أشـهـر الجـبـال الـبــارزة فـي بـنـي عـمـــرو

نبذة عن جبل المطلى المشهور:

جبل المطلى الحصين من الجبال المرتفعة والمشهورة في السراة عامة والهامة في بني عمرو خاصة فهو من الجبال الوعرة كثير الشعاب،
المطلى أكتسب أهميته التاريخية من قبل أحداث الحرب العثمانية لبني عمرو ويسمونه جبل الشيح لنبات معروف فوائدة كثيرة.

فقد كانت قبائل بني عمرو الشام تلجأ إليه لموقعه المطل على أكثر قرى وجبال بني عمرو في أوقات الشدائد والملمات منذ العصور الغابرة وبه كثير من القرى والشعاب التي تعود لأكثر القبائل بعمرو الشام مثل آل سليمان وآل الشيخ والشق وعضيدات وبني عمارة مثل القرى التي تعيش على مقربة من قمة ذلك الجبل مثل قرية الأصفاء وقرية صرة وقرية الفرعه وبعض القرى تقع في أوديته المنحدرة إلى الشمال كقرية آل سعد وآل حسيكة وآل مفري (آل مفرج) وذات العلب وآل سمله وآل غثران وبعضها في المنحدرات الشرقية مثل قرى لزمه ولفت والكنهبله وغيرها من القرى واعذروني أن نسيت بعض القرى ولكن الموضوع للجميع كل واحد يطرح ما لديه من معلومات عن هذا الجبل الأشم،

فأرض هذا الجبل الشهير طينية تميل في أكثر الأماكن إلى الحمراء وهي صالحة للزراعة حيث يوجد فيه كثير من المدرجات الزراعية ولحب المواطن العمري لأرضه فقد عمل الجميع على إعادة بناء المدرجات في الجبال وخاصة في المطلى الذي يعتبر من الجبال الوعرة كما ذكرنا فكانت الزراعة سابقاً لها أهمية كبرى في حياة السكان لعدم توفر دخل آخر غير ما يجنونه من زراعة الحبوب مثل القمح والذرة والشعير وما يربونه من المواشي المختلفة مثل الأغنام والأبقار والإبل والخيل كانت متوفرة في منطقة عسير في أزمان سابقة كما دلت الأشعار على ذلك،
وقد تكيفوا مع المطلى على صعوبته صعوداً وانحدارا فقد بنوا المدرجات على فروعه من جميع النواحي وبذلوا جهوداً كبيرة لاستصلاحه فبنوا تلك المدرجات المرتفعه بأحجار كبيرة تقاوم عوامل التعرية والسيول العننيفة التي كانت تنزل بكثرة وقد عملوا على تصريف السيول من المطلى تصريفاً جيداً بحيث يستعملونها في ري مزارعهم إن رغبوا دون أن يتركوها تذهب إلى الأودية،

إلا ما كان اكثر من حاجتهم فيسربونه إلى الأودية ومن أشهر الأودية المذكورة وادي عياش المعروف بوادي رنما الذي تنحدر أكثر سيوله من المطلى ولا زال البعض القليل من القرى يهتمون بالزراعة ومن المؤسف أن السكان الآن تركوا الزراعة وأتجهوا لبناء المساكن على الأراضي الزراعية التي تعب الأجداد في بناء تلك المدرجات لتوفير لقمة العيش وستتأثر الجبال لهدم حجارة المدرجات واستبدالها بالبلك والاسمنت فلن تقاوم ما تقاومه الأجحار الكبيرة التي دامت في بعض الأماكن مئات السنين ويقال أن بني هلال هم من قام ببناء المدرجات بمنطقة عسير ولكنهم تفرقوا في الجزيرة العربية ووصلوا برقة بليبيا ويقال ان فيهم رجل يسمى حسن بن سرحان فديرتنا تسمى ديار حسن بن سرحان ويقال انه من أبطال بني هلال والشئ بالشيء يذكر والله اعلم أن آخرهم كانت قبيلة عمران التي تنتسب لقبيلة الغرة في حلباء فلا زالت بعض حصونهم شاهدة إلى الوقت الحاضر وقد تركوا ديارهم لأبناء عمومتهم وأنتقلوا إلى تهامة فتعيش بقاياهم الآن في تهامة حيث أنهم في عبس أو قريب منه فربما هم آل عمار المتواجدين على الحدود بين قبيلتي بني عمرو وبلقرن كما ذكره سابقاً كبار السن،

فكانوا بني عمرو مثابرين على أعمالهم كغيرهم من أهل المنطقة فيقال أن احد بني عمرو المطلى ذهب لعمله كعادته وكانوا يحرثون الأرض بالثيران ولكن ذلك الرجل ليس لديه ثيران وإعتماده على الله ثم على الأداة التي تسمى المسحاة وهي تشبه (الفاروع) ولكن لها إتجاه او رأس واحده فكان ذلك الرجل يسرح في الصباح بمسحاته على كتفه وينجز في يومه من تسعة مدرجات إلى عشرة في حسب مساحة المدرج الواحد وتسمى واحدتها الدميسه أو الشط أو الشقة أو الحقنة فعزق الأرض حتى انكسرت هراوة المسحاة ولم يستطع إن يذهب لتبديل الهراوة فكان يضع أصابعة مكان خرم الهراوة ويعزق الأرض فعاد في المساء إلى قريته ولم يكن مرتاح البال لأنه لم ينجز إلا القليل من العمل في نظره حيث لم ينجز إلا سبع من البلاد أو الشطان فشكى ذلك على جماعته بأن يومه ذهب سدى،

فكيف كان شكل تلك اليدان يا ترى بعد ذلك الكد الشديد والعناء،
فقد تذكرت قصة البنت التي كانت تتلمس يدي والدها وتتلطف به من خشونتها فقالت فيها بيت من الشعر ورد عليها والدها فقالت:


هــذه كــف أبــي خشنـهـا -------- ضرب مسحاة ونقل بالزبيل

فأجابها أبوها :

ويلك لاتستنكـري خشـن يـدي ---- لـيـس مــن كــد لـعـز بـذلـيـل
إنمـا الذلـة أن يمشـي الفتـى------ساحب الذيل إلى باب البخيل

=========================
فاسم جبل المطلى ولماذا سمي بهذا الاسم:

أعتقد أنه سمي المطلى لأنه يطل على أكثر قرى وسكان بني عمرو الشام لارتفاعه الشاهق،

وقد ورد اسم المطلى في معجم البلدان لعدة أماكن بعضها عين موقعه والبعض لم يعينه وقد وردت بفتح الميم وقيل المطلى هو المكان الذي كانت تطلى فيه الإبل بالقطران ويقال انه ورد من تعيين موضع في نجران ايضاً اسمه المطلى:


سقى الله ليلي والحمى والمطاليا

وقال آخر:

وحلت بنجد واحتللنا المطاليا

وقال القتال الكلبي:

وآنست قوماً بالمطالي وجاملا
أبابيل هزلى بين راع ومهمل

وقال أبو زياد:
ومما سمي من بلاد بكر بن كلاب تسمية فيها خطها من المياه والجبال المطالي وواحدها مطلى وهي أرض واسعة وقال رجل من اليمن وهو النهدي:

ألا هند أصبحت عامرية
وأصبحت نهدياً بنجدين نائباً
تحل الرياض لي نمير بن عامر
بأرض الرباب أو بحل المطاليا[/poem]

وقال آخر:

البرق بالمطلى تهب وتبرق ------- ودونك نيق من دغانين اعتق
وميض يرى في بهره الليل معدما------هجعنا وعرض البيد بالليل مطبق

وقال شاعر آخر:


غنى الحمام على أفنان غيطلة==من سدر بيشة ملتف أعاليها
غنين لاعربيات بألسنة==عجم وأملح أنحاء نواحيها
فقلت والعيس خوص في أزمتها==يلوي بأثبات اصحابي تباريها
أدعى الأراك قلوصي ثم أوردها== ماء الجزيرة والمطلى فأسيقيها

أعتقد هنا لن نلام على هذه الأبيات الأربعة التي هي من حق مطلانا لعلمنا بأنه ليس حول بيشه أشهر من مطلى بني
عمرو الجبل المشهور ،

وقد ذكر لي أحد كبار السن رحمه الله بأن أحد أفراد قبيلة الغره ببني عمرو طلع رأس المطلى وهو شاب ورأى ما يسمى بالصواير الجبلين المعروفين ببيشه والله أعلم،
وقد ذكرت هنا قبيلة الغرة هنا لا لشئ ولكن الأحداث تطابقت مع ذكر جبل المطلى و لأنه يربطني بهم عنوة ونسب فهم العواني الله يبارك فيهم ولحبي لتاريخ بني عمرو كنت أتصيد شيبان بني عمرو أينما وجدتهم لأسألهم عنما كان وكيف كان،

والكتاب الذي بين يدي يقول بالحرف الواحد ما يلي:
فا لمطلى ويقصد مطلى بني عمرو المشهور ترى منه بيشه المذكورة وقد يرى منه الجبال التي حواليها، والمطلى وهو مرتفع جداً وكثيراً ما تتجمع فوقه السحب الممطره التي تلمع فيها البروق فترى من أماكن بعيدة جداً وكثيراً وبيشة تبعد عن المطلى ربما من 90 كيلاً إلى 100 بالنظر افقياً والله اعلم،