صباح الخير يا وطـني ..!!

عندما تصحو صباحا فتحتسي كوبا من الكابتشينو ... وقطعة "قاتو " صغيرة قبل أن تعتلي صهوة سيارتك .. وتفك سراجها .. لتنتطلق متوجها إلى عملك الروتيني اليومي المملل ...!!

أو إلى جامعتك التي اعتدت فيها أن تكون كل المحاضرات تحصيل حاصل .. فأنت دائما تحضر خوفا من الغياب .. وخوفا من تسجيل اسمك "غير حاضر" .. ذلك لأنك ستشتري المذكرة ليلة الاختبار وتحشو ذهنك بتصورات الأستاذة الجامعيين التي تحمل الكثير من التناقض .. ستحفظ ما يمكنك حفظه تلك الليلة وبلا محاضرات ( وبلا وجع راس )....!!

أو ربما كنت من بعض أخوتنا وأخواتنا الصغار الذين ينطلقون في زحمة السادسة صباحا الى مدارسهم التي تعلمهم أساسيات الحوار الهادئ .. وطرق استخلاص الكهرباء من دوران الاكترونات حول الذرة .. وفي مراحل متقدمة تعلمهم المدارس في الغالب كيفية صنع (الترانزستور ) في خمس دقائق .. لتكوين وسيلة اتصال مرئية أو مسموعة .. خوفا من أن يفقد أحدهم جهازه الخلوي في مكان ما ..!!

ولا تلام المدارس عندما تعطيهم فترة راحة بسيطة بين الحصص الدراسية ...تتراوح من خمس دقائق .. إلى خمسين دقيقة في الغالب .. كي تجدد النشاط الذهني لهم .. فهم يتذاكرون خلال هذه الفترة من الراحة.. ما سيقدمون عليه في الحصص المقبلة ..!! ولا بأس ببعض التراشق بالأقلام .. وتهريب الأفلام الإباحية .. التي يحرص المراهقون النوابغ على مشاهدتها بعد العودة إلى منازلهم .. ليريحوا أعصابهم من عناء يوم شاق مليئ بالتفكير .. والتحليل... والنوم على الرفوف ..!!

ومن الجميل جدا ذلك المنظر العظيم الذي ينبؤ عن مستقبل زاهر للمجتمع .. فأنت لا تستطيع التجول وقت المساء .. حول المكتبات ودور النشر والمعاهد التقنية والعلمية والأكاديمية .. والتي يزدحم عليها الناس بشكل يجعلنا نطالب دولنا بإغلاق دور السينما والمقاهي .. وافتتاح المعاهد والنوادي العلمية .. ذلك لان مقاهينا و ملاهينا .. لا يرتادها أحد أغلب الوقت .. وكثيرا ما تعلن المقاهي إفلاسها لأنها وسط مجتمع يعرف قيمة الوقت ..!!

لم أرى أروع من مجتمعاتنا الخليجية في العالم أجمع .... حتى صارت كل الدول ترسل رعاياها إلينا لتتعلم منا وتعود بالخبرة ... فلا يستغربن أحدكم عندما لا يرى في إحدى العواصم الخليجية إلا راعايا "هنودا " في أغلب شوراعها .. ذلك لأن المواطنين الخليجيين .. في الأعلى ...!! نعم في الأعلى .. فكلهم ذهبوا لاكتشاف ودراسة الفضاء ..والعيش هناك!! لذلك فلا أحد يبقى متمشيا في البلد ألا "علي بابا .. والأربعة ملايين حرامي ."..............!!