الإهداءات |
|
|
|||||||
| التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
| رياض الصالحين على مذهب أهل السنة والجماعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#11 |
![]() |
ثم بعثَ سعد بن زيد الأشهلى إلى مَنَاة، وكانت بالمُشَلَّل عند قُديد للأوس والخزرج وغسان وغيرهم، فخرج فى عشرين فارساً حتى انتهى إليها وعندها سادِنٌ، فقال السَّادِنُ: ما تُريدُ؟ قلتُ: هَدْمَ مَنَاة، قال: أنتَ وذاك، فأقبل سعدٌ يمشى إليها، وتخرُج إليه امرأة عُريانة سوداءُ، ثائرة الرأس، تدعو بالويل، وتَضْرِبُ صدرَها، فقال لها السَّادِنُ: مَنَاة؛ دونك بعضَ عُصاتك، فضربها سعد فقتلَها، وأقبل إلى الصنم، ومعه أصحابه فهدمه، وكسروه، ولم يجدوا فى خزانته شيئاً.
ذكر سرية خالد بن الوليد إلى بنى جذيمة قال ابنُ سعد: ولما رجع خالدُ بن الوليد من هَدْم العُزَّى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيمٌ بمكة، بعثه إلى بنى جُذيمةَ داعياً إلى الإسلام، ولم يبعثه مقاتلاً، فخرج فى ثلاثمائة وخمسين رجلاً مِن المهاجرين والأنصار وبنى سُليم، فانتهى إليهم، فقال: ما أنتم؟ قالوا: مسلمون قد صلَّينا وصدَّقنا بمحمد وبنينا المساجدَ فى ساحتنا، وأذَّنا فيها، قال: فما بالُ السلاح عليكم؟ قالوا: إن بينَنا وبَيْنَ قومٍ من العرب عداوةً، فخِفنا أن تكونُوا هم، وقد قيل: إنهم قالوا صبأنا، ولم يُحسِنُوا أن يقولُوا: أسلمنا، قال: فضعُوا السلاح، فوضعُوه، فقال لهم: استأسِرُوا، فاستأسرَ القومُ، فأمر بعضَهم فكتف بعضاً، وفرَّقهم فى أصـحابه، فلما كان فى السَّحَر، نادى خالدُ بن الوليد: مَن كان معه أسيرٌ، فليضرِبْ عُنُقَه، فأما بنو سُليم فقتلُوا مَن كان فى أيديهم، وأما المهاجرون والأنصار، فأرسلوا أسراهم، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم ما صنع خالِدٌ، فقال: ((اللَّهُمَّ إنِّى أبْرأُ إلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ))، وبعث علياً يُودى لهم قتلاهم وما ذهب منهم. وكان بين خالدٍ وعبدِ الرحمن بن عَوْف كلامٌ وشرٌ فى ذلك، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مَهْلاَ يَا خَالدُ، دَعْ عَنْكَ أَصْحَابِى فَوَاللهِ لَوْ كَانَ لَكَ أُحُدٌ ذَهَباً ثُمَّ أَنْفَقْتَهُ فى سَبِيلِ اللهِ مَا أدْرَكْتَ غَدْوَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِى وَلا رَوْحَتَه)). فصل فى قصيدة حسَّان بن ثابت فى عُمْرة الحديبية وكان حسَّانُ بن ثابت رضى الله عنه قد قال فى عُمْرة الحُديبية: عَفَتْ ذَاتُ الأَصَابعِ فالجِـوَاءُ *** إلى عَــــذْراءَ مَنْزِلُها خَلاَءُ دِيَارٌ مِنْ بَنِى الحَسْحَـاسِ قَفْرٌ *** تُعَفِّيها الرَّوَامِسُ والسَّـــماءُ وكَـانَتْ لاَ يَزَالُ بِهَا أنِيسٌ *** خِــلالَ مُرُوجِهَا نَعَمٌ وشَـاءُ فَدَعْ هذَا ولكِن مَنْ لِطَـيفٍ *** يُؤَرِّقُنِى إذَا ذَهَبَ العِشَـــاءُ لشَـــعْثَاءَ الَّتى قَدْ تَيَّمَتْهُ *** فَلَيْسَ لِقَلْبَهِ مِنْهَا شِــــفَاءُ كَأنَّ خَبِيئَـةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ *** يَكُونُ مِزَاجَهَا عَسَـــلٌ وَمَاءُ إذَا ما الأشْرِباتُ ذُكِرْنَ يَوْمَاً *** فَهُنَّ لِطَيِّبِ الرَّاحِ الفِــــداءُ نُوَلِّيهــا المَلاَمَةَ إن أَلَمْنا *** إذَا مَا كَانَ مَغْثٌ أَو لـحَـاءُ وَنَشْرَبُهَا فَتَتْرُكَنَا مُلُوكــاً *** وَأُسْـداً مَا يُنَهْنِهُنا اللِّقَـــاءُ عـَدِمْنَا خَيْلَنَاإنْ لَمْ تَرَوْهَـا *** تُثـِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كـَـدَاءُ يُنَازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْــعِدَاتٍ *** عَلَى أَكْتَافِهَا الأَسَـــلُ الظِّمَاءُ تَظَلُّ جِـيادُنَا مُتـَمَطِّراتٍ *** تُلَطِّمُهُنَّ بِالخُـمُرِ النِّسَــــاءُ فَإمَّا تُعْرِضُـوا عَنَّا اعْتَمَرْنَا *** وَكَـانَ الفَتْحُ وانْكَشَفَ الغِطَاءُ وَإلاَّ فَاصْبِرُوا لجِـلاد يَوْمٍ *** يُعِــزُّ اللهُ فِيه مَنْ يَشَـــاءُ وَجِبْريلٌ رَسُــولُ اللهِ فِينَا *** وَرُوحُ القُدْس لَيْس لَهُ كِــفَاءُ وَقَالَ اللهُ قَدْ أرْسَلْتُ عَبْداً *** يَقُولُ الحَــقَّ إنْ نَفَعَ البــَلاءُ شَهِدْتُ بِهِ فَقُوموا صدِّقوهُ *** فَقُلْتُمْ لاَ نَقُـومُ ولا نَشَـــاءُ وَقَالَ اللهُ قَدْ سَـيَّرْتُ جُنْداً *** هُـــمُ الأنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ لَنَا فى كُــلّ ِ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ *** سِــبَابٌ أوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَــاءُ فَنُحْكِـمُ بِالقَوَافِى مَنْ هَجَانَا *** وَنَضْــرِبُ حِينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُ أَلا أَبْلِــغْ أبَا سُفْيانَ عَنِّى *** مُغَلْغَلَةً فَقَدْ بَرِحَ الخَــــفَاءُ بِأَنَّ سَـيُوفَنَا تَرَكَتْكَ عَبْـداً *** وَعَـبْدُ الدَّارِ ســادَتُهَا الإمَاءُ هَجَوْتَ مُحَمَّدا ً فأَجَبْتُ عَنْهُ *** وَعِنْدَ اللهِ فى ذَاكَ الجَــــزَاءُ أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُـفْءٍ *** فَشَـرُّكُمَا لِخَيْرِكُــمَا الفِـدَاءُ هَـجَوْتَ مُبَاركاً بَرّاً حَنِيفاً *** أَمِينَ اللهِ شِـــــيمَتُهُ الوَفَاءُ أَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللهِ مِنْكُمْ *** وَيَمْـدَحُهُ وَيَنْصُرُه سَـــوَاءُ فإنَّ أبى وَوَالِدَه ُ وعِرْضِـى *** لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُــمْ وِقـاءُ لِسَانِى صَارِمٌ لاَ عَيْبَ فِيـهِ *** وَبَحْرِى لا تُكَــدِّرُهُ الـدِّلاءُ فصل فى الإشارة إلى ما فى الغزوة من الفقه واللَّطائف كان صلحُ الحديبية مقدِّمةً وتوطئة بينَ يدى هذا الفتح العظيم، أَمِنَ الناسُ به، وكلَّم بعضُهم بعضاً وناظره فى الإسلام، وتمكن مَن اختفى مِن المسلمين بمكة من إظهار دينه، والدعوةِ إليه، والمناظرةِ عليه، ودخل بسببه بَشَرٌ كثيرٌ فى الإسـلام، ولهذا سمَّاه الله فتحاً فى قوله: {إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً}[الفتح: 1]، نزلت فى شأن الحُديبية، فقال عمر: يا رسول الله ؛ أَوَ فتحٌ هو؟ قال: (( نعم )) . وأعاد سبحانه وتعالى ذكر كونه فتحاً، فقال: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ}إلى قوله: {فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}[الفتح: 27] وهذا شأنه سبحانه أن يُقدِّم بين يدى الأُمور العظيمة مقدِّماتٍ تكونُ كالمدخل إليها، المنبهة عليها، كما قدَّم بين يدى قصة المسيح وخلقه مِن غير أب، قِصة زكريا ، وخلقِ الولد له مع كونه كبيراً لا يُولد لمثله، وكما قدَّم بين يدى نسخ القِبْلة قصةَ البيت وبنائه وتعظيمه، والتنويه بِه، وذِكْر بانيه، وتعظِيمهِ، ومدحه، ووطأ قبل ذلك كُلِّه بذكر النسخ، وحكمته المقتضية له، وقُدرته الشاملة له، وهكذا ما قدَّم بين يدى مبعث رسوله صلى الله عليه وسلم، من قصة الفيل، وبِشارات الكُهَّان به، وغير ذلك، وكذلك الرُّؤيا الصالحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مقدِّمةً بين يدى الوحى فى اليقظة، وكذلك الهِجرة كانت مقدِّمةً بين يدى الأمر بالجهاد، ومَن تأمل أسرار الشرع والقدر، رأى من ذلك ما تَبْهَرُ حِكمتُه الألبابَ. فصل فى أن أهل العهد إذا حاربوا مَن هم فى ذِمَّة الإمام وجواره وعهده يصيرون حرباً له بذلك وفيها: أن أهل العهد إذا حاربُوا مَن هم فى ذمة الإمام وجواره وعهده، صارُوا حرباً له بذلك، ولم يبق بينهم وبينه عهدٌ، فله أن يُبَيِّتَهم فى ديارهم، ولا يحتاجُ أن يُعلِمَهُمْ على سواء، وإنما يكون الإعلامُ إذا خاف منهم الخيانَة، فإذا تحقَّقها، صاروا نابذين لعهده. فصل فى انتقاض عهد جميعهم بذلك وفيها: انتقاضُ عهد جميعهم بذلك، رِدْئهم ومُباشِرِيهم إذا رضُوا بذلك، وأقرُّوا عليه ولم يُنكروه، فإن الذين أعانُوا بنى بكر مِن قُريش بعضُهم، لم يُقاتِلُوا كُلُّهم معهم، ومع هذا فغزاهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلَّهم، وهذا كما أنهم دخلوا فى عقد الصلح تبعاً، ولم ينفرِدْ كلُّ واحد منهم بصُلح، إذ قد رَضُوا به وأقرُّوا عليه، فكذلك حُكم نقضهم للعهد، هذا هَدْىُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الذى لا شك فيه كما ترى . وطردُ هذا جريانُ هذا الحكمِ على ناقضى العهد مِن أهل الذِّمة إذا رضى جماعتُهم به، وإن لم يُباشر كُلُّ واحد منهم ما ينقُضُ عهده، كما أجلى عُمَرُ يهودَ خيبر لما عدا بعضُهم على ابنه، ورَمَوْه مِن ظهر دار فَفَدَعُوا يده، بل قد قتل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جميع مقاتلة بنى قُريظة، ولم يسأل عن كل رجل منهم: هل نقض العهد أم لا؟ وكذلك أجلى بنى النَّضير كُلَّهم، وإنما كان الذى هَمَّ بالقتل رجلان، وكذلك فعلَ ببنى قَيْنُقَاع حتى استوهبهم منه عبدُ الله ابن أُبَىّ، فهذه سيرتُه وهَدْيُه الذى لا شك فيه، وقد أجمع المسلمون على أن حكم الرِّدء حكمُ المباشِرِ فى الجهاد، ولا يُشترط فى قسمة الغنيمة، ولا فى الثواب مباشرةُ كل واحدٍ واحدٍ القتال . وهذا حكمُ قُطَّاع الطريق، حكمُ ردئهم حكمُ مباشرهم، لأن المباشِرَ إنما باشر الإفساد بقوة الباقين، ولولاهم ما وصل إلى ما وصل إليه، وهذا هو الصوابُ الذى لا شك فيه، وهو مذهبُ أحمد،ومالك،وأبى حنيفة، وغيرهم. فصل فى جواز صلح أهل الحرب على وضع القتال عشر سنين وفيها: جوازُ صلح أهلِ الحرب على وضع القِتال عشرَ سنين، وهل يجوزُ فوق ذلك؟ الصواب: أنه يجوزُ للحاجة والمصلحة الراجِحة، كما إذا كان بالمسلمين ضعفٌ وعدوُّهم أقوى منهم، وفى العَقد لِما زاد عن العشر مصلحةٌ للإسلام. فصل فى الإمام إذا سُئِل ما لا يجوز بذلُه، فسكت عن بذله وفيها: أن الإمام وغيرَه إذا سُئل ما لا يجوز بذلُه، أو لا يجبُ، فسكت عن بذله، لم يكن سكوتُه بذلاً له، فإن أبا سفيان سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تجديدَ العهد، فسكتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولم يجبه بشئ، ولم يكن بهذا السكوتِ معاهِداً له . فصل فى أن رسول الكفار لا يُقتل وفيها: أن رسولَ الكفار لا يُقتل، فإن أبا سفيان كان ممن جَرَى عليه حُكْمُ انتقاضِ العهد، ولم يقتُلْه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذ كان رسولَ قومه إليه . فصل فى جواز تبييت الكفار وأخذهم على غِرَّة وفيها: جوازُ تبييتِ الكفار، ومُغافَضَتُهم فى ديارهم إذا كانت قد بلغتهم الدعوةُ، وقد كانت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبيِّتُون الكفَّار، ويُغيرون عليهم بإذنه بعد أن بلغتهم دعوتُه . فصل فى جواز قتل الجاسوس وإن كان مسلماً وفيها: جوازُ قتل الجاسوسِ وإن كان مسلماً لأن عمر رضى الله عنه سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قتلَ حاطب بن أبى بَلتعةَ لما بعثَ يُخبر أهلَ مكة بالخبر، ولم يقل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: لا يَحِلُّ قتله إنه مسلم، بل قال: (( ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم )) فأجاب بأن فيه مانعاً من قتله، وهو شهودهُ بدراً، وفى الجواب بهذا كالتنبيه على جواز قتل جاسوسٍ ليس له مِثْلُ هذا المانع، وهذا مذهب مالك ، وأحد الوجهين فى مذهب أحمد ، وقال الشافعى وأبو حنيفة : لا يُقتل، وهو ظاهر مذهب أحمد، والفريقان يحتجون بقصة حاطب، والصحيح: أن قتله راجع إلى رأى الإمام، فإن رأى فى قتله مصلحة للمسلمين، قتله، وإن كان استبقاؤه أصلحَ، استبقاه .. والله أعلم . |
الــــــــalwaafiــــــــوافي
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| ::: حق الله على العباد ::: لشيخنا الدكتور محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى | Aboabdalah | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 2 | 09-16-2009 02:15 AM |