قصة حب زوجة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تذكر يا أبو فجر القشيري ( أبو مشاري سابقا ) و أعذرني إذا ما كان بيني وبينك معرفة لكن عشان بس أوفي

بوعدي , لما وعدتك إني انشر قصة في المنتدى ومزحت معك إني أخاف تطلع مسلسل , لا أنا حبيت إني

انشرها أولا , وبعدين انتم تقيمونها زي ما طلبت مني إني انشرها ,حبيت أقول لكم :

انه في يوم من الأيام كان يسكن في القرية عائلة غنية مكونة من رجل وزوجته وبنت وخادمان وخادمتان

وحارسان و كان لديهم ثروات جمة رزقهم الله إياها و أعطاهم ووهبهم إياها ( طبعا بس عشان تعرفون أن الله الرزاق

الكريم يرزق من يشاء بغير حساب طبعا لا تصدقون وأنا ما أحب إني افتري على الله الكذب ) طبعا هذه العائلة

كان لديها قصور ومحلات تجارية وأنواع النعم والترف ,,,, وكانوا يعيشون في القرية بكل سعادة وهناء ورغد في

العيش سنين طويلة وذات يوم أرادوا أن يرحلوا من هذه القرية إلى المدينة المجاورة لكي يحققوا مصالحهم ويلتقوا

باخ أبيهم , وبالفعل لقد رحلوا من القرية وقد تركوا القصور والمحلات التجارية والأموال ,,,,, ولم يهتموا بشأنها لما

لديهم من أموال ونعم لا يعلمها إلا الله , وفي الطريق على قمة الجبل وقفوا قليلا لينظروا إلى القرية ويتأملوا في

قصورهم ومحلاتهم وكانوا ينظرون إلى منظر رائع جميل عندما كان الجو لطيفا وهادئا وعشاءا كانت أنوار القرية تشع

بالحب والجمال وتلك القصور والمباني العتيقة والأشجار المتمايلة الطويلة , كان منظرا يروي قصة ذكريات جميلة عاشتها

تلك العائلة في أحسن الأحوال وأجملها . ثم أكملوا مسيرهم متجهون إلى المدينة وبعد أن قطعوا مسافة طويلة وجدوا

أنفسهم يطلون على المدينة وقلوبهم مازالت معلقة بذكرياتهم في القرية , وفور وصولهم المدينة وجدوا مسكنا ليأووا

إليه , ثم ذهب والد العائلة إلى أحد مكاتب العقار القريبة منهم ليسأل عن منزلا كبيرا ليسكن فيه هو وعائلته وبالفعل

وجد منزلا كبيرا واسعا ( فيلا ) في البداية , لكي يتمكن من شراء ارض فيما بعد ويبني قصرا مشيدا , وبعد مرور قرابة

شهر وجد والد العائلة أرضا واسعة في أجمل الأحياء في المدينة وقام على الفور بإنشاء قواعد القصر الذي كان ينوي

بنائه , وبعد مرور شهور قلة أكتمل بناء ذلك القصر المشيد , وفي يوم من الأيام تفاجئ والد العائلة أنه يسكن بالقرب

من أخيه في ذلك الحي الجميل , وقد فرح فرحا شديدا عندما رأى أخيه من احد نوافذ القصر , ثم صرخ صراخا قويا

مناديا أخاه من أحد نوافذ القصر , فاستجاب أخيه لنداء أخيه والد العائلة واتجه إلى قصر أخيه ثم انطلق أخيه والد

العائلة مسرعا من الدرج , فرأته ابنته الصغيرة وتعجبت من أبيها عندما كان يركض ولحقت به مسرعة أيضا, وهي

تقول : أمي......أمي....انظري إلى أبي إنه يركض ولا أعلم إلى أين!!!فرأته الأم ثم أخذت تراقب زوجها من خلف الباب

فرأته يضم أخيه ضما قويا فعجبت من أمره , فنادت بصوت عالي : ما الذي تفعله يا رجل؟! ثم من هو ذلك الرجل الذي

تضمه وكأنه ابنك ؟! فضحك من قولها ضحكا شديدا قائلا: ألا تعلمين من هذا ؟ إنه أخي , الله سبحانه جعلنا نسكن

بجواره دون أن نتعب في البحث عنه في هذه المدينة الكبيرة! ففرحت فرحا شديدا بما رأت وحمدت الله الذي جمع

الأخوين بعد فراق استمر طويلا.

كان لدى أخ الوالد ابن يبلغ من العمر خمسة عشر عاما وكان ذلك الابن ولدا صالحا محافظا على الصلوات الخمس

في أوقاتها ومحافظا على قراءة القرآن وعلى حفظه وعلى الحديث الشريف وملتزما بسنة نبيا محمد صلى الله عليه

وسلم وبعد أن كانوا الأخوين يتبادلون الزيارات فيما بينهما سنين طويلة , إلى أن كبر الابن وكبرت ابنة عمه و أصبحا

في سن الزواج , في ذات يوم فكر العم أن يتقدم لخطبة ابنة أخيه لابنه , وبالفعل ذهب والد الابن إلى قصر أخيه

ليخطب بنت أخيه لابنه وقد وافقت ابنة أخيه على الزواج من ابن عمها ,, وبعد مرور عام على الخطوبة تم الاتفاق على

عقد القران ومن ثم تحديد موعد الزواج ,,, وفي السنة التالية كانت حفلة الزفاف قد تمت على خير ,,, وأصبحا

العروسين في قصر الحب الذي جمعهما على خير ,,,, ومن هنا بدأت قصة حب ووفاء وإخلاص الزوجين لبعضهما ,,,,

لدرجة أن ابن العم كان يحب زوجته حبا شديدا وبنت العم كذلك ,,, لدرجة أن ابن العم كان يردد لزوجته هذه الأبيات :

احبك مثلما أنت أحبك كيفما أنت
ومهما كان مهما صار أنت حبيبتي أنت
حلالي أنت لا أخشى عدولاهمه مقتي
يغيب السعد إن غبت يصفو العيش إن جئت

وبقيا على هذه الحال سنين طويلة لدرجة أن زوجها عندما كان يذهب إلى عمله كان لا يستطيع أن يفارق زوجته

بضع ساعات يقضيها في عمله فكانت زوجته تودعه وكأنه ذاهب إلى سفر لدرجة أن دموعها ا لم تكن تفارق عينها من

شدة حبها لزوجها ,وبعد أن رزقهما الله بابنين وبنت , أصبحا اهتمامها بأطفالهما أكثر ....... وبعد مرور خمسة عشر

عاما, كبرا الابنين وكبرت البنت, وأصبح الدور عليهم آن ذاك لرعاية والديهم, فكان الابن الأكبر طالبا في المرحلة

الجامعية, وكان الابن الأصغر طالبا في المرحلة الثانوية وكانت البنت في بداية التحاقها بالمرحلة الجامعية. و كان لديهم

ثلاث خادمات وخادم, ينقسمون كالتالي: خادمة المطبخ, وخادمة النظافة, وخادمة الغسيل, أما الخادم فكان عامل في حديقة القصر.
وبعد مرور عشرون عاما من زواجهما حدث أمرا غريبا لم يكن يتوقع, انه ذلك الأمر الذي هز كيان زوجها.في حين

الساعة العاشرة صباحا كانت الزوجة تتجول في أنحاء القصر وعندما عادت من حديقة القصر ذاهبة إلى داخل القصر

وبالتحديد إلى صالة الجلوس, جلست لترتاح قليلا, ثم صعدت الدرج !! ومن هنا بدأت الكارثة !! لقد صعدت الدرجة الأولى

ثم الثانية ثم الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة !! ماالذي حدث ؟! لقد أصيبت بدوار شديد في رأسها .... إنها

تتدحرج !!! نعم إنها تتدحرج !! لقد تدحرجت من الدرجة السادسة إلى باب القصر, آه سيدتي.... سيدتي .... نعم إنها

خادمة المطبخ صرخت بصوت عالي تنادي سيدتها , إنها ملقاة على الأرض , فقامت الخادمة على الفور بالاتصال على

الإسعاف , فمن المحزن أنها كانت ستسقط هي الأخرى على الأرض ولكنها استطاعت بحمد الله أن تتمالك نفسها ,

وفور وصول سيارة الإسعاف إلى القصر رأى الخدم ثم عرفوا بما حصل فاتفقوا أن تذهب معهم خادمة المطبخ لتكون

مرافقة لسيدتها . لقد كانت تعاني الزوجة من الم شديد في القلب , كانت تعاني منه عندما أنجبت الابن الصغرى ولكن

الألم لم يشتد إلا بعد مرور عشرون عاما. في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر عاد زوجها من العمل , عاد وعيناه

مملوءتان بالفرح والشوق لزوجته , لقد دخل من باب القصر متجها إلى صالة الجلوس !! ما الذي حدث ؟! كان ينادي :

زوجتي زوجتي , حبيتي يا زوجتي ؟!!! أين أنت يا حبيتي الغالية ؟! فلم يجبه أحد !! كانت تبكي خادمة غسيل

الملابس !! فرآها متعجبا من أمرها , فلم يسألها لماذا تبكي ؟! وأخذ يبحث في أنحاء القصر عن زوجته .. ولكنه لم

يجدها, ثم عاد إلى صالة الجلوس وهو يسأل نفسه, أين ذهبت زوجته ولماذا لا تجيبه عندما كان يناديها ؟! فعندما رأته

خادمة الغسيل وهي تمسح عينيها, كانت في المطبخ لتحضير الطعام, فعندما ذهبت لتقدم الطعام له, شك في أمرها,

فسألها: لماذا تبكين قبل قليل ؟! فوضعت الطعام ولم تجبه ؟ فضرب على طاولة الطعام بيديه ضربة قوية !! قائلا لها:

قلت لكِ لماذا تبكين ؟؟ فلم تجبه وهي تصرخ وتبكي ؟ فقام من مكانه فقال وهو يصرخ في وجهها: قلت لك لماذا

تبكين ؟ فلم تجبه !!! فسألها بكل لين ولطف : لماذا تبكين لماذا لا تجيبينني ؟؟ فلم تجبه !!!! فسألها وكأنه يتسول

وكأنه يطلب منها صدقة ؟! فأجابته وهي تضرب على رأسها قائلتاً: سيدتي !! لقد سقطت على الأرض ,أصابها الم شديد

في رأسها ,وذهبت معها خادمة المطبخ إلى المستشفى ..... وخادمة الغسيل لا تعلم أن سيدتها مصابة بمرض في

قلبها, وهنا تم هز كيان الزوج, فأغمي عليه في الحال....

ثم صرخت خادمة الغسيل صراخا قويا, وفجأة أتى الابن الأكبر قادما من الجامعة وعندما رآها ورأى والده ملقيا على

الأرض قام على الفور برفع والده من على الأرض , ثم سأل خادمة الغسيل المسكينة عما حدث , فأجابته على الفور بما

حدث لوالده ولوالدته , ثم أحضرت له كوبا من الماء ثم قام برش والده بقليل من الماء على وجهه و الحمد لله لقد استيقظ

الوالد من إغماءه وقام بالطلب من ابنه أن يأخذه إلى المستشفى لكي يذهبوا إلى زيارة والدته ويتطمنوا على حالها ,

وعند خروجهم من القصر , إذا بابنتهم وابنهم قادمون من المدرسة والجامعة .... وعندما رأوهما تعجبا من أمرهما !!! فقام

الابن الأصغر بسؤال أبيه: إلى أين انتم ذاهبان ؟! فأجابه والده بكل صراحة إنهما ذاهبان إلى المستشفى لزيارة أمه,

فصعقا من سماع الخبر , وصرخا وبكيا بحرقة و ألم , ثم ذهبوا جميعهم مع والدهم وأخيهم الأكبر إلى المستشفى.


وفور وصلوهم إلى المستشفى , ذهبوا إلى والدتهم وعندما رأوها , لم يستطيعوا تمالك أنفسهم , فبكوا جميعا

وصرخوا , كانت كمامات الأكسجين على انف أمهم وبالتالي لم تستطيع أن تتحدث , فأخبرتهم خادمة المطبخ أنها

مصابة بمرض في القلب , وعندما كانت تتحدث إليهم , دخل الطبيب المعالج وقطع حديثها , وطلب على الفور بأنه يريد

التحدث إلى المسئول عن المريضة ( الزوجة ) , فتكلم زوجها انه هو المسئول عنها وانه زوجها , فطلب الطبيب أن يذهب

معه إلى مكتبه للتحدث معه على انفراد , فبقوا الأبناء مع أمهم , وذهب والدهم مع الطبيب , وعندما تحدث الطبيب مع

والدهم , طلب منه أولا أن يتمالك نفسه وان يرضى بقضاء الله وقدره , فعرف الوالد أن الأمر خطيرا , فبكى بكاءَ

شديدا , وبعد مرور عشرون دقيقة , هدأ الوالد , وتحدث له الطبيب أن زوجته يجب أن تعمل عملية جراحية وأنه لابد من

عملها , فرفض زوجها , فنصحه الطبيب أنه إن لم يوافق على العملية فسوف يسبب ذلك خطورة على الأم , وأن الأمر لا

يحتمل النقاش ولا التفكير , وأنه يجب عمل العملية على الفور , وفي اللحظة التي كان سيتخذ فيها الزوج القرار على

الموافقة على العملية , حدث أمرا مفاجئ !!! ما هو ذلك الأمر المفاجئ ؟!

خادمة المطبخ تصرخ, والأبناء يصرخون, ما الأمر ؟!

لقد دخلا عليهم الطبيب والوالد, ولما رأيا الزوجة, عرفوا أنها ماتت, نعم لقد ماتت, ومات معها حبها, حبها لأبنائها

ولزوجها المخلص...

وكان لوفاة الزوجة قصة نهاية حب لا يُنسى ,وفي المستشفى بقي الأب وأبنائه يصرخون ويبكون على أمهم التي

فارقوا ها , لقد حزنوا حزنا شديدا استمر ذلك الحزن فترة طويلة من الزمن , وبقي ذلك الأب المخلص مع أبنائه وعاهد

الله ثم نفسه إنه لن يتزوج بعد زوجته التي ماتت , إخلاصا وفاءا لها ولحبها الذي كان يجري في دمه , و أما أبنائه

فقد خسروا تلك الأم الحنون , الأم العطوف , الأم الساهرة التي سهرت وتعبت وشقت من أجل راحتها وراحت أبناءها

وزوجها , فهي ماتت وتركت وراءها أبناءً مخلصين بارين بولديهم محافظين على دينهم وعلى صلواتهم ودنياهم .

النهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــThe end اية

قصه جميله تثبت لنا أن الوداع أمر محتوم
وأن لكل شيء نهايه

ويبقى الوفاء ميزه للقلوب النقيه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمتي كلام

قصه جميله تثبت لنا أن الوداع أمر محتوم
وأن لكل شيء نهايه

ويبقى الوفاء ميزه للقلوب النقيه

شكرا لمرروك الكريم أخت صمتي كلام وأتمنى أن تكون أعجبتكم القصة , واتمنى من الله أن يعينني على كتابة قصة أخرى أفضل من هذه .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريانة العود

الاخت ريانة العود شكرا لمرورك الكريم , والدموع هذه تكفيني , لأنها تدل على تفاعلك مع القصة وتأثرك بها .

مو معقول يا ناس بس اثنين الي قروا القصة ... لا ما اصدق .... .

مشكووووووووووووووووووور أخوي عبد العزيز على هذه القصه بصراحه تعبت وأنا أقرأها وفي النهايه حزنت بكثير لكن هل هذه القصه واقعيه وشلون يرحل على أرض ماكان يعلم أن أخوه ساكن فيها وعلى درجه أنه سكن بجواره
على العموم مشكور والله يعطيك العافيه ولو أنك حزنتنا
أكرر شكري لك وننتظر القصه الثانيه .

واتمنى من الله أن يعينني على كتابة قصة أخرى أفضل من هذه

أخي الكريم عبدالعزيز العمري1

ننتظر جديدك بشوق

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمري متعصب

مشكووووووووووووووووووور أخوي عبد العزيز على هذه القصه بصراحه تعبت وأنا أقرأها وفي النهايه حزنت بكثير لكن هل هذه القصه واقعيه وشلون يرحل على أرض ماكان يعلم أن أخوه ساكن فيها وعلى درجه أنه سكن بجواره
على العموم مشكور والله يعطيك العافيه ولو أنك حزنتنا
أكرر شكري لك وننتظر القصه الثانيه .

الف شكر اخي الفاضل عمري متعصب على المرور وقرأة القصة , ولكن أحب أن اوضح لك ان والد العائلة كانت نيته من الرحيل هي ان يلتقي باخيه في المدينة وليتحقيق مصالحه هناك فهو لا يعلم اين يسكن اخيه في المدينة وفي اي حي من احياء المدينة .....كان يعلم فقط ان اخاه يسكن في المدينة فقط ولا يعلم في اي حي ....وذلك بسبب انقطاع كان بين الاخوين استمر طويلا .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمتي كلام

أخي الكريم عبدالعزيز العمري1

ننتظر جديدك بشوق

شكرا جزيلا لالأخت الفاضلة صمتي كلام لتشجيعك لي بنشر قصة اخرى بمشيئة الله .

ألف شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررر ياعزوززززززززززززززززززززززززززز
وعجل علينا بالقصه الثانيه ترى أحنا قاعدين ننتظر

قريبا بإذن الله ولكن انا اعيش فترة انقطاع بسبب ظروف العمل