مهنة يوسف عليه السلام
أنبياء الله تعالى لم يكن الأنبياء والرّسل عليهم السلام الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى إلا بشراً يمشون في الأسواق، ويأكلون الطّعام، ويتزوّجون النّساء، فهم في حياتهم ومعيشتهم كحال غيرهم من النّاس، ولم يُعرف عنهم أنّهم كانوا عالة على غيرهم بل كانوا مثالاً ونموذجاً في العمل والجدّ في الحياة، وكانوا يأكلون من عمل أيديهم وكسبهم. من بين أنبياء الله تعالى الكرام الذين تولّوا مناصب عليا نبيّ الله يوسف عليه السّلام، فما هي الصّفات التي اشتهر بها سيّدنا يوسف عليه السّلام وأهّلته ليتبوأ المكانة العليا في مجتمعه، وما هي مهنته؟
مهنة النّبي يوسف عليه السّلام مارس النّبي يوسف عليه السّلام مهنته بعد أن مكّن الله له في الأرض، فقد شاءت الأقدار أن يرى الملك رؤيا فيستدعي حاشيته ليستنبئ عمّن يستطيع تفسير رؤياه، فيكون جواب حاشيته أنّها أضغاث أحلام، ويعتذرون عن تفسير الرّؤى لجهلهم بتفسير الأحلام والرّؤى، فيتذّكر ساقي الملك أنّ له رفيقاً في السّجن ماهراً في تفسير الرّؤى والأحلام وهو سيّدنا يوسف عليه السّلام، فيخبر الملك عنه ليستدعيه الملك، ويعرض عليه رؤياه فيفسّرها يوسف عليه السّلام فيعجب الملك بتفسيره ويدرك فطنته وذكاءه فيقرّبه إليه، ويستخلصه لنفسه، ثمّ يعيّنه وزيرًا لخزائن مصر، وقد أهّله لذلك المنصب المهمّ في حكومة مصر أمانته، وحفظه، وحسن تدبيره، وكان يوسف عليه السّلام خير من يتولّى هذا المنصب الذي اختاره هو بنفسه حينما قال للملك: (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف: 55].
|