![]() |
|
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
عطر الكلمات (خاص بالمنقول) |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() )OPEN~M!ND(
مرحباً سيدتي العقلية المتفتحة .. مرحباً "صاحبة السمو" بـ عودتكِ لبني عمرو .. رغم المهام والألقاب إلا أن الوفاء طبعكِ وديدنكِ .. أنا هنا و هناك !! باقات من الورود لحضوركِ ... ***** الساري .. شكراً لك سيدي واتمنى متابعتك فهي تشريف و دافعاً للكتابة ... تحياااااتي ....... ![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" |
![]() |
#2 |
![]() ![]() |
![]() المكان :" في بقعة من هذا العالم " الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة " ________________________ هي : صباح الخير .. هو : أهلا بأجمل صباح .. أهلاً بمن اشتقت لها هي : إنني على خصامٍ معك و لن أرض حتى تعدني أنك ستنفذ ما أريد ! هو : ما بالك .. ما الذي حدث ؟ هي : حدثني النور ، ووضح لي أنك لم تعد مهتماً بدراستك ، وأنك دائم في غرفتك بين الأشعار والأحلام ؟ هو : ما أرق هذا النور ، ما أوفى هذا الصديق .. أتعلمين أنه غضب مني في ذاك اليوم عندما تحدثنا عن الحب ؟ هي : لماذا .. ؟ هو : ناديته بـ "كاتم الأسرار" .. وأنه "ساعي بريد" .. و ساعي البريد عادةً يجهل ما يحمل من بريد ؟ هي : هل جننت كيف تسمع أعز أصدقاؤك هذا الكلام ؟ هو : كنت أمازحه ، حاولت تغيير الموضوع حيث كان يتحدث عن الدراسة ومللت حواره ؟ كنت أود أن نتحدث عنكِ و عن الحب الذي أعيشه والفرح الذي يضمني ؟ هي : و هل تحاول أن تغير الحوار معي أيضاً .. لن أصالحك حتى تعدني ؟ هو : حسناً لك مني وعداً أن أدرس ،، هل ارتحت الآن ؟ هي : لقد اشتقت لك كثيراً .. ولولا أنك في فترة اختبارات لاتصلت بك كل ساعة بل كل ثانية ؟ هو : كل عام وأنت بخير .. الشهر المبارك سيحل بعد يومين إن شاء الله . هي : وأنت بألف خير .. هو : شهر رمضان جميل في كل مكان .. هي : أرجوك حبيبي اهتم بدراستك ، لا أريد أن أكون سبباً في ابتعادك عن الدراسة ؟ هو : لا تخافي ، وإلى الملتقى .. اليوم الأول .. وكالعادة .. إفطار الكثير من الأقارب في بيت والده ، ما أجمل أمسيات رمضان .. يلتقي هو وأصدقائه .. بعد صلاة العشاء .. في حديقة الحي .. قلة منهم من كان يحضر صلاة التراويح والأغلبية كانوا يركضون بعد الإفطار مباشرة للاختفاء وسط شجيرات الحديقة التي تتوسط الحي .. يتوارون عن الأنظار .. ويشعلون سجائرهم من بعضهم البعض .. يطفئون عطش النهار بدخان جمر من نار ! كان صاحب الدكان " أبو احمد " عجوزاً تقياً .. يبدأ عمله بعد صلاة التراويح .. اعتاد هذا العجوز رحمه الله أن يمر من وسط الحديقة ليرى هؤلاء المراهقين وكانوا يختفون خلف الأغصان .. لكي لا يراهم يدخنون .. و يمنعهم من دخول البقالة .. مع أنه يبيع علب السجائر في دكانه الصغير . !! وفي بداية مساء .. والشمس ترسم خيوط غروبها اللامع .. قبل موعد الإفطار خرج إلى الحديقة ..يحرك الدقائق الثلاثون الباقية على الإفطار .. و إذ به يراها عائدة من بيت عجوز فقيرة بالحي لا تبعد عن منزلهم كثيراً .. كانت مسرعة الخطى نحو منزلها .. فاتجه إليها .. يملأه الشوق الذي لا ينتهي .. وقف أمامها مرحباً .. وكانت متوترة .. يملأ الغضب عينيها .. !! هو : ما بكِ مستعجلة .. هل هناك شيء .. هي : لا شيء .. إنني ذاهبة إلى المنزل .. ولا أريد أن أتأخر .. هو : سأرافقكِ .. هي : ليس هناك ضرورة لأن ترافقني .. ثم أود منك أن تنسى كل شيء .. هو : ماذا تقصدين .؟؟ هي : الأفضل النسيان .. ذهبت مسرعة وبقي كجثة بلا حراك .. هذه حديقته التي نصبوه فيها زعيماً .. قد تحولت إلى غابه مخيفة ، أنكرته زعيماً بعد أن شهدت أوراق شجيراتها على الإعلان الأخـير .. وتلك هي الزهرة التي لا تذبل .. قد ذبلت اليوم في يومٍ ربيعي ماطر .. !! لم يصدق .. ما سمع من كلمات .. بل كلمتين .. ( الأفضل النسيان ) .. بدأ يسأل الرصيف الذي كان يمشي عليه إلى جانبها .. راح يسأل جدران المنازل المحيطة .. وأوراق الشجر التي اصفرت فجأة كأن الزمان خريفاً و ليس ربيعاً .. !! لجأ إلى الصديق الصدوق .. إلى النور .. محتاراً بما سمع .. ناداه .. صرخ به .. ما الذي حدث .. وكيف تنطق بكلامٍ كأنه خنجرٍ غرس في ظهره .. حاول الصديق النور أن يخفف من وطأة ما قالت .. منبهاً إياه أن جميع نساء الحب .. يمرن بمرحلةٍ ما يجربـن قوة الحب لدى من يحبهن ، والممكن أن تكون زهرته لجأت لهذا الأسلوب لتتأكد من حبه .. !! لم يقتنع .. فـ صديقه لم يرى عيني زهرة السوسن كيف كانتا تنظران إليه عندما نطقت بجملتها المخيفة .. !! لم يرى كم كانتا تحملان من الحزن والندم والقهر .. فلا يوجد في هذا العالم من يستطع أن يفسر لغة عيون المحب سوى قلب حبيبه !! نعم عندما تحدثت إليه قبل قليل .. كان كلامها نابعاً من عينيها .. كانت تخاطبه بلغة لا يفهمها إلا هو .. كانت حبيبة جريحة !! ولكن مما .. ؟ .. فهو لم يخطئ .. فما الذي حدث .. ولماذا اتخذت الزهرة الفتية هذا القرار ؟ أمضى أول الليل في حديقته مع صديقه .. وأكمله وحيداً .. حتى شروق شمس الصباح .. !! كانت الليالي تمر عليه ثقيلة يابسة رغم قطرات السماء الجميلة التي كانت تغازل وريقات الشجر في الحي ! ما عاد يذهب إلى عمه ويرافقه إلى المسجد المجاور لمنزله .. ما عاد يجتمع مع صحبته تحت الشجر .. لم يعد يهتم بدارسته !! جاء احد اصدقائه .. يسـأله عن سر ابتعاده عن المجموعة .. يحاول أن يساعده .. قال له : ألسنا أصدقاء منذ سنوات .. ألم تقف معي في كل مشاجرة ولا تسألني من المخطئ إلا بعد أن نشبع الطرف الآخر ضرباً .. حاول لأيام أن يفهم .. ولم يجب صديقه .. وكان يغير الموضوع .. فهو جنوبي قروي .. لا يمكن أن يقول أنه عاشق !! نكمل .. تحياااااااااتي
|
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() |
![]() وبعد واحد وعشرون يوماً .. و في الليلة الثانية للعيد .. شاركه في سهرته (مشاهدة فلم على الفيديو) اثنان من أصدقائه ، فـ والده غادر مع والدته وعمه إلى الرياض .. لحضور مناسبة زواج أحد الأقرباء هناك . -----------------------------------------خلال السهرة .. كان الهاتف يرن كل دقيقة .. وكانت الخادمة ترد عليه ولا أحد يجيب .. !! طلب من الشغالة أن تأتيه بجهاز الهاتف الموجود في الصالة ! مرة أخرى يرن الهاتف .. وكان أن رد أحد الموجودين ولم يجب أحد أيضاً .. فنظر إليه صديقه مبتسماً بلهجة نجدية : ( أقول .. قم بس رد وقل للملقوفة هذه تتصل بعدين .. ألين يخلص الفيلم .. أنت ما تمل من هـ البنات . ) ابتسم وطلب منه أن يفصل السلك لكي يرتاحوا من رنينه .. وراح الثلاثة يتابعون الفيلم .. شعر بملل .. وخرج من الغرفة متوجهاً إلى القسم الثاني من المنزل ولاحظ أن أخواته والخادمة نيام .. كانت الساعة تقترب من الثالثة فجراً .. ولا يسمع سوى صوت الأشجار التي تراقصها ريح الشتاء ، وصوت التلفاز في الجانب الآخر من المنزل .. عاد إلى الغرفة وعاتبه صديقاه على تركه لهم .. !! جلس خلف احدهم يحاول إزعاجه ليكسر الملل المفاجئ .. فتارة يضغط على كتفه وتارة يغمض عينيه .. وصديقة يطلب أن يتركه يتابع الفلم .. !! التفت إلى الهاتف المسكين .. كأنه يناديه أن يدفئه بحرارة السلك .. تذكر رنين الهاتف .. وتسائل عمن يتصل في هذه الساعة ولا يجيب ..؟ كان لرنين الهاتف نغم مختلف .. فقام بوضع السلك في الجدار .. غير واثق من أنه سوف يسمع رنينه مرة أخرى ..! وما أن تسللت الحرارة إلى الجهاز حتى راح يغرد .. أمسك السماعة بيده .. لم يستطع سماع الصوت الخافت .. بسبب التلفاز .. لم يعرف من الذي يتصل .. لم يميز الصوت ولكن شيء ما طلب منه أن ينتقل بالهاتف إلى غرفة أخرى .. !! ذهب مسرعاً كأنه يحمل بين يديه قطرات ماء خائف من أن تنساب من بين أصابعه ! قام بإيصال السلك مرة أخرى .. في جدار جديد .. وجلس على الكرسي الأقرب .. هو : نعم .. ألو .. هي : ما بك .. أين ذهبت ؟ هو : هل هناك شيء ..؟ .. أكل شيء على ما يرام ؟ هي : نعم لا تخف .. فقط اتصلت لإلقاء تحية العيد .. ألسنا في أيام عيد ؟ اسمع لا أعرف كيف أبدأ الحديث ولكن .. كان يرتجف .. نعم يرتجف كأنه يقف وسط المطر عارياً .. طلب منها الانتظار قليلاً .. فاتجه يرتجف إلى غرفته وارتدى فرائه الأسود . هي : ما بك .. ؟ هو: لا أعرف .. أشعر بالبرد هي : اطلب منهم أن يعدو لك كوباً من الشاي .. هو : الكل نائم ،، لن أسامحك على ما فعلتيه بي في ذاك اليوم .. !! هي : منذ اللحظة التي حدثتك فيها عن ضرورة نسياني وأنا أبكي حتى وصلت سريري .. ولم أخرج من غرفتي خلال عطلة نهاية الأسبوع !! هو : شاهدتكِ أمس في العيد ، رأيتكِ حزينة .. هي : كنت أتوقع أن تبدأ بتحية العيد ولكنك تجاوزتني مع أنني كنت مع من ألقيت عليهم التحية ، خرجت من الصالة إلى الغرفة الخلفية في ذاك المنزل وبكيت كثيراً .. رغم تعبي .. وانظر النتيجة .. صوتي بالكاد يسمع .. ! هو : إن لصوتك في كل أشكاله ، نغمات موسيقية رائعة .. أتعلمين أنني لا زلت أرتجف ..!! وواصل الحديث .. لا أعلم فجأة بعد أن طلبت من أحد الموجودين معي في المجلس بأن يفصل سلك الهاتف ، ثم قمت بنفسي وأحضرت الهاتف وصرخت به أرجوك لن أغلق الخط .. أحسست أن من يتصل كل لحظة يريد أن يحادثني ، فكانت أجمل نغمات صوتية أسمعها اشتقت لكِ كثيراً .. سامحكِ الله كيف استطعتِ أن تصبري على هذا البعد طوال هذه المدة !! هي : ومن قال لك أنني استطعت الصبر .. بعد يومٍ من لقاؤنا في الحديقة .. كنت كلما أحاول الاتصال بك يأتي شيء غريب فيمنعني .. ثم أنني حسبت أنك من سيتصل .. !! هو : فضلت عدم الاتصال حتى اعرف ما الذي حدث .. وقد اتصلت أمس في صباح العيد فلم تجيبي وعندما حضرت للمنزل عرفت أنكِ في المنزل الكبير منذ الصباح الباكر .. هي : أتعلم أنني هربت منك .. علمت أنك سوف تحضر ففضلت ألا أكون في المنزل !! هو : تهربين من لقائي! وتبكين لأنني لم ألقي بتحية العيد عليكِ .. !! ما بالك حبيبتي .. أتحاولين أن تختبري قوة حبي بعد كل هذه المدة ؟ هي : أحبك .. ولن أسمح لأي كائن أن يوهمني بعد اليوم .. هو : من الذي حاول أن يزرع الشك بيننا .. هي : لننساه و ليعاقبه الله .. ولندعو أن يمنحنا الله القوة لنبقى معاً.. . هو : حبيبتي كم أحبك ، وأود لو أنني أمامك الآن .. أقسم لأشجونا بأشعارٍ لم يقلها أي عاشقٍ ولا حتى ابن الملوح هي : تعال في عصر الغد ، ولنخرج معاً فترافقني إلى بيت صديقتي . هو : لكنني لن أستطيع المكوث معكِ في بيت صديقتكِ هي : ومن قال أنك ستمكث ولو لحظة ، فأنت سترافقني في طريق الذهاب والعودة فقط !! هو : حسناَ إلى لقاء الغد . لم يكن أحد غير صديقه النور يعلم أنه عاشق حتى الثمالة .. كم تمنى أن يكون النور معه في هذه الساعة .. !! راح يركض إلى صديقيه وأقسم عليهم ان يبقوا معه .. كانوا ينظرون إليه باستغراب شديد .. كان يقفز يريد أن تلامس يديه سقف الغرفة , فتح المكتبة .. وجاء بشريط فيلم لعبد الحليم حافظ .. وراح يستمع لحوار الحب وأغاني العندليب .. شارفت الساعة على التاسعة صباحاً وكان الاثنين قد ناما منذ الساعتين . . كان مستلقياً على أريكة في شرفة المنزل التي تطل على الحديقة .. ما أجمل ورق الشجر .. حين تلمع عليه قطرات الندى .. لأول مرة يرى في الأرض منظراً يشبه السماء ولمعان نجومها طلب من الخادمة أن تأتيه بإفطاره .. فقد قرر أن يتناوله في هذه الشرفة على صوت العصافير وكأنها تعزف له لحن السعادة .. كان من ضمن التعليمات التي تركتها والدته مع الخادمة أن يكون عصير البرتقال الطبيعي وأكواب الحليب بديلة للشاي .. لم يكن يلتزم بتلك التعليمات من قبل .. إلا هذا الصباح .. بدأ إفطاره بكوب الحليب وأنهاه بكأس البرتقال .. بل أنه طلب كأساً أخرى . استغربت الخادمة .. فلم تعتد منذ أسابيع ثلاثة على ما تراه هذا الصباح .. فأخبرت أخته الكبرى التي جاءت ومعها فنجان قهوتها التركية وجلست بجانبه على الأريكة .. مستغربة في نظراتها هذه الابتسامة الصباحية التي كانت قد غابت منذ فترة .. وطلبت منه أن يذهب إلى النوم .. فهذه أول مرة تجده يصل الليل بالنهار وأشعرته أنها غاضبة ! ما أجبره على الذهاب إلى سريره أنه يجب أن يرافق حبيبته في الرابعة عصراً إلى منزل صديقتها .. فطلب من الجميع أن يعملوا على إيقاظه في الثالثة ظهراً .. والتفت إلى اخته : اسحبِ بي من سريري مثلما تفعلي حين توقظيني للمدرسة ! لم ينم .. طويلاً .. ففي الثانية ظهراً استيقظ .. وغادر المـنزل إليها......... نكمل لاحقاً ....
تحياااااااااتي |
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]()
بلزاك ما اروعك حين تلامس عواطفنا
بل انك اقتحمتها بكلامك ما اجمل سردك وصياغته الله عليك فقد سرحت معك بعقلي وقلبي ولم تكتفي بتفتيح الجراح بل اصريت على ان تعذبنا بالانتظار لتكمل لنا تعذيبنا0 ما اروعك بلزاك انا في انتظارك |
![]() |
![]() |
#5 | |
![]() ![]() |
![]() اقتباس:
وعن جمال ماتكتب . . . هات لنا بالمزيد ولاتبخل |
|
![]() ، إذا أردت التحليق مع الصقور فلا تضيع وقتك مع الدجاج ! [/CENTER] ![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() |
![]() عزيزي/ دواس علف
ابعد الله عنك عذاب الدنيا والآخرة الشكر يتمنع خجلاً أمام حروفـــك و لطف عباراتك .. كل التحايااااااا لشخصكم الكريم ----------------------------- )OPEN~M!ND( مهما كتبت من عبارات الشكر والتقدير لن توفيكِ حقكِ سيدة الكل .. مكان يتشرف بحرفكِ ينجلي عنه الألم المصاحب لكل حرف اضعه هناااااا كـ وني بخير |
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() |
![]() المكان :" في بقعة من هذا العالم " الزمان :" قبل أن تنتهي الأزمنة " ------------------------------------------- هي : مرحباً ، حضرت مبكراً هو : أليس الآن موعد الذهاب ؟ هي : أنت تعلم أنه بقي للموعد ساعتين .. هو : لم احتمل الانتظار . هي : لقد أعددت بعض الشاي ، أتود أن تشرب معي ؟ هو : وهل سأجد أجمل من كوب شاي مع أجمل حبيبة ؟ هي : أرجوك إن الجميع في الصالة و لسوف يسمعونك . هو : لقد اقتربت الامتحانات ويجب أن تعوضي ما فاتكِ في العام الماضي ، و إن كنتِ بحاجة لأي مساعدة سأكون جاهزاً !! هي : إلا أنت ... إن احتجت أي مساعدة في دراستي سوف اطلبها من غيرك ، فـ الدراسة معك مستحيلة ، وسنفشل معاً !! هو : لماذا ؟ سوف اقترح على أبويكِ أن أحضر إلى هنا لأدرس وأراقب دراستكِ .!! هي : لن ننجح .. !! ولن تقترح شيء وإن اقترحت فلن يوافق أحد على ذلك .. فلا تضيع وقتك !! هو : وكيف سأراكِ ؟ هي : سوف أزوركم في نهاية كل أسبوع . هو : حرام عليك .. أتتحملين بعدي أسبوعاً كاملاً ؟ هي : لو كان الأمر بيدي لما ابتعدت عنك ، ولكن يا حبيبي يجب أن نكون واقعيين ، فنحن ما زلنا طلبة علم وعلينا الاهتمام بدراستنا وخصوصاً أنت ، فلديك من لا يلاعب على هذا الأمر .!! هو : سوف نتحادث هاتفياً كل يوم ، موافقة !! هي : موافقة .. هو : ألم يحن وقت الذهاب إلى صديقتكِ ؟ هي : نعم وأنا جاهزة الآن !! هو : أتعلمين .. أود لو نكبر بسرعة هذه الرياح فنصل إلى عمر العشرين ، ونبدأ حياتنا معاً !! هي : نحن ولدنا معاً .. وأمضينا سنوات طفولتنا معاً .. ونحن الآن في بداية عمر الشباب معاً .. فلماذا تريدنا أن نكبر بسرعة ونحن دوماً معاً .. هو : أتحبين الرسائل ؟ .. أود لو نبدأ في المراسلة .. فيكتب كلاً منا ما يريد ويعبر عما في داخله اتجاه الآخر .. فالإنسان عندما يكتب ، يبدأ في نسيان كل شيء محيط به ، فقلبه هو الذي يكتب ومشاعره هي التي تملي عليه ما يكتب !! هي : أعلم .. وأحياناً كثيرة أود الكتابة إليك .. ولكن لقاؤنا المستمر لا يسمح لي بالكتابة !! هو : أما أنا فأكتب .. و قد كتبت قصيدة في أبها ..؟ هي : في أبها .. وكيف ولم تذهب إليها سوى مرةٍ واحدةٍ !! هو : أشتاق لها .. رغم أنني لو وضعت فيها لضعت في شوارعها ، أتذكرينها في الصيف الماضي عندما زرناها .. ؟ هي : بالطبع أذكر .. أتذكر ليلة وصولنا ..؟ تمنيت لحظة رأيتك أمام ذاك المنزل في المساء مع البقية .. تجلسون أمام الخيمة البيضاء أن نطير معاً إلى هنا .. إلى حيث ذكريات طفولتنا وصبانا .. تمنيت لو أرافقك الطريق عندما أخبرنا والدي أنكم ستغادرون في الغد .. لم أكن أعرف من الأقرباء في أبها سوى القليل ولكنني كنت أحس أنني أعرف كل من فيها .. أتعلم اشعر كأن أبها مكان ولادتنا .. وأشتاق إليها كثيراً .. هو : أقسم لولاكِ لرحلت لـ أبها ، ولعشت فيها بقية عمري !! لا أعلم لماذا لم يستقر والدينا ومن معهم في الجنوب كبقية أهلنا .. !! ولكنني أتوقع أنه في يومٍ قريب سنجتمع كلنا في ديار أجدادنا ، فنعيش معاَ وكم أتمنى أن لا يطول ذاك اليوم فيأتي سريعاً ! هي : بعد أن عدنا من رحلة أبها ، سمعت والدتي ووالدتك يتحدثان عن بناء منزل جديد في الجنوب ، وهذا يعني أنهم بدؤوا التفكير في ما نتمناه .. هو : أحس بذلك .. هي : ولكن سأشتاق لصديقاتي ومدرستي !! هو : أنا سوف أشتاق لحديقتي والمزرعة الجميلة .. وصوت العصافير في أول الصباح . سوف أشتاق للزاوية الشهيرة .. ومنزل السور الأبيض حيث اعترفت لكِ بحبٍ يسكن جسدي و قلبي وأيامي ! هي : تشتاق للزاوية من أجل مدرسة البنات ... نعم ما زال لدي صديقات وقد تحدثن عنك وعن أصدقاؤك !! هو : ولكننا لم نضايق أي طالبة ، لا من بعيد أو قريب .. هي : هل تعلم أن هناك معجبات بك و ببعضٍ من أصدقاؤك .. هو : من ؟ من ؟ هي : لن أقول.. .. ولن تعرف مني شيء !! هو : حسناً هذا هو المنزل وسوف اتصل في السابعة مساءً إن لم تتصلي أنت قبلها !! سأكون في بيتنا أو في بيتكم ؟؟ هي : إلى اللقاء ولا تتأخر عن السابعة .. .. وفي الموعد قرع جرس الباب .. فاستقبلته (صديقتها) .. متسائلة إذا ما كان يود تناول الكيك الذي صنعته والدتها وألمحت له أن أبيها موجوداً في المنزل .. فهي تعلم أن "البدوي- القروي- القبلي" لا يدخل بيتاً لا يكون فيه رجل ..!! شكرها معتذراً عن قبول الدعوة .. وأستأذنها أن تنادي زهرة السوسن .. هو : مرحباً .. هل أنتِ مستعدة ؟ هي : أهلاً .. ما شاء الله ما هذه المواعيد .. قلت في السابعة و اتصلت .. ثم قلت أنك ستحضر خلال عشر دقائق و فعلت !! هو : وهل عندي أهم منكِ .. وكيف سأخلف موعداً قطعته و لمن .. .. لكِ أنتِ .,, ؟؟ هي : علينا أن نذهب إلى السوق .. فقد وعدت من في المنزل أن نحضر لهم بعض الحلويات ؟؟ هو : ولكنني.. لا أحمل نقوداً تكفي ؟ لماذا لم تقولي هذا من قبل !! هي : سوف أعطيك بعض المال كدينٍ ترده متى ما شئت ؟ ثم أنهم اتصلوا بي من المنزل وطلبوا ذلك ؟ هو : لا .. سوف نجعل طريقنا إلى منزلي أولاً .. لأحصل على النقود ونذهب من هناك ..؟ هي : سوف يشاهدنا والدك ويرسلنا مع السائق ، فلنذهب لوحدنا ومعي نقود تكفي !! هو : حسناَ أتودين أن نذهب بسيارة أجرة ؟ هي : ما زال الوقت مبكراً .. لنمشي قليلاً .. هو : من الأشياء الجميلة في هذه المدينة أن تمشي في منطقة (الـ.....) متجهة إلى داخل السوق .. فذاك الطريق تكسوه الأشجار والهدوء .. وهو جميل جداً هي : كما تشاء .. حتى الطريق تريد أن يكون أكثر رومانسية .. هو : بل أريده أن يفخر أن أروع عاشقين مشيا معاً من خلاله .. فيزداد جمالاً .. وإشراقاً .. وغروراً هي : لنذهب الآن .. ما أجملك عندما تتحدث في الخيال .. ولكن خيالك يخيفني دائماً .. فلنذهب .. هو : سنذهب إلى محلٍ أعرف صاحبه .. ولديه حلويات جميلة ، إنه في منتصف السوق ؟ هي : ولماذا ذاك المحل .. إنه بعيد .. على مقربة منا محل جيد نستطيع شراء ما نريد منه ونعود إلى المنزل ..؟ هو : سأكون صريحاً .. أود أن أطيل الطريق .. ثم أنني لن أسمح أن تدفعي الفاتورة وأنا معكِ .. ماذا سيقول صاحب المحل ؟ هي : حبيبي أرجوك لا نريد أن نتأخر .. ثم أنه في منتصف سوق المدينة ازدحام كبير وسنتأخر أكثر ..! هو : من هناك سنعود بسيارة أجرة .. فلا تعارضينني .. أرجوك .. هي : حسناً أوافق بشرط .. أن ادفع المال أنا .. فليس هناك فرق بيني وبينك وإن شئت سأعطيك المال هنا قبل الوصول وتدفع أنت !! هو : ماذا افعل بكِ .. وبهذا العناد المسيطر على تصرفاتكِ ؟ هي : لا شيء .. لا توافق إن كنت مخطئة .. وعليك أن تتخلص من أن الرجل هو كل شيء .. فنحن نستطيع أن نتصرف يا سيدي في كثير من الأحيان .. هو : لكِ ما شئتِ .. ولكن تعلمين أن هذا في دمنا و لن نستطيع العيش بدونه .. الرجل رجل والمرأة امرأة هي : لا أعارضك .. ولن نحل محلكم .. وسنبقى في حاجة دائمة لكم .. ولكننا نود أن نجسد شخصيتنا في أشياء من السهل أن نقوم بها .. فالمرأة يا حبيبي لا تريد سوى حرية تقبل بها أنت .. وتقتنع هي بها !! هو : المرأة اليوم في حالٍ أفضل من الأمس بكثير .. ولا أعتقد أنها تحتاج أكثر.. فهي تعمل وراح تقود سيارتها وتخرج بكل حرية وتسير بكل أمان . . هي : أتقبل أن أقود السيارة .. أتقبل أن أعمل .. أتقبل أن أذهب إلى صديقتي فأرافقها إلى السوق لوحدنا ..؟؟؟ هو : من ناحية العمل فلا مانع لدي أبداً .. وأما السيارة فأنت تعلمين أن وضعنا يختلف عن بقية أهل المدينة .. فنحن لا نقبل أن تقود بناتنا السيارة أو أن تسافر لوحدها إلى مدينة أخرى .. هي : لأنك جنوبي وإلا لأنك سـعودي ..!! .. على أي حال أعتقد وبما أنكم معشر الرجال قد وافقتم أن تخرجوننا من بيوتنا إلى العمل بعد اعتراض دام لسنواتٍ طويلة ، سيأتي اليوم الذي توافقون على أن نقود السيارة . هو : إذا كنت تسألينني عن ذلك اليوم سوف أعارض .. لكن لا أدري إن جاءت ابنتي في الغد هل سأبقى معارضاً أم سأوافق !؟ هي : صدقني أكاد أجزم أنك ستوافق . هو : هذا هو المحل .. ما نوع الحلويات التي تريدين ؟ هي : أريد من هذا .. وهذا وذاك .. وتشكيلة من هذا أيضاً . هو : لن تدفعي الحساب ! هي : واتفاقنا .. !! هو : أحياناً .. يضطر الإنسان لأن ينقض الاتفاق من أجل مبدأ !! هي : حتى لو كان هذا المبدأ خطأ ؟ .. ثم لماذا وافقت من البداية .؟ أنتم دائماً هكذا .. تتحدثون بأي شيء وفي النهاية تنفذون رغبتكم ! ! هو: لنذهب الآن .. فقد تأخر الوقت ..!! هي : والحساب من سيدفعه .. ؟ هو: سآتي في الغد و ادفع له .. فهو يعرفني .. أنا زبون دائم لديه !! هي : حسناً .. لنذهب ، ولكن لن أعقد معك أي اتفاقٍ حتى تقسم أنك ستلتزم به !! هو: هناك اتفاقات لا تحتاج لقسم .. إن كانت مبنية على أساس رغبة الإنسان الذي يعقدها .. هي : بدأت بفلسفتك التي لا أقوى عليها .. فدعنا من حوار الاتفاقات ولنستقل سيارة الأجرة .. فهل ستدفع غداَ لصاحب السيارة !! هو : لا سنوصلكِ إلى بيتكِ .. ثم اذهب به إلى بيتنا وهناك ادفع له .. هي : لديك حل دوماً لكل شيء .. !! هو: حسناً هذا هو البيت .. في رعاية الله هي : يا عم ليس معه نقود .. مع السلامة .. أراك غداً .. ويتحرك به سائق السيارة العجوز .. وهو ينظر إليها كالريم التي لا تخشى سهم صياد .. ثم ينظر إليه وهو في المقعد الخلفي يراقبها كيف تجتاز وسط الحديقة بكل شموخ وجمال : وفقكما الله يا بني ! يجيب السائق بابتسامة .. امتزجت بغضب ٍ وشكرٍ وأيضاَ .. خجل !!! نتابع ..... تحياااااااااااتي
|
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() |
![]() \ / كان أن عاد والده ووالدته من الرياض ، وبقي عمه هناك لمتابعة الرحلة العلاجية التي قرروا له أثناء مراجعته لمستشفى الملك فيصل التخصصي عمه الذي سافر قبل أيام قليلة وقد أوصاه بعائلته في غيابه وإلا يقوم بأي عمل يغضب الزعيم .. مما يعني زيادة الاهتمام بالدراسة ! أوصاها أن تبقى قوية كما رباها ، وأن تهتم بدراستها وأخواتها الصغار ، ألا تغضب والدتها .. !! وطلب منهما معاً ، أن يتصلا به هاتفياً إن احتاجا أي شيء .. من الرياض قرروا أن يسافر إلى أمريكا .. هو : ما الذي جرى لكِ ، عهدتكِ قوية ومؤمنة .. لماذا تبكين ؟ هي : لماذا طلبوا منه أن يسافر .. لماذا ؟ هو : لقد اتصلت بهم في الرياض وعرفت أن رحلة أمريكا لإجراء تحاليل طبية للتأكد من أن التحاليل التي كانت في الرياض سليمة وإن شاء الله سنحتفل بعودته كما احتفلنا به عندما عاد من رحلته العلاجية في أوربا ! هي : لا أعرف منذ يومين وجدت والدتي تبكي .. ولما سألتها لم تجبني وذهبت إلى غرفتها ولم تخرج سوى في اليوم التالي !! هو : أحياناً الإنسان يبكي من لا شيء .. فما بالك وزوجها بعيد عنها في رحلةٍ علاجية وهي رحلة وقائية لا أكثر هي : إنني خائفة .. خائفة كثيراً .. ألا أراه مرة أخرى .. خائفة أن افتقده .. وأبقى وحيدة ..!! لقد تحدثت مع والدتي بضرورة السفر إليه .. يجب أن نكون بجانبه .. فيزداد قوة بنا !! هو : ما بالك .. ما هذا اليأس .. تتحدثين وكأنه يصارع الموت .. هل جننتِ .. أقول لكِ أنها رحلة وقائية ! هي : سأدعو له ليل ونهار .. سأدعو بأن يعود إلينا سالماً معافى .. ويضمنا بابتسامته من جديد .. في المكالمة الأخيرة كان يضحك معنا ويداعبنا كأننا أمامه .. وكلما انتهت المكالمة تغيب والدتي في حجرتها فتبكي .. حتى في صلاتها تبكي ؟ هو : سأذهب الآن إلى المنزل وإن احتجتم لشيء .. اتصلي بي .. ولا أريدكِ أن تبكي ففي البيت أطفال صغار .. ويجب أن تكوني عون والدتكِ في الاهتمام بهم ..!! هي : إلى اللقاء .. !! خرج من المنزل .. كان جاهلاً أنها تعلم كل شيء عن حالة والدها الصحية .. لم يجازف ليخبرها بما يعلم خوفاً عليها وكانت تحجب عنه ما تعلم خشيةً عليه لأنها تعلم مدى الحب الذي يسكنه اتجاه والدها .. !! صار يأتي كل يوم إلى بيت عمه .. يحمل الألعاب للصغار أنواع الحلويات والعصائر .. كان يمضي ساعات في مداعبة الصغار . لم يكن يريد لهم أن يشعروا بغياب أغلى الرجال إلى قلبه .. بل أنه كان يؤنس نفسه بوجودهم فيتناسى غياب عمه ..!! هذا العم الذي طالما قام بحمايته من غضب الزعيم .. اتصلت به قبل موعد النوم .. كما تعودا هي : مرحباً .. لقد قررت والدتي السفر .. هو : هل ستذهبون جميعاً .. هي : لا الصغار فقط سوف يرافقونها .. اتصل عمي الكبير من الرياض وطلب منها أن تحضر لترافق الوالد إلى أمريكا .. هو : أود لو نرافقهم فنقضي معهم أياماً جميلة في أمريكا .. هي : سأذهب إلى هناك .. لن أبقى هنا ووالدي بعيدان عني .. لن أبقى هنا !! هو : سمعت أن والدي سوف يرسلكم إلى الرياض بعد انتهاء الدراسة .. هي : لا أعتقد أنني سأنتظر حتى نهاية الدراسة .. سوف اتصل بوالدي واطلب منه أن يسمح لنا بمرافقته .. !! هو : لقد تحدثت معه في الرياض .. وقد سألني عن دراستي و طلب مني أن أنجح .. وطلبت منه أن يعود إلينا !! هي : سيعود بإذن الله .. هل تعلم أننا نجيب على خمسين اتصالاً تقريباً في كل يوم من كل مدينة و من أناسٍ لم أسمع بهم من قبل .. يسألون عنه وعن صحته ومتى يعود .. أحد المتصلين قال أنه سيعد وليمة كبيرة عندما يعود والدي وأن هذه الوليمة ستوزع على الفقراء ، وأنها وعد ودين عليه .. هو : إن شاء الله سيعود .. وسوف نقيم ولائم كثيرة في كل مكان .. إن شاء الله هي : أحبك كثيراً .. ووجودك بقربي ساعدني كثيراً وشد من أزري .. أحبك .. هو : أود أن أنهي المكالمة الآن لأنام على أروع وأحلى نغمات في العالم .. تصبحين على خير .. هي : أحلام سعيدة .. هو : في ظهيرة اليوم التالي .. ومن أن عاد من المدرسة حتى اتصل بها في المنزل .. هل غادروا إلى الرياض .. هي : نعم ذهبوا في العاشرة صباحاً مع السائق إلى المطار .. والرحلة في الحادية عشر .. أعتقد إنهم في الرياض الآن .. هو : إنها الواحدة والنصف وقد وصلوا الرياض بالتأكيد .. هي : سأتصل بهم الآن .. هو : حسناً .. أراكِ فيما بعد .. أنهى المكالمة سريعاً لكي تتصل في الرياض و تطمئن على وصول والدتها . . هي : مرحباً .. كيف حالك ! هو : بخير وأنتِ .. هل اتصلت ِ .. هي : نعم وسوف يغادرون جميعاً إلى أمريكا بعد عشرة أيام !! تمنيت لو كنت معهم .. هو : سوف نستقبلهم إن شاء الله في المطار عندما يعودون وسوف أستأجر عشرون سيارة .. سأجعله موكب فرح لمدة ساعتين من المطار حتى المنزل .. سأعد حفلاً كبيراً .. أتعلمين لقد تحدثت مع والدي عن هذا الأمر ووافقني الرأي !! هي : عندما يعود سنقيم حفلاً لمدة شهر .. شهراً كاملاً .. دعوه يعود أولاً .. وسترى هذه المدينة حفلاً كبيراً كبيرا .! هو : إن شاء الله .. سأذهب الآن و سنلتقي فيما بعد ، إن احتجتِ شيئاً فاتصلي بي . هي : في رعاية الله .. لا تتأخر ، لا أطيق أن أبقى وحيدة ، وأنت بعيد عني !! هو : حسناً سأعود في المساء .. إلى اللقاء يخرج وحيداً في شوارع المدينة ، غير مصدقٍ لما سمع من أخبار عن والدها ، و غير مدركٍ أنه أخفى عنها حقيقة المرض !! وحتى الآن لم يكن أحدهما يعلم أن الآخر مدركاً لمأساة المرض ! وهكذا بقيا معاً يخفي كلاً حقيقة الأمر عن الآخر خوفاً على هذا الآخر !! كان يمشي بضع ساعات في مساء المدينة .. كان الكثير يشاهدونه ويسألوه عن الرجل الطيب الذي تقدره هذه المدينة كثيراً كان أكثر إنسـان يكتسي الشموخ مع طيبة و كرما و صبرا .. الذي كاد مرة أن يبيع سيارته ليساعد رجلاً مسجوناً بسبب دين بعد أن جاءت عائلة السجين وبكت عند باب داره .. لكن مرافقيه طلبوا منه انتظار الزعيم الذي قام بكل شيء أراده أخيه ! يذكره صاحب هذا المحل الصغير الذي يصلح الدراجات وإطارات السيارات .. يذكره حين وجده يحمل ابنته الصغيرة التي وقعت من الطابق الثاني للعمارة التي يسكنها ، يوم كان يركض بها إلى المستشفى فوقف هذا الرجال بسيارته الألمانية الفاخرة .. وطلب من شقيقية ومني أن نستقل سيارة أجرة إلى البيت و وضع الطفلة وأبيها في المقعد الخلفي وطار بهما إلى المستشفى ..!! يذكره ذاك الفلاح الذي وجده صدفة حين كان متجهاً ببعض الضيوف الذين وصلوا من الرياض للتو .. في فصل الصيف .. فدعاهم إلى مأدبة غداء في احد المنتزهات .. فوجدوا الفلاح يبكي على قارعة الطريق .. !! توقف عنده .. ونزل وجلس أمامه مستفسراً .. لقد داهمت حشرات سامة أرض هذا الفلاح .. وسوف تقضي على محصوله إن لم يقضي عليها ولم يعد يملك من المال ما يكفي لشراء المواد التي يجب أن ترش فوق الأرض !! كان المبلغ المطلوب أكثر مما يحمل في محفظته .. ولأن ضيوفه ليسوا بغرباء .. فقد جمع كل ما لديهم مع ما لديه ومنحه للفلاح وأعطاه رقم هاتفه في المدينة التي عاد إليها بعدما انتهت نقوده وأنهى ما يحمل ضيوفه أيضاً !! يذكره صاحب الإبل الذي جاء مستنكراً ما قامت به دورية بمصادرة بعض من إبله التي اقتربت من مدينة وسط صحراء البدو .. كان هذا البدوي العجوز .. يوبخه وهي طريقة كبار السن من البدو في طلب مساعدة أبناء القبيلة الواحدة !!.. "كان يعتقد انه من نفس القبيلة"!! ((لو كان الشيخ … رحمه الله على قيد الحياة لما استطاع أحداً التعرض لي .. لكن أنتم ما فيكم خير .. ولا عون)!! ابتسم .. وغادر برفقة هذا العجوز على الصالون الذي اخترق به طرق الصحراء و أعاد الإبل لصاحبها وتناول بعض من لبنها مع حبات تمر (ثم اخبر العجوز انه جنوبي من قبيلة كذا) وعاد في منتصف الليل إلى بيته !! هي : عمت مساءً .. أين كنت منذ ساعات وأنا اتصل أود أن تجيب أنـت ؟ ألم تقل أنك ستعود في المساء ، أين كنت .؟ ؟ هو : لقد ذهبت إلى داخل المدينة .. ولم أحبذ العودة إليكم في وقت متأخر ! هي : منذ متى وتخاف من رقيب في هذا البيت ، هل سبق وسألك أي إنسان لماذا حضرت في هذا الوقت أو ذاك ؟؟ أنه بيت عمك يعني بيتك .. هو : ما بالك حبيبتي !! لما أنت منزعجة ؟؟ هي : لا أعرف ، أصبحت عصبية بدرجة لا تتخيلها ، لم أعد أطيق أن أبقى وحيدة ؟؟ هو : وهؤلاء الذين حولك ، لقد حضرت عائلة بكاملها للمكوث معكم .. حاولي السماح لهم بأن يتحدثوا معكِ ، فهم يحبونك مثل الآخرين .. وسوف تعتادين عليهم وتروحين عن نفسك بعض الشيء !! هي : لا أطيق بـُعد والدي وجزء من أخوتي ، إنها المرة الأولى التي نبتعد بها عن بعضنا البعض ؟ هو : سيعودون جميعاً ، فقط لندعي أن تكون عودتهم سريعة ويكونوا جميعاً سالمون معافون . يحاول أن يخبرها وتمنعه كلماتها ، يمنعه خوفها وقلقها وحزنها من ابتعادهم عنها ، فكيف يستطيع أن يخبرها بالحقيقة ، وأن الله كتب لوالدها عمراً من المتوقع أن ينتهي بعد أشهرٍ قليلة !!! وتحاول أن تخبره ويمنعها ذاك الأمل المتدفق مع كل كلمة ينطقها ، ذاك التفاؤل الذي يعيش معه ويكبر في كل لحظة ، فكيف ستخبره بالحقيقة ؟ نكمل لاحقا.... تحيااااااااااتي
|
![]() "كلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب"
" أنوريه دى بلزاك" ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على جدار الزمن الغادر .. كتبت نهايتي ..!! | الفارس الملغمق | الخواطر | 15 | 02-03-2009 02:45 PM |
×?°إلى من كانت حبيبتي ×?° | صبي ذات العلب | الخواطر | 3 | 11-24-2006 08:08 PM |
لم أعرف بدايتي من النهايه...ولكنني تعلمت من غدرها الكثير.. | >> لاري << | عطر الكلمات | 5 | 04-10-2004 12:58 AM |
بدايتي معكم .. نهاية .. قصتي .. | همسة امل | عطر الكلمات | 13 | 04-12-2003 02:13 PM |