#1
|
|||||||
|
|||||||
عربون يسير للجنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد انقطاع عن اخواني هنا وذلك لظرف طارئ أسأل الله ان يوفقني واياكم للخير هنا اطرح لكم موضوعا نحتاجه جميعا بل لهو في غاية الاهمية وهو امر سهل جدا وهي أمنية كل مؤمن وغاية كل مسلم التي تجول في خاطره وتثور في مشاعره واحدة لا تتغير لا بين الأفراد ولا عبر الزمان وهي الأمنية الكبرى أن يتم الله على المؤمن نعمته بدخول جنته إذا الذي يدور بخاطري وخاطرك ولا أظن أحدا يقول في هذا القول شيئا لا كثيراً ولا قليلا فالغاية الجنة والأمل دخولها وكل مانرجوه في الدنيا بأن تكون النهاية دخول الجنة فنأمل بدخولها ونطمع بها ولانعمل من أعمال في هذه الدنيا إلا لكي ننال الجنة هذه السلعة الغالية التي مافيها من نعيم وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر المسيرة في هذه الدنيا والعيش فيها إنما هو تزود للآخرة ولم نُترك سدى بل الله سبحانه خلقنا لنعبده ونجتهد ونصبر حتى يمن علينا بالجنة وليس كلامي هنا عن الجنة ومافيها من نعيم وربما يأتي بخاطرك بأنني سوف أتكلم عنها الآن أو الأعمال العظيمة والتكاليف الجسيمة والبذل المتواصل كما قال تعالى {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ } ونتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم(ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) ويمر بخاطرنا كذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) ولا أقصد شيئا من هذا كله إنما أقصد ما هو أيسر وأسهل وأقرب ونحن عليه قادرون وفي الوقت نفسه هوطريق سريع إليها إنه أمر يخص كل واحد منا ويستطيعه بمجاهدة يسيرة على من يسره الله عليه بإذنه جل وعلا إنه أمر لا يكلفنا حتى نطقاً باللسان ولا بذلاً من الأموال ولا جهداً من البدن إنه أمر يتعلق بقلبي وقلبك روى أبو هريرة رضي الله عنه عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح لم يتضح الأمر بعد كما قد يجول بخواطركم وأزيده إيضاحا فيما رواه الإمام أحمد في مسنده في قصة طويلة تحفظونها وقد تكررت على أسماع كل منا مرات عديدة كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال فطلع رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه قد علق نعليه قي يده الشمال فسلم فلما كان الغد قال صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل وقاله في اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل . فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له : إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت فقال : نعم فبات عنده ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله تعالى ولم يقم حتى يقوم إلى صلاة الفجر قال غير أني ما سمعته يقول إلا خيرا فلما مضت الثلاث وكدت أن أحتقر عمله قلت يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ولكنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا فأردت أن أعرف عملك فلم أرك تعمل عملا كثيرا فما الذي بلغ بك ذلك ؟ فقال ما هو إلا ما رأيت فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشا ولا حسدا على خير أعطاه الله إياه قال عبد الله : فقلت له هي التي بلغت بك وهى التي لا نطيق مجرد أن نحسن الظن بإخواننا المسلمين أن نجعل صدورنا سليمة عليهم أن نطهر قلوبنا من البغضاء والحسد والغل والغش وسوء الظن هل هذه تحتاج إلى أحد يسمعها لنا ومن أدرى بقلبك إلا أنت من بين البشر كلهم من أدرى بما تنطوي عليه نيتك عينك ترى هذا وقلبك يقول فيه كذا وكذا، وأنت تسمع هذا وأنت تقول قوله لا يطابق فعله وفي نفسك عليه ما في نفسك وهذا كما قال عبد الله: وهي التي لا نطيق، فإن أطقنا هذا فقد بلغنا مبلغا عظيما وشأنا رفيعا ومنزلة عالية وتأهلنا إلى نظر الحق سبحانه وتعالى إلى قلوبنا، فإنه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عند مسلم (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) تأملت هذا وقلت: لو أننا جعلنا هذا نصب أعيننا، فلا يبيت كل واحد منا إلا وتكون له لحظات من محاسبة يعفو فيها عن كل من أخطأ في حقه ويجدد فيها حبه لكل أحد من إخوانه ويمحو كل شيء من خاطر سوء وسوء ظن ولاتضع يدك تحت خدك متوسدا المخدة إلا وأنت تقول بلسانك اللهم اغفر لفلان وتجاوز عن فلان اللهم تجاوز عني وعنهم وكررتها مرارا لصار ذلك ديدناً لك وصار قلبك لا يخفق إلا بحب ولا يضمر شيء من سوء وهذا الذي نراه عربوناً يسيراً لمن يسره الله عليه للجنة ولو خاطبت نفسي وخاطبتكم الآن وقلت اسألوا القلوب في هذه اللحظة كم فيها على فلان وفلان؟ وكم في ثناياها من سوء ظن بفلان وفلان؟ وكم فيها من غضة عظيمة على فلان وفلان؟ وكم فيها من انقباض حتى لا تود أن ترى فلان وفلان؟ ما الذي ينفعنا بهذا؟ وما الذي نكسبه من هذا؟ والله جل وعلا يخبرنا بأمر جدير بنا أن نتأمله { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } وصف لأهل الجنة يوم القيامة قلوب صافية نقية طاهرة من الغل سليمة من الحسد سليمة من الحقد أصبحت صافية من هذا الداء والمرض الخطير الذي دب بين القلوب وربما يكون بين الأخ وأخيه أو بين الابن وأباه وتأمل هذا الذي ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في وصف أول زمرة تدخل الجنة: بأن قلوبهم ليس فيها غل (أول زمرة تدخل الجنة لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم على قلب رجل واحد) حتى من كان قد أذن الله عز وجل بدخوله الجنة فإن من إكرامه له ولأهل الجنة أن يطهر قلبه فلا يعود فيه مجال ولا مساحة لشيء من هذه الأدواء والأمراض التي أفسدت القلوب نسال الله السلامة وعند هذه الآية ذكر ابن كثير قصة معبرة مؤثرة للذين تربوا في مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الأشتر من أصحاب علي استأذن على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه فحبسه قليلاً ثم أذن له وعند دخوله رأى عنده ابناً لطلحة بن عبيد الله، فقال الأشتر: ألهذا حبستني أي أخرت دخولي عليك لجلوسك مع هذا فقال: أجل فقال الأشتر: كأني لو كان عندك ابن لعثمان لحبستني قال: أجل وإني لأرجو الله أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله فيهم { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ وأمضي بكم لنرى الكثير والكثير فإن هذا الأمر ليس بالهين بل هو إذا لم يوجد في قلوبنا ربما كان من أسباب حرمان رحمة الله عز وجل ومنع مغفرته فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا انظروا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم في صحيحه فأي شيء تنتفع به إذا حرمت هذه المغفرة والرحمة الواسعة التي يفيض الله بها علينا ومنعها عنا وسببه مايحصل بين المسلم وأخيه المسلم بيدي وبيدك أن تنزيل سببه فتفيض المحبة وتؤثر العفو ونغلب حسن الظن وندفع سوء واليوم أكتافنا بأكتاف بعضنا وأقدامنا بأقدام بعضنا بالصلاة والله أعلم بحال نفوسنا وقلوبنا ما مدى قربها؟ ما مدى ما فيها من الحب والألفة؟ ما مدى ما فيها من حسن الظن والتماس الأعذار وغير ذلك كم نحن في حاجة إلى سلامة الصدر وملئ القلوب بالحب ومعالجة الشحناء والبغضاء أولاً بأول ولعلي هنا أدعو نفسي أولا وأدعوكم الآن وقد قرأنا الآيات الأحاديث أما آن نعزم بعهد الله عز وجل أن نطهر قلوبنا على إخواننا وأن نحسن الظن بهم وأن نعالج الآن ما في قلوبنا من غل أو شحناء أو بغضاء على أحد وإن كان مخطئا علينا فإن السماحة والعفو من محاسن المسلمين ومن دلائل الإيمان وإن إحسان الظن من أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله ومن أعظم ما تحسن به العلاقة بينه وبين إخوانه (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً) هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث فيه كلام طويل لكن خلاصته أن (كونوا عباد الله إخوانا) لن تتحقق حتى نعبر كل تلك المراحل فنترك سوء الظن والتجسس والتحسس والتباغض والتدابر حتى نصل إلى تلك المرتبة الإيمانية من الأخوة الصادقة والمحبة الصافية نسأل الله عز وجل أن يعمر بها قلوبنا وأن يذهب عنها البغضاء والشحناء لكل أحد من المسلمين وأن يرزقنا حسن الظن والحب لإخواننا أجمعين إنه ولي ذلك والقادر عليه وأسأل الله عز وجل أن نكون ممن قال الله فيهم { وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } هذا الذي ينبغي لنا أن نأخذ به ونربي أنفسنا عليه والسلام عليكم ورحمة الله أخوكم رفيق الدرب
آخر تعديل رفيق الدرب يوم
07-01-2007 في 03:28 AM.
|
07-02-2007, 01:12 AM | #3 |
رئيسة لجنة المناصحة
|
رد: عربون يسير للجنة
الأخ الفاضل ** رفيق الدرب ** وجزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيم وبارك الله فيك ولاحرمك الله من الاجر واسال الله أن يجعله في موازين حسناتك وأن يطهر قلوبنا وينزع ما فيها من غل والله انه لعربون يسير وعلينا مجاهدة النفس لنفوز برضى الله عز وجل كلنا يسعى لكسب رضى الله ونيل الجنة .. لا أظن أن عاقلا يختلف اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .. اللهم آمين .. ولنا في رسول الله اسوة حسنة افلا نقتدي به عليه افضل الصلاة والسلام تأمل حاله صلى الله عليه وسلم حين ضربه قومه فأدموه فمسح الدم وهو يقول : " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " ثم تأمل معي موقف أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع مسطح بن أثاثة إذ كان الصديق ينفق على مسطح فلما كانت حادثة الإفك كان مسطح ممن خاضوا فيها فأقسم الصديق ألا ينفق على مسطح فأنزل الله قوله تعالى : ( ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) فما كان من الصديق إلا أن أعاد النفقة على مسطح .. أما أبو دجانة رضي الله عنه فقد دخلوا عليه وهو مريض فرأوا وجهه يتهلل بالنور فكلموه في ذلك فقال : " ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين : كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني .. والأخرى كان قلبي سليما للمسلمين" وعن أبي مالك الأشعري أنه قال : لما قضى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاته أقبل علينا بوجهه فقال : " ياأيها الناس اسمعوا واعقلوا.. إن لله عزوجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء .. يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله ".. فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله .. ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء .. يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم .. انعتهم لنا .. فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي فقال : " هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل .. لم تصل بينهم أرحام متقاربة .. تحابوا في الله وتصافوا .. يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نور.. يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون .. وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " رواه الإمام أحمد والطبراني.. فمتى نطهر قلوبنا من الحقد والغل والحسد حتى نسعد بصحبة الأبرار الصالحين .. ونفوز بالقرب من رب العالمين ؟!! أسأل الله أن ييسر هذا العمل علينا اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .. اللهم آمين .. |
************** *أوصيكم ونفسي بتقوى الله في السر والعلن* **************
|
07-02-2007, 02:26 AM | #4 |
|
رد: عربون يسير للجنة
بارك الله فيك بن ظافر على ردك والله يكتب لك الأجر واسال الله ان يتقبل دعائك والزمن ليس بغابر بل القلوب المغبرة بها صدا كما يصدا الحديد وجلائه الاستغفار والاكثار من ذكر الله فبارك الله فيك على ردك
والرجال أصبح عملة الله يوفقك للخير |
|
07-02-2007, 02:28 AM | #5 |
|
رد: عربون يسير للجنة
الله يكتب لك الاجر الاخت الفاضلة سحابة خير على ردك وعلى اضافتك للموضوع أسأل الله ان لايحرمك
الأجر والثواب |
|
07-07-2007, 08:30 AM | #6 | |||
|
رد: عربون يسير للجنة
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
رفيق الدرب وسحابة خير جزاكم الله خير |
|||
غارقه في نِعمگ يَ آللھ ˛ فلگ آلحمدُ حتى ترضىَ♡
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مشتاق للجنة وخائف من النار | الأزدية | الصوتيات والمرئيات الإسلامية وأناشيد الأطفال | 8 | 06-05-2012 01:15 AM |
صور مدهشة للحوت وهو ياكل | سد الوادي | الصور والأفلام والفلاش | 20 | 09-30-2011 11:39 PM |
عربون صلح .. | نقش خالد | عطر الكلمات | 2 | 08-26-2006 08:15 PM |
دنياك ماهي أمينة | الalwaafiـوافي | عطر الكلمات | 6 | 01-07-2006 01:06 AM |
عربون صبي بللحمر | صبي بللحمر | الشعر الجنوبي للطرح الذاتي | 3 | 11-09-2004 03:22 PM |