#1
|
||||||||
|
||||||||
( الإخلاص )
¨°o.O ( الإخلاص ) O.o°¨ الإخلاصُ نَسمةُ الهواءِ العليلة التي تجعلُ من كوكبِ الأرضِ مكاناً يصلُح للعيش، بينما تستحيلُ بانعدامها الحياةُ على سطحِ القمر على الرّغم من كلّ دِلالاتِ الجمالِ والروعة التي يمتلكها... ××× الإخلاصُ كلماتٌ تبني، وأغصانٌ تُثمر، وديَمٌ تُمطر، وبلسمٌ يَشفي بإذن الله، وابتساماتٌ تُلامسُ نبض القلوب، فتتدفّق فيها يَنابيعُ الخير، وتسمو معاني النّبل والمحبّة. ××× سكنَ الإخلاصُ عيونَ المتّقين ففاضَت من خَشْيَة الله، وراحَت تتأمّلُ الجمالَ في كلّ شيء، فترى في الحَجرةِ الصمّاءِ التي تُؤوي تحتَها قريةً من النّمل قلباً حانياً، وترى في النّحلة التي تمتصّ رحيقَ الزّهور لتسكُبَه عسلاً نافعاً، رحمةً عظيمة، وترى في المرض الذي يستلّ نضارةَ الوجوه وقوّة الجسدِ حكمةً ربّانية . ××× المخلصُ كالنّهر الجاري؛ يَنبوعُه في مكان وآثارُه الطيبة في أماكنَ أخرى، فحيثما يجرى تجدِ الخصبَ والنَّماءَ بإذن الله، وهو كالشّجرة التي جذعُها في مكان، وأغصانها في مكان آخر، وظلّها في مكانٍ ثالث؛ فمن لم يُصِب من ظلّها أصابَ من ثمارها، ومن لم يُصب من ثمارها أومن ظلّها سيصِيب من حطبها. قال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ} [الزّمر: 11]. ××× ويكفي من جافى الإخلاصَ قلبُه وعملُه تلك الحسرةُ التي سيشعرُ بها عندما توزنُ الأعمال، ويحصْحِصُ الحق.. فالله طيبٌ لا يقبلُ إلا طيّباً؛ قال تعالى: **وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان: 23]. حسبُ المخلصِ تلكَ الراحةُ النفسيَّةُ والسعادةُ الحقيقيةُ التي يَمتلكها فهي أغلى من أموالِ الدّنيا كلّها. الإخلاصُ مسكُ الخصالِ الحميدة فإذا ما سكنَ قلبَ إنسان فإنّك لتجدُ معه الصّدق والمحبّة والوفاء والصّفاء؛ قال تعالى: **وَمَا أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البيّنة: 5]. ××× والإخلاصُ لا يكونُ في يومٍ دونَ يوم، أو في حالةٍ دونَ أخرى، ولكنّه جبلّة ترافقُ الإنسان، وسجيّةٌ ثابتةٌ يتميّز بها كشجرة النّخيل التي تتميّز بأوراقها، أو كنجمة الصّبح التي تتفرّدُ بقوّة بريقِها من بين النجوم. وربّ موقفٍ عابرٍ يتعاملُ معهُ الإنسان بإخلاص يَعدلُ الدّنيا ومافيها، وقد يكون هذا الموقف نُصرةُ مظلوم أو إغاثةُ ملهوف، ولربّما كانت كلمةً، وقد تكون مسحةً من يدٍ حانيةٍ على رأسِ يتيم. ومما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه)[1]. ××× الإخلاصُ في القلب لا يعلمُه إلا الله الذي يعلمُ السرَّ وأَخْفى، ولكنّ البشرَ يستدلّون على الأشياءِ استدلالاً؛ فآثارُ الإخلاصِ تتجلّى في إتقانِ العمل، وبَذْل الأسباب في تجويده، ونَبذِ الرّياء والتكلّف والإفراط في كلّ الأمور. فآثاره تتبدّى كما تتبدّى آثارُ المحبّة، ومما يحسنُ ذكره هنا قولَ قيس بن الملوّح[2]: أما والذي أبْكى وأَضْحَكَ والذيأماتَ وأَحْيا والذي أمرُهُ الأمرُإذا ذُكرِت يرتاحُ قلبي لذكرهاكما انتفضَ العصفورُ بلَّلَهُ القطرُ وقول مجنون ليلى: أليسَ وَعَدْتَني يا قلبُ أنّي إذا ما تُبْتُ عن ليلى تتوبُ؟فها أنا تائبٌ عن حُبّ ليلى فما لكَ كلّما ذُكِرت تذوبُ؟ الإخلاصُ هو الخطوةُ الأولى في كلّ نجاح، ونقطةُ التحوّل الإيجابية في حياة كل إنسانٍ، وبالتَّالي في حياةِ المجتمعِ والأمَّة، وهو الراحةُ النفسية التي يَنشدُها الناس، ويبذلونَ لأجلها الغاليَ والنّفيس. ولو عادَ أحدُنا بذاكرتِه إلى أغلى الأشياءِ في حياتِه، لَوجَدَها تلك التي أدّاها بإخلاص على الرّغم من الجهدِ والتَّعب الذي بُذل وقتدئذٍ. وقال جورج صاند: "إنّنا نشعر بالراحة حين نعمل بإخلاص"[4]. أيها الإخوة الفُضلاء: عوّدوا أنفسكم على الإخلاص الذي إنما هو شفاء وراحة للنفوس ومقدّمة طيبة في كلّ عمل تأتي بنتائج وثمار طيبة.ولا يقرننَّ أحدكم الإخلاص بنتيجة عاجلة أو خيرٍ يُصاب، فثمرة الإخلاص متحققة بإذن الله ومحفوظة إن عاجلاً أم عاجلاً. - أستغفرالله العظيم - |
05-01-2010, 04:31 PM | #4 |
|
|
لا تــأسفن على غــــــــــدر الزمـان لطالما رقصت على جثث الأســــــــود كــــــلابُ لا تحسبنّها برقصها تعلو علـــــــى أسيادها تبقى الأســـود أســــودُ والكــلاب كــــلابُ |
05-01-2010, 08:52 PM | #5 |
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى
|
بارك الله فيك أختي ..
وجزاك المولى الف خ ـير وجعل هذا الطرح في مؤازين ح ـسنآتك دمتِ بخ ـير في ح ـفظ الرح ـمن ." مودتي .." |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|