تفسير: (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات)
♦ الآية: ﴿
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: الأنعام (122).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿
أَوْ مَنْ كان ميتًا فأحييناه ﴾ ضالاًّ كافرًا فهديناه ﴿
وجعلنا له نورًا ﴾ دينًا وإيمانًا ﴿
يمشي به في الناس ﴾ مع المسلمين مُستضيئًا بما قذف الله في قلبه من نور الحكمة والإِيمان ﴿
كمَنْ مثله ﴾ كمَن هو ﴿
في الظلمات ﴾ في ظلمات الكفر والضَّلالة ﴿
لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ ليس بمؤمن أبدًا نزلت في أبي جهلٍ وحمزة بن عبد المطلب ﴿
كذلك ﴾ كما زُيِّن للمؤمنين الإِيمان ﴿
زين للكافرين ما كانوا يعملون ﴾ من عبادة الأصنام.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله: ﴿
أَوَمَنْ كانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْناهُ ﴾، قَرَأَ نافع ميتا ﴿
ولَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ [الحجرات: 12] ﴿
والْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها ﴾ [يس: 33]، بالتشديد فيهنّ، وقرأ الآخرون بِالتَّخْفِيفِ فَأَحْيَيْناهُ، أَيْ: كَانَ ضَالًّا فَهَدَيْنَاهُ، كَانَ مَيِّتًا بِالْكُفْرِ فَأَحْيَيْنَاهُ بِالْإِيمَانِ، ﴿
وَجَعَلْنا لَهُ نُورًا ﴾، يَسْتَضِيءُ بِهِ، ﴿
يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾، عَلَى قَصْدِ السَّبِيلِ، قِيلَ: النُّورُ هُوَ الْإِسْلَامُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿
يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 257]، وَقَالَ قَتَادَةُ: هُوَ كِتَابُ اللَّهِ بيّنة من الله مع المؤمنين، بِهَا يَعْمَلُ وَبِهَا يَأْخُذُ وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي، ﴿
كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ ﴾، الْمَثَلُ صِلَةٌ، أَيْ: كَمَنْ هُوَ فِي الظُّلُمَاتِ، ﴿
لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ﴾، يَعْنِي: مِنْ ظُلْمَةِ الْكُفْرِ، قِيلَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي رَجُلَيْنِ بِأَعْيَانِهِمَا، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِيهِمَا، قَالَ ابن عباس: وَجَعَلْنا لَهُ نُورًا، يُرِيدُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَطْلَبِ، كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ، يُرِيدُ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ رَمَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَرْثٍ، فَأُخْبِرَ حَمْزَةُ بِمَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ قَنْصِهِ وَبِيَدِهِ قَوْسٌ، وَحَمْزَةُ لَمْ يُؤْمِنْ بَعْدُ، فَأَقْبَلَ غضبان حتى رمى أَبَا جَهْلٍ بِالْقَوْسِ وَهُوَ يَتَضَرَّعُ إليه، ويقول: يا أبا عمارة أَمَا تَرَى مَا جَاءَ بِهِ؟ سَفَّهَ عُقُولَنَا وَسَبَّ آلِهَتَنَا وَخَالَفَ آبَاءَنَا، فَقَالَ حَمْزَةُ: وَمَنْ أَسْفَهُ مِنْكُمْ؟ تَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: نَزَلَتْ فِي عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبِي جَهْلٍ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَالْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَأَبِي جَهْلٍ. ﴿
كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعْصِيَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يُرِيدُ زَيَّنَ لَهُمُ الشيطان عبادة الأصنام
تفسير القرآن الكريم
الالوكة