.. •:**:• رحــــلـة الــشـّـتـــــاء والــصّـيــفــــ •:**:• ..

.. بـ سـْـ م الله الرحمــ ن الرحـ يـْـ م ..
.. وحـ يـّ ـاكُم الله وبيـّ ـاكُم ..





--------------------------------------------------------------------------------

.. يشفني أن يكون هذا الموضوع أولى مواضيعي في هذا المنتدى الراقي والمميز ..
..
.. هي مشاركة بسيطة مني . مساهمة في توضيح عادات أجدادنا السابقين ..
.. أجدادنا السابقين ( رحم الله الأموات منهم ) ومن لازال على قيد الحياة منهم فـ( أطال الله بـ عمره ) ..
.. أجدادانا الذين كانوا يعانون قساوة البرد القارس والحياة الصعبة ..
..
.. ونتيجة لـ الرد القارس الذي كانوا يواجهونه على أعلي قمم جبال الحجاز ..
.. التي يصل الإرتفاع فيها إلى مايقارب الـ 3500 متر فوق سطح البحر ..
.. إضافة إلى إنعدام الرؤية نتيجة لـ كثافة الغيوم ( العماة ) ..
.. وهذه المنطقة تعرف بـ( المطلا ) . وهي ثاني أعلى منطقة في المملكة بعد جبال السودة ..
.. وفي هذه المنطقة تحديداً توجد قرية أجدادي منذ مئات السنين ..
.. وحتى لا أطيل عليكم . فـ جدي ( أطال الله بـ عمره ) دائماً مايقص علي قصصاً وأحداثاً تناقلتها الأجيال أباً عن جد ..
.. ومن هذه القصص والعادات . حديثي إليكم الآن ..
.. وهي تنقلهم بين تهامة شتاءاً وبين قراهم على جبال السروات صيفاً حيث مسقط رأسهم ..
..



..
.. هذه الرحلة التي أسميتها :
.. ( رحلة الشتاء والصيف ) ..
.. يقول جدي ( أطال الله بـ عمره ) عن هذه الرحلات :
.. [ منذ ظهرت على الدنيا . وعادتنا لم تتغير في النزول إلى تهامة شتاءاً . تفادياً لـ مواجهة البدر القارس . وكنا نتنقل بـ كامل معدتنا من دواب وأكل كافي لـ 4 أشهر ..
.. وننزل جماعات إلى تهامة . وكنا نواجه مشاكل ونصادف طرائف تخفف عنا قساوة الحياة . فـ برغم قساوة الحياة وظروفنا الصعبة إلا أن خفة الدم كانت من صفاتنا ..
.. وطيبة القلب وصفاوة النية كانت صفة موجودة في جيل ذلك الوقت . فـ لم يكن لـ الحسد أو الحقد طريقاً إلى قلوبنا ] ..
.. ( وهذا ربما مايفسر النعمة التي كانوا فيها من عدم إنقطاع لـ الأمطار ووفرة الشجر وخضرة الأرض رغم بعض العادت التي كانت يغلب عليها الجهل ) ..
.. يكمل جدي قائلاً :
.. [ كنا نحمل الأكل والزاد ونسير جماعات قاطعين الأودية والجبال . وكانت نسائنا تحمل الأطفال . وشباينا يحمل الأشياء الثقيلة . وكبارنا متكفلين بـ الدواب ..
.. وغالباً ماكانت تستمر رحلتنا أقل من يوم كامل . حيث ننطلق مع بزوغ الفجر ونصل هناك عند غروب الشمس . وكانت تواجهنا قصصاً . منها الغريب ..
.. ومنها الطريف . ومنها المحزن ]..
.. ومن تلك القصص التي تدعو لـ الدهشة ( والتي دهشت شخصياً منها ) .. يقول جدي :
.. [ في أحد السنوات . وعند نزولنا أحد الجبال متجهين لـ تهامة . تعرضت أحد أبقارنا لـ الكسر . فـ لم تستطع أن تكمل المسير ..
.. خصوصاً أن الطريق كانت تأخذ إنحداراً شديداً . فـ عطلتنا بعض الوقت . محاولين علاجها . وبعد فقدان الأمل . تقدم أحد المتواجدين معنا من أبناء القرية ..
.. وطلب رفع البقرة على ظهره ورضخنا تحت وطأة إلحاحه . فـ حملها على ظهره ونزل بها الجبل وحتى وصولنا إلى مساكننا الصيفية أسفل جبال السروات ] ..
.. ( بـ صراحة بداية الأمر ظننت جدي يمزح . ولكن بعد حلفه لي . أيقتن بـ صحة القصة . وتفكرت الفارق بين حالنا اليوم من ضعف وبين قوتهم ) ..
.. كثيرة هي القصص التي سردها علي جدي ( أطال الله بـ عمره ) . منها تعرضهم لـ مهاجمة النمور الشرسة . وكذلك القرود ..
.. كذلك سرد لي قصصاً من جلسات سمرهم وأنسهم في تلك المناطق ليلاً . من نكات وطرائف . وغيرها الكثير ..
.. وعند نهاية فصل الشتاء . كانوا يعودون لـ ديارهم ومسقط رأسهم في أعالي جبال السروات . وتاركين خلفهم مايحتاجونه عند عودتهم العام المقبل في تلك البيوت ..
.. والتي يسمونها بـ ( السقايف ) . والتي كانت في منتصف المسافة بين :
.. أعالي جبال الحجاز وبين تهامة . وكانت تتسم بـ إعتدال الجو طيلة أيام السنة ..
.. رغم كل ذلك كانت بساطتهم وطيبة قلوبهم هي السائدة وكانت تلقي بـ ظلالها على حياتهم . فـ برغم كل ذلك كانت البسمة تكاد لاتفارق محياهم ..
.. وأعتذر عن الإطالة . ولكن هي مشاعر وقصص أحببت نقلها لكم . إستغلالاً لـ وجود المصادر المؤكدة المتمثلة في جدي ( أطال الله بـ عمره ) ..
.. حتى نظل عرفين بـ حياة الأجداد السابقين . ونقدر قيمة النعمة التي نحن اليوم ننعم بها ..
..
.. وماهذه القصص إلا نموذجاً لـ مئات القصص الأخرى في مختلف أنحاء بلادنا الغالية ..
.. وإت تعدتت التفاصيل . ولكن الهموم واحدة وقساوة الحياة قاسم مشترك بين جميع مناطق هذا البلد سابقاً ..
..
.. طبعاً تلاحظون إني مزودها شويتين بـ الغة الفصحى . لكن حتى توصل الرسالة مفهومة وواضحة للجميع ..


--------------------------------------------------------------------------------

.. أعتذر عن الإطالة ..



تقديري!

قصص جميله وفكره حلوه
قصص الاجداد دائما مليئه بالاحداث والقصص الرائعه والتي تبين صعوبة الحياه التي عاشوها

يعطيك العافيه وننتظر المزيد