سجل حضورك ببيت من الفصحى

‏قل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا

سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا

لسان الهوى في مهجتي لك ناطقٌ
يخبر عني أنني لـك عـاشـقٌ
ولي كبد جمر الهوى قد أذابـهـا
وقلبي جريحٌ من فراقك خافـق
وكم أكتم الحب الذي قد أذابـنـي
فجفني قريح والدموع سـوابـق

وأسيرُ وحدي في الطريقِ كأنني
طِفلٌ تشرّدَ في الحياةِ سنينا

ليسَ الضياعُ بأن أسيرَ بمُفردي
حينًا أرى حُزني، وأضحكُ حِينَا

فلطالما أخفيتُ كُلّ مواجعي
وطويتُها كي لا أعيشَ حزينا

إن الضياعَ بأن أذوبَ صبابةً
من أجلِ قلبٍ لا يذوبُ حنينَا

أَبَى الشَّوقِ إلاَّ أَن يَحِنَّ ضَميرُ
وكُلُّ مَشوقٍ بالحَنينِ جَديرُ

وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ كِتْمانَ لَوْعَةٍ
يَنِمُّ عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ؟

خَضَعْتُ لأَحْكَامِ الْهَوَى،
وَلَطَالَمَا أَبَيْتُ فَلَمْ يَحْكُمْ عَليَّ أَمِيرُ

أَيَحِقُّ لي في غَيرِها الغَزلُ وَعَلى فَمي مِن قَلبِها قُبَلُ
وَكَأَنَّني في عَينِها لَهَبٌ بِفُؤادِها الوَلهانِ مُتَّصِلُ
يَبدو رَماداً حينَ تَلحَظُنا عينٌ وَحينَ تَغيبُ يَشتَعِلُ
يا خَيرَ مَن حَنَّت لَها مُهَجٌ وَأَحبَّ مَن غَزَلَت لَها مُقَلُ
أَفرَغتِ عِطرَكِ في دَمي فَعَلى شِعري عَبيرٌ مِنكِ مُنهَمِلُ
لَولاكِ جفَّ الشِعرُ في كَبِدي وَحييتُ لا حبٌّ وَلا أَمَلُ

إِلَيْكِ يَا مِنْ لَهَا وَلِدَ لِي عِشْقٍ
أَسَمَّتْهُ الحَيَاةَ لِحَيَاتِي رُفَاتِي

مَا فَارِقٌ طَيْفُكِ طَرَفُ عَيْنِي إِنْ وَمَا
وَمَا اِقْتَسَمَ غَيْرَكِ بَوْحُ كَلِمَاتِي

وقد تلتقي الأشتاتُ بعدَ تفرقٍ
وقد تُدرَكُ الحاجاتُ وهي بعِيد

أَتُشْهِدُ البُعْدَ عَلَيْنَا وَقَدْ فَرَىَ
بِيَمِينٍ كَاذِبِهِ الكَرَى كَذَّبْتَنِي

هانت عليك مدامعي فهجرتني
و كسرت قلباً ما أحبَّ سواكَ
و أنا الذي لولاكَ ماذقت الهوى
يوماً، ولم أكُ عاشقاً لسواكَ

رَعى اللهُ مَن هامَ الفُؤادُ بحبّهِ
وَمَن كِدْتُ من شوْقٍ إليه أطيرُ

ومن عجَبي أنّي أحنّ إليكمُ
ولم يخل طرفي من سناكم ولا قلبي

وأطلبُ قرباً من حماكم، وأنتمُ
إلى ناظري والقلب في غاية القربِ

أريحيني على صَدرك
لأنّي متعبٌ مثلك
دعي اسمي وعنواني وماذا كُنت
سنين العمرِ تخنُقها دروبُ الصّمت
وجئتُ إليك لا أدري لماذا جئت!

،

،

عجبًا لها ! عبثت بِها أشواقُها
تقولُ من فرطِ المشاعر: أكرهك


مُحتالةٌ ، مفضوحةٌ أحداقُها
هل تضحكُ العينان لك لو تكرهك؟

جاءت تمشي باستحياء
والخوف يطاردها
ويداها ترتعشان ...
وكأن الارض تموربها
لاتهدأعن نقل خطاها
تتردد في الاستئذان ...
وتطوف بعينيها في وجهي وفي الارض
تسالني ماصحة عشق الشعراء