقك لكل خير وان يجعل شباب الامه هداه مهتدين امين |
|
[gdwl][/gdwl]
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اغتنم شبابك قبل هرمك | الأزدية | الصور والأفلام والفلاش | 8 | 08-16-2012 09:37 PM |
مهايط راح اشتغل عامل ميكانيكي | ابو زياااد2009 | وسع صدرك | 7 | 06-18-2011 10:55 PM |
ماعندي مشكله اشتغل سواق .. | بہرسہتہيہج | الصور والأفلام والفلاش | 6 | 05-14-2010 11:06 PM |
..: عَبــَرَاتٌ عَلـىَ الأيــّامِ (اغتنم شبابك قبل هرمك 5) :.. | الشعيفاني | المواضيع العامة والإخبارية | 9 | 08-23-2009 06:05 PM |
في ماذا استغل العرب وسائل التكنولوجيا الحديثة؟؟ | زمان الصمت | مواضيع الحوار والنقاش | 11 | 10-05-2003 06:03 PM |