الإهداءات | |
|
التسجيل | التعليمـــات | التقويم | مشاركات اليوم | البحث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
دلالات تربوية على سورة الناس
دلالات تربوية على سورة الناس بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴿ قُلْ أَعُوذُ[1] بِرَبِّ [2] النَّاسِ [3] * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ[4] الْخَنَّاسِ[5] * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ[6] وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 1 - 6]. الفائدة الأولى: أنَّ من أهم أبواب الدَّعوة إلى الله تعالى: تعليم النَّاس أنَّ الله - تعالى - هو الذي يُستعاذ به؛ لذا جاء الأمر في أوَّل السورة بـ﴿ قُلْ ﴾، وفي الحديث: ((إذا سألْتَ فاسأل الله، وإذا اسْتَعَنْتَ فاستعن بالله))[7] . الفائدة الثانية: العِلْم بأنَّ النَّاس لهم شأنٌ عظيم عند الله تعالى؛ لأنَّ الله تعالى قد أضافهم إلى ذاته فقال: ﴿ رَبِّ النَّاسِ ﴾، وهو الذي اخْتَصّهم بالفضْل والرزق والإنعام، وأضافهم إلى ملكه؛ فقال: ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾، فدَلَّ ذلك على أنَّه هو المتصَرِّف في شؤونهم، فيوجههم كما يوجه المَلِكُ عبيدَه، كما أضافهم إلى صفاته فقال: ﴿ إِلَهِ النَّاسِ ﴾، فكان من شأن اختصاص الله تعالى بالفَضْل على الناس وحقه في التصرُّف في شؤونه، فيقدر لهم الخير والشَّرَّ فتنة أن تكون النتيجة المنطقيَّة لذلك هو اختِصاص الله تعالى وحْده بالألوهيَّة؛ بحَيْث يُعْبَد وحْدَه دون سواه. الفائدة الثالثة: أنَّ مِن شرائط الاستِعاذة: العلْمَ بصفات الله – تعالى، المُستعاذ به - الثلاث: الربوبية والملك والألوهيَّة، والإيمان بها، والتعَبُّد له بها، إذ قسَّم العلماءُ التوحيد إلى قسمَيْن: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وبعضهم يشتق من توحيد الربوبية قسمًا ثالثًا تحت عنوان: الأسماء والصفات؛ لأهميته وكثْرة غلط الناس فيه. وعليه؛ تكون أبواب التوحيد كما يلي: أولاً: توحيد الربوبيَّة، ويُقصد به توحيد المعرفة بالله تعالى وإثبات، والقسم الثاني: توحيد الأسماء والصفات، والقسم الثالث: وهو توحيد الإلهية والعبادة، ويقصد به توحيد الطلب والقصد[8]، تفصيل ذلك على الوجه التالي: أوَّلاً: توحيد الربوبيَّة: هو الإقرارُ بأنَّ الله - تعالى - هو الخالِق الرازق، المحيي المميت، المدبِّر لجميع الأمور، المتَصَرِّف في كلِّ مخلوقاته، لا شريك له في ملكه، وضد ذلك اعتقاد العبد وجود متَصَرِّف مع الله غيره فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله - عز وجل. ثانيًا: توحيد الأسماء والصفات: هو أن يُدعى الله تعالى بما سَمَّى به نفسه، ويوصف بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويُنفى عنه التشبيه والتمثيل، وضد ذلك شيئان، ويعمُّهما اسم الإلحاد: أحدهما: نفي ذلك عن الله - عز وجل - وتعطيله عن صفات كماله ونعوت جلاله، الثابتة بالكتاب والسنة. ثانيهما: تشبيه صفات الله - تعالى - بصفات خلقه، وقد قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، وقد خصَّ الله - تعالى - نفسه بصفة (الملك) من سائر صفاته في هذه السورة. ثالثًا: توحيد الإلهيَّة: وهو إفراد الله - تعالى - بِجميع أنواع العبادة، ونفي العبادة عن كلِّ ما سوى الله - تبارك وتعالى - وضد ذلك هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله - عز وجل - وهذا هو الغالب على عامَّة المشركين، وفيه الخصومة بين جَميع الرسل وأُمَمها. الفائدة الرابعة: العلم بصفات العدوِّ الأوَّل للإنسان، وهو الشَّيطان الرَّجيم، وقد بَيَّنَ الله لنا في تلك السورة منها اثنتين، تتعلَّقان بما يُستجار منه، وهما: (الوسوسة - الخنس). أوَّلاً: الوَسْوَسة: فصوْت الباطل دائمًا ضعيف، لا يستطيع أهلُه الجهر به لشدَّة نكارته؛ لذا علا صوت الحق دائمًا على صوت الباطل، حتَّى في ظلِّ أشدِّ الأوقات التي يضعف فيها؛ لأنَّ صوت الوسوسة دائمًا خافت، ولا يعمل إلاَّ في الخفاء. ثانيًا: الخنس: أنَّ صوت الباطل لا تأثير له مع ذِكْر الله تعالى؛ فهو القائل في كتابه: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴾ [الإسراء: 45، 46]. وعن أبي هُريرة - رضي الله عنْه - قال : قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ((إذا نودي بالصَّلاة، أدبر الشَّيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوّب بها أدبر، فإذا قضي التَّثويب أقبل حتَّى يخطر بين المرْء ونفسه يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتَّى يظلّ الرَّجُل إن يدري كم صلَّى، فإذا لم يدْرِ أحدُكم كم صلَّى: ثلاثًا أو أربعًا، فليسجد سجدتَين وهو جالس))[9]. الفائدة الخامسة: العلم بمصدري الوسوسة الإنسيَّة والجنّيَّة، وذلك على التَّفصيل التالي: أوَّلا: الوسوسة الجنّية: فعن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما منكم من أحدٍ إلاَّ وقد وكل به قرينه من الجنّ)) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: ((وإيَّاي؛ إلاَّ أنَّ الله أعانني عليْه فأسلم فلا يأمرني إلاَّ بخير))[10] ، قال تعالى: ﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36]. كما تتميَّز الجِنَّة عن الإنس بخاصَّة عدم إمكان رؤيتِها؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 27]، فلماذا لا نرى الشَّيطان؟ الله تعالى أخبرنا بأنَّه عدوُّنا، كما أنه - سبحانه - أخبرنا بأنَّه ضعيف حيث قال: ﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 76]؛ لذا كان في عدم رؤيتِه تقليلٌ من شأنه، وذلك حتَّى لا يكون شاغلك مصدر الوسوسة، وإنَّما اجتناب الفعل المحرَّم ذاته؛ لذا عندما غرَّر الشَّيطان بآدم فأكل من الشَّجرة، كان قد شُغِل بالملك والخلد الَّذي سوف يكون له بعد الأكل منها، فبِصرف النظر عن مصدر هذه الوسوسة وأنَّها من عدوِّه إبليس، إلاَّ أنَّ آدم نسي عهْد الله له؛ لذا قال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ﴾ [طه: 115]. كما أنَّ في ذلك تحقيقًا للابتلاء والحكمة منه، حيث تكون الوسوسة من الأمور الغيبيَّة التي نؤمن بها ونحذر منها، كما أنَّ في رؤيته تضخيمًا لحقيقته الضعيفة، وأنَّه لا يضر ولا ينفع إلاَّ بإذن الله؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ﴾ [البقرة: 102]. ثانيًا: الوسوسة الإنسيَّة: فقد حذَّرنا رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الجليس السُّوء، وشبَّه شرَّه بالحريق الَّذي يأْتِي من الشَّرار المتطاير من عمل الحدَّاد؛ فعن أبي بُرْدَة بن أبي موسى عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مثل الجليس الصَّالح والجليس السّوء كمثل صاحب المِسْك وكير الحدَّاد، لا يعدمك من صاحب المسْك إمَّا تشتريه، أو تجِد ريحه، وكير الحداد يُحْرِق بدنك، أو ثوبك، أو تجد منه ريحًا خبيثة))[11] . والوسوسة الإنسيَّة شرُّها أكبر من الوسوسة الجنّية؛ لأنَّ الإنسي تظنُّه صديقًا ناصحًا لك فيغرّك، أمَّا الوسوسة الجنّيَّة فمصدرها معروف لك وأنَّها من الشَّيطان الرجيم، كما أنَّ الإنسي لا يخنس بينما الجني يخنس عند ذكر الله تعالى. الفائدة السادسة: العِلم بمواطن اجتهاد الشيطان، حيث يصبّ وسوسته على قلْب المرء ليحوّله إليه، فإذا فسد القلب فسدت سائر الجوارح؛ فعن النّعمان بن بشير عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ألا وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسَد كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلْب))[12] ، وعليْه؛ تعيَّن على المسلم أن يَجتهد في إخلاص الطَّاعات لله - تعالى - وأن يُجنّبها الرياء والسُّمعة وحبّ المدْح من الآخرين، كما عليه أن ينظِّف قلبَه من الحسد والحقد والغلّ للآخرين، فإذا طهَّر قلبه من تلك الأخلاق الذميمة، استطاع بذلك أن يُقْبِل على الله - تعالى - بجسده كلِّه؛ ليعبده بسائر جوارحِه في همَّة ونشاط. تدبَّر كيف أفسد الشَّيطان صلاة المنافقين؛ حيث قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 142]، ففساد القلْب أدَّى إلى فساد العبادة. الفائدة السابعة: اليقين بالنَّصر على عدوّ الإنسان؛ لأنَّ الله - تعالى - هو الَّذي أمر بالاستِعاذة به على عدوَّينا من الجن والإنس، فلا يضرّك كيدُهُما طالما أنَّ الاستعاذة قد تحقَّقت شرائِطُها السَّالف ذكرها؛ فعن ابن عبَّاس قال: كنتُ خلفَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا فقال: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجدْه تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلَمْ أنَّ الأمَّة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيْءٍ، لَم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتبَه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء، لم يضرُّوك إلاَّ بشيءٍ قد كتبه الله عليْك، رفعت الأقلام وجفَّت الصُّحف))[13]. [1] (عوذ): لاذ فيه، ولجأَ إِليه، واعتصم به. [2] (ربب): الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ والسَّيِّدِ والمُدَبِّر والمُرَبِّي والقَيِّمِ والمُنْعِمِ، واللّه - عزّ وجل - هو رَبُّ كلِّ شيءٍ، فهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ. [3] (نوس): والنَّوْس تَذَبْذُبُ الشيء، ويقال للغُصْن الدقيق إِذا هبت به الريح فهزَّته: فهو يَنوس، والمعنى المراد: جماعة الناس؛ لأنهم يَتَحَرَّكون ويَتَذَبْذَبُون في الأرض لطلَب الرِّزق. [4] (وسس): الوَسْوَسة حديث النفس؛ أي: بما لا نَفْعَ فيه ولا خَيْرَ، والوسواس: الصوت الخفي من ريحٍ تهز قصبًا ونحوه، وبه يُشبه صوتُ الحلي. [5] الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء، انْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع، ويقصد بذلك: أن الشيطان يتقهقر ويتراجع عندما يسمع ذكر الله تعالى، إلاَّ أنَّه لا يلبث حتى يُقبِل مرَّة أخرى، ليستمرَّ في وسوسته حين يغفل القَلْب عن ذكر الله تعالى، فلا يمنعه من ابنِ آدم إلاَّ الذكر. [6] (جنن): جَنَّ الشيء يَجُنُّه جَنًّا: سَتَره، وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ، ومنه سُمِّي الجَنينُ؛ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه، وجِنُّ الليل لشدَّةُ ظُلْمتِه، والشياطين سُمِّيَت بالجِنَّة؛ لأنها ترانا ولا نراها. [7] حديث الترمذي رقم 2516 ج 4 ص 667. [8] "معارج القبول" ج 2 ص 249. [9] رواه البخاري في صحيحه، رقم 1174 ج 1 ص 413. [10] رواه مسلم في صحيحه، رقم 2814 ج 4 ص 2167. [11] رواه البخاري في صحيحه، رقم 1995 ج 2 ص 741. [12] رواه البخاري في صحيحه رقم 52 ج 1 ص 28. [13] رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، رقم 2516 ج 4 ص 667 وصحَّحه الألباني. الالوكة |
07-20-2016, 12:43 PM | #2 |
مشرفة منتديات البرمجيات والصور والأفلام
|
الله يجزاك خير
|
اللهم انس وحشة من باتوا في قبورهم وحيدين و اجعلهم منعمين مطمئنين برضاك وعفوك عنهم يارحم الراحمين. اللهم ارحم امي وابي وجميع اموات المسلمين❤
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاعجاز في سورة الناس | أم وائل | علوم القرآن والسنة والسيرة النبوية | 11 | 11-11-2013 01:37 AM |
ملف كامل...حمامات ديكور حمامات جديدة .. | ام دودي الصغير | قسم الديكور والمنزل | 13 | 03-13-2011 04:30 PM |
صورة الفتاة التي اغرت الناس بجمالها؟؟؟.. | الوفا طبعي..* | الصور والأفلام والفلاش | 9 | 12-24-2009 11:50 AM |
حمامات ملووونه | ندى الصباح | قسم الديكور والمنزل | 10 | 01-31-2007 05:15 AM |
حمامات رائعه | ندى الصباح | قسم الديكور والمنزل | 6 | 10-17-2005 12:05 AM |